من قلة الخيل شدوّا علجــلاب سروج
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من قلة الخيل
سليل الرافدين - استراليا
ليس حادث اطلاق الرصاص على الطلبة في بغداد الذي تناقلته الأنباء هو مجرد حدث عابر بالقدر الذي يدل على الوضع المأساوي للتربية في العراق بصورة عامة، وما آل اإليه هذا الوضع بعد انهيار دولة بكاملها، وبجميع هياكلها ومفاصلها، ومنها القطاع التربوي الذي كان على مرّ العصور التي مرّت بالعراق يولى إهتماما ولا سيما خلال النصف الثاني من القرن الماضي،إذ كان يعني شيئا كبيرا يؤثر في مستقبل البلد الذي يطلق عليه إسم بلد الحضارات،وهو كذلك حقا، فتوافر مستلزمات التربية يؤدي الى توافر القيادات التربوية والكفايات العلمية والأدبية والفنية والإدارية التي تديم دوران عجلة البلد في كل مناحي الحياة، وكانت القيادة في العراق قد وعت هذا، لذلك سعت حثيثا الى توافر تلك المستلزمات بالشكل الذي مثّل قفزة نوعية يشار لها.
إن التجربة التربوية في العراق لم تكن تجربة سطحية ولا فوضوية، لذلك فهي تتطلب وقفة، وتسليط الضوء عليها لعرضها بالشكل العقلاني الذي يدحض أفكار الواهمين والمتشككين، ولكن في البدء علينا أن نتفق على أن أي تجربة لابد من أن تصاحب بأخطاء وترافقها هنات، ويفترض النظر لأي مشكل، أو مسألة بكلياتها لا بجزئياتها،بعمومها لا بأوصالها، وهذا هو شأن المنهج العلمي الذي يتمشدق به البعض وهو شان المنهج النقدي أيضا، وتحضرني هنا قصة شابٍ عزم على الزواج فأراد أبوه أن يرى الفتاه، وبعد أن تمّ له ذلك لم يوافق الاب إذ كان السبب أن قدمي تلك الفتاة كانت كبيرة، بعبارة أخرى أن هذا الرجل ألغى مقومات إنسانة شكلا وأخلاقا وعلما وصفاتا بالنظر الى جزئية لاتغني ولا تسمن، فإذا اتفقنا على هذا النهج، فإننا سنكون أكثر صدقا في التعبير والتحليل.
الدولة والسياسة التربوية
لكل دولة كما هو معروف سياسة تربوية مكتوبة من قبل خبراء في التربية وتشرف عليها الدولة وتقرّها الحكومة أوالبرلمان، وتعدّ وثيقة مهمة من خلالها تتحقق جملة من الأهداف التربوية العامة والخاصة، وتكون تحت أنظار الوزير ووكلائه و القيادات التربوية في الوزارة، ونصب أعين واضعي المناهج الدراسية ومؤلفي الكتب وكل خبراء الوزارة الآخرين، وبعد الأحتلال ألأمريكي للعراق الغيت السياسية التربوية على أمل إستحداث أو كتابة سياسة تربوية جديدة تتناسب ومعطيات العراق الجديد الديموقراطي الحر فما الذي حصل أيها السادة؟
أولا : بالطبع لايوجد عراق جديد بالمفهوم الذي صور للناس إلا إذا كانوا يعنون عراق جديد بتخلفه، ولا توجد حرية إلا إذا كانوا يعنون حرية التصرف بأموال الشعب وسرقتها كما يحلوا لهم،وحرية الميليشيات الصفوية، ولا توجد ديموقراطية إلا إذا كانوا يعنون ديموقراطية القتل العشوائي والإقصاء والتهجير والإغتصاب.. الخ. وهكذا لاتوجد دولة أساسا وبالنتيجة: بما أنه لاتوجد دولة فلا توجد سياسة تربوية.
ثانيا : البرلمان الحالي المؤتلف من شراذم من الأميين والجهلة والفاسقين معني بأمور مهمة أخرى مثل تقسيم العراق وتوافر الأرضية لزيادة التغلغل الصفوي والصهيوني ونهب الثروات بمختلف الطرق إذ لا وقت لديه لبحث أمور يعدّها ثانوية مثل السياسة التربوية فترك الحبل على الغارب، وبتصوّره يمكن لمثل هذه الأمور أن تسير آليا.
ثالثا : وزراء التربية اليوم هم من الصفويين والعملاء بدليل أن هذه الوزارة من الوزارات المجيرة لهم لأنهم يعلمون علم اليقين أن مضخة العقول تتحرك فيها، ومنها ينبع نهر الخير الذي يفيض على العراق علما ومعرفة أي بالمحصلة قوّة و منعة فكيف تترك للعراقيين أوحتى للأحزاب الأخرى، فضلا عن أن الوزراء المختارين لمثل هذه المهمة التي يفترض أن تكون مهمة نبيلة هم من الأميين والجهلة مثل الوزير السابق غير الفالح فلاح السوداني وخلفه الخزاعي، وغير معنيين بالسياسة التربوية فهم الذين يسيسونها آنيا على وفق علمهم الغزير الذي تعلموه في إيران ويتخذون قراراتهم بهزّة رأس كما يفعل الوالي الجديد الذي ولاّه السلطان العثماني، فإذا هزّ رأسه يمينا ويساراً فهذا يدل على عدم موافقته وإذا هز رأسه الى أعلى وأسفل فهذا يدل على موافقته { الرجاء الرجوع الى القصة واذا لم تحصل على نتيجة أقول لك أن هذا الوالي لم يكن إلا محض حمار }، فضلا عن همّهم في سرقة أكبر كمية من أموال الوزارة شأنهم شأن البرلمانيين،إذا ًلاحاجة إلى سياسة تربوية.
وزراء عهد البعث
لنسال الأسئلة الاتية: هل كان أي وزير سابقا إلا أن يأنف من سرقة درهم واحد من وزارته أو من أي منفذ آخر؟
كم قصرا يملك فهد الشكره أو عبد الجبار الكرخي أو المرحوم احمد عبد الستار الجواري أو أو؟
ماهو مقدار المبلغ الذي أودعه الوزراءالسابقون في بنوك دول الجوار؟
منْ منهم قام بثحديث مكتبه بأفخرما يكون تأثيثا وأغلى ما يكون أسعارا {وإذا لم تصدّقوا زوروا مرة مكتب فلاح السوداني لتروا بإم أعينكم ما هي نوعيّته المسرفة وأي إفراط في البذخ}. ولنسأل السؤال معكوسا وعندكم الإجابة،و إلا على اي أساس تجرى المقارنات التي يحلوا لعملاء اليوم إجراءها وهل{ الدب الباغي} أقصد الدباغ الذي لا يني عن المقارنة عاكساً الأمور، أقول: هل يستطيع أن يبيـّن للشعب العراقي من أي جيب من جيوب أبيه أخرج الملايين التي ا شترى بها سيارة العار بمبلغ خرافي بالنسبة للأغنياء، فما بالك بالنسبة لجياع العراق.
التربويون والعهد الجديد
لايخفى على أي منصف كم من التربويين والعقول قد صفـّيت وكم استاذ جامعي اغتيل وكم عالم هاجر وراح يعطي خبراته للغير مخافة القتل والتشريد، هنا علينا الإنتباه الى أن بناء عالم أو أستاذ يحتاج إلى سنين متواصلة من العمل والتدريب وتراكم الخبرات لكي يتكامل بناؤه وهو ليس كالبناء بالحجر والطابوق الذي يمكن تشييده بسهولة ويسر، لذلك كان على ص ص أن يقضوا على بناء نتج من جهد سنين بلحظات ولايمكن اعادته الا بسنوات لاتقل عن خمسين سنة{ ملاحظة ص ص مصطلح اطلقته على كل صهيوني صفوي فكلاهما يبدأ بحرف الصاد }
المدارس في العراق
بدأ إنشاء المدارس في العراق في زمن الدولة العثمانية، ولا أقصد بذلك الكتاتيب ـ الملالي ـ الذين كانوا يعلمون القرآن الكريم، بل أقصد المدارس بشكلها النظامي المتعارف عليه، ومن الملفت للنظر أن أول المدارس في العراق لم يكن المسلمون قد أنشأوها،بل المسيحيون واليهود، فافتتحت مدرسة الآباء الكرمليين عام 1731 م، ومدرسة الكلدان عام 1843م، ومدارس الإتحاد الإسرائيلي عام 1865 م، بعدها قام الوالي العثماني مدحت باشا بفتح 4 مدارس، كانت لغة التدريس فيها اللغة التركية وليس اللغة العربية، وبعد سقوط الأمراطورية العثمانية تحوّل الحكم في العراق الى الحكم الملكي تحت ظل الأستعمار البريطاني المحتل،وبمطالبة أبناء الشعب العراقي ولا سيما المتنورين منهم أبتدأ بتأسيس المدارس بخطىً وئيدة، ويلاحظ أنه ما بين عامي 1922 م و 1923 م أن عدد المدارس بلغ 88 مدرسة وعدد الطلبة 8 الاف طالب وعدد المعلمين 486 معلما، وبأستمرار معدلات النمو إقتضت الحاجة الى فتح كليات تستوعب مخرجات التعليم الثانوي مثل كلية الحقوق والهندسة، كما يذكر أن التعليم بدأ بالتشعب إلى علمي وأدبي وصناعي وزراعي...الخ، وفي العهد الجمهوري بعد ثورة تموز 1958 م وعلى الرغم من تدهور الأوضاع، وعدم إستقرار الحالة السياسية حصل أن لاقى هذا القطاع إهتماما لاسيما في البعثات وفي جوانب تربوية كانت ممنوعة أو غير مقبولة أو محرّمة في بعض الدول العربية مثل درس التربية الفنية.
والآن ماهي التطورات التي حصلت لهذا القطاع إبان حكم حزب البعث في العراق {وليسمع الخائبون}؟
في الدستور المشرّع عام 1970 م جاء فيه أن الحكومة مسؤولة عن وضع السياسات التعليمية والأشراف عليها ووضع البرامج والتطوير والتمويل، كذلك قررالدستور أن التعليم شامل ومجاني للمراحل الدراسية كافة بما فيها التعليم الجامعي، وعدّ محو الأمية هدف أساسي. وهذا ليس مجرد حبر على ورق ولنتبين ذلك على وفق إحصاءات رسمية للهيكل التعليمي قبل الإحتلال :
رياض الأطفال : عام 2000 ـ 2001 م كان عدد الطلبة 68377 طفلا من عمر 4 الى 5 سنوات، ويتناصف الأناث مع الذكور هذا العدد، بإنخفاض عن عام 90 ـ 91 م بسبب الحصار الأقتصادي الجائر المفروض.
المدارس الأبتدائية : وتضم 4031346 طالباً وبنسبة 55 بالمئة ذكورا و45 بالمئة إناثا وعدد المدارس قرابة 11800 مدرسة يعمل فيها بحدود 20000 معلما.
المدارس الثانوية وتضم قرابة 1300000طالباً وعددها بحدود 4000 مدرسة، هذا فضلا عن معاهد المعلمين التي كانت تسمى دور المعلمين ومعهد تدريب المعلمين ومعهد التدريب المركزي، وكان عدد المعاهد عام 1985 م 35 معهدا فقط وأصبح عام 2000 م 139 معهدا { فهل كان البعث يلهو؟ أسالكم عملاء اليوم يا ص ص}
التجارب التربوية
قامت الحكومة بعدة تجارب منها ما نجح نجاحا باهراً مثل تجربة المدارس المطوّرة ومدارس المتميزين ومدرسة الموهوبين، ولابد هنا من الإشارة الى هذه التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة،لابل حتى في دول كثيرة في العالم توصف بكبر حجمها وقوة إقتصادها، وقد ضمت هذه المدرسة 11 طالبا عند إفتتاحها، قبلوا فيها بعد سلسلة من الأختبارات للقابلية العقلية والأبتكارية، وقد أنتدب لها خيرة مدرسي المواد التي كانت تدرس بأشكال متقدمة، وبطرق حديثة بعيدة عن الطرق التقليدية والنمطية، وكانت بإشراف خيرة أبناء وزارة التربية، وقد قام برعاية هذه المدرسة الشيهد صدام حسين رعاية مباشرة.
أما تجربة محو الأمية في العراق فهي مفخرة من مفاخر البعث في العراق، فقد قامت الحكومة عام 1978 م بحملة شاملة لمحو الأمية للفئات العمرية من 15 الى 45 سنة تعلموا فيها القراءة والكتابة وعلم الحساب، فانخفضت نسبة الأمية في العراق من 48 بالمئة عام 1978 م الى 20 بالمئة عام 1987 م لذلك منح العراق 5 جوائز عالمية، ومن المعروف أن تقارير اليونسكو قد وثــّقت {أن التعليم في العراق يعد من أفضل نظم التعليم في المنطقة} إذ بلغت نسبة المسجلين في المدارس قبيل عام 1991م مئة بالمئة،
هكذا أيها العملاء كان نظام التعليم في العراق، فماذا أنتم اليوم فاعلون؟
ملاحظة : كانت هناك بعض الأخفاقات في بعض التجارب مثل تجربة المدارس الشاملة وتجربة المدرس المشرف وتجربة تأنيث التعليم، وبلا خجل،فليس كل تجربة يشترط أن يكتب لها النجاح حتى في العلوم الصرف، إذ لانستطيع القول مثلا أن برنامج الصواريخ الأمريكي فاشل لأنه يوما ما قد إنفجرت إحدى مركبات ديسكوفري، اليس هكذا؟
عودة الى الفضيحة
إذاً، الفضيحة الجديدة التي اضيفت الى سجل الحكومة الورقية وبالتحديد الى فضائح وزارة التربية هي نتيجة وليس سببا،لأن الذين يتسلمون المقاليد هم اناس لايعرفون معنى التربية اساسا، ليس لأنهم غير تربويين فقط، بل عديمي التربية بدليل عمالتهم،وماذا يتوقع الشعب من أمثال هؤلاء، وماذا يتوقع بعد أن قتل أو اقصي أو ازيح أو اجتث جل الكفاءات من أبناء العراق من مواقعهم الطبيعية وحل محلهم الجهلة والأميين والأغبياء الذين لاهم لهم سوى ارضاء الوزير لأجل بقائهم في مناصبهم التي تدر عليهم ما تدربدليل أن مدير عام التربية يقول اطلقت رصاصتان فقط وفي الهواء، وماذا تريد ايها الأمعـّة الأبله، هل تريد أن يضربوا بالرصاص حتى يكون الحادث مهما، وليس لنا ألا أن نقول : {من قلة الخيل شدّوا على الـ....... سروج}.
المصـــــدر: شبكة البصرة
السبت 9 صفر 1429 / 16 شباط 2008
ليس حادث اطلاق الرصاص على الطلبة في بغداد الذي تناقلته الأنباء هو مجرد حدث عابر بالقدر الذي يدل على الوضع المأساوي للتربية في العراق بصورة عامة، وما آل اإليه هذا الوضع بعد انهيار دولة بكاملها، وبجميع هياكلها ومفاصلها، ومنها القطاع التربوي الذي كان على مرّ العصور التي مرّت بالعراق يولى إهتماما ولا سيما خلال النصف الثاني من القرن الماضي،إذ كان يعني شيئا كبيرا يؤثر في مستقبل البلد الذي يطلق عليه إسم بلد الحضارات،وهو كذلك حقا، فتوافر مستلزمات التربية يؤدي الى توافر القيادات التربوية والكفايات العلمية والأدبية والفنية والإدارية التي تديم دوران عجلة البلد في كل مناحي الحياة، وكانت القيادة في العراق قد وعت هذا، لذلك سعت حثيثا الى توافر تلك المستلزمات بالشكل الذي مثّل قفزة نوعية يشار لها.
إن التجربة التربوية في العراق لم تكن تجربة سطحية ولا فوضوية، لذلك فهي تتطلب وقفة، وتسليط الضوء عليها لعرضها بالشكل العقلاني الذي يدحض أفكار الواهمين والمتشككين، ولكن في البدء علينا أن نتفق على أن أي تجربة لابد من أن تصاحب بأخطاء وترافقها هنات، ويفترض النظر لأي مشكل، أو مسألة بكلياتها لا بجزئياتها،بعمومها لا بأوصالها، وهذا هو شأن المنهج العلمي الذي يتمشدق به البعض وهو شان المنهج النقدي أيضا، وتحضرني هنا قصة شابٍ عزم على الزواج فأراد أبوه أن يرى الفتاه، وبعد أن تمّ له ذلك لم يوافق الاب إذ كان السبب أن قدمي تلك الفتاة كانت كبيرة، بعبارة أخرى أن هذا الرجل ألغى مقومات إنسانة شكلا وأخلاقا وعلما وصفاتا بالنظر الى جزئية لاتغني ولا تسمن، فإذا اتفقنا على هذا النهج، فإننا سنكون أكثر صدقا في التعبير والتحليل.
الدولة والسياسة التربوية
لكل دولة كما هو معروف سياسة تربوية مكتوبة من قبل خبراء في التربية وتشرف عليها الدولة وتقرّها الحكومة أوالبرلمان، وتعدّ وثيقة مهمة من خلالها تتحقق جملة من الأهداف التربوية العامة والخاصة، وتكون تحت أنظار الوزير ووكلائه و القيادات التربوية في الوزارة، ونصب أعين واضعي المناهج الدراسية ومؤلفي الكتب وكل خبراء الوزارة الآخرين، وبعد الأحتلال ألأمريكي للعراق الغيت السياسية التربوية على أمل إستحداث أو كتابة سياسة تربوية جديدة تتناسب ومعطيات العراق الجديد الديموقراطي الحر فما الذي حصل أيها السادة؟
أولا : بالطبع لايوجد عراق جديد بالمفهوم الذي صور للناس إلا إذا كانوا يعنون عراق جديد بتخلفه، ولا توجد حرية إلا إذا كانوا يعنون حرية التصرف بأموال الشعب وسرقتها كما يحلوا لهم،وحرية الميليشيات الصفوية، ولا توجد ديموقراطية إلا إذا كانوا يعنون ديموقراطية القتل العشوائي والإقصاء والتهجير والإغتصاب.. الخ. وهكذا لاتوجد دولة أساسا وبالنتيجة: بما أنه لاتوجد دولة فلا توجد سياسة تربوية.
ثانيا : البرلمان الحالي المؤتلف من شراذم من الأميين والجهلة والفاسقين معني بأمور مهمة أخرى مثل تقسيم العراق وتوافر الأرضية لزيادة التغلغل الصفوي والصهيوني ونهب الثروات بمختلف الطرق إذ لا وقت لديه لبحث أمور يعدّها ثانوية مثل السياسة التربوية فترك الحبل على الغارب، وبتصوّره يمكن لمثل هذه الأمور أن تسير آليا.
ثالثا : وزراء التربية اليوم هم من الصفويين والعملاء بدليل أن هذه الوزارة من الوزارات المجيرة لهم لأنهم يعلمون علم اليقين أن مضخة العقول تتحرك فيها، ومنها ينبع نهر الخير الذي يفيض على العراق علما ومعرفة أي بالمحصلة قوّة و منعة فكيف تترك للعراقيين أوحتى للأحزاب الأخرى، فضلا عن أن الوزراء المختارين لمثل هذه المهمة التي يفترض أن تكون مهمة نبيلة هم من الأميين والجهلة مثل الوزير السابق غير الفالح فلاح السوداني وخلفه الخزاعي، وغير معنيين بالسياسة التربوية فهم الذين يسيسونها آنيا على وفق علمهم الغزير الذي تعلموه في إيران ويتخذون قراراتهم بهزّة رأس كما يفعل الوالي الجديد الذي ولاّه السلطان العثماني، فإذا هزّ رأسه يمينا ويساراً فهذا يدل على عدم موافقته وإذا هز رأسه الى أعلى وأسفل فهذا يدل على موافقته { الرجاء الرجوع الى القصة واذا لم تحصل على نتيجة أقول لك أن هذا الوالي لم يكن إلا محض حمار }، فضلا عن همّهم في سرقة أكبر كمية من أموال الوزارة شأنهم شأن البرلمانيين،إذا ًلاحاجة إلى سياسة تربوية.
وزراء عهد البعث
لنسال الأسئلة الاتية: هل كان أي وزير سابقا إلا أن يأنف من سرقة درهم واحد من وزارته أو من أي منفذ آخر؟
كم قصرا يملك فهد الشكره أو عبد الجبار الكرخي أو المرحوم احمد عبد الستار الجواري أو أو؟
ماهو مقدار المبلغ الذي أودعه الوزراءالسابقون في بنوك دول الجوار؟
منْ منهم قام بثحديث مكتبه بأفخرما يكون تأثيثا وأغلى ما يكون أسعارا {وإذا لم تصدّقوا زوروا مرة مكتب فلاح السوداني لتروا بإم أعينكم ما هي نوعيّته المسرفة وأي إفراط في البذخ}. ولنسأل السؤال معكوسا وعندكم الإجابة،و إلا على اي أساس تجرى المقارنات التي يحلوا لعملاء اليوم إجراءها وهل{ الدب الباغي} أقصد الدباغ الذي لا يني عن المقارنة عاكساً الأمور، أقول: هل يستطيع أن يبيـّن للشعب العراقي من أي جيب من جيوب أبيه أخرج الملايين التي ا شترى بها سيارة العار بمبلغ خرافي بالنسبة للأغنياء، فما بالك بالنسبة لجياع العراق.
التربويون والعهد الجديد
لايخفى على أي منصف كم من التربويين والعقول قد صفـّيت وكم استاذ جامعي اغتيل وكم عالم هاجر وراح يعطي خبراته للغير مخافة القتل والتشريد، هنا علينا الإنتباه الى أن بناء عالم أو أستاذ يحتاج إلى سنين متواصلة من العمل والتدريب وتراكم الخبرات لكي يتكامل بناؤه وهو ليس كالبناء بالحجر والطابوق الذي يمكن تشييده بسهولة ويسر، لذلك كان على ص ص أن يقضوا على بناء نتج من جهد سنين بلحظات ولايمكن اعادته الا بسنوات لاتقل عن خمسين سنة{ ملاحظة ص ص مصطلح اطلقته على كل صهيوني صفوي فكلاهما يبدأ بحرف الصاد }
المدارس في العراق
بدأ إنشاء المدارس في العراق في زمن الدولة العثمانية، ولا أقصد بذلك الكتاتيب ـ الملالي ـ الذين كانوا يعلمون القرآن الكريم، بل أقصد المدارس بشكلها النظامي المتعارف عليه، ومن الملفت للنظر أن أول المدارس في العراق لم يكن المسلمون قد أنشأوها،بل المسيحيون واليهود، فافتتحت مدرسة الآباء الكرمليين عام 1731 م، ومدرسة الكلدان عام 1843م، ومدارس الإتحاد الإسرائيلي عام 1865 م، بعدها قام الوالي العثماني مدحت باشا بفتح 4 مدارس، كانت لغة التدريس فيها اللغة التركية وليس اللغة العربية، وبعد سقوط الأمراطورية العثمانية تحوّل الحكم في العراق الى الحكم الملكي تحت ظل الأستعمار البريطاني المحتل،وبمطالبة أبناء الشعب العراقي ولا سيما المتنورين منهم أبتدأ بتأسيس المدارس بخطىً وئيدة، ويلاحظ أنه ما بين عامي 1922 م و 1923 م أن عدد المدارس بلغ 88 مدرسة وعدد الطلبة 8 الاف طالب وعدد المعلمين 486 معلما، وبأستمرار معدلات النمو إقتضت الحاجة الى فتح كليات تستوعب مخرجات التعليم الثانوي مثل كلية الحقوق والهندسة، كما يذكر أن التعليم بدأ بالتشعب إلى علمي وأدبي وصناعي وزراعي...الخ، وفي العهد الجمهوري بعد ثورة تموز 1958 م وعلى الرغم من تدهور الأوضاع، وعدم إستقرار الحالة السياسية حصل أن لاقى هذا القطاع إهتماما لاسيما في البعثات وفي جوانب تربوية كانت ممنوعة أو غير مقبولة أو محرّمة في بعض الدول العربية مثل درس التربية الفنية.
والآن ماهي التطورات التي حصلت لهذا القطاع إبان حكم حزب البعث في العراق {وليسمع الخائبون}؟
في الدستور المشرّع عام 1970 م جاء فيه أن الحكومة مسؤولة عن وضع السياسات التعليمية والأشراف عليها ووضع البرامج والتطوير والتمويل، كذلك قررالدستور أن التعليم شامل ومجاني للمراحل الدراسية كافة بما فيها التعليم الجامعي، وعدّ محو الأمية هدف أساسي. وهذا ليس مجرد حبر على ورق ولنتبين ذلك على وفق إحصاءات رسمية للهيكل التعليمي قبل الإحتلال :
رياض الأطفال : عام 2000 ـ 2001 م كان عدد الطلبة 68377 طفلا من عمر 4 الى 5 سنوات، ويتناصف الأناث مع الذكور هذا العدد، بإنخفاض عن عام 90 ـ 91 م بسبب الحصار الأقتصادي الجائر المفروض.
المدارس الأبتدائية : وتضم 4031346 طالباً وبنسبة 55 بالمئة ذكورا و45 بالمئة إناثا وعدد المدارس قرابة 11800 مدرسة يعمل فيها بحدود 20000 معلما.
المدارس الثانوية وتضم قرابة 1300000طالباً وعددها بحدود 4000 مدرسة، هذا فضلا عن معاهد المعلمين التي كانت تسمى دور المعلمين ومعهد تدريب المعلمين ومعهد التدريب المركزي، وكان عدد المعاهد عام 1985 م 35 معهدا فقط وأصبح عام 2000 م 139 معهدا { فهل كان البعث يلهو؟ أسالكم عملاء اليوم يا ص ص}
التجارب التربوية
قامت الحكومة بعدة تجارب منها ما نجح نجاحا باهراً مثل تجربة المدارس المطوّرة ومدارس المتميزين ومدرسة الموهوبين، ولابد هنا من الإشارة الى هذه التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة،لابل حتى في دول كثيرة في العالم توصف بكبر حجمها وقوة إقتصادها، وقد ضمت هذه المدرسة 11 طالبا عند إفتتاحها، قبلوا فيها بعد سلسلة من الأختبارات للقابلية العقلية والأبتكارية، وقد أنتدب لها خيرة مدرسي المواد التي كانت تدرس بأشكال متقدمة، وبطرق حديثة بعيدة عن الطرق التقليدية والنمطية، وكانت بإشراف خيرة أبناء وزارة التربية، وقد قام برعاية هذه المدرسة الشيهد صدام حسين رعاية مباشرة.
أما تجربة محو الأمية في العراق فهي مفخرة من مفاخر البعث في العراق، فقد قامت الحكومة عام 1978 م بحملة شاملة لمحو الأمية للفئات العمرية من 15 الى 45 سنة تعلموا فيها القراءة والكتابة وعلم الحساب، فانخفضت نسبة الأمية في العراق من 48 بالمئة عام 1978 م الى 20 بالمئة عام 1987 م لذلك منح العراق 5 جوائز عالمية، ومن المعروف أن تقارير اليونسكو قد وثــّقت {أن التعليم في العراق يعد من أفضل نظم التعليم في المنطقة} إذ بلغت نسبة المسجلين في المدارس قبيل عام 1991م مئة بالمئة،
هكذا أيها العملاء كان نظام التعليم في العراق، فماذا أنتم اليوم فاعلون؟
ملاحظة : كانت هناك بعض الأخفاقات في بعض التجارب مثل تجربة المدارس الشاملة وتجربة المدرس المشرف وتجربة تأنيث التعليم، وبلا خجل،فليس كل تجربة يشترط أن يكتب لها النجاح حتى في العلوم الصرف، إذ لانستطيع القول مثلا أن برنامج الصواريخ الأمريكي فاشل لأنه يوما ما قد إنفجرت إحدى مركبات ديسكوفري، اليس هكذا؟
عودة الى الفضيحة
إذاً، الفضيحة الجديدة التي اضيفت الى سجل الحكومة الورقية وبالتحديد الى فضائح وزارة التربية هي نتيجة وليس سببا،لأن الذين يتسلمون المقاليد هم اناس لايعرفون معنى التربية اساسا، ليس لأنهم غير تربويين فقط، بل عديمي التربية بدليل عمالتهم،وماذا يتوقع الشعب من أمثال هؤلاء، وماذا يتوقع بعد أن قتل أو اقصي أو ازيح أو اجتث جل الكفاءات من أبناء العراق من مواقعهم الطبيعية وحل محلهم الجهلة والأميين والأغبياء الذين لاهم لهم سوى ارضاء الوزير لأجل بقائهم في مناصبهم التي تدر عليهم ما تدربدليل أن مدير عام التربية يقول اطلقت رصاصتان فقط وفي الهواء، وماذا تريد ايها الأمعـّة الأبله، هل تريد أن يضربوا بالرصاص حتى يكون الحادث مهما، وليس لنا ألا أن نقول : {من قلة الخيل شدّوا على الـ....... سروج}.
المصـــــدر: شبكة البصرة
السبت 9 صفر 1429 / 16 شباط 2008
Labels: من قلة الخيل شدوّا علجــلاب سروج