Articles to read...

Tuesday, July 24, 2007

البعث والجبهة ملاحظات مبدئية سريعة


البعث والجبهة :


ملاحظات مبدئية سريعة


صلاح المختار
تدور منذ فترة نقاشات حول الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية ، والتي اعلن عن قيامها منذ عامين تقريبا ، على قاعدة تحالف المناضلين في البعث و( التحالف الوطني العراقي ) بالدرجة الاولى واخرين معهما ، في مسعى كبير لتحديد ملامح طريق نضال شعبنا من اجل التحرير من الاستعمارين الامريكي والايراني . ان الغموض الذي اكتنف القضية ، منذ اجتماع دمشق قبل اسابيع لتشكيل ما سمي ب(مكتب سياسي للجبهة ) ، وتطوره الى قضية تثار حولها العديد من التساؤلات المشروعة ، الممزوجة بقلق اكثر مشروعية ، تلزمنا باعادة تأكيد موقف حزبنا من هذه القضية الحيوية والتي سيتوقف مصير العراق على النجاح في التعامل معها ، بعقل وحكمة وبعد نظر واستذكار مستمر لحقيقة اننا بصدد تحرير عراق محتل من قبل اقوى استعمار في التاريخ ، وفي ظل ظروف عامة هي الاشد خطورة وقساوة ومجافاة لنضال شعبنا . وفيما يلي بعض منطلقات الحزب الاساسية حول الجبهة :
1 – ان الهدف الوطني والحزبي الاسمى والاول هو تحرير العراق ، وبهذا التحديد فان الجبهة هي الضمانة الاساسية للتحرير ، لانها تؤمن حشد كل مناهضي الاحتلال في معسكر واحد ، مما يعجل باسقاط مشروع استعمار العراق . والمنطلق الاساس هنا هو ان أي جماعة او حزب لا يمكنه بمفرده تحرير العراق وضمان الاستقلال والاستقرار والبناء الشامل بعد التحرير .
2 – ان الجبهة ليست وسيلة صعود حزب او جماعة لسلطة ما بعد التحرير ، او لعقد مساومات مع الاحتلال قبل التحرير ، بل هي اطار للحكم الوطني الائتلافي بعد التحرير ، يمثل كافة من اشترك فيها ، دون استبعاد او اقصاء ان تفرد بالحكم . والصيغة التي يراها البعث هي بناء جبهة تتميز عن الجبهات التقليدية بانها يجب ان تكون في الحكم ، وبغض النظر عن الطرف الفائز في الانتخابات . فمثلا اذا فاز الحزب الفلاني فان ذلك لا يعني انه سينفرد بالحكم بل ان يقوده مع مشاركة الاطراف التي لم تفز في الانتخابات بالسلطة . وهذه الصيغة هي نوع من انواع توسيع مفهوم الجبهة ليقترب من مفهوم تحالف تاريخي يستمر لمراحل تاريخية عديدة وقد يقود الى اندماجات سياسية او تغييرات بنيوية عميقة في الاطارات السياسية العراقية .
3 – ان الجبهة مناخ جديد لاعادة بناء العلاقات السياسية بين الوطنيين العراقيين كافة ، على اسس المشاركة المستمرة في العمل الجبهوي ، وبغض النظر عمن يفوز في الانتخابات بعد التحرير ، لان معارك عراق ما بعد التحرير ستكون اثر تعقيدا وصعوبة من معارك التحرير الحالية . ولذلك فان ثقافة الاحتراب الوطني التي سادت في نصف القرن الماضي يجب ان تصفى عبر عمل جبهوي اخوي ورفاقي صادق وجدي لا مجال فيه لعقلية التأمر والانفراد والتكتكة . ان بناء المناخ النفسي للمستقبل العراقي يبدأ الان وليس بعد التحرير ، لذلك فان العمل الجبهوي الحالي يتسم بانه تأسيسي وممهد لعراق مختلف عن العراق السابق كليا من حيث العلاقات بين القوى السياسية .
4 – ان تحرير العراق ما هو الا مقدمة لاعادة بناءه ، الذي دمرته امريكا وايران واسرائيل ، وبما ان البناء معقد وصعب فان مسئوليته تقع على عاتق كافة القوى السياسية ، سواء التي ستفوز في الانتخابات او تلك التي ستصبح في المعارضة ، لان مفهوم المعارضة في ظل العراق المحرر ، والمعرض للضغوط الخارجية الشديدة ، لن يكون تقليديا بل خاصا ، فالمعارضة لن تكون مستقلة عن القرار النهائي بل مسئولة عن امن ومصالح العراق كالفئة الحاكمة ، من هنا فان نوعية علاقات اليوم بين القوى السياسية ستحدد نوعية علاقاتها غدا بعد التحرير . ان القاعدة التي تتحكم في هذه المسالة هي التالية : من دون بناء الثقة الان وازالة عوامل التوتر والشك ، بواسطة الاعمال وليس بالاقوال المعسولة ، لن يكون ممكنا تجاوز عقدة الانفراد بالحكم غدا بعد التحرير .
5 – ان العدو الاساس لشعب العراق هو الاحتلالين الامريكي والايراني والعملاء الذين يخدمانهما في دعم الاحتلال وتنفيذ خططه ، لذلك فان ماعدا هؤلاء هم هدف الجبهة في التحشيد والعمل المشترك ، ولا يجوز ، تحت أي ظرف ، الانجرار الى معارك جانبية مع هذا الطرف او ذاك . وفي حالة وجود اعتراضات او عقبات تحول دون العمل مع طرف او اكثر مناهض للاحتلال ، فيجب ترتيب العلاقات معه لتكون سلمية وان يقترن ذلك باستمرار الحوار لتقريب وجهات النظر .
6 – يجب ان لا ننسى ابدا ان الجبهة المطلوبة حاليا هي خطوة مرحلية باتجاه جبهة شاملة تضم كل التيارات ، السياسية والمقاتلة ، المناضلة ضد الاحتلال ، فوجود جبهة لتنظيمات جهادية اسلامية مقابل جبهتنا ينبغي ان يكون محفزا للطرفين لتوحيد هاتين الجبهتين في جبهة واحدة ، سواء على مستوى ميداني قتالي او مستوى سياسي وبغض النظر عن وجود عقبات لان واجبنا هو حل المشاكل . ان وجود جبهتين تناضلان ضد الاحتلال الاستعماري هي الثغرة الاكبر التي استغلت ، وستستغل مستقبلا ، لضرب المقاومة والقوى الوطنية ، لذلك ليس بالامكان تصور عراق متحرر ومستقر باقتصار العمل الجبهوي المقاوم على جبهة واحدة غير شاملة . ويترتب على هذه الحقيقية ان من واجب من يعمل الان في بناء جبهتنا ان يحسب الحساب للاندماح اللاحق بين جبهتين تعملان ضد الاحتلال .
في ضوء هذه الملاحظات الاساسية علينا ان نأخذ بالاعتبار ما يلي :
1 – ان هدف الجبهة هو التوحيد وليس الشرذمة ، ولذلك فان ما رأيناه منذ شهور ، خصوصا منذ اسابيع بعد مؤتمر دمشق لاختيار مكتب سياسي ، من تشرذم لا يمثل الحالة الوطنية المطلوبة بل هو عمل مدمر ويعبر عن طريقة شاذة وساذجة في التفكير لا صلة لها بالعمل الوطني او الجبهوي . فهل ان كل من تحاوروا ، ومن مختلف الاطراف ، كانوا بمستوى المسئولية الوطنية ؟ وهل امتلكوا النضج المطلوب لمعالجة ما ظهر من خلافات بتدبر مسئول ؟ ام ان بعضهم يفتقر للنضج والتجربة ؟ وهل كان عنصر حسن النية ضعيف او مفقود لدى البعض ؟ واخيرا : هل هناك مؤثرات خارجية ادت الى بروز هذه المشاكل كجزء من محاولات ابقاء الشرذمة واحتواء اشخاص او تنظيمات من خلالها ؟
ان ما حصل امر مدهش ومثير لاشد الشكوك ، واذا لم نشك فاننا سنكون سذجا او جهلة . والاشد مدعاة للشك هو ان توقيت تفجير هذه المشاكل داخل الجبهة تزامن مع دخول مؤامرة امريكا وايران مرحلة شرذمة الاجزاء ، فالطائفة الواحدة اخذت تتشرذم ، والمقاومة المسلحة تعرضت لمحاولات التشرذم عبر التكفير ومحاولات الانفراد بساحة الجهاد ، والبعث تعرض لمؤامرة امريكية تمثلت في استيقاظ مناجذ الاحتلال المتمركزين في سوريا ضد الحزب ووحدته وقيادته ، خصوصا ضد القائد الشهيد صدام حسين ، الذي جاء اغتياله ثمرة لمطلب المتامرين من الامريكيين ، والان نرى مظاهر التشرذم تطل برأسها بين من يفترض بهم ن يتوحدوا في الجبهة ! فهل يمكن لعاقل ان يستبعد الدور الاستخباري فيما يحصل ؟
2 – يجب التذكير ببديهية منطقية واخلاقية وعملية وهي : ان من لا وفاء له مع خلانه الاقدمين لن يكون وفيا مع خلانه الاحدث . ان حليفك الاقدم والمجرب هو ضمانة قوتك وقوة الجبهة ومع احترامنا للحلفاء الجدد وترحيبنا بهم وضرورة زيادة عددهم ، فان تناسي الحليف القديم ، بحجة انه عاطفي او متسرع او متشنج ، خطأ فادح ويدل على قصور في التفكير وعدم نضج سياسي . ان واجبنا ان نتحمل حلفائنا كما يتحملنا حلفائنا ، لا ان ننفر منهم لمجرد خلاف في الراي ! ليس سهلا العثور على حليف ستراتيجي في اجواء نفسية كأجواء العراق الحالية ، لذلك علينا ان نوسع صدرنا ونتحمل الاراء المختلفة دون تبرم او قلة صبر . واذا كنا الان لا نتحمل حليف مخلص لنا في ظل الاحتلال فكيف سنتعامل معه بعد التحرير ؟ هل سنقصيه لانه متسرع او عصبي او عنيد ؟ ان قدرتنا على ترتيب تسلسل الحلفاء طبقا لمواقفهم هو الموقف البعثي الوحيد الصحيح ، وعلينا منذ الان ان نثبت لحلفائنا اننا لا نقايضهم بحلفاء جدد بل ان صلتنا بهم هي العماد الاساس للجبهة وان كل حليف جديد يضاف لن يكون بديلا عنهم .
3 – ان الجبهة تعني التعددية ، والتعددية تعني وجود حل توافقي دائما ، وليس حلا يفرضه طرف او عدة اطراف على الاقلية . ان مفهوم خضوع الاقلية للاغلبية صحيح ولكنه مفهوم حزبي وبرلماني بالدرجة الاولى ، ولا يصلح لمعالجة مسألة اقامة جبهة ، لان التوافق هو اساس نجاح قيامها . من هنا فان من الخطأ ان نهمل راي ومطلب طرف في الجبهة بحجة وجود راي اخر للاغلبية . ان كيفية تعيين ممثلي الجبهة يعبر عن جوهر مفهوم التوافق ، وكل اسم يفرض رغم وجود اعتراضات ، وبغض النظر عن صحة او عدم صحة الاعتراضات عليه ، انما هو عمل يكرس عدم الثقة ويزيدها عمقا ، فهل هذا هو المطلوب ؟ ام ان المطلوب هو تعميق الثقة بالتزام سياسة توافقية حقيقية وصادقة تقوم على احترام اراء جميع اطراف العمل الجبهوي بلا عقد ؟ وهذه الحقيقة تشمل ايضا تحديد مكان انعقاد اجتماع الجبهة .
4 – ان العمل الجبهوي الحقيقي ، والذي يخدم العراق المحتل ويقود الى تحريره ، هو العمل الصادق القائم على عدم وجود ظاهر وباطن . يكفي العراق انه كان لمدة نصف قرن ضحية تناقض ما يعلن مع ما يخفى . ان الحوار حول الجبهة بهذا المعنى هو عمل سايكولوجي في جوهره ، فما لم نفهم حقيقة حليفنا ولما لم نتوصل الى تقويم صائب لطبيعة كل حليف ، وما لم نعاملهم كلهم وفقا لهدف بناء الثقة ، فان كل عمل جبهوي سيكون عبارة عن لغم سرعان ما سينفجر في وجوهنا ، وتكون خطورة لانفجار اكبر حينما يكون توقيت الانفجار في زمن نحتاج فيه للاستقرار الكامل من اجل ولوج باب التحرير الذي اقتربنا منه . كل كلام نقوله لمن يتحاور معنا الان سيقدم صورة عن درجة صدقنا ومستوى استفادتنا من تجارب الماضي ، فالصدق مع حلفائنا يجب ان يكون قرين احترامهم واحترام دورهم واجتثاث كل ما من شأنه ان يديم او يولد عقد الشك المتبادل . ان ما شاهدناه مؤخرا من تبادل اتهامات بعد اجتماع دمشق لا يشير الى هيمنة الصدق على سلوك بعض من تحاوروا ومن مختلف الاطراف ، بل يقدم إيحاء محزنا عن تدهور القدرة على اتباع الحكمة والعقل والمنطق . ان النقل غير الدقيق والناقص بتعمد وربما المشوه ، حتى لبعض المراجع ، كان من اهم افرازات الحورات التي جرت ! فهل هذا هو مستوى النضج الذي نعول عليه في تحرير العراق من اكثر اشكال الاستعمار تخطيطا وقدرة ؟
5 – ان البديهية الاساسية ، التي يجب ان تعلو فوق غيرها الان ، هي ان اقامة الجبهة وتوسيعها لا يقصد به تحويلها اى اداة بيد قوى عربية او اقليمية او دولية ، مهما كانت طبيعة هذه القوى ، بل ان نعزز استقلالية قرار الحزب والمقاومة والقوى الوطنية العراقية . فهل حصل ذلك فعلا ؟ اننا نعيد التاكيد باننا في حزب البعث العربي الاشتراكي نتمسك بثبات تام باستقلالية العمل الجبهوي ، عن أي طرف غير عراقي ، مهما كان دوره وموقفه ، وان نمنع المساومين وقصيري النفس ، وربما المخترقين امنيا ، من المس بهذا المبدأ المقدس في كل الثورات التحررية الوطنية ، وان نرفض أي تسويق مهما كان لهذه الفكرة التخريبية . ان نجاح الجبهة في الانتصار على الاحتلال مرهون باستقلاليتها ، ومشروط بمواصلة نهج رفض المساومة مع الاحتلال او أي طرف اخر ، وبمنع استغلال الجبهة في عقد مساومات اقليمية او دولية مهما كانت طبيعتها او صلتنا باطرافها .
6 – ان تعاون الجبهة مع انظمة عربية او غير عربية امر طبيعي ويجب ان تستفيد الجبهة من كل فرصة تتاح لها للقيام بذلك ، اذا كان هذا التعاون يخدم هدف التحرير وتعزيز دور الجبهة المستقل ، اما اذا كان الهدف من التعاون هو احتواء الجبهة ، او الزامها بمسارات سياسية على طريق عقد مساومات دولية او اقليمية معينة فهذا الامر ليس سوى انحراف خطير يرقى الى مستوى الخيانة الوطنية . لذا نحذر الجميع من نسيان الحقائق الموضوعية وضرورة تذكر طبيعة الانظمة والقوى السياسية وتأريخها وواقعها ومواقفها من العراق والبعث ، قبل الاقدام على خطوة تعاون معها وقبل التورط في أي التزام تجاهها .
7 – لقد اكدت الفترة الماضية ان بعض من كلفوا بادارة الحوار الوطني كانوا دون المستوى المطلوب وعيا وخبرة وشعورا بالمسئولية ، بدليل انهم كانوا وراء الاشكالات الحالية والتي ما كان لها ان تقع لولا تخلفهم ، او عقدة الانا المبنية على نقص فادح في الكفاءة والوعي والخلفيات السياسية والتجربة والشعور بالمسئولية وغياب او ضعف التوازن الشخصي . لقد كذب بعضهم او شوه الحقائق ونقلها بصورة غير دقيقة لمراجعه ، وحاول ان يفرض صورة الجبهة كما يراها وعيه القاصر جدا ، المتأثر بعوامل غير موضوعية ولا صلة لها بالعمل الوطني ، فحلت الاتهامات محل النقاش الموضوعي وعرض الاختلافات بهدف حلها وليس تعميقها وتحويلها الى مصدر جديد للمشاكل . وهذا بالضبط ما يدعونا للقول بان من فشلوا يجب ان يتراجعوا قبل ان نستنتج بانهم لم يفشلوا نتيجة قلة التجرية والخبرة بل بسبب الدفع المتعمد لهم من اطراف اخرى تريد تخريب العمل الجبهوي او احتواء الجبهة ومواصة محاولات شق الحزب واحتواء عناصر منه ، بعد احباط محاولة المتأمرين المقابعين في سوريا .

ان الملاحظات السابقة الذكر ما هي الا مقدمة لمعالجة الاشكالات التي حصلت ولكن بعد انهاء الاسباب التي ولدتها ، وهي للدراسة بتأن وعقل وحكمة ، ويجب ان يكون واضحا ان هذه المسألة اساسية وليست ثانوية ، الامر الذي يفرض علينا واجب فضح المتأمرين وفتح حتى عظامهم لنرى ما يستقر فيها من سموم وفايروسات حقنت لاغتيال عملية تحرير العراق ، والتشاور الصريح مع كافة المراجع لانهاء دور المـتأمرين والصبيان .


للعودة الى :

Labels:

Sunday, July 22, 2007

الجواسيس ينهضون 2



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
انتهاء موسم سبات الخلد :

الجواسيس ينهضون (2 – 3)

صلاح المختار


3- مقابل هذا الهجوم الشرس لجيش المهدي، وبقية فرق الموت الايرانية والامريكية، ضد السنة واستهدافهم علنا ورسميا، وبقرار امريكي - ايراني، برز رد فعل طائفي سني مكمل له، وهو مهاجمة الشيعة العرب اينما وجدوا وتهجيرهم وقتلهم، ردا على هجمات جيش المهدي وبقية عصابات ايران، وارتفعت صرخات الثأر من (الشيعة) ووصفوا ب(خونة الوطن المتعاملين مع الاحتلال والخادمين لايران)! ان هذا العمل الذي نفذه جيش المهدي وغيره، ورد الفعل المنظم من قبل سنة تكفيريين وطائفيين كان جوهر المخطط الامريكي – الايراني، فامريكا لم تسكت وتتخذ موقف المتفرج على مجازر جيش المهدي، واحيانا المساند له اذا هزم، كما حصل في الاعظمية ومناطق اخرى، الا لكي تشجع رد الفعل الطائفي السني على مجازر الصفويين، وتخلق عداء عميقا ونزعة ثأر متجذرة لدي الطرفين، وتقلل من اهمية رد الفعل الوطني على تلك الاحداث، والذي يقوم على تأكيد ان من قام ويقوم بالمجازر ليس شيعة ولاسنة بل عصابات منظمة وتنظيمات تابعة لايران او للمخابرات الامريكية، وان شيعة وسنة العراق لم يشتركوا في تلك الجرائم البشعة.
ان هناك من يقول من عملاء ايران بأن اول من تعرض للقتل على اساس طائفي هم الشيعة على يد التكفيريين السنة، وهذا غير صحيح على الاطلاق، ونحن لا ندافع عن التكفيريين بل ندافع عن الحقيقة الخالصة فقط، لان واقع احتلال العراق يؤكد غير ذلك. فالقتل الذي طال شيعة، منذ بداية الغزو، لم يطالهم لانهم شيعة بل لانهم عملاء للاحتلال الامريكي انخرطوا في الاحزاب العميلة التي سهلت الاحتلال ودعمته وتعاونت معه كليا، كفيلق بدر وحزب الدعوة، وفيما بعد انضموا للجيش العميل والحرس الوطني والشرطة، واخذوا يقتلون المجاهدين والوطنيين العراقيين كافة، واصبحوا الاداة الاخطر للاحتلال ضد الشعب العراقي. لذلك كان رد الفعل الطبيعي تجاههم هو تحييد خطرهم. وهذا الرد شمل العملاء السنة، وكل عميل بغض النظر عن طائفته او اصله. لذلك فان من يدعي ان من بدأ القتل على الهوية الطائفية هم التكفيريون السنة، يريد ادخال الدفاع عن الاحتلال ضمن ما هو صحيح وشرعي، وتلك مسألة لايمكن السكوت عنها، لان مقاومة الاحتلال حق وواجب وطني وشرعي واخلاقي، وهي مقاومة لابد ان تشمل معاقبة كل من يدعم الاحتلال، كما فعلت كل الشعوب مع تعاون مع الاحتلال.
لقد اكدت المقاومة الوطنية العراقية، على عكس التنظيمات الطائفية السنية، على ان الجرائم ضد السنة، كما هي الجرائم ضد الشيعة، هي من عمل تنظيمات تتبرقع باسماء سنية وشيعية دون ان تكون ممثلة فعلا لكلا الطائفتين، وان الصراخ الطائفي المسعور لا يصدر من جماهير سنية او شيعية بل من تنظيمات عميلة. وهكذا احبطت المقاومة الوطنية اخطر فتنة كان يمكن للطائفيين من المعسكرين اشعالها، لانها كانت مصممة لتحويل حرب تحرير العراق الى حرب طائفية تؤدي حتما الى اندحار المقاومة وانتصار الاحتلال. ومن المؤسف ان نلاحظ ان فصائل من المقاومة العراقية تغلبت لديها النزعة الطائفية على الانتماء الوطني، فارتفعت لديها لغة مهاجمة من اسمتهم (الرافضة)، أي اهل العراق الاصلاء من الشيعة، فاكملت الدور الايراني الذي قام ويقوم به جيش المهدي وفيلق بدر وخدمت، بوعي او بدون وعي، المخطط الامريكي الاسرائيلي القائم على تقسيم العراق. ان أي تسمية طائفية تستخدمها فئة جهادية تخدم الاحتلال وايران، وتلحق ضررا بالغا بوحدة الجهاد والمجاهدين وتعرقل انتصار الثورة العراقية ضد الاستعمار الامريكي وتعرضها للتحول الى نزاع طائفي دموي.
4 – وجاءت الخطوة الخطيرة الاخرى، وهي اعلان دولة اطلق عليها اسم (اسلامية)، لكنها كانت، في الواقع مشروعا طائفيا صرفا في الوسط السني، باعتراف من اعلن تلك الدولة بانه يعمل للقضاء على من اسماهم ب(الرافضة)، أي نصف العراق! ان السؤال المركزي والاخطر هنا هو : ما معنى القضاء على (الرافضة)، بعد اعتبار كل شيعي عراقي عربي اصيل رافضي، غير تصفية نصف شعب العراق؟ ان هذا الاعلان لايمكن فصله ابدا عن اختيار عام 2006 ليكون عام تحويل هزيمة امريكا الى نصر من خلال شق الشعب واشعال حرب اهلية طائفية وشق المقاومة العراقية، وجعلها عبارة عن صراع دموي بين تكفيريين وعروبيين! ومن المهم الانتباه هنا الى ان اعلان هذه الدولة جاء في وقت كانت جماعة ايران (الحكيم) تعد العدة لاعلان كيان شيعي صفوي في الجنوب، فسبقتهم التكفيرية الطائفية المقابلة باعلان دولة طائفية صرفة بدون ادنى شك في الوسط، وكأنها أعلنت لتعطي الدافع الاقوى للحكيم وعصابات ايران للاستعجال باعلان دولتهم وتقسيم العراق الى ثلاثة دويلات هزيلة، كما ينص المخطط الستراتيجي الامريكي والايراني والاسرائيلي!
5 – تعمد الاحتلال الامريكي وعملاءه والطائفيين السنة الخلط بين ايران وشيعة العراق، مستغلين عمالة جيش المهدي وفيلق بدر وغيرهما لايران، والدور الاجرامي للحوزة في النجف، التي أفتت بدعم الاحتلال والمشاركة في حكومته العميلة. وتعمد الاحتلال ذلك يتجلى بادعاءه بان شيعة العراق بغالبيتهم منحازين لايران وادوات بيدها ضد العراق، وهذا غير صحيح على الاطلاق وهو ادعاء خطير جدا، لانه التمهيد الطبيعي لتقسيم العراق واجبار شيعة العراق على الاحتماء بايران او الانخراط في التنظيمات العميلة التابعة لها، واغلبهم وطنيون كأغلب اخوانهم السنة. ودعم هذا الادعاء الامريكي بقيام تنظيمات طائفية سنية بقتل وتهجير الشيعة العرب، دون تمييز بين شيعي وطني او شيعي لاصلة له بالعمالة لايران وشيعي عميل، من مناطقهم الاصلية.
ان هذا الاتهام لشيعة العراق بانهم موالون لايران يجافي واقع العراق، لانهم يتعرضون لاضطهاد متعدد المصادر، فهم معرضون للابتزاز الايراني، الذي يصل حد قتل من يعترض على مشاركة ايران في الغزو وتدمير العراق ومعارضة التدخل الايراني في شئون العراق الدينية والدنيوية، وهم معرضون للقتل على يد قوات الاحتلال، واخيرا وليس اخرا هم معرضون للقتل على يد التكفيريين الطائفيين السنة! ومع ذلك فان الانتماء الوطني العراقي لدى شيعة العراق بقي هو الاقوى بدليل ان ابناء الجنوب لم يشاركوا في المجازر ضد اهل السنة وبقيت صلات الرحم المباشرة وغير المباشرة التي تربطهم باشقائهم السنة اقوى من الانتماء الطائفي.
ان من يدعي ان شيعة العراق مع ايران ضد وطنهم، اما جهلة لا يعرفون الحقيقة، او انهم عملاء مسخرون لخدمة اهم اهداف امريكا وايران، وهو تقسيم العراق واجبار شيعته على الانضواء تحت الخيمة الايرانية لتجنب القتل العشوائي. اننا نقول مرة اخرى واخرى، كما قلنا في السابق حينما استهدف البعض الشيعة وقمنا بادانته باقوى ما نملك، وسنقول ذلك في المستقبل، ان من يستهدف الشيعة، لانهم شيعة، ومن يستهدف السنة لانهم سنة، عميل امريكي او ايراني او انه عميل مزدوج، مهما كانت تسميته، ومهما كان ما قام ويقوم به من اعمال جهادية او وطنية، لان هذا القتل الطائفي يتناقض كليا مع الجهاد الحقيقي ومع الاسلام الحقيقي، ويخدم مباشرة هدف الاحتلال الجوهري وهو تقسيم العراق.
6 – تفتيت المفتت : وفي عام 2006 راينا صفحة اخرى خطيرة من المخطط الامريكي، وهي صفحة تفتيت الطائفة الواحدة، فلقد تطاحن شيعة مع شيعة، وتطاحن سنة مع سنة، فتفرقت التنظيمات الطائفية من الطرفين السني والشيعي، وكان ذلك مؤشرا لا يخطأ لدخول الخطة الامريكية مرحلة القضم المتصاعد لوحدة الشعب العراقي في معاقلها الطائفية ايضا.
7 - ولئن كان الصراع الشيعي – الشيعي، وهو صراع سياسي لاصلة له بالمذهب الشيعي، يهدف الى تحقيق استقطاب حزبي لصوصي ليتغلب على الاستقطاب الاصلي، وهو استقطاب المعسكر الوطني ضد المعسكر العميل، فان اخطر مافي هذه الخطة هو نقل الصراع الى المقاومة العراقية، والتي بقيت موحدة وعصية على الفتن مهما كان نوعها حتى عام 2006. لقد رأينا اعلان الدولة التي سميت (اسلامية) يقترن باستخدام البندقية وسلاح التكفير للحصول على دعم عام لها، خصوصا من الفصائل الجهادية العروبية، في مسعى واضح من قبل امريكا وايران لاشعال صراع سني – سني داخل السنة من جهة، وشق المقاومة الوطنية بالتركيز على تصعيد هجمات التكفيريين في المقاومة على العروبيين في المقاومة، بحجج وشعارات متعددة.
في عام 2006 شهدنا اول اقتتال دموي بين فصائل مقاومة للاحتلال، كان سببه المعلن هو محاولة احد الاطراف الاستحواذ على الساحة الجهادية بالقوة المسلحة والارغام! لكن ماذا كانت النتيجة في الواقع؟ هل نجح هذا الطرف في السيطرة؟ كلا لان هذا الهدف جنوني ومن المستحيل النجاح في تحقيقه، اذا افترضنا حسن النية، ومخطط له من قبل الاحتلال، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان اكثر من (خلد) نائم قد اوقظ في ذلك العام، ليقضم، اول ما يقضم، وحدة المقاومة، والتي كانت اقوى اسلحتها ضد الاحتلال! لقد حصل قتال وسقط عشرات الشهداء من خيرة كوادر المقاومة العراقية العروبيين، وحدث شرخ قوي بين الفصائل، مما ادى الى قيام الاحتلال وايران باستغلاله للقيام بتنفيذ خطة قديمة فشلت مرارا، وهي محاولة الانفراد بتصفية فصيل مقاوم، مع محاولة تحييد الفصائل الاخرى غير المستهدفة مرحليا.
لولا اعلان ماسمي ب(الدولة الاسلامية)، وهو في الواقع اعلان حرب شاملة على كافة المجاهدين العراقيين، ولولا اشتراطها مبايعة الجميع لاميرها المجهول الهوية والنسب، ولولا استخدام القوة لفرض قيادة واحدة منفردة على المقاومة، لما تمكن الاحتلال من ايجاد ذريعة للقيام بمهاجمة المقاومة بشراسة، واعادة الامل اليه في دحر المقاومة، بعد ان اعلن يأسه من تحقيق ذلك في نهاية عام 2005 ومطلع عام 2006! ومن الملاحظات البالغة الخطورة بروز حقيقة ان الاحتلال وهو يدعي انه يشن حملة عسكرية ضد القاعدة في ديالى، وباعلى ما يمكن من الضوضاء المتعمدة، كان يقوم بنفس الوقت، وباقل ما يمكن من الضوضاء، بشن هجمات كبيرة على مدن في محافظة صلاح الدين (خصوصا تكريت والدور وسامراء)، بحثا عن مقاتلي البعث، وخصوصا المجاهد عزة الدوري!
كانت الكاميرات الامريكية وغير الامريكية تغطي معارك ديالى، وهي بالمناسبة ليست مع القاعدة فقط، كما تروج تلك الكاميرات، بل مع فصائل عديدة في المقاومة، لكنها كانت تتجنب تغطية الحملات الشرسة على البعثيين في صلاح الدين! وهذا الانتقاء المتعمد يؤكد ان امريكا وايران تريدان تسييد القاعدة في العراق، لانها اكثر من يستطيع تحويل حرب تحرير العراق الى حرب طائفية لا تبقي ولا تذر، بحكم طبيعتها الطائفية والتكفيرية الرسمية، التي وصلت حد الدعوة لقتل كل الشيعة في العراق. ومما يلفت النظر الى التكوين المنهجي الخاص للقاعدة في العراق هو ان ايمن الظواهري، الشخص الثاني في القاعدة، دعا التنظيم في العراق لعدم استهداف الشيعة، فهل لهذه الدعوة من معنى غير ان التنظيم في العراق منفلت ويعمل وفقا لاجندة خاصة به وبغيره وغير خاضعة لاجندة القاعدة العامة؟
8 – لقد شهد عام 2006 تصاعد الحملة على البعث من قبل التكفيريين اولا، وبصورة علنية ومكثفة تمثلت في تكفير البعث ونفي دوره الاساسي في المقاومة، وتلفيق اكاذيب سبق للاحتلال ان روجها، وكانت هذه الحملة مؤشرا للهدف الحقيقي للتكفيريين، وهو اجهاض مقاومة الشعب العراقي للاحتلال من خلال شق المقاومة! ان أي عاقل يملك ذرة وعي لا يفتح جبهات قتال مع احد في ظل الاحتلال الامريكي – الايراني الا مع الاحتلال واعوانه، ويعمل بكل ثقله لتحشيد كافة القوى حول العمل الجهادي، وبغض النظر عن الاختلافات الايديولوجية والسياسية. لكن ما جرى ويجري هو ان التكفيريين المندسين في تنظيمات جهادية، وليس التنظيمات الجهادية كاطار عام، لم يتمسكوا بهذه القاعدة البديهية في العمل الوطني في ظل الاحتلال، ففتحوا معركة مع الحزب الوطني الاكبر والقوة العسكرية الاهم في العراق وهو البعث! لقد ركزوا حملاتهم على الحزب الذي اطلق المقاومة المسلحة بعد الاحتلال، وزود كل الفصائل التي ظهرت بالمال والسلاح والكوادر والتدريب حينما كانت لديه اموال، بما في ذلك اغلب أولئك التكفيريين!
فهل تم ذلك صدفة؟ ام ان له صلة بالهدف الاول للاحتلال، بعد هدف احتلال العراق، وهو اجتثاث البعث؟ ان تصاعد الحملة ضد البعث مرتبط مباشرة باصرار امريكا وايران على تقسيم العراق، لان البعث، بفكره القومي التوحيدي، يتميز بانه الحزب الجماهيري الوحيد الذي يجمع كل مكونات الشعب العراقي، مما يجعله اهم رابط مدني يجمع العراقيين ويعبر عن وحدتهم ويمنع تمزقهم الى طوائف واثنيات. من هنا فان القضاء على البعث، فكرا وتنظيما وبشرا ورموزا، كان وسيبقى المهة الاولى للاحتلال الامريكي – الايراني للعراق، بعكس التنظيمات التكفيرية، فهي تقسيمية وتعمل على شرذمة العراق طبقا للطوائف، لانها تعمل على القضاء على كافة من لا تتفق معهم في الراي، سواء كانوا من الطوائف الاخرى، او الطائفة نفسها، او التنظيمات التكفيرية الاخرى المنافسة! ان ما جرى من قتال شرس بين القاعدة وتنظيمات تكفيرية وطائفية اخرى، كفرت البعث ايضا، يقدم لنا صورة دقيقة عن دور هذه العناصر المندسة في التنظيمات وتعمل لخدمة الاحتلال تحت غطاء تنظيم مقاوم له! ان اصرار الاحتلال الامريكي والايراني على تصفية القيادة الوطنية العراقية من خلال محاكمات غير شرعية وغير قانونية، واعدامهم بالجملة، وفي المقدمة اغتيال سيد الشهداء صدام حسين، مقابل تشجيع الروح الطائفية داخل المقاومة والمجتمع العراقي، يقدم لنا الصورة الحقيقية للمخطط الامريكي – الايراني، ويحدد بدقة من هم اعداء امريكا الحقيقيون، ومن هم خدم المخطط الامريكي.ان الاعدامات المتسلسلة لقادة البعث ورموزه، والقتل والاغتيالات التي تصفي مئات البعثيين شهريا، تؤكد ايضا ان العدو الحقيقي للاحتلال هو من يعدم ويقتل ويصفى ويحرم من مصادر الدعم الداخلي والخارجي، وليس الذي يسمح بتسريب ملايين الدولارات واسلحة كبيرة ومتطورة اليه شهريا، بطرق معروفة، وكان يمكن غلقها لو ارادت امريكا، لكنها تريد وباصرار دوافعه ستراتيجية واضحة، ان تشتعل حرب طائفية لتحل محل حرب التحرير، والتكفيريون هم المرشح الاول للقيام بذلك، والبعثيون هم الحماة الاوائل للوحدة الوطنية العراقية، كما اثبتت التجربة العراقية، لذلك فان تصفية البعث هو الهدف الاول لامريكا بعد الغزو.

9 – وتوضحت صورة المؤامرة اكثر بانضمام عناصر مناهضة للاحتلال الى الحملة ضد البعث، باشكال مختلفة، من بينها التهجم على البعث وقيادته وعناصره، سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة. ان الوطني الحقيقي لا يساهم بتشوية صورة الحزب الذي يتعرض لاقسى حملة تصفية جسدية وفكرية وسياسية، بحجة التعددية وحرية الراي! ان الهدف الاول للاحتلال هو اجتثاث البعث، ولمن قد يخطئ في فهم طبيعة هذا الهدف يجب التذكير بان الاجتثاث الاخطر هو الذي يتم عن طريق شيطنة البعث، بنشر اكاذيب وقصص مشكوك بها، واغلبها ثبت انه جزء من ممهدات الاحتلال، وليس فقط بفصل البعثيين من وظائفهم او اغتيالهم بالجملة، لدرجة ان حكومة المالكي قد اعترفت في بيان رسمي بان عدد البعثيين الذين قتلوا في شهر واحد بلغ 1500 بعثي، فهل يجوز لوطني أيا كانت هويته ان يهاجم البعث، باسمه او باسم عناصره، بحجة حرية الراي؟
نعم هناك اختلافات في الراي، نعم هناك خلفيات قد تثير الشجون لدى البعثيين ولدى من يهاجمهم، نعم من حق كل انسان ان يقول رايه، ولكن، ورغم كل هذه (النعمات)، هل يجوز ان يصبح قول الراي اداة تشويه؟ وهل يجوز في زمن التوحد فيه هو الضرورة الاساسية ان تتم مهاجمة البعث واستفزاز عناصره، مع انهم يواجهون حملة فاشية دموية لا يواجه مثلها أي تنظيم اخر؟ وهل يجوز السماح لاعوان الاحتلال، الذين وقفوا معه منذ البداية، ثم اخذوا ينتقدونه لاسباب تتعلق بمتطلبات دور الخلد وليس الندم، بنشر مقالات ضد البعث في مواقع وطنية؟ نحن لسنا في امريكا ولا في فرنسا، حيث الليبرالية هي النظام الرسمي، ومع ذلك حتى هذه البلدان حرمت على البعثيين واخرين ابداء الراي والرد على من يهاجمهم، تطبيقا صحيحا ودقيقا لسياسة اجتثاث البعث، فهل نحن اشد ليبرالية من هؤلاء؟ ام ان النشر يقصد به امر اخر؟ ومتى يحترم الوطني هذا او ذاك مشاعرنا ونحن نسبح بدم شهدائنا ونواجه الاحتلال ونحن نسمعه يشكك بالبعث ويهاجم الرفاق البعثيين بلا مبرر؟
10 – والاخطر هو ان الاحتلال الامريكي شرع بكشف من اخترقهم، ممن كانوا في صفوف البعث، فلقد خرج على الحزب نفر ضال ومضلل بمؤامرة علنية،، غبية التوقيت (لانها اعلنت قبل ان يجف دم الشهيد صدام حسين)، وغبية الادعاءات (لانها تبرقعت باسم الشهيد مع انه هو من ادان اثنين من النفر الضال وطردهما من القيادة قبل الغزو)، وغبية القيادة (لانها قفزت من فوق كل تقاليد الحزب ومبادئه وسياساته وستراتيجيته، واعتدت بشكل صارخ على مواقفه المبدأية وتأريخه ونظامه الداخلي، وادعت انها شرعية، مع انها لا تملك الحد الادنى منها وفق كل المعايير، الا معياري الغباء وبغاء الضمير، ونفذت بين العراقيين في سوريا، وباخراج فاضح، مؤامرة توريط بعض الرفاق في موقف غير مشرف ومساوم ومرتد على مبادئ الحزب وتاريخه وخادم مباشرة للاحتلال، فعزلت عن جماهير الحزب وكوادره الاساسية والمناضلة وحوصرت في سوريا.
والسبب في عزلتها يعود الى انها عناصر عرف عنها سلفا، وقبل الاحتلال بأنها اما هزيلة وادينت بالفشل في عملها الذي انتخبت له حزبيا، او نتيجة السلوك المدان فاسقطت قبل الغزو (أثنان من قادة التأمر هما المعنيان بذلك) في الانتخابات الحزبية لدورتين متتابعتين. وان مما له دلالة عميقة هو ان تنحية هؤلاء عن موقعهم الحزبي قبل الغزو تم اثناء الانتخابات بحضور القائد الشهيد صدام حسين. لقد اضطر ان يقول أنذاك لاحد المتأمرين الحاليين، وكان عضو قيادة وفشل في الانتخابات السابقة لضعف امكانياته، والذي عينته المخابرات الان عضوا في قيادة التأمر، عندما رشح نفسه بعد فشله مجددا، قال له الشهيد : يا (رفيق فلان) هل صححت اخطاءك وملأت نواقصك التي اسقطتك في الانتخابات السابقة لترشح الان؟ ان موقف القائد الشهيد تجاه زعامة المتأمرين، حاليا، قام على اكتشاف معدنهم الحقيقي قبل الغزو، وهو الذي جعل القائد الشهيد يتخذ هذا الموقف منهم الرافض لبقائهم في القيادة او انتخابهم مرة اخرى اليها، وهو ما دى الى فشل رأس الـتأمر الحالي الاول، وفشل الاخر المتخاذل بعد الغزو والذي تعامل تجاريا مع الاحتلال، لكونه اصبح تاجرا بعد فشله في الانتخابات الحزبية، والتي هي المعيار الشرعي الوحيد لمستوى أي رفيق في الحزب.
اما بقية من تورط في التأمر فهي اما تلك العناصر التي جبنت بعد الغزو وتركت الحزب لعدة سنوات، او انها عناصر ساذجة لا تملك الوعي الوطني والحزبي الكافيين للتحصن ضد المتأمرين، او انها من اولئك الذين لم يتحملوا فقدان مواقعهم في السلطة واصبح همهم الاوحد العودة اليها باي طريقة او ثمن، حتى لو كان عبر التعاون مع الاحتلال، لذلك سال لعبهم حينما لمحت المخابرات الامريكية لهم بامكانية اشراكهم في الحكم تحت ظل الاحتلال ولكن بشرط التمرد على الحزب.
وتلك حقيقة اعترف بها رأس التأمر لاحد العناصر، التي أيدت المتأمرين اولا، ولكنها توقفت عند معلومة سمعها تقول بان المتامرين اتفقوا مع حكومة المالكي، عبر الوسيط الكردي وهو مسعود البارزاني، والجنرال الامريكي في محافظة صلاح الدين، على المشاركة في الحكم تحت ظل الاحتلال ولكن بعد التخلص من القائد الشهيد صدام حسين، لان وجوده يمنع شق الحزب! وقد عبر ذلك الموقف الحاقد تجاه القائد الشهيد عن نزعة انتقامية لدى اكبر اثنين من المتأمرين لانهما سقطا في الانتخابات الحزبية قبل الغزو نتيجة ملاحظات القائد الشهيد وبقية الحزب على أداءهما وسلوكهما وتخلفهما. لقد رد المتأمر الاول على التساؤل حول تلك المعلومة بصراحة : (وماذا في التعاون مع حكومة المالكي؟). ان شهود كل هذه الاحداث والحقائق احياء وهم شهود لا يمكن رفض شهادتهم. هؤلاء هم المناجذ التي نامت داخل الحزب بعد الغزو، والتي اصطيدت كما يبدو في سنوات الغزو الاولى، لكنها طلب منها ان تنام لحين الوصول الى وقت تحتاج فيه امريكا اليهم، فاوقظت الان لتحاول تهديم وحدة الحزب بالخروج الصارخ على الشرعية الحزبية، والذي اقترن بالانحراف التام والكامل عن خط الحزب السياسي والفكري، المعروفين تأريخيا، وعن ستراتيجية التحرير.


تتمة




Labels:

Friday, July 20, 2007

انتهاء موسم سبات الخلد :

الجواسيس ينهضون (1 - 3 )

صلاح المختار
شكر وامتنان وطمأنة : استلمت الكثير من الرسائل والمكالمات الهاتفية ، ومن عدة اقطار عربية من شخصيات وطنية عراقية وعربية تستفسر بقلق عن سبب انقطاعي لمدة من الزمن عن الكتابة ، وانا اذ اشكر كل هؤلاء ، اود التاكيد على ان ظروفا قاهرة انتهت الان هي التي منعتني من الكتابة ، وأعاهدهم على مواصلة درب تحرير العراق بلا مساومة او تراجع مهما حصل .
الكاتب


ان اخطر ما يواجهنا الان هو استيقاظ الخلد الذي اعدته امريكا للحظات الحسم ، وليس خطر القوات الامريكية المحتلة ، لانها تعتمد الان بشكل مباشر وجوهري على المناجذ ( جمع خلد ) في محاولاتها المتكررة لدحر المقاومة الوطنية العراقية او على الاقل شقها . فمنذ مطلع عام 2006 بشكل خاص نواجه مسلسل تفجيرات ، مخابراتية بالاساس ، تستهدف وحدة المقاومة الوطنية العراقية ووحدة الشعب العراقي ، لان شق المقاومة العراقية واشعال حرب طائفية هما الوسيلتان الوحيدتان لتحويل هزيمة امريكا الحتمية في العراق الى نصر . ما الذي نقصده بكلمة الخلد ؟ وكيف يتكتك الخلد ويستحوذ على ألباب ( جمع لب ) من لم يقرءوا النص السري لوجود الحجاب السحري ؟ كيف نكتشف الخلد مع انه يتخفى بدقة واتقان محترفين ويزايد على افضل المناضلين والمجاهدين ؟
لنبدأ بتعريف الخلد . ان الخلد هو حيوان قارض يشبه الجرذ ويقضي اغلب وقته نائما تحت الارض ، ويستخدم تعبير الخلد في المصطلحات الاستخبارية لوصف الجاسوس النائم ، أي المندس في صفوف العدو ، ويقوم بدور متقن في الدفاع عن موقف العدو لاجل كسب الثقة التامة ليقوم ، اولا ، بتصفية العناصر الوطنية السليمة بطرق عديدة ، او اضعافها وعزلها عن مركز القرار، متسترا بأشد الممارسات المعبرة عن الاخلاص ، متجنبا الاتصال الدوري بمن يستخدمه لمنع كشفه ، من اجل ان يتم استخدامه في وقت الحسم لقلب الطاولة على رؤوس من اخترق صفوفهم وتحويل نصرهم الى هزيمة ، او على الاقل منعهم من تحقيق الاهداف الاساسية ، واشغالهم امور ثانوية بدل الانصراف للقضايا المركزية . ان استيقاظ الخلد ، بهذا المعنى ، هو بدء عمليه تخريبه الاساسية الممهدة للحسم ، ولهذا تحتفظ اجهزة المخابرات بالخلد للاعمال الكبيرة ، وتمنعه من تقديم المعلومات او الخدمات الدورية التي يقوم بها الجاسوس العادي ، والتي لا تغير مجرى الصراع ، للمحافظة عليه وعلى عمله في صفوف العدو انتظارا للاوقات الحاسمة ، حيث يطل براسه ليقوم بتدمير قدرة من اندس في صفوفهم على الثبات او البقاء موحدين ومحصنين ضد اختراقات وهجمات عدوهم .
لعنة عدم كشف النص السري

المخبوء في الحجاب السحري
منذ وقع الغزو ، وجاء جواسيس امريكا القدماء معها الى العراق بحماية بساطيل جنودها واخذوا يتراقصون فرحين على مسرح الاحداث ، رغم ان مؤخراتهم ثقيلة ، كنا نعرف ، بحكم التجربة الطويلة ، ان امريكا تخفي جواسيسها الأغلى والاهم والاخطر لمراحل الحسم النهائي ، وان الجواسيس المكشوفين ، مثل الجلبي وعلاوي والحكيم والجعفري والمالكي وغيرهم ، ما هم الا رجال المرحلة الاولى من الغزو ، وان امريكا سترميهم في سلة الزبالة بعد ان يحتدم الصراع وتظهرالحاجة الامريكية الحيوية لوجوه لم تحترق ، والاهم لوجوه تبدو نظيفة وطبعت عليها شعارات وطنية ومقاومة ، وتم إعدادها وتأهيلها بذكاء منذ الغزو ، او ماقبله ، لتكون في الصف الوطني والمقاوم ، وتستخدم في لحظات الحسم لقلب التوازنات الميدانية لصالح الاحتلال ، من خلال زرع الفتن بين المقاتلين والمجاهدين ، واشعال ( حروب الاشقاء ) بدل مواصلة الحرب مع الاعداء .
ان هذه البديهية اذا لم تكتشف وتعرف ، ويتم توقعها ، فان من يفعل ذلك سيعرض نفسه للنحر في ليلة فرحته بتقدمه نحو النصر ! إذ سيظهر له جني مموه القسمات يزايد حتى على شهيد المقاومة ، ويلون وجهه بدم الشهيد ، لكنه يخفي سكينه خلف ظهره ، ليشهرها في لحظة فرحنا ، وزهونا بفرادة المقاومة العراقية وحتمية انتصارها ، ومتانة وحدتها ونظافتها من المناجذ ( الجواسيس ) ، ويطعننا بها في منطقة القلب فنهوي من قمة النصر شهداء ، ولكن بعد فقدان النصر بدل ان تتوج تضحياتنا به ونصبح مهزومين ، او مدفونين في قبور مجهولة التسمية ! كل الثورات وكل حركات التحرر الوطني وكل النظم الوطنية تعرف ان اخطر ما يواجهها هو الخلد النائم في فراشنا والجالس لصق قلوبنا ، ونحن نظنه صديق مخلص ، او ابن بار او اخ نبيل او مشروع استشهاد او رفيق مبادئ ، وبهذه الصفات يتقدم الصفوف وتملأ سيرته ( العطرة ) الرفوف ، لا ينازعه فيها آخر او أخير ، ولا يشوش على بسمته صخب رصاص او شخير !
حينما نسأل انفسنا بيقظة وعي مطلوب : هل ان جواسيس امريكا هم علاوي والجلبي واضرابهما ممن عرفوا فقط ؟ ام ان هناك احتياطي ستراتيجي مخفي ، كان يسميه سيد الشهداء القائد صدام حسين ( الاحتياطي المضموم ) ، تحتفظ به امريكا ليوم شدتها لابعاد حتمية هزيمتها ؟ سيكون الوطني الأغبى في التاريخ من يظن ان جواسيس امريكا هم فقط من جاءت بهم مختبئين في احذية جنودها ، وليس فوق ظهور دباباتها ، كما يقول السيد فيصل القاسم مقدم برنامج اسمه الحقيقي هو ( صراع الديوك المسعورة ) في قناة الجزيرة ! وانه لا يوجد غيرهم أهم واخطر منهم نائمين في موسم سبات المناجذ ( جمع خلد ) ، كما تسبّت الدببة شتاء ليمر البرد . كل من يريدون التغيير الجذري يخططون لخداع العدو ، او لـتأمين ضمانة النصر ومواجهة احتمالات الهزيمة نتيجة تفوق العدو باحتياطيات فعالة وحاسمة غير معروفة ، ومن لا يفعل ذلك كمن يسير في غابة مملوءة بوحوش ضارية ولا يفكر بحمل فأس او سكين او بندقية .

نحن في البعث ، وحينما تأكد للقيادة ، وتحديدا للقائد الشهيد صدام حسين ، ان الغزو قادم لا محالة خطط لاحتمال كهذا واعد الخطط البديلة ، ومنها الخدع الستراتيجية وفروعها الخدع التكتيكية ، مثل اعداد مناجذ كثيرة لتعمل في كل التنظيمات غير البعثية المقاومة للاحتلال ، وفي صفوف العدو المحتل ومن سيتعاون معه ، التي وضعت لضمان انتصار البعث وحلفاءه ، في نهاية الصراع الكبير ، مهما ساءت ظروف الحزب ومقاتليه بعد الغزو .
ولم يعد سرا ان القائد الشهيد صدام حسين قد اقام ، قبل الغزو بعامين على الاقل ، تنظيما سريا جدا ، موازيا لتنظيمات الحزب والمخابرات والجيش والاعلام والتصنيع العسكري وغيرها ، وانتقى عناصره بنفسه وبسرية تامة ، وضم اليه كوادر كفوءة جدا في مجالها ، ارتبطت به شخصيا دون علم اغلب اقرب الناس اليه حزبيا ورسميا . والان وبعد خمس سنوات على الغزو نشعر بفخر عظيم ان حزبنا قد خطط لما هو اسوأ ، واننا سوف ندحر عدونا مهما بدت الظروف مجافية لنا ومؤاتية لاعدائنا ، فما ظهر من اعداد البعث لما هو اسوأ قليل جدا ، وماهو مخفي للحظات الحسم وانقلاب التوازنات مازال مخفيا وكبيرا وعظيما ومزلزلا في اثاره . اذا كنا نحن ، الاضعف تكنولوجيا والاقل خبرة في مجال المخابرات من امريكا ، قد اعددنا لمواجهة كل احتمال سلبي بخطة مضادة ، ونحن الان جاهزون لقطف ثمار جهادنا ، فهل من الحكمة والذكاء افتراض ان امريكا لم تعد العدة ليومها الاسود ، يوم الهزيمة المنكرة ؟
نعم ان امريكا كانت تخفي اهم احتياطي ستراتيجي لها حتى عام مضى ، لكنها اخذت تستخدمه تدريجيا لمواجهة الهزيمة الفضائحية التي تعرضت لها نتيجة صلابة المقاومة الوطنية العراقية وفشل كل محاولات تدميرها او شقها او الحاق الهزيمة بها . ومن يظن ان الاحتياطي الستراتيجي الامريكي من المناجذ هو اياد علاوي واضرابه من جرذان الاحتلال الجرب ( جمع جرباء ) فانه مخطئ ، لان المطلوب ليس علاوي او نسخة منه بل نسخة من اشرف المجاهدين والمناضلين واشدهم مناهضة لامريكا وللاحتلال ، لكنها نسخة مزورة ( بفتح الواو ) ومزورة ( بكسر الواو ) ، شكلها الخارجي مقاوم ، لكن باطنها مساوم ، وهو عبارة عن حمل سفاح نتج عن مضاجعة محرمة بين التجسس والتجنس .
ربما لاحظ كثيرون انني كنت اتحدث عن هذا الموضوع خصوصا حينما سلطنا الضوء على البرمكي والزعيم الصفوي المتطرف حسن نصر الله ، وكيف انه أهل ليظهر بصورة البطل في صراعه مع اسرائيل ، لان من يصارع اسرائيل يكتسب صفة البطولة ، ولكن هذا التأهيل ليس هدفه تحرير فلسطين ولا الدفاع عن عروبة العراق بل على العكس تماما هدفه هو ان يكون الغطاء الذي يخفي عملية محو عروبة العراق من خلال التخفي تحت اسم فلسطين ! اقرءوا دراستي الموسومة ب( (أيها الحملان هل تعرفون كيف تصطاد الذئاب الغزلان : توراتية حسن نصرالله البرمكي ) ، وأقرءوا دراستي الموسومة ب ( السيناريو الاخطر : حروب تأهيل ايران ) ، المنشوران في الكثير من الشبكات الوطنية وفي مقدمتها شبكة البصرة المجاهدة ، ستتذكرون قصة الخلد النائم ، او كيفية تأهيل من يلبس قناع اتقياء لاغتيال صحابة الأنبياء . واذا كان حسن نصر الله الفارسي القح ، انتماءا وولاء حتى لو كان من قبيلة طي العربية جينيا ، هو الصورة الادق لتأهيل من يراد له ان يغتال صحابة الانبياء ، وهو يرتدي جبة الاتقياء ، وتحت غطاء التقى يمارس التقية ، فكيف يكون اعداد الخلد الامريكي ؟ وكيف نكتشفه مع انه مموه بعشرات الاقنعة وبألف عنوان ؟
ان عدم اكتشاف النص السري في الحجاب السحري ، يقودنا الى السير وراء قاتلنا في العراق ومن يحمل المبرد ليمحو هويتنا في الخليج العربي ، ومن يؤذن في باحة كنيس يهودي داعيا صراع سني شيعي في كل العالم الاسلامي ، تنفيذا ل(بروتوكولات حكماء صهيون ) ونسختها الفارسية طبق الاصل ( بروتوكولات حكماء بني فارس ) ، والتي يعد حسن نصر الله أعظم مروج لها ، بعد ان موه وجهه بحروف فلسطينية لخداع السذج والخدج ومن لا تشبع بطونهم من ( كباب جلو ) الايراني !
ما الفرق بين القرآن والفرقان ؟
ان خير ما يمكننا اللجوء اليه لكشف المناجذ النائمة ، والتي استيقظت الان لكنها ترتدي وجوها مقبولة واحيانا محبوبة ، هو كشف خطة استبدال القران الكريم بالفرقان اللئيم ، والذي كتبته امريكا وطبعته الكويت ليحل محل القران ، وكشف ما تسميه النخب الفارسية ب(قرأن فاطمة ) والذي وضعته قم ليحل محل القرأن الكريم الذي انزل على محمد (ص) . نحن بأزاء تزوير فاضح : احدهما امريكي صهيوني يقرأ فيه تجويدا منفرا ( العبقري ) الكويتي احمد الجار الله ، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية ، وهو الفرقان ، والاخر فارسي ينز بالحقد كتبته قم وصدرته للعالم ويقرأ فيه تجويدا لطيفا البرمكي المعتق حسن نصرالله ، بصوت المغنية الايرانية العتيقة كعتق ولاءه لخامنئي وهي جوجوش ، واسمه قران فاطمة ! فكيف نميز وجه العبقري الكويتي احمد الجار الله وشقيقه الفارسي المتستر بالجنسية اللبنانية حسن نصر الله عن وجه بلال الحبشي او من رفع اسم الله من فوق سطح مسجد ؟ كيف نفعل ذلك عمليا ؟ لنتابع كيفية خروج الخلد من مخبئه الطويل فهو يكشف الفرق بين القران والفرقان . ان الفصل الاخير والاهم في مسرحية استيقاظ الخلد ابتدأ كالاتي :
1 – في مطلع عام 2006 نفذت امريكا وايران خطة جهنمية وهي نسف مرقد علي الهادي (ر) في سامراء ، وكان هدف امريكا وايران المشترك هو اشعال فتنة طائفية ، وكان لايران هدف خاص هو وضع مرقد الامام علي الهادي تحت سيطرة الحوزة الايرانية في النجف تمهيدا لتغيير الطبيعة السكانية لسامراء بالقوة والارهاب وضمها الى مايسمى اقليم الحنوب والوسط . وكان مفروضا استخدام الجيوب الصفوية في الوسط لتحقيق هذا الهدف الايراني المهم جدا .
2 – التطهير الطائفي : وفور وقوع التفجير باشر مقتدى الصدر بتنفيذ المخطط الايراني ودخل علنا ، وباسم جيشه المسمى جيش المهدي ، والذي هو تنظيم خاضع مباشرة للمخابرات الايرانية ، تنفيذ مخطط اسموه ( تشييع بغداد ) وتوسيع الجيوب الصفوية لتسيطر على كل بغداد والوسط صعودا الى سامراء . لقد ارتكب جيش المهدي ابشع واخطر الجرائم في ظل الاحتلال لدرجة ان الكثير من المواطنين في بغداد استغاثوا بقوات الاحتلال الامريكية لانقاذهم من الموت بالحرق باطارات السيارات والتمثيل بالجثث وممارسة الموت البطيء ! لقد اعلن جيش المهدي هويته الحقيقية التي أعد لها ، قبل الاحتلال وقبل اعلان تشكيله ، وهي انه الجهاز الذي كلف بدور الخلد الايراني النائم ، وكان دوره في البداية التظاهر بمعارضة الاحتلال لكسب الشيعة العرب ، الذين رفضوا الاحتلال وادانوا موقف الحوزة وحزب الدعوة والمجلس الاعلى المتعاون مع الاحتلال وعدوا ايران دولة استعمارية محتلة للعراق ، كامريكا تماما ، فقام جيش المهدي والتيار الصدري بهذا الدور الاجرامي المشين . وكانت مجازره في بغداد بشكل خاص لا تختلف عن مجازر صولاغ وزير الداخلية الايراني الجنسية ، الذي اشتهر بانه ابتكر طريقة القتل ببطء بواسطة الدريل ( المثقاب الكهربائي ) ولذلك اصبح اسمه الجديد في العراق هو ( صولاغ الدريل ) ، حيث كان يثقب العيون والوجه والاطراف والبطن الى ان يموت الضحية وهو يعاني من ابشع انواع التعذيب واشدها وحشية وهمجية وحقدا .
ان التحرك الفوري لجيش المهدي ومهاجمته للمناطق السنية في بغداد وقيامه بقتل الالاف من مواطنيها وتهجير مئات الالاف منهم الى مناطق اخرى ، وباشراف امريكي مباشر ، حيث كانت قوات الاحتلال الامريكية تشارك قوات الاحتلال الايرانية ممثلة بجيش المهدي ، في تنفيذ مخطط تغيير الطابع السكاني لبغداد ، ان تحرك جيش المهدي هذا كان تأكيدا لوجود مخطط جديد وجذري امريكي ايراني ، وهوتقسيم العراق واشعال حرب اهلية على اساس طائفي . لكن رد المقاومة الوطنية العراقية الحازم عسكريا ، وقيامها بردع جيش المهدي وتدمير موجات الهجمات التي شنها وهروب قطعانه من اللصوص والمجرمين والمرتزقة والخونة ، احبط هذا المخطط الاجرامي ، وبقيت بغداد على حالتها الطبيعية قلعة للعروبة وعصية على الصفويين والامريكيين ، ومن ثم فشلت خطة الصعود الى سامراء بعد احتلال بغداد من قبل ايران . لذلك كان مطلوبا تكرار نفس السيناريو في وقت لاحق .
تتمة






Labels:

Thursday, July 19, 2007

قانون سرقة النفط العراقي

تموز 2007 الصفحة 26

في بيان حصلت "العرب اليوم" على نسخة منه
خبراء النفط والقانون والاقتصاد العراقيون يحذرون


مجلس النواب من تمرير مسودة قانون النفط الجديد

(18/7/2007)
العرب اليوم


طالب خبراء النفط والقانون والاقتصاد العراقيون مجلس النواب العراقي اعادة دراسة قانون النفط الاخير بشكل عميق, داعين في الوقت نفسه اعضاء مجلس النواب الى الاستعانة بذوي الخبرة من »المخلصين للعراق«.
وجاء في البيان الذي حصلت »العرب اليوم« على نسخة منه »انه شعورا منا بالاهمية البالغة لقانون النفط والغاز في حاضر ومستقبل وطننا الغالي, فاننا نتوجه اليكم ان تبذلوا قصارى جهودكم نحو اشباع القانون دراسة وتمحيصا وازالة ومعالجة مواطن الخلل فيه بالاستعانة بذوي الرأي والخبرة من العراقيين المخلصين«.
واكد الخبراء ان مسودة قانون النفط والغاز المعروف امام البرلمان لا تختلف في جوهرها عن المسودة الاولى باستثناء »التحسن الملموس« في الصياغة اللغوية, مشيرين ان المسودة اغفلت الملاحظات التي ابداها مجلس شورى الدولة وكذلك الملاحظات التي ابداها الخبراء في الندوة التي اقيمت في عمان بتاريخ 3/7/2007 وندوات نقابات عمال النفط ومؤسسات المجتمع المدني, اضافة الى عدد من الكتل السياسية.
كما قدم الخبراء في بيانهم عددا من الملاحظات على مسودة القانون الجديد داعين مجلس النواب الى »التأني وعدم الاستعجال« في اصداره قبل اجراء التعديلات عليه بما يضمن مصلحة عموم الشعب كما اكدوا من الناحية القانونية والفنية ضرورة عدم تشريع القانون المعروض مشيرين الى ان الدستور الحالي يخضع لمناقشات نحو تعديله.
كما طالب الخبراء مجلس النواب الاشراف على عقود تراخيص الاستشكاف والتطوير والانتاج اسوة بما يجري في دول العالم وضرورة مناقشة موضوع »الملاحق الاربعة« المرفقة بالقانون كونه لا يتجزأ من القانون المقترح.
كما اكد الخبراء على دور شركات النفط الوطنية العراقية بضرورة توليها مسؤولية ادارة كافة الحقول المنتجة والمكتشفة مطالبين ضرورة اعتماد »خطة مركزية شاملة« لعموم العراق في تحديد اولويات اعمال التطوير والاستكشاف وفقا للاسس الاقتصادية والفنية المعمول بها في الصناعة النفطية.
وحذر الخبراء من تمرير القانون بصيغته الحالية من دون الانتباه الى التبعات المتوقعة من تنافس بين الاقاليم والمحافظات وما يترتب عليه من نزاعات ستؤول الى »تكريس حالة الانقسام والفوضى والشرذمة«.
ومثال ذلك الاعلان المنفرد الاخير من حكومة اقليم كردستان في عرض 40 قطعة استكشافية للاستثمار الامني.
وكان من ابرز الموقعين على البيان:




  1. المدير العام السابق لوزارة النفط الدكتور ابراهيم عبدالكريم رشيد


  2. وخبير النفط الدكتور احسان علي الشرقي


  3. ونائب محافظ البنك المركزي سابقا اسامة الجلبي


  4. والمدير العام السابق لوزارة النفط د. ثامر العكيلي


  5. ووزير النفط السابق د. رشيد الرفاعي


  6. والدكتور رياض الدباغ


  7. والمدير الفني السابق لناقلات النفط سعد خليل طلال


  8. والمستشار القانوني د. صباح المختار


  9. والاستاذ الجامعي د. عصام عبدالوهاب الدباغ


  10. ووزير النفط السابق عصام عبدالرحيم الجلبي


  11. ووكيل وزارة الصناعة السابق والخبير النفطي فيصل سلمان غالي التميمي


  12. ووزير النفط قاسم احمد تقي العربي


  13. ووكيل وزارة النفط د. مازن محمد علي جمعة


  14. والخبيران الدكتور وليد حنا ووليد خدوري

Labels:

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker