Thursday, October 26, 2006


صلاح المختار لكاتب امريكي :

خلال 5 ساعات سيعيد الحزب والمقاومة الامن للعراق

مقابلة اجراها الكاتب الامريكي درايفوس قيادي في المعارضة العراقية يتحدث

فيما يلي نص المقابلة المطولة ،التي عدلت قليلا من قبل المحرر، التي اجريتها عبر الهاتف مع صلاح المختار، الذي يقيم في اليمن ، وهو مسؤول عراقي سابق ودبلوماسي وعمل في وزارة الاعلام ، وخدم في الامم المتحدة ، وفي الهند كسفير . واثناء غزو عام 2003 كان سفير العراق في فيتنام . وبالرغم من انه لا يدعي انه الناطق باسم المقاومة في العراق او باسم حزب البعث الا انه قريب من كليهما . هنا ما كان قد قاله روبرت درايفوس

سؤال: كم هي قوية المقاومة العراقية

جواب : ان المقاومة المسلحة قد انهت كل الاستعدادات للسيطرة على السلطة في العراق . ان المتعاونين مع الولايات المتحدة من المستوى الوسط بدأوا بالهرب من العراق بعد ان هرب الاعلى مستوى منهم قبلهم ، والذين يقبع اكثرهم خارج العراق مثل احمد الجلبي واياد علاوي واخرين . وهناك موجة ثانية من العملاء تستعد للهرب وبعضهم غادر فعلا العراق الى الاردن وسوريا وبريطانيا واماكن اخرى ، لان الصراع الستراتيجي عمليا قد وصل نقطة وضع حد للاحتلال . ان المقاومة تسيطر عمليا على بغداد الان . بالامس تكلمت مع اناس كثيرين داخل العراق وقالوا لي بان الهجوم على القاعدة الامريكية ( الصقر ) كان جزء من ستراتيجية جديدة تقوم على الحاق خسائر ضخمة في القوات الامريكية في العراق .

سؤال : لقد قرات ان العديد من شيوخ العشائر في العراق قد طالبوا باطلاق سراح صدام حسين ، واخرين يريدون التعاون مع المالكي !

جواب : ان اؤلئك الذين يعملون مع المالكي يعيشون في الاردن وليس داخل العراق ، خصوصا العائدين الى محافظة الانبار ، لذلك فانهم بلا وزن داخل العراق . وبالنسبة لاولئك الذين يرسلون رسائل تطالب باطلاق سراح الرئيس صدام حسين فانهم يشكلون الغالبية العظمى من عشائر العراق ، لقد اصبحت ظاهرة وطنية ، كما انها بدأت فجأة : بعث مئات الرسائل من شيوخ العشائر من الشمال حتى جنوب العراق تطالب باطلاق سراح الرئيس وعودته رئيسا .

سؤال : هل هناك قوى مؤيدة للبعث في الجمعية الوطنية ؟

الجواب : هؤلاء لا يمثلوننا ، لكنهم متعاطفين معنا . انهم يطالبون بالغاء قانون اجتثاث البعث ، وفتح حوار مباشر مع البعثيين . ويقولون انه من غير المنطقي التحدث عن المصالحة الوطنية دون البعثيين . حتى علاوي ومجموعته يشكلون جزء من ذلك المطلب . انا اؤكد لك بان المقاومة تملك اليد العليا في العراق ، ان الشيء الوحيد الذي يقلقنا هو التدخل الايراني المباشر ( المقصود في لحظة التحرير ) .وبخلاف ذلك فان كل شيء قد ضمن . فخلال اربع او خمس ساعات نستطيع فرض الامن والاستقرار في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية . ولهذا نطلب من مجلس الامن التابع للامم المتحدة ان يعلن معارضته لاي تدخل اجنبي في العراق ( بعد التحرير مباشرة ) ، لضمان ان ايران لن تتدخل في شؤون العراق . وعلى اولئك الذين ارتبطوا بامريكا ان يغادروا العراق حينما تغادره امريكا . ان المقاومة تمسك بالارض تقريبا في كل العراق .

سؤال : ما هو دور مقتدى الصدر ؟ هل يمكنكم اجراء حوار معه ؟

جواب : كلا ، مقتدى تابع لايران ، انه الان اكثر خطورة من فيلق بدر . ان الاذى الذي الحق في المجتمع العراقي هو من عمل جيش المهدي التابع ل(الصدر )، بعد ان شلت المقاومة تقريبا فيلق بدر.

سؤال : لماذا لا نرى حركة للمقاومة في المناطق الشيعية ؟ جواب : هناك مناضلون شيعة يحتلون مراكز قيادية في المقاومة البعثية ، اي داخل البعث . وليس هناك تنظيم سواء كان وطنيا او موال للاحتلال له قواعد شعبية مستقرة ومنظمة وكبيرة غير البعث خصوصا في الجنوب ، وانما هناك نخب سياسية . وهناك اعمال مميزة للمقاومة في الجنوب ولكن الاعلام لا يغطي ما يجري فيه . ان طبيعة العمليات في الجنوب ليست مثل عمليات المقاومة في الانبار وبغداد . فهي اضافة لمقاتلة الاحتلال موجهة ضد ما يسمى مجموعة الحكيم ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ) وجماعة جيش المهدي ، اللذان يركزان اعمالهما على قتل الوطنيين والمقاومين بحقد عميق ، ويتعاونان مع الاحتلال . انهما مؤخرا قتلا مواطنين اكثر مما قتل الاحتلال . ولكن هناك في الجنوب اغلبية صامتة تقف ضد الاحتلال وايران سوية .لقد نفد صبر الاغلبية الصامتة في الجنوب من جراء جرائم المجموعات الموالية لايران .انت تعلم انه في العديد من مدن الجنوب لايران حتى مكاتب رسمية ، وان المخابرات الايرانية تسيطر على مناطق في جنوب العراق لدرجة انهم يستعملون العملة الايرانية ، وتستطيع ان تطلب من سائق التاكسي ان يذهب بك الى مقر المخابرات الايرانية ، وسوف ياخدك اليه مباشرة ! لكن الاغلبية الصامتة في الجنوب انتهى صبرها على النفوذ الايراني في المنطقة .لهذا نحن لسنا قلقون بسبب الوضع في الجنوب باستثناء تهديد التدخل الايراني العسكري المباشر عقب التحرير مباشرة .ان الجيش الشرعي قد اعيد بناءه ،وهو الجيش الذي نزل تحت الارض بعد الغزو ، وهذا الجيش مستعد للسيطرة على العراق الان . ان80 - 90 % من مقاتلي المقاومة العراقية وقادتها العسكريين تتشكل من قوات الجيش الوطني الشرعي . هناك ضباط عالي الكفاءة من الجيش الوطني يقودون كل العمليات المسلحة للمقاومة العراقية تقريبا في العراق . لقد بنوا الجيش الجديد بعد الاحتلال على اسس طائفية وشكلوه من فيلق بدر والبيش مركة الكردية ،

ومع ذلك فهناك عناصر وطنية حتى داخل هذا الجيش العميل ، وتحصل المقاومة على المعلومات عن وضع الجيش وخططه من الوطنيين فيه .

سؤال : هل ستكون هناك معركة حاسمة تشبه معركة تيت (معركة حاسمة في فيتنام ) ؟ هل ستتعرض المنطقة الخضراء لهجوم ؟

الجواب : هناك حديث في بغداد عن تحرير المنطقة الخضراء ، خصوصا في الاسابيع الاخيرة . ولكن ذلك غير محتمل في الوقت الحاضر لان ستراتيجية المقاومة وضعت على اساس جمع نقاط مثلما في الملاكمة ، وليس الانتصار بالضربة القاضية . انت تجمع النقاط واحدة اثر اخرى لتقرير من سينتصر . وهكذا انت تستنزف العدو ، بمهاجمته باستمرار حتى ينهار . ولهذا فان انتصار المقاومة في العراق لن يتحقق بمعركة واحدة . وهذه الحقيقة تعبر عن فهمنا لطبيعة العدو . ونحن نتوقع ان يكون الشهر الاول من العام القادم حاسما . ان الامريكيين استنزفوا ، والمقاومة تعد لهجمات متزامنة على القوات الامريكية في كل مكان من العراق . ان الاصابات بين القوات الامريكية تزداد بحدة وبشكل واضح لم يسبق له مثيل ، وهذه الزيادة النوعية والكمية في عمليات المقاومة هي جزء من قرار الحزب والمقاومة بزيادتها تمهيدا للنصر الحاسم .

سؤال : من يتحدث باسم المقاومة ؟ ( السؤال الاصلي كان : لقد نفيت في السابق انك تنطق باسم المقاومة والحزب اذن من ينطق باسمهما ؟ )

الجواب : لا احد ، انا لا اتحدث باسم حزب البعث او المقاومة انا مجرد مناضل بعثي. ولكنني قريب من كلاهما اي الحزب والمقاومة . لقد تقرر قبل الغزو تجنب اقامة المقاومة اي علاقة مباشرة مع اي طرف اخر ، لمنع الاختراق الامني ولجعل الحصول على معلومات عن المقاومة صعبا . احيانا اتحدث مع مجاهدين مموهي الشخصيات بالتلفون وغالبا على الانترنيت بلغة مموهة ايضا ، واحيانا بلقاءات مباشرة مع بعضهم عندما اسافر من اليمن . وقامت بعض الحكومات العربية بمنحي جوازات سفر باسمي الصريح لاجل تسهيل سفري ، وهي حكومات تتوسط كما تقول الاخبار بين المقاومة وامريكا .

سؤال : ما هو موقف الولايات المتحدة من حزب البعث ؟

الجواب : من حيث الحسابات الجيوستراتيجية تعد امريكا البعث عدوها الاول في اوساط حركات التحرر العالمية والنظم التقدمية ، منذ امم النفط عام 1972 ولكنه ومنذ عام 1984 اصبح هدفها الاول عالميا حينما رفض الرئيس صدام حسين كل العروض الامريكية التي كانت تسيل لعاب حتى الدول الكبرى والتي عرض بعضها دونالد رامزفيلد بالذات . ولذلك لم ترسل امريكا الى افغانستان عام 2001 ، والتي يقال ان من هاجموها في ايلول موجودين فيها ، اكثر من 15 الف جندي امريكي بينما ارسلت للعراق 160 الف جندي امريكي رسميا ، وهناك اكثر من مائة الف جندي امريكي غير رسمي من المرتزقة او طالبي الجنسية الامريكية اضافة لقوات الحلفاء الاخرين والجيش العراقي العميل والشرطة العراقية العميلة ، والذين يشكلون كلهم حوالي نصف مليون جندي يقاتلون البعث والمقاومة ، مع ان العراق لم يهاجم عسكريا ولا ارهابيا امريكا !

ومن مظاهر اسبقية اجتثاث البعث على رفض غيره حقيقة ان امريكا لم تهتم جديا بالقاء القبض على اي خصم لها في افغانستان كانوا على وشك امساكه ، حيث صدرت اوامر بايقاف مطاردة من كانوا يريدون اسره بتهمة شن هجمات ايلول مع ان المخابرات الامريكية كانت على وشك القبض عليه ووضعته تحت سيطرتها ! بينما جندت كل طاقاتها الاستخبارية لضمان اسر الرئيس صدام حسين ! والسوأل الجوهري هنا : لماذا هذا العداء التمييزي ؟ الجواب هو ان عراق البعث كان العقبة الاساسية امام امريكا التي منعتها من اكمال سيطرتها على كل منابع النفط لاستخدامه اداة ابتزاز للسيطرة على العالم بلا حروب عسكرية واقامةالحلم الامريكي الاول القرن الامريكي . اما الان ، وبعد ان هزمت امريكا في العراق واصبحت منذ ما بعد معركة الفلوجة الاولى تلعب بالوقت الضائع ، فانها تريد الخروج من العراق وهي تحتفظ بماء وجهها كامبراطورية كانت قيد التكون عندما دخلت العراق لكنها اصبحت قيد الاحتضار بعد ان دخلت اسوار بغداد .

ان الامريكيين ، الجنرالات وغيرهم ، وبعد ان توصلوا الى قناعة تامة بان البعث هو الداينمو الاساس المحرك للثورة العراقية المسلحة اضطروا للاتصال بالرئيس صدام حسين في اسره وتكلموا معه حول الوضع في العراق ، ورامزفيلد ، كما قالت مصادر عديدة تشرف بمقابلة الرئيس وكذلك كونداليزا رايس . وكلاهما حاول اقناعه بالقاء كلمة يدعو فيها المقاومة لالقاء السلاح والتعاون في اطار ما يسمى العملية السياسية . وقد رفض الرئيس ذلك فاخبره جنرال امريكي كبير بان عليه (الرئيس صدام حسين) ان يختار بين مصير موسوليني ، (اي القتل ) او نابليون ( اي النفي ) ! وفيما بعد لمحا ( رامزفيلد ورايس ) الى شيء اخر ، يشمل عودة حزب البعث للحكم . والان تقول الاخبار والمصادر الامريكية بان هناك حكومات عربية تضغط على الادارة الامريكية لقبول عودة البعث لضمان الاستقرار في العراق . وتقول مصادركم الامريكية ولسنا نحن بان السعودية واليمن وبعض اقطار الخليج العربي قد اتصلت بامريكا لاقناعها بعودة البعث بصفته الحل الوحيد الذي يحجم النفوذ الايراني في المنطقة . لكن البعث لديه قرار اخر وهو تشكيل جبهة طنية عريضة في العراق مع الاحزاب الوطنية الاخرى من اجل تخليص الوطن من الاحتلال وهذه الجبهة تتشكل من القوى الوطنية المناهضة للاحتلال وفيها الاكراد والتركمان .

سؤال : هل يتعاون السيستناني ؟

الجواب : السيستاني لم يعد مؤثرا كما كان ، ولا احد يصغي اليه الان ، انه ليس عراقيا وهو سوف لن يبقى بل سيهرب بعد ان يبدأ سقوط الاحتلال الحاسم ، لان دوره كان خدمة وطنه الام ايران بالمشاركة في خراب وتدمير العراق لصالح ايران والاحتلال .

سؤال :الوضع يبدو كانه حرب اهلية اليس كذلك ؟

الجواب : ان الحرب الاهلية لن تحدث ابدا في العراق . لدي العديد من الاقارب من الشيعة كما السنة . والغالبية العظمى من العراقيين هكذا . اذن كيف استطيع قتل اخي او ابن عمي او نسيبي ؟ الطائفية وان بدت اقوى من الوطنية فان ذلك مظهر مخادع تماما لان النسيج الاجتماعي العراقي متداخل على نحو لا يسمح بحرب اهلية على اسس طائفية ، خصوصا وان عشائر العراق الكبرى تتالف كل منها من الشيعة والسنة ، بمعنى ان هناك قرابة دم بين الشيعي والسني في العراق .

سؤال : العديد من العراقيين تم استقطابهم بواسطة القتل، ودفعوا الى الطائفية ؟

الجواب : انه ليس قتالا طائفيا ، انه صراع سياسي . كما قلت لك يوجد في اعلى قيادة للمقاومة قادة شيعة كما يوجد سنة ومسيحيين ومسلمين . وهؤلاء يعملون سوية داخل المقاومة ، كما يجب ان اشير الى وجود قادة اكراد وتركمان في المقاومة المسلحة . ان الشعب العراقي يحمل ايران وامريكا وبشكل متزايد مسؤولية عمليات القتل . ان ايران تريد السيطرة على المنطقة ، باستخدام نفوذها في وسط شيعي معين . والسؤال هو من جلب عصابات ايران الى العراق ؟ بالطبع امريكا . انك تتذكر بانه بعد العدوان على العراق في عام 1998 ، اي بعد عملية ثعلب الصحراء ، توصل الامريكيون الى استنتاج بانه لا توجد امكانية لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين الا بالتعاون مع ايران . وهكذا ابتدأ التعاون الامريكي الايراني الرسمي والوثيق حول غزو العراق وحدثت في اوربا اجتماعات ايرانية امريكة للتنسيق ضد العراق ، وامرت ايران مواطنها محمد باقر الحكيم واخيه عزيز الحكيم بالانضمام لماكان يسمى المعارضة العراقية التي نظمتها المخابرات الامريكية انذاك . وعند دخول قوات الغزو للعراق عام 2003 اصدر السيستاني فتوى دعا فيها مقلديه من العراقيين لعدم مقاومة الغزو الامريكي , كما اصدر فتوى اخرى دعا فيها الى التعاون مع الاحتلال . والان من يدعم حكومة المالكي ؟ ومن دعم حكومة الجعفري ؟ انها الولايات المتحدة وهما ( المالكي والجعفري ) ايرانيين ليس في الهوى السياسي فقط بل حتى في جنسيتهما واصولهما ايضا . ان من يحكمون العراق منذ الغزو ليسوا عراقيين بل ايرانيين و بريطانيين وامريكيين في الجنسية والولاء ، فما الذي يربط هؤلاء غير امريكا ؟

سؤال : ماذا عن امكانية حدوث انقلاب عسكري في العراق ؟

الجواب : اذا ارادت امريكا ان تقدم السلطة في العراق للجنرالات من خلال انقلاب عسكري ، كما تلمح مصادر امريكية لاجل الحد من النفوذ الايراني في العراق ، فان ذلك الانقلاب سيكون لغما خطيرا لكلا الطرفين العراق وامريكا . ربما تسأل لماذا ؟ لان اغلب ضباط الجيش العراقي الشرعي بعثيين كما ان بعض ضباط الجيش الجديد لهم صلة بالحزب وتحت امرته ، ولهذا لا يوجد حل في العراق بمعزل عن البعث ، وهذه حقيقة يجب ان تدرس بعناية من قبل الجميع . ان زيادة القتل الجماعي في العراق قد خلق رغبة لدى بعض العراقيين في وقوع انقلاب ينقذهم من فرق الموت الايرانية . وأذا اعتمد الانقلاب على الجيش الجديد لن يستطيع القيام به لاسباب عملية وهي انه عاجز عن تصفية العصابات الايرانية حتى لو افترضنا استعداده للقيام بذلك العمل . من هنا لم يبق امام امريكا الا ان تبحث عن جنرالات من الجيش الوطني الشرعي نتيجة خبرتهم القتالية الغنية ، ولكن ذلك يفرض عليها ان تقدم على خطوتين ، الاولى اعادة عدد كبير من ضباط الجيش الوطني ، والثانية تسليح الجيش بسلاح ثقيل يستطيع به سحق العصابات . وهكذا سيتحول الجيش الى قوة فعالة ليس بمعنى خوض حرب كلاسيكية مع امريكا بل بمعنى انه سيصبح طرفا مقررا عند لحظات التحول والحسم وهنا يبرز اللغم الخطير.

ان ادعاء امريكا بان المطلوب هو التخلص من عصابات وفرق الموت الايرانية ليس سوى الجزء الاصغر من الحقيقة ، فهي من اتت بتلك العصابات وهي تستطيع بقواتها المسلحة سحقهم ، الم تسحق هياكل الدولة العراقية المادية خلال 21 يوما من القصف الجوي والمدفعي وقبل ان تشتبك مع الجيش العراقي ؟ هل تلك العصابات اقوى من الجيش العراقي ؟ بالطبع كلا . اذن ماذا تريد امريكا في الواقع ؟ انها تريد ان تقتل عراقيين بيد عراقيين استكمالا لمخطط زرع ثأرات تدوم لقرون بين العراقيين وقد تقسم العراق . فبعد ان استخدمت عملاء ايران ومجرمي البيش مركة لابادة عشرات الالاف من العراقيين ، في الانبار وديالى ونينوى وتلعفر وغيرها ، فزرعت بذلك نزعة انتقام لدى اوساط كثيرة ، تريد امريكا الان ان تستعمل عراقيين من الوسط والشمال لقتل عراقيين من الجنوب ، لزرع نفس ما زرعته في نفوس اهل الوسط والشمال وهو الثأر من عراقيين اخرين . هذا هو احد الاهداف التمويهية لفكرة الانقلاب العسكري . اما الهدف الاهم والاخطر للانقلاب العسكري فهو تحشيد عراقيين من الوسط والشمال ، خصوصا من العسكريين بعد توريطهم بسفح دم عراقيين من الجنوب فيصبحون اسرى ارادة امريكا كما اصبحت عصابات الجنوب ، ويضافون في مرحلة لاحقة لمن خان من الجنوب ، وشن حملا ت عسكرية عراقية ضخمة ، مدعومة من القوة الجوية والصاروخية الامريكية ، على مناطق المقاومة المحررة وشبه المحررة وعلى الحزب بشكل خاص . ان ما تريده امريكا اساسا هو ليس التخلص من عصابات الموت الايرانية بل الاعداد الشامل لتدمير المقاومة والحزب . اننا نعرف والعالم يعرف ان ما اوقف تمدد امريكا عالميا هو المقاومة العراقية وليس اي طرف دولي او اقليمي اخر . لذلك لم يكن أثارة موضوع الانقلاب العسكري الا تعبيرا عن شعور امريكي مدمر بان خسارة الحرب على العراق اخطر من خسارة الحرب العالمية الثانية ، كما اعترف القائد العسكري لقوات الغزو جون ابي زيد. اننا ننظر الى الانقلاب بمنتهى الجدية ونعده المحاولة الاخيرة لامريكا، وهي تحتضر في العراق ، لسحق المقاومة او على الاقل شقها واضعافها ، وتلك هي مقدمة احتواءها وقلب هزيمة الاحتلال المنكرة الى نصر ! ونتيجة لهذه الحقيقة فان الحزب والمقاومة يتهيأن لجعل الانقلاب اذا وقع ونجح كارثة على امريكا والضباط الذين قد يتعاونون معها للقيام به ، في نهاية المطاف .

وهنا يجب ان نؤكد على ان الزيادة في نسبة القتل الجماعي للمدنيين العراقيين على يد فرق الموت الايرانية والامريكية قد سهل تقبل بعض العراقيين للانقلاب بصفته اقل الخيارات سوءا في الوضع الماساوي العراقي . وهذه الحقيقة تؤكد ما قلناه وهو ان امريكا هي التي تشجع القتل لدفع الناس الرافضين للتعاون معها لقبول حمايتها لهم من فرق الموت ، عن طريق اقامة ديكتاتوريةعسكرية تسحق بعض فرق الموت بجيش كبير تتصدره وجوه عسكرية من الجيش الوطني ، فيضلل من يفتقر للحصانة والوعي وتبدا العملية الاخطر وهي دعوة المقاومة لالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية الجديدة والتي ستخلوا من الوجوه البشعة لعملاء ايران ، واذا رفضت المقاومة ستتعرض لحملات عسكرية ضخمة تقترن بشقها واحداث فتنة بين الجماهير! هذه هي خطة الانقلاب الامريكي ، كما خططت له امريكا ، وهذه هي وظيفته الحقيقية ، انها ليست انقاذ العراق لان امريكا هي المايسترو الذي خطط ونفذ عملية تدميره ، بل الاعداد لسحق المقاومة او دفع اطراف منها على درب الخيانة العظمى . ولاكمال عنصر توريط بعض الضباط المقيمين في الاردن وغيره اشترت امريكا بدولاراتها بعض شيوخ العشائر المعزولين والهاربين من الانبار الى خارج العراق لاكمال ديكور الانقلاب .

انت تعلم بان ايران قالت بانها اذا هوجمت من قبل امريكا فانها سوف تهاجم القوات الامريكية في العراق ،وهذا النوع من التهديد خطير جدا . واذا جمعت الهجمات على الولايات المتحدة التي قد تشن من قبل ايران وعصاباتها مع هجمات المقاومة العراقية على نفس القوات فسوف تكون مأساة كبيرة لامريكا . لهذا تحاول الحكومة الامريكية تقليل النفوذ الايراني في العراق قبل حصول اي تحرك عملي ضد ايران . واخيرا نقول بانه اذا حصل الانقلاب فانها ستكون خطوة غبية من قبل امريكا ، تؤكد مرة خرى انها لا تفهم الوضع العراقي . خصوصا حقيقة ان اغلب كادر الجيش العراقي الشرعي بعثيين ، ومن ثم فان الجنرالات الذين سيتعاونون معها سيكونون من اصول بعثية ، ولابد وان بعضهم يرتبط بالحزب سرا ويتبع اوامره في اللحظة المناسبة ، او انهم خانوا الحزب والشعب مما يجعلهم هدفا طبيعيا وسهلا للحزب والمقاومة . ان سحق الانقلابيين سيكون واجب البعث وهو قادر على ذلك وحذر الضباط الذين قيل انهم يتعاونون مع الاحتلال الامريكي من مغبة التعاون مع امريكا .

ملاحظة : نشر السيد درايفوس نصا ناقصا للمقابلة في ( تقرير درايفوس ) يوم 22 – 10 2006وهذه الترجمة هي النص الكامل .

صلاح المختار

------------------------------------

روبرت درايفوس: كاتب امريكي معروف ومخضرم اشتهر للمرة الاولى عالميا باصداره كتابا مهما تحت عنوان ( رهينة خميني ) عام 1989 سلط فيه الضوء على صلة التطرف الديني بتيارات امريكية قوية مثل هنري كيسنجر واللجنة الثلاثية القوة الاكثر تاثيرا من وراء الستار في امريكا . واخر كتاب صدر له ايضا عن التطرف الديني عنوانه (لعبة الشيطان ) امتدحه الكاتب المشهور سيمور هيرش ونصح الادارة الامريكية بقراءته
-------------------

النص الانكليزي :


0 Comments:

Post a Comment

<< Home

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker