ما أشبه الليلة بالبارحة
ما أشبه الليلة بالبارحة
الدكتور قاسم سّلام
بالأمس البعيد يزدجر تحدى العرب فانتهى بجيشه وقادته على يد العرب يزدجر ورستم والهرمزان ومهران والبيرزان في القادسية الأولى باب فارس في الجاهلية كما وصفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه . الخميني ورفسنجاني والخامنئي في القادسية الثانية واليوم في معركة الحواسم السيستاني وباقر الحكيم وابراهيم الجعفري وفيلق الغدر .
بالأمس البعيد "يزدجر" وطاقمه تحدي العرب وصوت الحق فانتهى بجيشه وقادته على يد العرب حملة صوت الحق وحملة الاسلام الذين حمل هم تراب فارس في محاولة لإذلالهم وقال كلمته الشهيرة : بعد أن سمع فحوى رسالتهم العظيمة التي كلفوا بنقلها إليه وتتلخص بدعوته للإسلام و "مالم فإن أبيتم فالجزية , فإن أبيتم فالمناجزة .. فكان رده منفعلا أتراكم إجترأتم علينا لم ا تشاغلنا بأنفسنا" مبالغا في الاساءة إليهم , فرد عليه المغيرة بن شعبة : "إختر إن شئت الجزية , وإن شئت السيف , أو تسلم فتنجي نفسك" فزمجر "يزدجر" آمرا بجلب تراب وتحميله أشرف هؤلاء القوم على أن يساق حتى يخرج من باب المدائن قائلا : إرجعوا إلى صاحبكم فاعلموه إني مرسل إليه رستم حتى يدفنه ويدفنكم معه في خندق القادسية , ثم أوردوا بلادكم حتى أشغلكم بأنفسكم بأشد مما نالكم من سابور" وقصة سابور معروفة إذ قام بتدمير البحرين وفتك بعرب بكر بن وائل وتميم وعبدالقيس ثم سار الى اليمامة وقتل أهلها ومنها الى منطقة عشائر بكر وتغلب وقتل عددا كبيرا منهم , فكان عاصم بن عمرو أسرع الذين نهضوا معلنا أنه أشرفهم فقال : "أنا سيد هؤلاء" حتى لا يعرض كبار القوم الى مذلة يزدجر وحمل التراب.
ثم أصدر يزدجر أمره بإعداد جيشا كبيرا بلغ عدده بين مائة ومائة وعشرين الفا لمواجهة العرب على أرض القادسية , في حين توجه سعد بن أبي وقاص بأمر من الخليفة عمر رضي الله عنه الى القادسية مع توجيه موجز برسالة تاريخية يقول له فيها "إذا بلغت القادسية , والقادسية باب فارس في الجاهلية , وهي أجمع تلك الأبواب لمادتهم وهو منزل رغيب خصيب , حصين , دونه قناطر وانهار ممتنعة فتكون مسالحك "معسكراتك" على انقابها , ويكون الناس بين المجر والمدر " . إلتقى الطرفان حول القادسية في معارك طاحنة أظهر العرب حملة الحق وراية التوحيد شجاعة نادرة , صالوا وجالوا في أيام "أرماث" و "أغواث" و "أعماس" و"القادسية" مختارين الشهادة أو النصر في مواجهتهم لجيش الفرس وفي ل هم , وازدادوا حماسا حين علموا أن "يزدجر" أنجد قائد جيشه "رستم" بقوة من حرسه الخاص مما صع د الجيش العربي ضرباته للفيله بمشافرها وعيونها فحسمت المعركة وقتل رستم وانهزم "يزدجر" ورفعت راية الله أكبر على القادسية والمدائن وأنتهى الطاغوت الفارسي , وواصل الاسلام طريقه حتى أسلمت فارس .
أما الخميني بالأمس القريب وزمرته فقد أراد أن يعيد مجد "سابور" و"يزدجر" - منطلقا من حوزة النجف والعتبات المقدسة فكانت القادسية الثانية وكان أبطال العراق دروع الأمة في المواجهة دفاعا عن البوابة الشرقية , بل عن الأمة كلها , فخاب أمله وأنتهى حيث إنتهى أجداده , غير أن الذين ورثوا عرشه سلكوا نفس الطريق وأستذكروا تاريخ الفرس الذين حاولوا إستئصال الأمة العربية من الخارطة فوسع فرس اليوم تحالفاتهم ومدوا أيديهم الى الصهاينة والامريكان والبريطانيين كي ينفذوا ماعجز أجدادهم عن تنفيذه بعد أن استوعبوا رسالة المثنى الى سعد التي قال فيها : "لا تقاتل الفرس إذا اجتمع امرهم ولا تقتحم عليهم عقر دارهم وأن يقاتلهم على حدود أرضهم" فبدأوا بزرع "السيستاني" داخل المرجعية في النجف الأشرف وهيئوا باقر الحكيم وابراهيم الجعفري واحمد الجلبي , ودربوا "فيلق غدر" ومجرمي عصابة الجعفري مستعينين ببوش وكأنهم بذلك يرد ون على قوله تعالى " وما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا" وكأن بوش هو رسول هؤلاء دافعين بد ماهم كي يتسارعوا الى البيت الأبيض للإقتداء بهم مطبقين قوله تعالى "فإن تنازعتم في شيئ فردوه الى الله وإلى الرسول .. " .
هكذا يقرأون القرآن وينفذون أحكامه وهم في غيهم سادرين !! فقد اصبحت المدائن الجديدة هي النجف بيت "يزدجر" الجديد المسمى السيستاني الذي يوزع الغاوون من اتباعه المصاحف وعليها صورته , ويرددون إسم محمد "باقر الحكيم" كصحابي مقرون ب- "رضي الله عنه" وكأنه من أولئك الصحابة المبشرين بالجنة !! حتى يغطون لعنة التاريخ التي تلاحقه هو ومن أتت بهم الدبابات الامريكية والبريطانية الى أرض العراق . ومع هذا يعتبرون أنهم قد طبقوا قوله تعالى : " وأتوا البيوت من أبوابها ولا تجسسوا " و "ليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها.. " .
.. حقا .. لقد أتوا العراق تحت العلم الأمريكي وتحت القصف الأمريكي البريطاني فدمروا ونهبوا وأتوا على الاخضر واليابس باسم ديدنهم الجديد وتحت إشراف وتوجيه رسولهم وحاميهم القابع في البيت الابيض - الاسود في امريكا . ولكن ماذا يمكن أن تقول لهم جموع المؤمنين على أرض العراق بعد أن غاب الاسلام من عقول هؤلاء المتآمرين , وبعد أن ضاعت الحكمة والعلم غير ماقاله ابن عباس رضي الله عنه "انهم ماإجتمعوا إلا ضروا , وما تفرقوا إلا نفعوا" فهل يستوي هؤلاء القتلة من العملاء والمأجورين مع الذين بنوا العراق ووحدوا أرضه وإنسانه ورسخوا الأمن والاستقرار وأوجدوا عراقا ناهضا مستقرا متقدما يمد ذراعه لكل أبناء الأمة ولكل من آمن براية الل ه اكبر في مشارق الأرض ومغاربها !?
.. حقا .. "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" وهل يستوي حلفاء الشيطان مع أعدائه من المؤمنين ? وهل يستوي خونة الأمة .. خونة العراق الواحد الموحد الذين حملوا المعاول كي يدمروه أرضا وإنسانا باسم الديمقراطية والدستور الأمريكي المفبرك مع ابنائه البررة الذين حملوا العراق والأمة في حدقات عيونهم ..?? هؤلاء الذين آمنوا الايمان الحقيقي برسالة العروبة والإسلام وجعلوا من الآية الكريمة " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" نصب أعينهم وامتزجت معانيها بحركتهم اليومية الخاصة والعامة فكانوا بحق حملة رسالة وصن اع نهضة ودعاة مشروع حضاري عربي وإسلامي.
.. نعم .. هل يصح أن يستمر إختلاط الألوان وتداخلها عند معظم الأنظمة العربية الى درجة التضحية بالعراق مقابل إسترضاء البيت الأبيض ودهاقنة الصهيونية العالمية وكيانها المزروع على أرض فلسطين ?? .
وماذا عن الايمان بالوحدة ? وماذا عن الجامعة العربية وميثاقها ? وماذا عن الثوابت العربية ومفهوم الأمن القومي ? ألم يتعلم العرب بعد من تاريخهم وتجربتهم مع الفرس ومع غيرهم من الطامعين والغزاة ? ألا يتذكرون إغراق منطقة "التنومة" وإتلاف المزروعات وتهجير عدد كبير من المواطنين وتعطيل الدراسة في جامعة البصرة ودعم وإحتضان الجيب الرجعي العميل في شمال العراق من قبل الشاه بعد إعلان العراق لقانون الحكم الذاتي ??
ثم ألا يتذكر العرب وأبناء العراق الغيارى مواقف الخميني المتنكر لكل الاتفاقيات والبرتكولات الموقعة بين العراق وإيران الفارسية , جاعلا من نفسه "يزدجر" وشاها جديدا لإحياء اسس الامبراطورية الكسروية الشاهنشاهية , فارضا الحرب على العراق والعرب مؤكدا أطماعه ومجددا أطماع آبائه وأجداده , ويأتي السيستاني اليوم ليفرض سياسة التجزئة على العراق باسم الديمقراطية وحقوق الانسان , وهو لا يروم غير ترسيخ السلطة الصفوية على العراق كله , وإن غطى هدفه باسم الفيدرالية كنظام بديل لنظام يعبر عن إرادة شعب العراق .. نظام يوحد الأرض والإنسان . فهاهو بإسم الطائفية الصفوية يقوم بترسيخ التجزئة مدعيا أنه يمثل المرجعية للنجف متجاهلا أن المرجعية الأولى والاخيرة التي يلجأ إليها العرب والمسلمون هي مصلحة الأمة العليا التي تؤكد على أن العروبة جسد روحه الإسلام , وليست تلك المرجعية من أولئك الذين تجوفوا من الداخل مهما إد عوا وزيفوا وزوروا فهم إنما ادوات يمثلون مصالح الفرس المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بمصالح الأمريكان والبريطانيين .
أما أولئك العملاء من دعاة العرقية الذين حلموا ويعملون من خلال وهمهم المريض كي يجتثوا العروبة من أرض العراق ليحلوا محلها إمتدادات الكيان الصهيوني بكل تفرعاته متحالفين مع دعاة الفيدرالية الذين هم أيضا غارقين في تصورهم المريض متناسين أن إرادة شعب العراق الذي تمثله المقاومة الباسلة لقادر على إفشال مخططات الاعداء من رموز العرقية والصفوية وعملاء أمريكا ومن مرتزقة الأنظمة المجاورة للعراق.
فالعراق قوي بتاريخه وعروبته وتنوعه الإنساني وحضارته وإيمانه الذي لا يتزعزع بقيم الاسلام الكبيرة التي ترفض التقزم والتمزق والتشرذم والذوبان في مستنقع المصالح الأمريكية البريطانية والصهيونية .. وعلى السيستاني وكل غواته من الغاوين والمطبلين للفيدرالية وللعراق المجزأ الجديد الغارق في المستنقع الفارسي الأمريكي الصهيوني أن يدرك أن شعب العراق مايزال حيا قادرا على التحرر من كل هؤلاء , وأن جماهير الأمة العربية لم يعد ينطلي عليها أضاليل السيستاني بعد أن أكتشفت بالأمس خدعة الخميني الكبرى وكذبة بوش اللعينة ولعبة الصهاينة الخبيثة في فلسطين المحتلة والعراق المدمر والمحتل اليوم !
وبكل تأكيد سينتصر العراق رغم كل المؤامرات وسيهزم الأعداء مهما تكالبوا وكثر عددهم.
ولتعلم معظم الانظمة العربية أن الدور آت عليها وليس صحيحا ان العراق هو المستهدف لوحده , فالقوى الاستعمارية والصهيونية والفارسية متحالفة وتسعى معا الى تجزئة اقطار الأمة كلها وهذا الامر لم يعد بخاف على القريب والبعيد من الأنظمة , فالحاضر بات مقروءا والمستقبل م صورا , والمتغيرات القادمة على الأبواب !! .. وليس أمامنا كعرب إلا العودة الى الذات والاعتصام بالوحدة والمدخل لكل هذا يكمن في إيقاف المهازل التي تدور على ارض العراق , وإيقاف مشروع التجزئة ولعبة الكذبة الديمقراطية !!
ومن الله نسأل التوفيق .
بالأمس البعيد "يزدجر" وطاقمه تحدي العرب وصوت الحق فانتهى بجيشه وقادته على يد العرب حملة صوت الحق وحملة الاسلام الذين حمل هم تراب فارس في محاولة لإذلالهم وقال كلمته الشهيرة : بعد أن سمع فحوى رسالتهم العظيمة التي كلفوا بنقلها إليه وتتلخص بدعوته للإسلام و "مالم فإن أبيتم فالجزية , فإن أبيتم فالمناجزة .. فكان رده منفعلا أتراكم إجترأتم علينا لم ا تشاغلنا بأنفسنا" مبالغا في الاساءة إليهم , فرد عليه المغيرة بن شعبة : "إختر إن شئت الجزية , وإن شئت السيف , أو تسلم فتنجي نفسك" فزمجر "يزدجر" آمرا بجلب تراب وتحميله أشرف هؤلاء القوم على أن يساق حتى يخرج من باب المدائن قائلا : إرجعوا إلى صاحبكم فاعلموه إني مرسل إليه رستم حتى يدفنه ويدفنكم معه في خندق القادسية , ثم أوردوا بلادكم حتى أشغلكم بأنفسكم بأشد مما نالكم من سابور" وقصة سابور معروفة إذ قام بتدمير البحرين وفتك بعرب بكر بن وائل وتميم وعبدالقيس ثم سار الى اليمامة وقتل أهلها ومنها الى منطقة عشائر بكر وتغلب وقتل عددا كبيرا منهم , فكان عاصم بن عمرو أسرع الذين نهضوا معلنا أنه أشرفهم فقال : "أنا سيد هؤلاء" حتى لا يعرض كبار القوم الى مذلة يزدجر وحمل التراب.
ثم أصدر يزدجر أمره بإعداد جيشا كبيرا بلغ عدده بين مائة ومائة وعشرين الفا لمواجهة العرب على أرض القادسية , في حين توجه سعد بن أبي وقاص بأمر من الخليفة عمر رضي الله عنه الى القادسية مع توجيه موجز برسالة تاريخية يقول له فيها "إذا بلغت القادسية , والقادسية باب فارس في الجاهلية , وهي أجمع تلك الأبواب لمادتهم وهو منزل رغيب خصيب , حصين , دونه قناطر وانهار ممتنعة فتكون مسالحك "معسكراتك" على انقابها , ويكون الناس بين المجر والمدر " . إلتقى الطرفان حول القادسية في معارك طاحنة أظهر العرب حملة الحق وراية التوحيد شجاعة نادرة , صالوا وجالوا في أيام "أرماث" و "أغواث" و "أعماس" و"القادسية" مختارين الشهادة أو النصر في مواجهتهم لجيش الفرس وفي ل هم , وازدادوا حماسا حين علموا أن "يزدجر" أنجد قائد جيشه "رستم" بقوة من حرسه الخاص مما صع د الجيش العربي ضرباته للفيله بمشافرها وعيونها فحسمت المعركة وقتل رستم وانهزم "يزدجر" ورفعت راية الله أكبر على القادسية والمدائن وأنتهى الطاغوت الفارسي , وواصل الاسلام طريقه حتى أسلمت فارس .
أما الخميني بالأمس القريب وزمرته فقد أراد أن يعيد مجد "سابور" و"يزدجر" - منطلقا من حوزة النجف والعتبات المقدسة فكانت القادسية الثانية وكان أبطال العراق دروع الأمة في المواجهة دفاعا عن البوابة الشرقية , بل عن الأمة كلها , فخاب أمله وأنتهى حيث إنتهى أجداده , غير أن الذين ورثوا عرشه سلكوا نفس الطريق وأستذكروا تاريخ الفرس الذين حاولوا إستئصال الأمة العربية من الخارطة فوسع فرس اليوم تحالفاتهم ومدوا أيديهم الى الصهاينة والامريكان والبريطانيين كي ينفذوا ماعجز أجدادهم عن تنفيذه بعد أن استوعبوا رسالة المثنى الى سعد التي قال فيها : "لا تقاتل الفرس إذا اجتمع امرهم ولا تقتحم عليهم عقر دارهم وأن يقاتلهم على حدود أرضهم" فبدأوا بزرع "السيستاني" داخل المرجعية في النجف الأشرف وهيئوا باقر الحكيم وابراهيم الجعفري واحمد الجلبي , ودربوا "فيلق غدر" ومجرمي عصابة الجعفري مستعينين ببوش وكأنهم بذلك يرد ون على قوله تعالى " وما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا" وكأن بوش هو رسول هؤلاء دافعين بد ماهم كي يتسارعوا الى البيت الأبيض للإقتداء بهم مطبقين قوله تعالى "فإن تنازعتم في شيئ فردوه الى الله وإلى الرسول .. " .
هكذا يقرأون القرآن وينفذون أحكامه وهم في غيهم سادرين !! فقد اصبحت المدائن الجديدة هي النجف بيت "يزدجر" الجديد المسمى السيستاني الذي يوزع الغاوون من اتباعه المصاحف وعليها صورته , ويرددون إسم محمد "باقر الحكيم" كصحابي مقرون ب- "رضي الله عنه" وكأنه من أولئك الصحابة المبشرين بالجنة !! حتى يغطون لعنة التاريخ التي تلاحقه هو ومن أتت بهم الدبابات الامريكية والبريطانية الى أرض العراق . ومع هذا يعتبرون أنهم قد طبقوا قوله تعالى : " وأتوا البيوت من أبوابها ولا تجسسوا " و "ليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها.. " .
.. حقا .. لقد أتوا العراق تحت العلم الأمريكي وتحت القصف الأمريكي البريطاني فدمروا ونهبوا وأتوا على الاخضر واليابس باسم ديدنهم الجديد وتحت إشراف وتوجيه رسولهم وحاميهم القابع في البيت الابيض - الاسود في امريكا . ولكن ماذا يمكن أن تقول لهم جموع المؤمنين على أرض العراق بعد أن غاب الاسلام من عقول هؤلاء المتآمرين , وبعد أن ضاعت الحكمة والعلم غير ماقاله ابن عباس رضي الله عنه "انهم ماإجتمعوا إلا ضروا , وما تفرقوا إلا نفعوا" فهل يستوي هؤلاء القتلة من العملاء والمأجورين مع الذين بنوا العراق ووحدوا أرضه وإنسانه ورسخوا الأمن والاستقرار وأوجدوا عراقا ناهضا مستقرا متقدما يمد ذراعه لكل أبناء الأمة ولكل من آمن براية الل ه اكبر في مشارق الأرض ومغاربها !?
.. حقا .. "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" وهل يستوي حلفاء الشيطان مع أعدائه من المؤمنين ? وهل يستوي خونة الأمة .. خونة العراق الواحد الموحد الذين حملوا المعاول كي يدمروه أرضا وإنسانا باسم الديمقراطية والدستور الأمريكي المفبرك مع ابنائه البررة الذين حملوا العراق والأمة في حدقات عيونهم ..?? هؤلاء الذين آمنوا الايمان الحقيقي برسالة العروبة والإسلام وجعلوا من الآية الكريمة " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" نصب أعينهم وامتزجت معانيها بحركتهم اليومية الخاصة والعامة فكانوا بحق حملة رسالة وصن اع نهضة ودعاة مشروع حضاري عربي وإسلامي.
.. نعم .. هل يصح أن يستمر إختلاط الألوان وتداخلها عند معظم الأنظمة العربية الى درجة التضحية بالعراق مقابل إسترضاء البيت الأبيض ودهاقنة الصهيونية العالمية وكيانها المزروع على أرض فلسطين ?? .
وماذا عن الايمان بالوحدة ? وماذا عن الجامعة العربية وميثاقها ? وماذا عن الثوابت العربية ومفهوم الأمن القومي ? ألم يتعلم العرب بعد من تاريخهم وتجربتهم مع الفرس ومع غيرهم من الطامعين والغزاة ? ألا يتذكرون إغراق منطقة "التنومة" وإتلاف المزروعات وتهجير عدد كبير من المواطنين وتعطيل الدراسة في جامعة البصرة ودعم وإحتضان الجيب الرجعي العميل في شمال العراق من قبل الشاه بعد إعلان العراق لقانون الحكم الذاتي ??
ثم ألا يتذكر العرب وأبناء العراق الغيارى مواقف الخميني المتنكر لكل الاتفاقيات والبرتكولات الموقعة بين العراق وإيران الفارسية , جاعلا من نفسه "يزدجر" وشاها جديدا لإحياء اسس الامبراطورية الكسروية الشاهنشاهية , فارضا الحرب على العراق والعرب مؤكدا أطماعه ومجددا أطماع آبائه وأجداده , ويأتي السيستاني اليوم ليفرض سياسة التجزئة على العراق باسم الديمقراطية وحقوق الانسان , وهو لا يروم غير ترسيخ السلطة الصفوية على العراق كله , وإن غطى هدفه باسم الفيدرالية كنظام بديل لنظام يعبر عن إرادة شعب العراق .. نظام يوحد الأرض والإنسان . فهاهو بإسم الطائفية الصفوية يقوم بترسيخ التجزئة مدعيا أنه يمثل المرجعية للنجف متجاهلا أن المرجعية الأولى والاخيرة التي يلجأ إليها العرب والمسلمون هي مصلحة الأمة العليا التي تؤكد على أن العروبة جسد روحه الإسلام , وليست تلك المرجعية من أولئك الذين تجوفوا من الداخل مهما إد عوا وزيفوا وزوروا فهم إنما ادوات يمثلون مصالح الفرس المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بمصالح الأمريكان والبريطانيين .
أما أولئك العملاء من دعاة العرقية الذين حلموا ويعملون من خلال وهمهم المريض كي يجتثوا العروبة من أرض العراق ليحلوا محلها إمتدادات الكيان الصهيوني بكل تفرعاته متحالفين مع دعاة الفيدرالية الذين هم أيضا غارقين في تصورهم المريض متناسين أن إرادة شعب العراق الذي تمثله المقاومة الباسلة لقادر على إفشال مخططات الاعداء من رموز العرقية والصفوية وعملاء أمريكا ومن مرتزقة الأنظمة المجاورة للعراق.
فالعراق قوي بتاريخه وعروبته وتنوعه الإنساني وحضارته وإيمانه الذي لا يتزعزع بقيم الاسلام الكبيرة التي ترفض التقزم والتمزق والتشرذم والذوبان في مستنقع المصالح الأمريكية البريطانية والصهيونية .. وعلى السيستاني وكل غواته من الغاوين والمطبلين للفيدرالية وللعراق المجزأ الجديد الغارق في المستنقع الفارسي الأمريكي الصهيوني أن يدرك أن شعب العراق مايزال حيا قادرا على التحرر من كل هؤلاء , وأن جماهير الأمة العربية لم يعد ينطلي عليها أضاليل السيستاني بعد أن أكتشفت بالأمس خدعة الخميني الكبرى وكذبة بوش اللعينة ولعبة الصهاينة الخبيثة في فلسطين المحتلة والعراق المدمر والمحتل اليوم !
وبكل تأكيد سينتصر العراق رغم كل المؤامرات وسيهزم الأعداء مهما تكالبوا وكثر عددهم.
ولتعلم معظم الانظمة العربية أن الدور آت عليها وليس صحيحا ان العراق هو المستهدف لوحده , فالقوى الاستعمارية والصهيونية والفارسية متحالفة وتسعى معا الى تجزئة اقطار الأمة كلها وهذا الامر لم يعد بخاف على القريب والبعيد من الأنظمة , فالحاضر بات مقروءا والمستقبل م صورا , والمتغيرات القادمة على الأبواب !! .. وليس أمامنا كعرب إلا العودة الى الذات والاعتصام بالوحدة والمدخل لكل هذا يكمن في إيقاف المهازل التي تدور على ارض العراق , وإيقاف مشروع التجزئة ولعبة الكذبة الديمقراطية !!
ومن الله نسأل التوفيق .
المصدر: البصرة-نيت
للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألأبــــــد
للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألأبــــــد
0 Comments:
Post a Comment
<< Home