رد على جعفر ضياء جعفر ونعمان النعيمي ج1
سمعت كثيراً عن هذا الكتاب قبل ثمانية أشهر، وقد قيل عنه الكثير، لأن عنوانه مثيرٌ لكل قارئ عراقي وعربي، فهو يتحدث عن اعتراف أخير، مما يدلُّ على وجود اعترافات سابقة للمؤلفينْ، ويشير كذلك إلى أنه حول (حقيقة البرنامج النووي العراقي) وهو الآخر موضوع شغل العراقيين والعرب والعالم، وظن الناسُ فيه الظنون، وقد حظيت به في 8 شباط 2006م. وإن رغبتي في الإطلاع عليه ليس لأني بعيدٌ عن هذا البرنامج وعن مؤلفيْ الكتاب، بل لأني وددت أن أطلع على حقيقة ما كتباه هذان الزميلان حقاً وذلك للأسباب الآتية :
1- كنت أحدَ العاملين في لجنة الطاقة الذرية العراقية (كما كانت تسمى) وفي المرحلة
التأسيسية الثانية (1969-1972) حيث كان المؤلفان زميلين لنا...
2- ثم كنت مديراً
لمعهد البحوث النووية (مركز البحوث) وعضواً في لجنة الطاقة الذرية العراقية
(1970-1972).
3- وكنت على تماس مع معهد البحوث النووية للمدة (1975-1988) كرئيسٍ
لقسم الفيزياء في كلية العلوم/ جامعة بغداد.وأنشأتُ دراسة عليا في فيزياء المفاعلات لأغراض لجنة الطاقة الذرية لتزويدها باختصاصيين لها وبحسب حاجتها ...
4- ضمن المرحلة (15/2/1989-14/2/1993) كنت مديراً عاماً للهيئة العربية للطاقة الذرية وكنت متابعاً لعمل العراقّ في حقل الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، وعلى بينة مما يجرى بصورة عامة في البرنامج النووي المشار أليه في الكتاب، حيث منظمة الطاقة الذرية العراقية ممثلةً للعراق في المكتب التنفيذي والمؤتمر العام للهيئة، وقمنا بنشاطاتٍ علمية مشتركة ...
ثم بعد إطلاعنا على الكتاب وما ذهب إليه مركز دراسات الوحدة العربية في مقدمته، حيث يَظْهر إن المركز قد فُتِن به حتى الاستغراق في الدعاية والتنويه، والمركز على حقٍ لأن موضوع الكتاب يجلب الانتباه، وله علاقة قوية بما أحلّ للعراقّ، والمركز معروفة منطلقاته القومية ويهمَّه شأن العراق كما هو الحال مع شؤون الأمة بعامة... ومع ذلك فالمركز أصدر الكتاب وهو غير مسؤول عن ما ورد فيه من آراء وأفكار. وتأسيساً على ذلك ولورود ما يمسنا سلباً ويمس الحالة العراقية سلباً دون مبررٍ ولا علاقة لذلك بموضوع الكتاب، وجدنا مِن المسؤولية التاريخية والعلمية والأدبية أن نعقّب ونحاور الزميلينْ إحقاقاً للحق وبالمستوى الذي يقابل الحد الأدنى من مستوى تناولهما لأمور خارجة عن الصدد وجارحة للآخرين بدون حق. وسنحاول الإيجاز وبحسب الموضوع :الفصل الأول – البدايات
ابتداءً نهنئ زميلينا جعفر ونعمان على هذا الجهد الكبير في حجمه رغم صغر بعض ما ورد فيه من آراء تسيء للآخرين وهو غير مبرر. لكن الكتاب يُعَدُّ أول كتاب يؤرخ عملاً علمياً وتقانياً عربياً عراقياً على مستوى الأمة، فهو يفيد من يريد الإطلاع على ما جرى للعراق بسبب ما طرح بشأن أسلحة الدمار الشامل ومن ذلك السلاح النووي، ليتخلص من ما صاحب الموضوع من تشويش مقصود من قبل أمريكا والصهيونية لإقناع العالم بخطر العراق ومن ثم احتلاله، وبرنامج الاحتلال قديم ويهيئ الأمريكان الظروف له ومنها غش العالم ببرنامج نووي للأسلحة يقوم به العراق... أما بالنسبة للكتاب فقد لاحظنا الآتي بإيجاز :1- هناك تكرار غير مبرمج لطرح الموضوع وبخاصة ما جاء بشأن قدرة العراق في مجال
السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل، وما رافق ذلك بعد عام 1990، من مشاكل مع لجان
التفتيش ومراوغاتها وكذبها، حيث هذه المعلومات رافقت بقية الفصول بإسلوبِ سردٍ
مسهبٍ لا داعي له...
