Sunday, November 11, 2007

تقرير ديبلوماسي:

تقرير ديبلوماسي:

تركيا خدعت الجميع والاجتياح

لشمال العراق بين الاختبار

الأطلسي والمواجهة الحقيقية؟

والفريق الحبوش يسبق سلطان

والشهواني بالإختيار

لماذا طالب المالكي الشهواني

بالأستقالة؟

تقرير مشترك للمحرر العربي والقوة الثالثة/ أربيل ، بغداد ، أنقرة، باريس ، الرياض

تاريخ النشر: 2/11/2007

ترتفع يوماً بعد يوم أصوات طبول الحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني وبيشمركة البرزاني والطالباني، في وقت تباطأت خطوات المواجهة الإيرانية - الأميركية المرتقبة بانتظار انجلاء غبار الأزمة التركية - الكردية.


منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة حصلت على تقرير مفصل تخللته معلومات استخبارية قيمة تتحدث عن اتفاقات وخطط ممنهجة أميركية - إيرانية أشرف على صياغتها المرشد الروحي لمعسكر الإصلاحيين الجُدُد الشيخ هاشمي رفسنجاني الى جانب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، تقضي بجر الجيش التركي الى مواجهة عنيفة مع أكراد تركيا والعراق وإيران المهيمنين على المثلث العراقي - التركي - الإيراني.


وكشفت مصادر المنظمة أن قيادة جهاز «الاطلاعات» الإيراني (الاستخبارات) سربت تقارير سرية للغاية الى المخابرات التركية (ميد) تؤكد تمركز خلايا من تنظيم القاعدة بعدما زحفت من أوكارها ومخابئها في ديالى والموصل باتجاه السليمانية، في المثلث الكردي العراقي- التركي- الإيراني المضطرب، بتسهيل من بيشمركة الطلباني والبرزاني التي سهلت أو غضت الطرف عن تحرك تلك الخلايا بإشراف مباشر من جماعة «أنصار الإسلام» التي يتزعمها القيادي الكردي العراقي الملا كريكار (المقيم في النرويج ويحمل جنسيتها) بهدف جمع المقاتلين الإنفصاليين تحت عنوان «وحدة الصف» الكردي ـــ إسلاميين وعلمانيين وحزب العمال ومنظمة بيجاك الإيرانية المعارضة ـــ لمواجهة الزحف التركي العسكري.


أسباب التوغل التركي الخفية

التحرك العسكري التركي البالغ عدده200 ألف مقاتل، ليس غايته القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني وإغلاق مؤسسات الحزب التي انتشرت في المناطق الكردية العراقية بما فيها كركوك (حيث توجد مقرّات و مكاتب وإذاعة تابعة لحزب العمال الكردستاني) فحسب، ولا الانتشار وإغلاق الحدود التركية في وجه متمردي حزب العمال وتنظيم القاعدة - الشق الكردي فقط، كما أنه ليس مجرد ردة فعل، أو مجرد استعراض للعضلات التركية، بل هو جاء نتيجة خطط ودراسات معمقة، وبالاشتراك مع أطراف دولية مهمة من حلف «الناتو» الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا تحت إشراف أميركا والاتحاد الأوروبي. فالاجتياح التركي الوشيك لن يكون مؤطراً بشمال العراق حصراً، بل سيصل الى المناطق التالية:

المثلث العراقي- التركي- الإيراني، ثم يتمدد ليحاصر ويغلق الحدود التركية - السورية من جهة محافظة أدلب السورية، وتحديداً من جهة كفر- تخاريم التي تعدّ آخر نقطة سورية في المحافظة المذكورة التي تحاذي الحدود التركية.

وتؤكد معلومات محطة جهاز المخابرات العراقي الحالي الاقليمية في أنقرة، أن جزءاً من المخطط التركي يستهدف إغلاق الحدود التركية بوجه تسلل مقاتلي القاعدة القادمين من سورية، بعدما تحول العديد من فصائلها وخلاياها النائمة الى جماعات سلفية جهادية، حارب العديد منها في العراق ضد القوات الأميركية، خصوصاً بعد الاعترافات التي أدلت بها وجوه بارزة من القاعدة، إضافة الى اعترافات أدلت بها عناصر من ما يسمى بـ «دولة العراق الإسلامية»، من أنها نجحت في إيصال خلايا متطرفة الى ساحة المثلث العراقي- التركي- الإيراني، بتسهيل من «جماعة أنصار الإسلام» التي يتزعمها الملا كريكار.


تضييق الخناق على سورية وإيران

كما أن التحرك التركي العسكري غايته تضييق الخناق على إيران وسورية، كون الأولى تدعم «فيلق القدس» وخلايا القاعدة المنتشرة في المثلث العراقي- التركي- الإيراني الذي يعد من أخطر مناطق تسلل الانفصاليين الأكراد بشقيهم الإسلاميين والعلمانيين المدعومَيْن من قبل طهران، بينما تناهض دمشق أكراد المنطقة برمتهم.


وما يؤكد أن مسار الحرب التركية - الكردية القادمة سيتجه صوب سورية قبل إيران هو محاولة واشنطن وحلفائها الغربيين بمن فيهم إسرائيل تأمين شمال العراق وتنقيته من مسلحي القاعدة وجماعة «أنصار الإسلام» الكردية، بهدف قطع دابر النفوذ الإيراني ومحطاته الاستخبارية في المثلث الجغرافي الكردي، على أن تتبنى مجالس الصحوات والانقاذ الشيعية في الجنوب والوسط العراقي تأمين الطرقات العامة من خلال تطهيرها من مسلحي فيلق القدس وميليشيا جيش المهدي حتى يتم القضاء على مسلحي فيلق بدر مستقبلاً، لرفض بيشمركة الطلباني والبرزاني القيام بتلك المهمة رغم الضغوط الأميركية - البريطانية بهذا الاتجاه.


الأتراك لن يكتفوا باجتياح عسكري محدود بل بدأوا توغلهم واتخذوا لهم موطئ قدم سيتحول الى منطقة آمنة معزولة في شمال العراق تراوح مسافتها في العمق العراقي بين 51 الى 20 كلم، من أجل قطع الامدادات الإيرانية أو الكردية من جهة كردستان عن مقاتلي حزب العمال ومقاتلي القاعدة - الشق الكردي الذي يتزعمه الملا كريكار.


وفي حال نجحت تركيا في مهمتها العسكرية التي تلقى التشجيع والرعاية أطلسياً فمن المتوقع في غضون عام أو عامين أن يتم عزل شمال العراق الكردي، حيث سيشمله التغيير الديمغرافي من حيث التهجير الذي بدأت حملاته الموسعة الى أوروبا طوعاً لتخوف أصحاب المصالح من الأكراد على رؤوس أموالهم بما فيهم القادة السياسيين وذويهم.


بعد ذلك ـــ وحسب السيناريو الأميركي المرسوم ـــ ستقوم تركيا بخنق أعناق نهري دجلة الفرات، لفرض إملاءاتها السياسية على حكومة العراق التكنوقراطية المقبلة بعد زوال حكومة المالكي الحالية، وهي على الأغلب حكومة يقودها أياد علاوي الذي طلب الأميركيون في الفترة الأخيرة عدم مغادرة العراق لمتطلبات المرحلة الحالية ولحاجتهم له ولخبرته في الظرف الراهن.


بعد ان رشحت واشنطن ثلاث قيادات عسكرية لرئاسة حكومة العراق وهيئة أركان الجيش والمحاكم العرفية، حيث وقع الاختيار على الفريق الركن المعتقل (سلطان هاشم أحمد- وزير الدفاع في العهد الوطني، واللواء الركن- محمد عبد الله الشهواني- مدير المخابرات العراقية الحالي، والفريق- طاهر جليل الحبوش الصميدعي- مدير جهاز المخابرات العراقي السابق)، واستشهدت المصادر بطلب نوري المالكي من الشهواني في 1 الجاري تقديم استقالته بعد توجس المالكي خطر الشهواني عليه- حسب الإملاءات والإيحاءات والمعلومات الايرانية، كما طالبت الادارة الاميركية بتوجيه من القادة الإنكليز فور اقتحامهم أسوار بغداد رفع إسم الفريق الحبوش من كافة المحاضر والشكاوى والدعاوى المزيفة التي تخص حادثتي الأنفال والدجيل المدعومتين ايرانياً وكردياً من قبل الطلباني والبرزاني.

