فيلق بدر والمقابر الجماعية من جديد: للسيد عبيد عطشان الساعدي
فيلق بدر والمقابر الجماعية من جديد
عبيد عطشان الساعدي
تشكل فيلق بدر نهاية عام 1980 من المسفرين الإيرانيين من العراق ومن الأسرى العراقيين في إيران. إذ كان الخيار بينهم أما الموت أو الدخول في فيلق بدر. وكانت مهمة بدر هي حفر الخنادق الأمامية للجيش الإيراني في الحرب مع العراق. ثم أصبح جزءا من القوات الإيرانية وبقيادة ضباط من حرس الثورة الإيرانية. وأنضم العديد من العراقيين لمنظمة بدر منهم السنة ومسيحيين تخلصا من التعذيب الذي كان يواجههم في أقفاص الأسر في إيران. وأصبح عددهم (35) ألف.
وكانت أول مقبرة جماعية أرتكبها فيلق بدر هي قتل الأسرى العراقيين في معركة البسيتين في 1/12/1980 والتي قتل فيها 1500 أسير عراقي. ثم عهد لقوات بدر تعذيب الأسرى العراقيين في إيران بقيادة باقر الحكيم. وارتكب فيلق بدر العديد من المجازر بحق الأسرى العراقيين وخاصة في معسكر كوركان وحشمتية وبابلسر وأهواز فرز وغيرها من معسكرات الأسر في إيران. وراح ضحية هذه المجازر عشرات الآلاف من الأسرى العراقيين.
وعلى الرغم من وقف القتال بين العراق وإيران في 8/8/1988 فأن قوات بدر أخذت على عاتقها القيام بعمليات قتل وسلب في جنوب العراق وخاصة في هور الحويزة عن طريق التسلسل ليلا والقيام بعمليات عسكرية ضد المدنيين.
ومن أكبر المجازر التي ارتكبها فيلق بدر هي ارتكابه المجازر الجماعية ضد الجيش العراقي بعد الانسحاب من الكويت. حيث قتل عشرات الآلاف من الجنود على يد قوات بدر. وأستغل فيلق بدر القوات الأمريكية وانعدام الأمن فقام بقتل العشرات من المدنيين في المدن العراقية وخاصة الجنوبية وحرق الدوائر الرسمية وسرقة محتوياتها. وكان الهدف الأول لفيلق بدر هو إبادة البعثيين في مختلف مدن العراق. وان المقابر الجماعية في العراق والتي اتهم بها حزب البعث العربي اِلاشتراكي ما هي إلا من عمل فيلق بدر. وتسبب في أكبر مجزرة رهيبة في العراق.
وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق دخلت قوات بدر مع الاحتلال. وبالنظر لقيام بريمر بحل المليشيات الخاصة بموجب قراره المرقم 96 أعلن فيلق بدر بانه اصبح منظمة سياسية واتخذ مقرا له في باب المعظم قرب وزارة الدفاع.
ويتولى رئاسة منظمة بدر في الوقت الحاضر هادي العامري (أسم حركي).
ومن الناحية العملية حصل فيلق بدر على أسلحة كبيرة من العراق. وأقام معكسرات تدريب في إيران. وأستغل الحالة المعاشية للمواطنين وعمل على فتح التطوع وإرسال المتطوعين إلى إيران للتدريب قرب الحدود العراقية.
ومنذ دخول فيلق بدر توزع على ما يأتي:
قوة المختار: وتتولى هذه القوة اغتيال البعثيين بغض النظر عن درجاتهم الحزبية. وكان معدل الحزبيين الذين يغتالهم فيلق بدر (12) بعثي في المدن الجنوبية وجميعهم من البعثيين الشيعة.
قوة الثأر والانتقام: وتقوم هذه القوة بأغتيال المسؤولين السابقين في جهاز المخابرات والجيش والامن بقيادة عمار الحكيم.
المتطوعون في الشرطة العراقية من أعضاء فيلق بدر: ومهمة هؤلاء اغتيال السنة. ويرأس هذه القوة بيان جبر صولاغ وزير الداخلية الحالي. وتدرب هؤلاء على يد القوات الأمريكية:
المتطوعون الشرطة من فيلق بدر يحملون الجنود الأمريكيين
المتطوعون في الجيش العراقي من أعضاء فيلق بدر: ومهمة هؤلاء مساعدة القوات الأمريكية في عملياتها العسكرية وخاصة في محافظة الرمادي. ويتولى قيادة هذه القوة هادي العامري.
وأشترك فيلق بدر في العديد من العمليات مع القوات الأمريكية في مناطق متعددة في العراق في الموصل وبعقوبة وتلعفر والفلوجة والرمادي والقائم واللطيفية.
وقام فيلق بدر بضرب العديد من الشرفاء في مناطق عديدة في العراق. كما انهم داهموا البيوت والمستشفيات والمدارس واعتقلوا وعذبوا:
أن الهدف الاساس لفيلق بدر هو انهاء وجود العراق كدولة. وضمه إلى إيران. وبث الروح الطائفية المعادية للوطنية. ولهذا فانهم قاموا باغتيال أكثر من 98 عالم وأستاذ جامعي. كما أغتالوا 150 طبيب اخصائي في مختلف مناطق العراق.
فيلق بدر يقوم باعتقال اطباء وموظفي مستشفى الفلوجة
ومن المؤسف أن نقول أن الجانب الاخر من السنة فبدلا من أن يتجهوا نحو الوطن وتعزيز الوطنية راحوا ايضا مواجهة التيار الطائفي بتيار طائفي آخر. فقاموا بتشكيل المجلس الاعلى السني وهيئة علماء المسلمين. وكان الاجدر بهم أن يقوم بتشكيل مجلس وطني عراقي مناهض للطائفية. ولكنهم استدرجوا للعبة الطائفية ودخلوا معتركها. وعلى الرغم من اننا كنا نعاني من هذه الطائفة ايضا كبعثيين مناضلين فان هؤلاء لم يلتفتوا لحمايتنا. فكان العديد من المحسوبين عليهم في مجلس الوزراء الذي شكله بريمر يعاملوننا معاملة قاسية. فكانوا برايمرين أكثر من برايمر. وكنا ننقل لهم الاغتيالات التي نتعرض لها في جنوب العراق فلم يهتموا بنا.
وخلاف الغالبية من السنة مع الوضع الحالي ليس من باب الوطن وحمايته وتحريره بل هو على اساس المناصب الوزارية.. يريدون عددا من الوزارات التي تناسبهم. ولهذا أزداد العداء بينهم وبين حلفائهم السابقين. ونحن نثمن البعض منهم بمواقفه الوطنية الصادقة ولكن ما يؤسف له أن الغالبية من هؤلاء الذين يظهرون انما يطالبون بمكاسب خاصة لهم وليس على حساب الوطن المنكوب المهدورة حقوقه.
ان المقاومة الوطنية تأبى ان تكون تحت ظل هذه الطائفة او غيرها انما هي مقاومة وطنية شريفة.
المطلوب في الوقت الحاضر كشف الامور ومناشدة المنظمات الدولية بوقف المجازر التي يرتكبها فيلق بدر ضد البعثيين في المناطق الجنوبية. وحذر عمل هذا الفيلق بوصفه منظمة إرهابية. كما نناشد جامعة الدول العربية التدخل لحماية الشعب العراقي من هذه المنظمة الإرهابية. والطلب من الرأي العام العالمي شجب اعمال فيلق بدر ومنع تسلله لأجهزة الشرطة والجيش العراقي وجعل هذه المؤسسات محايدة..
المصدر: شبكة البصرة
0 Comments:
Post a Comment
<< Home