2- يتطرق أحد المؤلفين (نعمان) إلى أمور لا علاقة لها
بالموضوع، فيرجع إلى 8 شباط 1963 يوم كان طالباً في لندن يدرس للحصول على
الدكتوراه، فيتهم الثورة التي قادها الضباط الأحرار القوميون والبعثيون وجماهيرها
للإطاحة بالدكتاتور الشعوبي قاسم، يتهمها بالدموية، ولا أدري ما علاقة ذلك
بالموضوع، فيبدو أنه يخلط بين المذكرات الشخصية وموضوع الكتاب العلمي التقني، وهو
حزين على إعدام هذا الدكتاتور الذي أنحرف بثورة 14 تموز 1958 وأعدم معظم ضباطها
القوميين قادة الثورة الحقيقيين على أثر محاولة لردعه عن سلوكٍ قام بها بعضهم بعد
جرائم جماعة النعيمي وزميله غازي درويش جماعة قطار السلام إلى الموصل، وما تبع ذلك
من قتل ومقابر جماعية، يومها كان نعمان معيداً في كلية العلوم/ جامعة بغداد، وزميله
الدرويش كان معاوناً للعميد وهو حديث التخرج جداً بل يحمل بطاقة تزكية من زملائه
الشيوعيين (آنذاك). وسيرته كانت سيئة مع الطلاب القوميين والبعثيين، وقد هرب بعد 8
شباط 1963 خارج العراق لعلمه بما قام به من جرمٍ تجاه القوميين والبعثيين حينها،
فهل لا يذكر ذلك الزميل نعمان أم كان أحد المساهمين مع السيد غازي الدرويش؟ نحن
نُذكِّر بإيجاز لأن ما حدث في الموصل وفي كركوك يندى له جبين الإنسانية، ومع ذلك
فالزميل نعمان يهاجم ثورة 8 شباط 1963، ولله في خلقه شؤون. وما كان في حساباتنا أن نذكر ذلك لولا تجاوز نعمان على الحقائق ويزجُّ أموراً مضى عليها أكثر من أربعة
عقود، والعالم تغيَّر والأفكار تطورت لكنه لم يتغير وبقى حاقداً على البعث وعلى
البعثيين باطنياً، مما يؤكد عدم إخلاصه حقاً للبرنامج النووي، ولنا في ذلك صلة بعد
حين... وهو شأنه شأن زميله وربما أستاذه في كثير من الأمور السيد الدرويش الناكر
للجميل حيث إطلعنا على تعقيب له على الكتاب فراح يصب جام غضبه خطأً علينا شأنه شأن زميله وتلميذه نعمان... ولنا رد على ذلك قادمٌ إن شاء الله. ((في الحقيقة إطلعنا
على ردِّه قبل نشره في مجلة المستقبل العربي العدد 324 في 2/6/2006 ص149 لكن المجلة حذفت ما تناوله من كذب تجاهنا، لكنه كان قد وزع رده على بعض منتسبي الطاقة الذرية العراقية في أوربا فبعث أحدهم لنا بنسخة)).فالزميلان نعمان وغازي خدما تحت نظام البعث باسم التقية، فكيف يخلصان في عملهما مهما أدَّعيا؟
* نعمان – علي عطية – الخبث والنبل.
يروي السيد نعمان عن تركه العمل في معهد البحوث النووية والعودة إلى كلية العلوم، لأنه كان منسَّباً، وذلك بسبب سيطرة البعثيين على المعهد ... وهو يعلم إن عدد البعثيين ذوي الشهادات العليا التخصصية لا يتجاوز آنذاك (1969) الثلاثة .. بين عشرات المنتسبين ... فهو كزميله الدرويش يروي قصصاً هو يعرف عدم صحتها، بل رجعا إلى ماضيهما (1959-1963)، مع الأسف ونحن في عام (2005) وعمراهما بين (69-72) عاماً أي خارج مرحلة المراهقة والتطرف الشبابي ... ويزج هنا نعمان سيرته الذاتية لكن بأسلوب خاطئ يحاسب عليه، فالأمور ليس كما يرويها الزميل نعمان ولا كما يرويها أستاذه وزميله غازي عبد الوهاب درويش، وأنا مضطرٌ لمحاورته بالحق، وإلا سيختلط الحق بالباطل ويبدو وزميلْه بطلان لا يباريهما أحد ..
أولاً ... عُينتُ في معهد البحوث النووية أو مركز البحوث النووية في 7/12/1968 وباشرت العمل في قسم الفيزياء حيث كان جعفر رئيساً للقسم وعملنا سوية ونشرنا عدداً من البحوث خارج العراق، والبحوث موجودة وموثقة، نشرت بين عامي 1969و1970.
فبالنسبة لأستاذك الدرويش، يا أخ نعمان، كان مديراً للمركز وكان المرحوم هادي عوض سكرتيراً عاماً للجنة، وكان شغباً ومهاترات بين غازي وهادي من وراء الكواليس، وكنتما أنت وجعفر من جماعة الدرويش، ولكون غازي ذي تاريخ أسود، كما ذكرنا أعلاه، مع البعثيين والقوميين فقد تم تغييره أي إنهاء تنسيبه وعودته إلى الكلية، وعين جعفر مديراً للمركز بالوكالة عام 1969، ثم ترك جعفر المعهد بسفره إلى لندن لحل مشاكل عائلية مع زوجته الإنكليزية (فيلس) وذلك نهاية أو وسط عام 1969، فتم تعييني مكانه مديراً للمركز نهاية 1969، فكنت أنت يا نعمان قلقاً وظننت سوءً فرجعت إلى العلوم لأنك كنت منسباً أيضاً إلى لجنة الطاقة الذرية العراقية ... ولم يضايقك أحدٌ على الإطلاق، بل أنت قدَّرتَ خطاً أنك لا تستطيع العمل معنا لكوننا بعثيين وصغار السن آنذاك (30 عاماً) وقد صرحت لي نفسك بذلك واعتذرت، لأنك وجدت خلاف ذلك، وكل شيء موثق فلماذا تقع بالخطأ؟ وما هو المبرر وأنتما تتحدثان عن قضية علمية مهمة كنتما بطلاها على مستوى التمثيل المسرحي مع الأسف. ولم أطلب تعييناً في لجنة الطاقة الذرية، وهي ذات برامج تقع ضمن اختصاصي العام والدقيق، بل بعد عودتي في 28/10/1968 قدمت للجامعة فوجدت قرار تعييني في لجنة الطاقة الذرية وهو تقدير للقيادة آنذاك ...
فأنت يا زميل نعمان كنت معززاً ومكرماً أيام وجودي في لجنة الطاقة الذرية فلماذا تغش التاريخ؟ ... دون وجه حقٍ. وفي عام 1970 أعيد تشكيل لجنة الطاقة الذرية العراقية فكانت على الوجه الآتي :
1- د. ثابت الهيتي /طبيب/ تخصص تطبيقات إشعاعية في الصحة..
2- د. صادق أحمد الحسن /زراعة.
3- د. علي الهنداوي /طبيب/ تخصص في الطب النووي.
4- د. علي عطية عبد الله /دكتوراه في الفيزياء النووية...
5- د. مثنى كبة /دكتوراه هندسة كهربائية/ رئيس قسم/ جامعة بغداد.
6- د. ميسر الملاح /دكتوراه هندسة مفاعلات/ سكرتير عام.
ويرأس اللجنة وزير التعليم العالي والبحث العلمي بصفته الوظيفية ..
وفي ضوء التشكيلة الجديدة وعلاقتها الجديدة بالوزير كان لابد من وضع خطة عمل، خاصةً وإننا وجدنا اللجنة ممثلةً بمركز البحوث النووية (معهد البحوث النووية) خاوية مادياً و إنشاءات (عدا بناية المفاعل وملحقاتها تحتل بعضها الأقسام العلمية) وبناية قسم إنتاج النظائر المشعة وبنايات كئيبة خدمية يحتل بعضها قسم علوم الأرض والصيانة ... إلخ .. ليس هذا مهماً فكل شيء كان في بداية العمل (حيث أول تشغيل لمفاعل 14 تموز الروسي (2) ميكا واط آنذاك هو في وسط عام 1967). إذن بدأ العمل مجدداً بدراسة خطةٍ للجنة الطاقة الذرية، وعند الكشف عن كل قسم وجدنا ما يلي :
هناك عدد من العاملين من خريجي الاتحاد السوفيتي بعثوا في الأساس عام 1959 للدراسة والعمل بعد ذلك في لجنة الطاقة الذرية ومعظمهم يعمل في قسم المفاعل وكثير منهم أكفاء، ثم وجدنا عدداً في قسم علم الأرض وكانوا جيدين، وهكذا وصلنا إلى قسم الكيمياء فوجدناه في وضع سيء، وكان نعمان رئيسه يبذل جهداً كبيراً لتطويره، حيث كانت هناك بعثات لحسابه خارج العراق على أمل رجوعهم ... لكن نعمان ترك القسم رغم وصول ما سبق إستيراده من أجهزة علمية جيدة، فتركها في صناديقها ورجع إلى كلية العلوم إقتداء بأستاذه الدرويش.
وبعد أن تأكد لنا أن هناك عدداً من منتسبي قسم الكيمياء وبعض منتسبي قسم الفيزياء لا يفيدون في البحث العلمي واختبرناهم من خلال وضع الخطط العلمية، حيث كان المساعدون (بكلوريوس) يضعون الخطط وبعضهم حي يرزق (د. مؤيد كاصد كان مساعداً)، وقد تداولت معهم بشأن نقلهم للجامعات وبرضاهم، تم ذلك وبوفق اختيارهم للجامعة ... ولم يفسد الودّ بيننا أبداً ... فالمسألة ليست عداوة بين خريجي الغرب وخريجي الاتحاد السوفيتي، أبداً، هذه فِرْية أخرى من الزميل نعمان ..
عندما تقرر نقل الزملاء هؤلاء طلبت من السيدة الوزيرة (رحمها الله) أن تنقل عوضاً عنهم الدكتور الجليل حكمت نعيم جلو من جامعة الموصل لكفاءته وإعادة الدكتور نعمان سعد الدين النعيمي إلى رئاسة القسم لاعتزازنا به ولارتباطه ببرنامج عمل، وقد تم ذلك وكان حسب ما أبلغني في حينه مرتاحاً وظن خطأً حين ترك العمل، فأين التعسف والعلاقة مع الوزيرة، وأنا فخور بتلك العلاقة مع إنسانة في غاية النبل واحترام الآخر، إنما نقلُ نعمان كان اعتزازاً وحاجة وقد عاشها باحترام .. والله يسامحه ويشفيه لوقوعه بالخطأ، فالجميع أحياء يعرفون ذلك، مع ذلك فهو رأيه ويعبر عما فيه لأسباب ظهرت اليوم ...
ولتعلق نعمان بالزميل جعفر منذ البداية وهو حق له، وجعفر يستحق هذا التعلق، راح ينسب كل شيء لجعفر ولا يضيرنا ذلك لكن التاريخ يجب أن يُدوَّن بصدق، فنعمان ينسب الحاسبة إلى الزميل جعفر والواقع هي فكرة ربما فكر بها جعفر وهو محق لأن المعهد أو المركز بدون حاسبة لا يجوز، وقد هُيئت البناية لها أولاً ثم طُلب تكييفها والأمر متوقف على مبلغ (35) ألف دينار عراقي في حينه أي حوالي (100) ألف دولارٍ أمريكي، والحاسبة لما تزل تحت طلب العروض .. وقد وصلت العروض في شكلها النهائي بتاريخ 17/7/1971 ولم يكن الزميل جعفر في العراق أصلاً، أي بعد حوالي سنتين من مغادرة جعفر للمعهد، وبدأنا بطلب العروض في 23/2/1971، وكل ذلك عندي موثق، فلِم تتدخل فيما لا يعنيك إدارياً وليس علمياً.. وشكلَّتُ لجنة لدراسة العروض من قبل د.مثنى كبة ود.ميسر الملاح والسيد نعيم العضاض (رحمه الله) ومدير المعهد (علي عطية) واختير عرض (IBM) لشراء الحاسبة (IBM 370 / 135) ذات المواصفات العالية والمطابقة لما أردنا، ثم تم الاتفاق ووقعت الوزيرة العقد في المركز القومي للحاسبات، وأنت يا زميل نعمان كنت رئيس قسم ولا تذكر ذلك فوالله أنا أدعمك بحب جعفر، لكن لا أظن جعفراً يغمط حقوق غيره كعهدي به، لكن يبدو أن الأمور تتغير بحسب ظروفها!!.
ولا أريد الإطالة وذكر قصة الحاسبة وتدخل أحد وكلاء الشركات العلمية الذي كذب على المرحوم صالح مهدي عماش وأخبره أنه بإمكانه أن يقدم حاسبة بمقايضة النفط وحدثت مشكلة وأنا خارج العراق لحضور مؤتمر دولي في جنيف ومعي الدكتور محمد سعيد هاشم والدكتور حسين الشهرستاني، وقد عوقب مدير الحسابات ومدير القانونية لأن ميسراً اتهمهما بالتقصير عندما سألته الوزيرة ... وعند رجوعي عالجنا الموضوع لأن هذا الوكيل ليس لديه مواصفاتنا، فأسأل ناطق وميسرَ إذا خانتك الذاكرة ... مرّة أخرى ليس مهماً من اشترى الحاسبة ومشروع الحاسبة فالعمل كان جماعياً لا فردياً، كما تزعم، إنما ردُّنا عليك لتبيان إفتراءك دون سبب ... أما موضوع التبريد فله قصة أسأل عنها الدكتور صلاح الشيخلي سفير العراق المحتل في لندن والدكتور صباح كججي يوم كانا في ذلك الوقت مديرين عامين في وزارة التخطيط، عندما زارانا للتأكد من صحة طلبنا وللتأكد من مكان نصب الحاسبة، فيبدو أنهما فقدا الثقة بالمعهد من خلال تعاملهما مع من سبقنا بالمسؤولية!! فطرِدا لسوء تصرفهما.
عليك يا زميل نعمان أن تراجع نفسك وتعترف اعترافاً أخيراً بخطأك وتجاوزك على من أعزّك واحترمك في حينه (فهو لا يزال حياً يرزق ويتحدى المحتل وأذنابه بالحق والمواقف) ... وكما يقول المصري : مسير الحي يتلاقى.
وأكرر لا نسعى لجاه فقدناه ولا لعمل فقدناه بل إلى الحقيقة لا إلى اعتراف مبطن، وصوركما شاهدة على تجاوزكما الحدود والموضوعية عند طرحكما مواضيع كتابكما هذا ... إنا لله وإنا إليه راجعون ..
قصة التسمم بالزئبق :
بين الحقيقة والباطل كما يرويها السيد نعمان
مرّة أخرى تتجاوز على الآخرين محاولاً أن تنسب لك ما هو ليس لك حقاً ... ففي يوم من الأيام إتصل بي سكرتير رئيس الجمهورية آنذاك السيد طاهر العاني وأبلغني أن لجنة مركزية شكلت برئاسة الدكتور عزة مصطفى وزير الصحة آنذاك وعضويتنا وعضوية بعض الأطباء مثل فرحان باقر وسالم الدملوجي وعبد الودود المفتى وسعدون خليفة وآخرون لدراسة مشكلة التسمم بالزئبق ... فقد التقينا في مدينة الطب ووضعنا خطة عمل ومسؤولية كل جهة، وكانت مسؤولية المعهد إجراء التحليلات على نماذج من المجازر والمخابز والمطاحن للتأكد من التلوث بالزئبق ... ومن حسن الصدف وأصدقها هي أننا قبل مدة عينّا الدكتور حسين الشهرستاني في المعهد بعد أن وجدنا عمله (أطروحته) في صلب عمل المعهد وأسندنا له مختبر التحليل بالتنشيط النتروني حيث كان مجهزاً بالنوماتك سستم، وقد كان الشهرستاني أهلاً لذلك .. فقد عمل جاداً ليل نهار وكان يحضر معي لمناقشة النتائج فهو كان زميلاً عزيزاً لنا وإن اختلفنا معه اليوم بسبب احتلال العراق وما يجري خطأً في البلد ... وبجانب ذلك كلفنا صفاء المرعب بعد استشارتك للأخذ بجانب التحليل الكيميائي مستخدماً مختبر قسم علوم الأرض، فأسأل صفاءً إن خانتك الذاكرة، فلذلك قصة لعبنا فيها دوراً لتأديب بعض عناصر الأجهزة الأمنية في القصر الجمهوري، أطال الله في عمر العقيد علي العبيدي في مكتب النائب آنذاك، فكان لموقفه معنا أثراً في تأديب هؤلاء، أليس كنت يا زميلي نعمان في رئاسة القسم ونحن نناقش ذلك أحياناً في المجلس العلمي (رؤساء الأقسام) الذي يضع الخطط ويتابعها للمعهد وليس برأي فردي منا كما تدعي بهتاناً وباطلاً، ولا أجد لذلك ما يدفعك إلى ذلك والأمور موثقة .. أنا لا أعتب على جعفر فهو كان خارج العراق ولا أعيبُ على أُستاذك القديم الدرويش فهو مريض هرطقة ولا علم له بما جرى بعده، رغم أننا دعوناه للعودة إلى المعهد بعد أن طردوه نقلاً إلى جامعة السليمانية لمشاكساته ضد رؤساء قسم الكيمياء، رحم الله الصالحي ورحم الله جلال، إنما العتب عليك لأنك لازمتني حتى خرجت في 22/7/1972 من المعهد والمسرحية موثقة لا يستطيع أحد أن يخطأ في قراءتها إلا من كان في قلبه مرض ..
يا سيد نعمان لك الحق في أن تحِبَّ وتحترم جعفر فهو زميلنا، ولكن على قدر علمنا فليس وحده في الساحة لا سابقاً ولا لاحقاً، وإن كنت تعجب لبعض المعادلات التي شرحها لك وأنت لم تعْتدّ عليها كونك تتعامل مع محاليل كيميائية، فهذا قد لا يَجدُ فيه عجباً فيزيائيّ تعب على نفسه ... فما تعجبْ به قد لا يجد فيه غيرك عجباً ... ونحن نهنئك لاكتشافك أن الأخ جعفراً من آل البيت وحفيداً للإمام موسى الكاظم عن طريق الإمام إبراهيم المرتضى (الملقب بالمجاب وهو جدنا أيضاً)، وإن النعيم فعلاً ينحدرون من هذا الإمام الفاضل، ولو سألتنا في حينه لأخبرناك بذلك، لكن ما علاقة ذلك بعملكما العلمي يا رجل!!..
عذراً أيها القارئ الكريم إني أتطرق إلى قضايا مجبراً لا راغباً لأن الزميل جعفر والزميل نعمان خلطا الحابل بالنابل ولمزا الآخرين بأمور غير صحيحة ومؤذية وهما يؤرخان، وسيقرأ ذلك أناس كثيرون الآن وفي المستقبل .. فكيف يؤرخ مِزاجياً؟ وتُدلس الحقائق ولأي غرض؟ ويسكت من له قدرٌ من الدراية بالأمور!!.
* قصة نقلنا إلى جامعة البصرة (22/7/1972).
يتحدث الزميلان وبالأخص نعمان عن نقلنا وكيف فوجئ بتعيينه بديلاً عنا في يوم 22أو 23/7/1972 وبدأ يروي ما هو ليس بدقيق، شأنه شأن زميله وأستاذه غازي الدرويش، وخلاصة ما يطرحانه هو أننا طردنا لسوء إدارتنا ونقلنا إلى جامعة البصرة، وكأن الزميل نعمان لا علم له بالأحداث وقد كان رئيس قسم وعضو المجلس العلمي للمعهد ...
فسواء نقلت أو طردت (بلغة الحاقدين) فلذلك قصة ونعمان الحسيني! يعرف تفاصيلها، ومن يعرف ذلك اليوم الدكتور حسين الشهرستاني وصفاء المرعب وميسر الملاح ومثنى كبة وعلي الهنداوي وثابت الهيتي وبقية رؤساء الأقسام آنذاك. وكان الزميل نعمان أقرب الناس لي لثقتي به وأعتمد عليه كثيراً ولقناعتي بعلميته ...
كما ذكرت آنفاً بعد إعادة تشكيل لجنة الطاقة الذرية بدأنا نضع خطة عمل آخذين في الحسبان ظروف البلد (1970) المالية فطلبنا مبلغاً لسد رواتب المنتسبين والخدمات وإدامة العمل البحثي بأقل التكاليف، وكان المقدر هو (600,000) ديناراً عراقياً، حيث استلمنا العمل وكل شيء خاوٍ وكان السجال بيننا وبين وزارة التخطيط على أشده حتى قبل استلامي المسؤولية .. لأن وزارة التخطيط كانت غير مقتنعة بعمل اللجنة آنذاك (1969-1970) وتشكك في كل شيء يقدم لأنه ما كانت هناك خطة حقيقية، وقصة الحاسبة وصلاح الشيخلي وصباح كججي الآنفة الذكر تدخل في هذا الإطار ...
وفي ضوء الحالة المزرية التي وجدناها كان علينا أما نعمل شيئاً أو نترك المسؤولية ... عندها قررت رفع مذكرة إلى السيد رئيس مجلس التخطيط آنذاك الفريق صالح مهدي عماش عن طريق السيدة الوزيرة وأرفقنا ذلك بنسخة من خطة أعدّها المجلس العلمي برئاستنا.
وبعد أسبوع بلغت ومعي ميسر الملاح بحضور الجلسة بمعية السيدة الوزيرة، وكان ذلك في 13/1/1972 ... وبدأ عماش قوله أنه جاء للحضور بسبب وضع لجنة الطاقة الذرية، فلنناقش ذلك ثم طلب من جواد هاشم الحديثَ (وزير التخطيط آنذاك) فبدأ يوضح رأيه متهماً اللجنة بعدم وجود خطة ولا تعرف ماذا تريد...ألخ وهو يناقش ماضٍ سبق ولم يزوِّده صلاح الشيخلي بالخطة الجديدة، هنا طلب عماش مني الجواب فبدأت بقراءة الخطة وبعد الانتهاء من قراءة الأهداف قال كفى يا د. علي ... ثم طلب أن نقدم له خطة واعدة وبأيّ مبلغ تستطيع اللجنة إستثماره ... ووافق الجميع وعقب بالقول يا جواد (وزير التخطيط) أنت وعلي تكتبان القرار وبحسب ما يريده، وفعلاً جمعت المجلس العلمي وزميلي نعمان أحد الأعضاء البارزين وأبلغتهم بالقرار وعلى كل قسم إعادة النظر في خطته وبأي مبلغ كان وقادر على تنفيذه، وهنا تعجب نعمان ,أثنى على جهدنا، ثم بعد ثلاثة أيام جاء كل قسم بخطته ووحدّنا ذلك بالتعاون مع نعمان وبلغ المبلغ (4) ملايين دينار عراقي أي (13) مليون دولاراً أمريكي في ذلك الزمان ... وقد صدر القرار رقم (1) في 13/1/1972، وقد كتبته بالتعاون مع وزير التخطيط. وقد شملت الخطة بناء أبنية للأقسام واستيراد أجهزة، وبدأ العمل في نيسان 1972 ووُضِعَتْ الأسس للبنايات، ثم جاء التأميم في 1 حزيران 1972 وكنا مع الزميل نعمان في جلسة عشاء في جمعية المهندسين وكان يصفق لقرار نظام البعث بشدَّة !!. ثم أعيد تشكيل الوزارة لكي تضم عناصر من أحزاب الجبهة الوطنية والقومية التقدمية المقرر تشكيلها، فجاء إنسان غير كفوء ولا علاقة له بمهمات لجنة الطاقة الذرية العراقية لأنه علوم سياسية يحمل الماجستير لكّنه يدعي ممثلاً للقوميين العرب وهو قريبُ مُصاهَرةٍ مع الرئيس البكر وعددٍ من ((البو ناصر)) في تكريت ... وصدر قرار بالتقشف لمجابهة حصار الشركات النفطية المحتكرة، لكننا حصلنا على استثناء من التقشف، إلا أن الوزير الأمّي علمياً، تعنت وأصر على إيقاف العمل مدعياً أنه وزير من حقه ذلك، فحدثت بيني وبينه مشادة وقف بجانبي معظم أعضاء اللجنة، فترك الوزير الاجتماع ولم يدعُ له، بل ذهب ليكذب علينا ويطرح ذلك على صديقه يحيى ياسين (الله يرحمه) الذي لنا معه مواقف ضد سلوكه في تعطيل التمتع بزمالات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث كان رئيساً لديوان الرئاسة وهو مقرب من الرئيس البكر، فحبكا كذبة تتلخص في أني أهنت الوزير، فغضب البكر دون تحقيق فنقلنا أو بالأحرى نُفينا إلى البصرة.
ولموضوع التحاقنا قصة مع السيد النائب آنذاك إنتهت بالتحاقي في جامعة البصرة، وقد وقف منتسبوا المعهد وقفة مشرفة وكان على رأسهم آنذاك السيد حسين الشهرستاني حيث وقعوا مذكرة ضد إجراء النقل ثم استقال بعض أعضاء اللجنة ( وليسأل الشهرستاني ومثنى كبة وثابت الهيتي وعلي الهنداوي وميسر الملاح)، وأنت يا سيد نعمان هل فعلاً لا تذكر ذلك؟ ونسيت يوم جئتني تبلغني بأن كيف تأخذ موقعي اعتزازاً بي وشجعتك على قبول المنصب لأن موضوعي مع هذا الوزير قد يأخذ أبعاداً أخرى، ولا أريد أن أشرح الموقف مع النائب فإن العقيد ع ع حي يرزق فليسأل، أرجو له حياة سعيدة فهو عنصر كله أدب وأخلاق، وكان في مكتب النائب آنذاك، فهل زميلك الدرويش بإمكانه المقارنة معي، وهل خانتك الذاكرة يا أخ نعمان إلى هذا الحد ... ثم يا سيد نعمان ألم تذكر أننا كنا نبقى حتى الساعة التاسعة ليلاً؟ فهل كان ذلك لعمل حزبي؟ هل نسيت مسؤولية تنفيذ المشاريع أمانة واللجنة التي رأسناها ومعنا مثنى كبة وميسر ومجموعة مهندسين محترمين؟... حقاً إن الإنسان ليطغى ثم يشقى ويتصور الأمور على غير حقيقتها حين يحقد ويفقد قيمه الإنسانية.
أما مقابلتك، ومعك ميسر الملاح، ع ر هـ فلأنه هو الذي اقترحك مديراً وهو لم يكن مجرد جيولوجي بل كان مديراً عاماً للشركة العامة للمعادن والمسح الجيولوجي، وهو أحد المتآمرين علينا لذا عُيِّن عضواً في لجنة الطاقة الذرية بعد إعادة تشكيلها بناءً على استقالة عددٍ من أعضائها إحتجاجاً على نقلنا، وجميع الأعضاء المستقيلين هم مستقلون والذين تآمروا علينا هم بعثيون نفعيون أمثالكما بالنسبة للسلوك ... إن سبب تآمر ع ر هـ هو لأني منعته من دخول المعهد بعد أن تجاوز على المرحوم إبراهيم الفضلي، وهو خريج الاتحاد السوفيتي، فنحن لم نكن ضد أحد من خريجي الدول الاشتراكية وإن الذين نقلوا فذكرنا أسباب ذلك وبالتفاهم معهم وليس ضرباً من الخلف ... فسامحك الله يا زميل نعمان وأعاد لك ذاكرتك ونظف الله قلبك وغسله من كل دنس أو ذكريات خبيثة.
4 Comments:
This comment has been removed by the author.
My name is سرى نعيم العضاض and I would like to ask you if you knew my father and what جعفر helped Saddam's regime do to him? my email is sarahnaim82@hotmail.com
it makes me sick to see how he is writing his book as if he was one of the "good guys" while his hands are coverd with my father's blood! he should be brought to trial.
استمتع الان معنا على تقدم افضل الخصومات العالمية التى نقدمة الان من شروط معادلة كلية الهندسة التى نقدمة الان فى قال وقت ممكن حيث اننا نعمل على تقدم افضل الخصومات الرائة الان من افضل معادلة كلية الهندسة للدبلومات التى لا مثيل لها الان وباقل الاسعار الرائعة من افضل معادلة كلية الهندسة جامعة القاهرة التى نقدمة الان وباقل التكاليف المختلفة الان
احصلوا الان علي افضل عروض من مراكز معادلة كلية الهندسة فهم يعملون علي توفير افضل واقوي عروض معادلة كلية هندسة لجميع الطلاب ويمكنكم التمتع من معادلة هندسة لجميع الطلاب والاخذذ منها في التدريس
Post a Comment
<< Home