بعد أن وقعت عين واشنطن ولندن بتوافق تركي- سعودي على الحبوش الصميدعي، الذي شغل المناصب التالية: (ضابط أمن مقر القيادتين القطرية والقومية، وسكرتير الفريق- علي حسن المجيد- الشخصي والامني، ومحافظ ثلاث مدن- الانبار- واسط- ذي قار، ومدير الشرطة العام، والامن العام، وجهاز المخابرات)، وهو له فضل كبير بالتفاوض مع المجموعة التي خطفت الطائرة السعودية في التسعينات الى العراق ، ولقد حافظ على أرواح الركاب خصوصا وكان على متن الطائرة أحد الأمراء الشباب والذي أستضافه الحبوش في بيته ، ومن ثم أمن إيصال الأمير سالما الى السعودية علما أن الخاطفين كانوا يخططون الى قتل الأمير والركاب ولكن أقنعهم بالإستسلام بعد مفاوضات قادها بنفيه وبقي جميلا تكنه السعودية الى الفريق الحبوش.


كما إقترنت موافقة أنقرة بالشهواني كونه عثماني ( تركماني) الأصل من الموصل، في حين وقعت العين السعودية- الاردنية على الحبوش كونه تميز كرئيس لجنة تحقيقية في حادثة الاعتداء التي تعرض لها سفير العراق في الاردن خلال عقد التسعينات، كما تسلم منصب ضابط إسناد ضمن طواقم تحقيقية بحثية كشفت ملابسات حادثة تفجير مجمع (الخبر) السكني النفطي في السعودية، والتقى حينها العاهل السعودي الراحل الملك (فهد بن عبد العزيز) قبل الاحتلال، وعرض عليه الملك فهد أموال طائلة ومنصب سيادي مقابل حصول الحبوش على موافقة الرئيس الراحل صدام حسين، فرفضها الحبوش مطالباً الملك فهد بموافقته على غسل الكعبة المشرفة من قبل الحبوش، فأصدر فهد أمراً ملكياً استثنائياً ثم ألغاه بعد إتمام الحبوش مهمته الامنية والدينية في السعودية.


أهداف استباقية - استراتيجية

إن التوغل التركي في شمال العراق هو لتحقيق أهداف استباقية واستراتيجية ومنها:

أولاً: التحضير الاستباقي فيما لو خرجت الأمور عن السيطرة في العراق وضعفت الولايات المتحدة في المعركة وكسبت طهران، في هذه الحالة ستكون تركيا بمثابة رأس الحربة بمساندة الناتو وواشنطن لإيقاف الاندفاع الإيراني نحو العاصمة بغداد ونحو شمال العراق.


ثانياً: التحضير الإستباقي فيما لو باغتت إيران الولايات المتحدة وتركيا والعالم واستولت على شمال العراق بشكل كامل، أو استحوذت على مدينة السليمانية معقل الطالباني الذي تربطه بإيران علاقة متينة.


ثالثاً: منع الجانب الكردي العراقي من الانفصال والإعلان عن دويلة كردستان في شمال العراق، وبهذا ستكون تركيا جاهزة لمنع البرزاني من الاستيلاء على مدينتي كركوك والموصل ومن ثم منعه من الاتصال والاتحاد مع الأكراد الأتراك.


رابعاً: إن وصول الجيش التركي إلى نقاط متقدمة عند الحدود العراقية التركية يعني التحسب من تطورات الحرب المقبلة وانعكاساتها على العراق والعراقيين، ولمنع حدوث تداعيات طائفية وإثنية جديدة تسبب زيادة النزوح العراقي صوب تركيا.


خامساً: في حالة اندحار إيران في العراق والمنطقة ستكون تركيا هي اللاعب القوي في العراق، ولهذا يراهن طارق الهاشمي (التركي الأصل) على الأتراك وعلى دعمهم له لتعريب منصب رئاسة الجمهورية من خلال تسلمه له ولدعم جماعته (الحزب الإسلامي العراقي) بالحصول على وزارات سيادية في العراق وأهمها حقيبة النفط.


كما أن وجود تركيا في شمال العراق يضمن إجبار الأكراد على دعم الهاشمي، من أجل عودة الهيمنة السُنية على مفاصل إدارة الدولة العراقية، وحينها لن يتجرأ الأكراد على المطالبة بكركوك نتيجة وجود تركيا وتمددها في العمق العراقي، علماً أن تركيا ليست لديها مشكلة في التعامل مع إسرائيل التي لها حضور عملي في شمال العراق وتطمح في الحصول على حصتها من نفط كركوك.


سادساً: وجود الأتراك في شمال العراق سيمنع تحقيق السيناريو السري لجلال الطالباني مع إيران من أجل أن تفرضه «قيصر الشمال العراقي» من خلال توسيع سلطات إدارة السليمانية التي يهيمن عليها حزبه «الاتحاد الوطني الكردستاني».


سابعاً: التوغل والتمدد التركي في شمال العراق سيزيد الأمور تعقيداً، حيث ستعمد تركيا الى معاودة تقديم الدعم للبرزاني على حساب الطلباني المدعوم إيرانياً، وهذا سيدفع الى عودة الصراع الطلباني- البرزاني القديم من خلال إحياء الثأر الذي يمتد لعقود خلت، وسيذهب مشروع توحيد الإدارتين الكرديتين بقيادة البرزاني أدراج الرياح، رغم التحضيرات منذ مطلع العام الحالي، ما سيساهم في عودة الاقتتال الكردي- الكردي الذي يوازيه الاقتتال الشيعي- الشيعي في جنوب ووسط العراق، الأمر الذي يسهّل للقوات الأميركية بسط نفوذها وإعادة احتلال العراق مجدداً، بمساعدة مجالس الصحوات والانقاذ السنية التي ستقف حَكَماً بين قتال طرفي الحلف الشيعي- الكردي المدعوم إيرانياً. وهذا سيبطل أحلام ومخططات القادة الأكراد وتحديداً البرزاني الذي دفع بغريمه الطالباني الى رئاسة العراق الفخرية وبقي متربعاً على عرش كردستان العراق، ولهذا السبب ستسارع تركيا لاستباق تلك الأحداث التي سترغم إيران على التدخل في شمال العراق لصالح أحد القياديين والحزبين الكرديين، وتقطع الطريق على أي تدخل إيراني.



خلاصة التحالف الاميركي- التركي- الأطلسي


1- نجحت الولايات المتحدة الأميركية وتركيا وحلف الناتو في خداع الجميع وحتى الشعب التركي، فوصلت تركيا الى شمال العراق.


2- كما نجحت تركيا في عهد الإسلاميين الحاكمين، من أن تتفاوض من موقع قوة مع الأكراد وإيران والعراق والدول المجاورة، وبالمقابل فرضت نفسها لاعباً قوياً على الناتو من أجل تسهيل انضمامها للاتحاد الأوروبي- ضمن لعبة المساومات.


3- اطمأنت واشنطن وحلفاؤها الأطلسيون، بأنها حتى لو خرجت من العراق منكسرة فهناك صمام أمان أسمه «الناتو» وتركيا للجم إيران وأي طرف يحاول المساس بالمصالح والمشروع الأميركي في العراق والمنطقة.


4- لن تكون هناك حرب تركية شاملة ضد الأكراد العراقيين، فالهدف الرئيسي قد تحقق وهو إخافة إيران وحصارها، وسحب منطقة مهمة منها وهي شمال العراق، ومن ثم منع تقسيم الشمال العراقي ليكون جزءاً منه لصالح إيران، ورفع «البطاقة الحمراء» ضد مسعود البرزاني إزاء كركوك والتركمان والانفصا
ل

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker