Saturday, October 21, 2006

نداء صادر من كتاب وصحفيي ومثقفي وسط وجنوب العراق

ليس باسمنا

نداء صادر من كتاب وصحفيي ومثقفي وسط وجنوب العراق
لنتعاون جميعا لاسقاط لعبة الفيدرالية

نحن الموقعين ادناه مجموعة من كتاب وصحفيين ومثقفين من ابناء جنوب ووسط العراق , نوجه ندائنا هذا الى شعبنا واهلنا في جميع مناحي العراق , وبكل اطيافه الدينية والاثنية , منطلقين في ذلك من الاحساس والشعور بالمسؤولية التي يتحمل وزرها المثقفين وحملة الاقلام , اكثر من غيرهم من فئات الشعب الاخرى ,عادة , والدفاع عن شعبنا ووطننا , كواجب شرعي مقدس , وكشرط من شروط وجودنا كبشر .

نؤكد من خبرتنا , وتجربتنا السياسية , ان ما طرح من مشروع الفيدرالية , ليس الا مؤامرة حيكت بدقة وغفلة من شعبنا , من اجل تدميره من خلال تقسيمه , لدويلات صغيرة متناحر بهدف استنزاف قواه , وانهاك الدولة العراقية التي بما لديها من امكانات كامنه للقوة كان لها ان تتحول الى دولة كبرى قوية , يمكن ان تهدد مصالح واطماع الغرب الاستعمارية , وصنيعته – الدولة العبرية في فلسطين – التي كان تأسيسها الخطوة الاولى لاعاقة نمو وتطور الدول العربية , واستنزاف قدراتها وامكاناتها الضخمة والكافية لاغناء كل سكان الوطن العربي عن الحاجة للارتباط بالغرب, والتبعية له .

ان الفيدراليات تقوم عادة بين دول مستقلة تتجه للتوحد في كيان سياسي واحد لتتخلص تلك الدول المستقلة من ضعفها وعجزها عن الايفاء بمتطلبات سكانها الاقتصادية والامنية . تحتفظ كل واحدة من الدول المستقلة المتوحدة باتحاد فيدرالي في المراحل الاولى من قيام الوحدة ببعض الصلاحيات المحدودة الموحدة التي لاتتجاوز صلاحيات المركز المطلقة في القضايا الاساسية خاصة الامن والاقتصادوالتربية ومركزية التخطيط , , كما جرى في الدويلات الالمانية والايطالية وحتى الاميركية .يعني ان النظام الفيدرالي ينطلق من توحيد دول مستقلة تحتفظ ببعض الصلاحيات باتجاه التمركزمع الوقت . ولم يحصل في تاريخ العالم ان قسمت دولة مركزية الى فيدراليات , مع ذلك فان ما مطروح في العراق هو تقسيم الدولة العراقية الى دويلات , واعادة ربطها باتحاد كونفدرالي , لاصلة له اصلا بمفاهيم الدولة الفيدرالية .

يجري هذا كله في ظل مؤامرة دولية , تنفذها القوى الكبرى من خلال توابعها المحليين , ممن تغلبت عليهم عقد ذوات مريضة ب "انا " مضخمة لاترعوي ولا تلتزم بأية اخلاقيات اجتماعية او جماعية . منهكة بطموحات مريضة لاتحسب حساب لشرائع سماوية , او مصالح اجتماعية .

ان ادعائهم وزعمهم بان الفيدرالية يمكن ان تكون مانعا لظهور الانظمة الدكتاتورية , يعبر من خلال سلوكهم العام وتشبثهم بمواقع القيادات التاريخية التي توارثها البعض عن ابائه ,عن نزعاتهم و رغباتهم للتفرد في حكم جزء , وكل منهم يدرك عوامل العجز الكامن في نفسه المريضة عن امتلاك المؤهل لان يكون زعيما وقائدا للكل . هم أنفسهم اصحاب التطلعات الدكتاتورية من خلال تمسكهم بمواقعهم بكل الظروف وباي شكل كان . استعانة باجنبي , او التخطيط لحرب اهلية تقسيمية يمكن ان تنتهي بتحقيق تطلعاتهم الدكتاتورية هم ,كما تكشفت سلوكياتهم , على استعداد كامل للتضحية بكل المصالح الوطنية العراقية , والمشاركة والمساهمة بقتل الاف من ابناء شعبنا , المهم بالنسبة لهم ان يتفردوا بالحكم ولو بجزء من الوطن لارضاء طموحات مريضة .

من يتحجج بان الفيدرالية بطريقتها التقسيمية هذه هي انعكاس لارادة الشعب , وانها جرت بناء على اسفتاء جرى على الدستور , يغالط , ويكذب على نفسه وعلى الشعب وحقائق التاريخ والسياسة . فالدستور او اية فقرة فيه كان يجب ان يطرح للنقاش العام المفتوح , والحر , والعلني , لسنوات او على الاقل لاشهر طويلة كي يتمثل ابناء الشعب معاني ما ورد فيه من مصطلحات ومعاني سياسية , قبل ان يطرح على الاستفتاء . وقد شهد شعبنا جميعه كيف تم لملمة الاستفتاء على الدستور , حتى انه وقبل يوم واحد ظلت سلطة الاحتلال تطرح مشروعين او صيغتين للدستور للتشويش على شعبنا , وربطت الاستفتاء عليه بالتخلص من الحرمانات التي يعيشها شعبنا من الخدمات والحاجات الاساسية .وكشفت وسائل الاعلام التي غطت عملية الاستفتاء عن ان الغالبية من ابناء الشعب سيقوا تحت ضغط الحرمانات والخوف دون ان يطلعوا على مسودة الدستور المطلوب الاستفتاء عليه . كما كشف حاكم دولة الاحتلال بريمر في مذكراته , حقيقة كيف لعب خدعته للايحاء بان قانون الدولة العراقية – القانون الذي استند عليه الدستور - كان صياغة عراقية عندما طلب من المدعو عدنان الباجه جي تبني صيغة القانون , الذي اعده خبراء اميركان وصهاينة , على انها فكرة شخصية خاصة من بنات افكار عدنان الباجه جي .

حتى الحوارات التي قيل انها جرت حول الدستور , وسبقت الاستفتاء عليه جرت باتجاه واحد , بين تلك الجماعات المؤيدة للاحتلال , ووصلت للحكم بدعمه . ولم يشارك بها الجماعات المناهضة او المقاومة للاحتلال فجاءت كل الحوارات التي , سموها حرة وديمقراطية لترجح كفة المخطط الذي اعده المحتل لتقسيم العراق .فكان الاستفتاء على الدستور نموذج لسلوك دكتاتوري , وتغليب سلطة السفارة الاميركية على الارادة الوطنية العراقية .

ان بلاد الرافدين كانت دائما وحدة جغرافية – سياسية – تاريخية , تزدهر بوحدة الدولة وترتقي لمصافي الدول الكبرى في العالم , وتسهم بفعالية في بناء الحضارة العالمية , وتنتكس وتتراجع و وتثير اطماع الاجنبية , وتجرئهم على غزوه متى تمكنوا من تجزئته او تفتيته .

من يريد ان يستغبي شعبنا ويتحجج بالخلافات الطائفية , دجال , كذاب , مغرض , فهي خلافات في الاجتهادات بين ابناء الدين الواحد, الذي يحتوي بمضامينه كثير من عوامل الوحدة والاتحاد اكثر من عوامل الفرقة والاحتراب . وكل هذه الاجتهادات هي صناعة عراقية , وانعكاس للعقلية العراقية ذات الافاق العلمية الواسعة . انطلقت حركة التشيع الاولى من الكوفة في زمن الخليفة الراشدي الرابع , وظهرت حركة الخوارج في الكوفة ايضا . وظهرت مذاهب اهل السنة كانعكاس لاجتهدات علماء بغداد وفقهائها , كذلك حركتي الاعتزال والأرجاء اللتان تشكلا في الكوفة والبصرة , ومازال العرب يضبطون لغتهم على مدرستي النحو في البصرة والكوفة . فيعربون هذا الفعل والاسم على طريقة الكوفيين او البصريين . ليس هناك ما هو دخيل على العراقيين او قادم من الخارج , غير الاحتلال ومشاريعه التقسيمية , كالفيدرالية , والحريات الزائفة , وديمقراطية الحراب وتخريب المدن بالدبابات والطائرات , والقنابل الفسفورية , واليورانيوم المخضب , ونشر القتل والنهب والتاسيس للحرب الاهلية من اجل تعطيل طاقات العراق وتدميرها .

لذلك نهيب بشعبنا , صانع لبنات الحضارة الاولى ان يتذكر ان بلاده تضم بين ظهرانيها بقايا واثار ثلاث عواصم لثلاث دول كبرى ظهرت في مرحلة ما قبل الميلاد , اور , ونينوى , وبابل . وثلاث عواصم اخرى لثلاث دول كبرى حكمت العالم من الصين الى الاندلس , الكوفة وبغداد , وسامراء . التي تظل تثير حسد وخوف الدول الاستعمارية . لم يكن عفويا ان تحول قوات الاحتلال كل من اور وبابل لمواقع عسكرية , وتنشر الخراب في بغداد والكوفة وسامر اء ونينوى .

لذلك نهيب بشعبنا ان ينطلق من وسط الامه وجراحاته ليسقط مشاريع الغدر والحقد الصليبي و ويقف صفا واحدا لهزيمة الاحتلال وطرده مع اولئك اللذين ارتضوا ان يكونوا ادوات لحقده ضد شعبنا ووطننا ,باني الحضارة الانسانية الاولى ز بلد المجد والعزة والكرامة .

للعودة الى الصفحة السابقة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker