Wednesday, September 21, 2005

المقاومة العراقية.. تباً للمستحيل!!

المقاومة العراقية.. تباً للمستحيل!!

بقلم: اسماعيل ابو البندورة/ كاتب في صحيفة (المجد) الأردنية

لأن قلبنا وعقلنا كانا مع المقاومة العراقية الباسلة منذ بداية انطلاقها، فقد تأسس فينا إيمان واقتناع بأن الاحتلال الأمريكي الغاشم لن يحصد في النهاية إلا الهزيمة، وسوف يطرده أبناء العراق المخلصين عاجلاً أم آجلاً حتى وان تهيأ للبعض أن الدمى والعملاء والخفافيش قد تولد عراقاً مختلفاً، أو عراقاً خارجاً من جلدته وطبيعته النضالية ويسير في درب الصهاينة والأمريكان.

بهذه القناعة الإيمانية العربية المخلصة، وهذا الإيمان العميق بالحرية ومحبتنا الوافرة للعراق وأهله وشعبه، كنا نحب لكل أبناء العراق أن يشاركوا في هذه المعركة التاريخية البطولية الشريفة والمشرفة، بغض النظر عن رأي هنا وهناك، أو خلافات حدثت في الماضي، فكل ذلك يهون بالمقارنة مع جريمة احتلال العراق وطمس هويته وإذلال شعبه وتخريب منجزاته وحضارته وتقدمه العلمي وإعادته إلى ما قبل التاريخ.

لكن في الناس اختلاف، وفي بعض العقول طيش وشطح، وفي النفوس ثارات، وفي الحياة مفارقات واختلاطات، إلا أن الأخطر والأسوأ في المواقف كان موقف أولئك الذين وقفوا مع الاحتلال ثأراً وعن سابق إصرار وحقد وترصد، وتورط أولئك الذين وقفوا عقلاً وروحاً وتوظيفاً لأحقاد وخزعبلات، ولعبوا بقضية الوطن، وأصبحوا بذلك وبكل المقاييس العربية لعنة وسبة في الحاضر والمستقبل·· فهؤلاء باعتقاد المؤمنين (وهم كثر) سيصلون ناراً ذات لهب، وسيذهبون إلى الجحيم أشتاتاً، وسوف تلاحقهم اللعنات حتى داخل القبور، وسوف تزيد هزيمة الأمريكان الراهنة من مأزقهم، وتوسع دائرة جهنم التي دخلوا فيها طوعاً وتآمراً تحت عنوان "المقاومة السلمية للاحتلال !!".

لم يتعقل الأمريكان ومن لحق بركبهم من الأنظمة العربية مقولات القائد المجاهد صدام حسين عندما كان يناشد العراقيين أيام الحصار الجائر "أن تباً للمستحيل"، لرفع معنوياتهم ولدعوتهم في الآن ذاته لمواجهة المستحيل بكل أشكاله، ولم يستوعبوا جيداً قولته "بأن هناك كيمياء خاصة للعراقيين لا يعرفها إلا أبناء الشعب من المناضلين"، واعتمدوا وراهنوا على ترهات العملاء والمطرودين من عقل وروح العراقيين، ولم ينتبهوا جيداً عندما خاطبهم قائلاً عام 3002 "سوف نجعلهم ينتحرون على أسوار بغداد" وها هم العراقيون وقد لبوا النداء يقتلون الغزاة شر قتلة، ويصلونهم ناراً ذات لهب، ويفشلون خططهم ومشاريعهم، ويمرغون أنوفهم في التراب.

لقد صدق المجاهد صدام وخاب فأل المعتدين، وتأكدت مقولاته ورؤاه ونحن نرى المقاومة تواجه المستحيل بصياغة المستحيل البطولي، ونرى بأن ذلك ما كان ليكون لولا تلك "الكيمياء" التي تحدث عنها ابن الشعب البار وباني نهضة العراق الحديثة، لأنه جاء من هذه "الكيمياء" وكان من أجلى وأنقى وأعمق تعبيراتها وتفاعلاتها، وها هم أولاء الأشرار والمتغطرسون يقتلون على أسوار بغداد وفي حواريها، ومازال دجلة يرتل بأمواجه الهادئة أنشودة صياغة المستحيل، ويمط لسانه هازئاً بالأوغاد والقتلة.

الآن تطل هزيمة الأمريكان من عيون بوش ورامسفيلد بعد أن أطلت من ساحات القتال، والآن يظهر الحق ويزهق الباطل، وتذهب جفاءً كل الأراجيف والأكاذيب ومخترعات الإعلام، والآن تتبدد كل العناوين التي وضعوها كذباً وهاجموا النظام القومي وأزاحوه عن السلطة تحت ظلالها.

الآن تظهر حقيقة المشروع الأميركي - الصهيوني ومفرداته، وما كان كل ذلك ليظهر ويبدو بهذا الجلاء والسطوع لولا تلك المقاومة التي هزمت العناوين والمفردات والتفاصيل والأصداء الكاذبة.. فعلت المقاومة فعلها عندما اجتمع بداخلها كل أبناء العراق، وعزلوا العملاء وحاصروهم في دائرة ضيقة ولاحقوهم مثل الجرذان، ووقفوا للقوة الأمريكية الغاشمة بالمرصاد، وحطموا كبرياء هذه القوة وادخلوا تفوقها في مجاري بغداد.

لقد أفلحت المقاومة في توليد مشروعها الوطني، وتنادى إلى صفوفها كل أبناء العراق البررة، واجتمعوا على كلمة واحدة: أن لا للاحتلال، ومعاً لطرد الاحتلال، فحققت بذلك بذرتها الطيبة الأولى التي أنتجت الشجرة الوارفة التي نرى الآن، ونجحت المقاومة في جمع الصفوف والعقول، فأمام الاحتلال لا تردد ولا نكوص ولا حوارات بيزنطية، وإنما مقاومة الاحتلال تحتاج إلى مفاهيم واضحة ومبادئ راسخة وسواعد قوية جبارة وعقول صامدة ورجال مؤمنين، وقد وفرت المقاومة هذه العناصر منذ بدايات انبثاقها، وها هي تحصد الآن زرعها·· فقد أنتجت وحدة وطنية عراقية لمقاومة الاحتلال، وولدت برنامجاً استراتيجياً للحاضر والمستقبل ورتبت عقلها وجمعت متطلباتها واستعدت للمقاتلة والمفاوضة بالعناوين التالية:

* طرد الاحتلال وخروجه من ارض العراق.

* إعادة الشرعية للحكومة الشرعية التي أزاحوها.

* محاكمة المعتدين كمجرمي حرب.

* تعويضات للعراق عن جرائم الاحتلال المادية والمعنوية.

* عدم تحويل المفاوضة إلى مؤامرة.

* الإفراج عن قادة العراق الشرفاء.. رئيس العراق الشرعي ورفاقه من أعضاء القيادة وكل أبناء العراق البررة الآن يحاول الغزاة بعد أن أدركوا الهزيمة والخسران أن يقوموا بعملية التفاف على المقاومة باصطناع متحدثين باسمها واختراع شخصيات لتمييع مطالبها، وجعلها مطالب تسهل مهمة الأمريكان في المستقبل، وهي واحدة من المؤامرات المنصوبة للمقاومة والخطط البديلة لتغيير النتيجة لصالح العدوان والمعتدين، وهي لعبة تدركها المقاومة ولذلك نراها مثلما فعلت المقاومة في فيتنام من قبل تشدد من ضرباتها، وتؤكد مطالبها وتصر على عناوينها واستحقاقاتها.

نحن لسنا في موضع من يقدم الفكرة والنصيحة للمقاومة، لكننا نعرف أن الدم الذي تفجر في العراق دفاعاً عن هويته العربية - الإسلامية سيجد التعبيرات الملائمة لكي يحقق غاياته، وأن القيادة التي فجرت المقاومة في لحظة عراقية وعربية صعبة ستجد الجواب المناسب والطريقة الملائمة لصياغة الهزيمة المدبرة للمعتدين، وبناء عناوين المستقبل، وصياغة العراق الجديد بهوية عربية إسلامية متجددة، واندفاع اكبر لتحقيق أهداف الأمة العربية في الحرية والاستقلال التحرر.
للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألأبــــــد

.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker