Articles to read...

Wednesday, February 28, 2007

أيهما أخطر على العرب

أيهما أخطر على العرب:

"اسرائيل" وأمريكا؟ أم إيران؟

(1 - 3)

صلاح المختار

مقدمة

ثمة ظاهرة واضحة وهي أن الكثير من العرب الداعمين لإيران شرعوا بنقد موقفها تجاه العراق واعتباره خاطئا ومطالبتها بتصحيحه، بإيقاف التعاون مع أمريكا في العراق ودعم المقاومة العراقية ! هذا الموقف، إذا استثنينا بعض الأفراد، هو نتاج توجيه إيراني تم تعميمه بطرق مموهة على من يدعم إيران غالبا، يقضي بضرورة نقد سياسة إيران في العراق بشرط أن يتم في إطار تأكيد أن إيران مناهضة لأمريكا و"اسرائيل" في خطها العام، وان موقفها في العراق استثناء من القاعدة ! ومن الواضح أن هذا التوجيه الإيراني يهدف إلى المحافظة على نفوذها على بعض العرب الذين اكتشفوا، بالأدلة التي لا تدحض، إن إيران شريك أساسي لأمريكا في غزو وتدمير العراق، فضعف دعمهم لإيران وقلت قدرتهم على الدفاع عن سياسة لا يمكن الدفاع عنها بالنسبة لمن يحترم نفسه ووطنيته وعروبته. كما أن البعض الآخر انقلب على إيران وأصبح مناهضا لها بعد أن اكتشف أن السياسة الإيرانية تحركها مصالحها القومية وليس الإسلام أو مناهضة الاستعمار والصهيونية.

من هنا فأن نقد إيران المنضبط ضرورة أساسية لمنع مناصريها من التعرض للعزلة التامة في أوساطهم، من جهة، ووسيلة للمحافظة على من تبقى داعما لها من جهة ثانية. ومن المفارقات اللافتة للنظر أن هذا التوجيه الإيراني يشبه كثيرا التوجيه الأمريكي لعملائها العرب الذين وجدوا أنفسهم معزولين تماما عن الرأي العام العربي ويواجهون الاحتقار والتحقير، أينما اتجهوا، بسبب دعمهم للسياسة الأمريكية في العراق وفلسطين وغيرهما، فطلبت منهم مهاجمتها بشرط أن يقترن ذلك بمهاجمة البعث والمقاومة العراقية!

الموقف العراقي المبدئي

للتذكير بأن عراق البعث كان يمارس أقصى حالات الشعور بالمسؤولية تجاه وحدة المسلمين، مهما كانت خلافاتهم عميقة ومدمرة، يحب أن نشير إلى حادثة لها دلالات عميقة تعبر عن موقف العراق الحر، فبعد أن قصفت إيران، أثناء الحرب الإيرانية - العراقية، بصاروخ متوسط المدى مدرسة بلاط الشهداء، في حي الدورة المجاهد، وذهب ضحية ذلك أكثر من 30 طفل شهيد (هناك تشابه لافت للنظر وهو أن نفس الحي يتعرض منذ الغزو الأمريكي للعراق لحملات إيرانية منظمة، يشنها "فيلقي بدر والصدر" بدعم أمريكي، يذهب ضحيتها أسبوعيا عشرات العراقيين من أبنائه)، قام الرئيس الشهيد صدام حسين بزيارة لحضانة أطفال وسأل طفل : من هو عدونا؟ فأجاب الطفل بعفوية: إنها إيران التي قتلت أطفالنا، فرد الرئيس مصححا: كلا يا بني، إيران ليست عدونا بل "اسرائيل" هي العدو، هذه الحادثة معروفة للعراقيين وربما يعرفها بعض العرب، وهي تلخص مأساة جيرتنا الأبدية لإيران، لأنها تقدم صورة بالغة الوضوح لحراجة وازدواجية وتعقيد علاقتنا بإيران، فالعاطفة الجياشة بسبب قتل آلاف العراقيين أثناء حرب فرضها خميني على العراق وإيران فرضا تدفع العراقيين للنظر إلى إيران كعدو واقعي، وقاعدة دعم هذه العاطفة هو السؤال المنطقي التالي: وهل يقتل الصديق صديقه ؟ ولكن العقل والواقعية والخبرة تقول كلا إن العدو الحقيقي هو "اسرائيل"، لأن إيران بلد فرضته الجغرافية بمجاورته لنا، وزرع التاريخ في أرحامنا صلات الجيرة والتعامل والتفاعل، وجاء الإسلام ليعزز كل ذلك، فأصبحنا نتعامل مع جار كبير يمثل في أن واحد مصدر تحديات متكررة، لان الإسلام لم يجتث جذور الصراعات السابقة له بين بلاد فارس وبلاد الرافدين والتي تعود لآلاف السنين، ومصدر ثراء حضاري وإنساني حينما تتغلب نزعة التعايش بيننا.

ولكن ما حصل منذ غزو العراق لم يعد يحتمل أي تفسير تساومي ترقيعي للموقف الإيراني الخطير في العراق وتجاه الأمة العربية، فما توفر من أدلة ومؤشرات واقعية أكبر من أن يقنع بأن إيران صديقة للعرب. وابتداءا يجب أن نوضح بأننا حينما نقول إيران فنحن نشير إلى النخبة الفارسية الشوفينية المتحكمة فيها منذ آلاف السنين وليس إلى الشعب الإيراني، علينا أن نجيب على الأسئلة التالية بمنتهى الدقة والموضوعية لتجنب نتيجتين: نتيجة أن نقع في خطأ منع حل مشاكلنا مع إيران بالتفاوض والحوار إذا أبدت الاستعداد لذلك، ونتيجة أن نهمل دلالات سياسات إيران العدائية تجاه العراق، بشكل خاص، فنقع في فخ تقسيم إيران لوطننا العربي انطلاقا من العراق والخليج العربي، وعندها ستصبح كارثة فلسطين هي الأقل مأساوية في وطننا العربي.

إن أهم الأسئلة هي التالية: هل إيران دولة معادية؟ ما معنى العداء؟ وما هي تعبيراته؟ ومن هو العدو؟ وما هي درجة العداء الإيراني للأمة العربية؟ هل هو بمستوى العداء "الاسرائيلي" والأمريكي؟ وما هي مقاييس العداء والصداقة؟ وهل لإيران مطامح إمبراطورية مهما كانت تسميتها (إسلامية أو فارسية) تجعل من الوطن العربي جزء خاضعا لها؟ وما هي الأعمال الإيرانية التي تضعها في موقع العداء للأمة العربية؟ وهل إيران تتبع سياسة مناهضة لأمريكا و"اسرائيل"؟ وإذا افترضنا ولأغراض النقاش أن الجواب هو نعم، هل يسمح هذا لنا بأن نسكت على تدميرها لهويتنا ووطننا لمجرد أن لها صراعا مع أمريكا و"اسرائيل" لمصلحتها هي وليس لمصلحة فلسطين أو العرب؟ ما الذي فعلته إيران في العراق والخليج العربي وبقية أقطار الوطن العربي؟ وهل ما قامت به يختلف من حيث الجوهر عما فعلته وتفعله "اسرائيل" وأمريكا بالعرب؟ وما الذي فعلته "اسرائيل" وأمريكا ولم تفعله إيران بنا؟ وإذا ثبت أن إيران تقوم بارتكاب جرائم لا تقل بشاعة عن جرائم أمريكا و"اسرائيل" ماذا يجب أن نطلق عليها من وصف يحدد صلتها بنا كعرب؟ وهل نحن ضد "اسرائيل" لأنها يهودية؟ أم لأنها قامت على أساس استعمار فلسطين وطرد الفلسطينيين من وطنهم؟ هذه هي الأسئلة الأساسية، ومنها ستتفرع الكثير من الأسئلة في سياق عرض وتحليل الموقف الإيراني وطبيعة السياسة الإيراني.

حتى لو كانت إيران دولة ملائكة

لنبدأ من أصل الوهم وهو الاعتقاد بأن إيران تعادي أمريكا و"اسرائيل"، وهو منطق من يدافعون عنها وحجتهم الأساسية، والذي سنثبت أنه غير صحيح، لذلك لا يجوز معاداتها أو مهاجمتها أو وضعها في صف واحد مع أمريكا و"اسرائيل"، قبل أن نمزق هذا المنطق الساذج أو المتساذج إربا إربا، يجب أن نبدأ من الحد الأعلى للصواب والقداسة وهو افتراض أن إيران تحكمها جماعة من الملائكة وليس من رعاع الملالي المتعطشين للدماء كما أثبتت تجربة العراق، وأن هؤلاء الملائكة، ورغم أنهم ملائكة، يحاولون غزو وطني وجعلي مواطن من الدرجة الثانية أو على الأقل تابع لملاك أجنبي، فهل سأقبل بالعبودية لملاك؟ وما الفرق بين العبودية لملاك والعبودية لشيطان؟ بالتأكيد لا، لأن الإسلام هو دين الحرية والمساواة، ألم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)؟ ألم يقل سبحانه وتعالى (وخلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أفضلكم عند الله أتقاكم)؟ إن الإسلام لم يخلق الملائكة لتغزو ولا لتعتدي أو تقسم وتظلم بل خلقها لعمل الخير، وأول عمل الخير هو احترام الآخرين وعدم الطمع في أرضهم ومياههم وثرواتهم، ناهيك عن تحليل قتلهم واستعبادهم. لذلك فان الملاك اذا اعتدى واحتل يعامل في السياسة الدفاعية، وهي سياسة مشروعة دينيا ومنطقيا وشرعيا وأخلاقيا، مثلما يعامل الشيطان.

لو كانت إيران تحكم من قبل الملائكة وحاربت أمريكا و"اسرائيل" ألف مرة، ثم حاولت غزو العراق وأي قطر عربي، أو شاركت في ذلك، لحملت السلاح ضد دولة الملائكة وقاتلتها حتى تحرير أي قطر عربي أو منع احتلاله، إذن دعونا من الاسطوانة التي أصبحت مشروخة بعد احتلال العراق وهي (أن إيران معادية لأمريكا و"اسرائيل" ولذلك لا يجوز أن نعاملها كعدو خطير، وأن نحاول نصحها للتوقف عن أعمالها الخاطئة)! كما يقول من يدافع عن إيران من العرب، من حقنا كعرب أن ندافع عن هويتنا العربية ووطننا ومصالحنا، وإذا اعتدت علي إيران، أو دولة ملائكة ستهبط من السماء، فأنني لن أقف مكتوف اليدين بل سأدافع عن نفسي مستخدما أول حق لأي حيوان خلق على وجه الأرض وحلله الله والقانون والمنطق وهو حق الدفاع عن النفس، وحق الدفاع عن النفس مشروع مادام هدفه دفاعي لحماية الوجود من العدوان، فإذا كنا نحارب دولة ملائكة تعتدي علينا فهل نتسامح ونتساهل مع دولة، هي إيران، خاضت معنا عشرات الحروب وغزتنا مرارا، عبر أكثر من خمسة آلاف عام، ولها مطامع توسعية في أرضنا واحتلت بعضها ومازالت تحتلها، ولها معنا ثأرات جديدة، ثأر هزيمة مشروعها التوسعي وهو غزو الوطن العربي والعالم الإسلامي تحت شعار مضلل هو (نشر الثورة الإسلامية)، أيام خميني، بفضل بطولات العراقيين وتضحياتهم العظيمة، وثأرات قديمة أبرزها الفتح الإسلامي الذي دمر دولة المجوس، فاقسموا على الانتقام من العرب ومن الإسلام الذي أطفأ نار المجوس؟

ولو أن إيران خاضت ألف حرب مع "اسرائيل" وأمريكا، وكانت كل هذه الحروب جدية وحقيقية، فأنا كإنسان عربي سأدافع عن نفسي وعن وطني وعن هويتي العربية حينما يأتيني إيراني ويريد أن يحتل وطني تحت أي شعار، وفي هذه الحالة الافتراضية (أي افتراض أن إيران تحكمها الملائكة) سيكون غباء مفرطا أن لا أسأل نفسي بصوت عال: إيران التي تقتلني في العراق وتريد تقسيم العراق هل تختلف مع أمريكا و"اسرائيل" لمصلحة العرب في فلسطين أم لمصلحتها القومية هي؟ وما هي المصلحة الإيرانية في قتل العراقيين وتقسيم وطنهم إذا كان ادعاءها بأنها تدافع عن فلسطين صحيحا؟ هذه بديهية يجب الانتهاء منها قبل أي كلام، لأن الدم يتدفق من أفواهنا ونحن نتحدث عن إيران وجرائم إيران في العراق، والجرائم الأخطر لإيران التي تنتظر بقية العرب إذا لم يفيقوا قبل فوات الأوان.

هنا يجب أن نزيل الأوهام بالالتصاق بالواقع المعاش وليس بالفرضيات الساذجة المبنية على الجهل، أو الأوهام المصدرة قصدا والتي يروجها أشخاص ارتبطوا مصلحيا بالمشروع الإيراني التوسعي، ولتسهيل الأمر سنطرح الموضوع بصيغة الأسئلة والأجوبة لأنها تسهل تصنيف المواضيع وترتيبها وتوضيحها، كما أننا سنطرح بعض الأسئلة ونترك الجواب عليها للقارئ.

هل النظام الإيراني إسلامي

لو كان نظام إيران إسلاميا حقا لتفهمنا (وليس قبلنا) دعم بعض العرب لإيران، ولكن النظام يتميز بالعنصرية والطائفية السياسية، وحتمية تبعية من يوالي إيران لمرجعيتها الدينية، وهنا سنناقش ما ورد في الدستور الإيراني لإثبات أن إيران تعمل وفقا لمصالحها القومية وليس وفقا لمذهب أو دين، كما سنتناول الممارسات الفعلية لإيران لنصل إلى استنتاج حاسم وهو أنها دولة قومية صرفة تستخدم الدين والطائفة لخدمة الهدف القومي.

في مقدمة الدستور الإيراني وفي فقرة (أسلوب الحكم في الإسلام) ترد العبارة التالية: (ومع الالتفات لمحتوي الثورة الإسلامية في إيران – التي كانت حركة تستهدف النصر لجميع المستضعفين علي المستكبرين - فإن الدستور يعدّ الظروف لاستمراريّة هذه الثورة داخل البلاد وخارجها، خصوصاً بالنسبة لتوسيع العلائق الدولية مع سائر الحركات الإسلاميّة والشعبيّة حيث يسعي إلى بناء الأمة الواحدة في العالم ((إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)) ويعمل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشعوب المحرومة والمضطهدة في جميع أنحاء العالم.)، في هذه الفقرة الدستور الإيراني دستور توسعي يسعى رسميا لاستمرار (الثورة وتوسعها في الخارج لأجل بناء الأمة الواحدة في العالم)! فهو مشروع إمبراطورية كونية، وفي فقرة الجيش العقائدي يقول الدستور (في مجال بناء القوات المسلحة للبلاد وتجهيزها، يتركز الاهتمام على جعل الإيمان والعقيدة أساساً وقاعدة لذلك، وهكذا يصار إلى جعل بنية جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة على أساس الهدف المذكور ولا تلتزم هذه القوات المسلحة بمسؤولية الحماية وحراسة الحدود فحسب، بل تحمل أيضاً أعباء رسالتها الإلهية، وهي الجهاد في سبيل الله، والنضال من أجل بسط حاكمية القانون الإلهي في العالم). إذن إيران تعد جيشها لبسط حاكمية القانون الإلهي في العالم، والحاكمية طبعا تمثلها النخب الإيرانية الفارسية. وفي فقرة النواب ترد الفقرة التالية (على أمل أن يكون هذا القرن قرن تحقق الحكومة العالمية للمستضعفين وهزيمة المستكبرين كافة)، حينما وضع الدستور في القرن الماضي كان توقع ملالي إيران هو أن تكتسح جيوشهم ودعوتهم العالم كله فتقوم الحكومة العالمية! وفي المادة 3 نفسها الفقرة 16 تقول: (تنظيم السياسة الخارجية للبلاد على أساس المعايير الإسلامية والالتزامات الأخوية تجاه جميع المسلمين والحماية الكاملة لمستضعفي العالم)، هنا تلتزم إيران بحماية جميع مستضعفي العالم، بمعنى أنها تتدخل في كل دولة تعتقد هي أن هناك من يتعرض للاضطهاد! والسؤال هنا هو ما هو المعيار الذي يجعل من إيران تقرر وقوع الاضطهاد على هذا أو ذاك؟ وكيف تتدخل؟ عسكريا؟ أم قانونيا؟ وبأي حق تتدخل والعالم عالم سيادات تتمسك هي فيه بسيادتها كما يعبر الدستور الإيراني مرارا؟

في الفقرات السابقة تأكيد على عالمية أهداف إيران وبناء حكومة عالمية باستخدام الجيش الإيراني والوسائل الأخرى، لكن في المادة 3 الفقرة 11 تبدأ الأصول القومية بالظهور فتقول (تقوية بنية الدفاع الوطني بصورة كاملة، عن طريق التدريب العسكري لجميع الأفراد، من أجل حفظ الاستقلال ووحدة أراضي البلاد والحفاظ على النظام الإسلامي للبلاد)، إذن هناك وطنية وهناك استقلال وهناك وحدة ارضي البلاد! والسؤال هنا هو: كيف تريد إيران بجيشها وقيادتها إقامة إمبراطورية عالمية وحكومة عالمية مع أنها تتمسك بالوطنية والاستقلال ووحدة الأراضي الإيرانية؟ أليس للدول الأخرى نفس الحقوق؟ ألا يتعارض ذلك مع تساوي حقوق الأمم وهو أبرز مظاهر العدالة؟ وتقول (المادة التاسعة): (في جمهورية إيران الإسلامية، تعتبر الحرية والاستقلال ووحدة أراضي البلاد و سلامتها أموراً غير قابلة للتجزئة، وتكون المحافظة عليها من مسؤولية الحكومة وجميع أفراد الشعب، ولا يحق لأي فرد أو مجموعة أو أي مسؤول أن يلحق أدني ضرر بالاستقلال السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو العسكري لإيران أو ينال من وحدة أراضي البلاد باستغلال الحرية الممنوحة). مرة أخرى تبرز الروح القومية الثابتة في الدستور، وتتحدد الطبيعة الطائفية للنظام الإيراني في المادة 12 التي تقول (الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثني عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير). هذه المادة تؤسس لفتنة طائفية بين المسلمين، فإذا كان هدف إيران إقامة حكومة عالمية فأن مذهبها الأبدي يجب أن يكون مذهب الحكومة العالمية الإسلامية، مع أن الأغلبية في العالم الإسلامي سنية! فكيف سيحل هذا الإشكال؟ هل باستخدام القوة كما نلاحظ في العراق؟ أم بحرمان الطوائف الإسلامية الأخرى من حقوقها كما تؤكد تجربة إيران التي تمنع السنة من إقامة المساجد رغم النص في هذه المادة على العكس؟ وتزداد النزعة القومية وضوحا في (المادة السادسة والعشرون) حيث تقول بصراحة تامة: (الأحزاب، والجمعيات، والهيئات السياسية، والاتحادات المهنية، والهيئات الإسلامية، والأقليات الدينية المعترف بها، تتمتع بالحرية بشرط أن لا تناقض أسس الاستقلال، والحرية، والوحدة الوطنية، والقيم الإسلامية، وأساس الجمهورية الإسلامية، كما أنه لا يمكن منع أي شخص من الاشتراك فيها، أو إجباره على الاشتراك في إحداها)، هذه المادة تنطوي على معنى واضح وهو أن من يؤسس حزبا أو هيئة أو اتحاد لا يجوز له التعامل مع أجنبي بما يهدد الاستقلال والوحدة الوطنية، ومن البديهي أنها تتناقض مع إصرار الدستور الإيراني على نشر (الثورة الإيرانية) ومنح إيران حق التدخل، فكيف تعطي لنفسها حق التدخل في كل مكان بإنشاء تنظيمات تابعة لها وتمنع مواطنيها من تهديد الاستقلال والوحدة الوطنية عن طريق واضح وهو التعاون مع الأجنبي؟

وفي المادة الثامنة والسبعون تتعزز النزعة القومية حيث تقول : (يحظر إدخال أي تغيير في الخطوط الحدودية سوي التغييرات الجزئية مع مراعاة مصالح البلاد و بشرط أن تتم التغييرات بصورة متقابلة، وأن لا تضر باستقلال و وحدة أراضي البلاد، وأن يصادق عليها أربعة أخماس عدد النواب في مجلس الشورى الإسلامي)، من المفيد ملاحظة أن حدود إيران كلها مع دول إسلامية، ولذلك فأن المعيار الوطني في هذه الفقرة يتغلب على المعيار الإسلامي، وتضيق الحلقة في الدستور باشتراط أن كل القوانين والتشريعات التي يتبناها مجلس الشورى يجب أن لا تتعارض مع المذهب الرسمي، أي المذهب الاثنا عشري كما ورد في المادة الخامسة والثمانون!

وفي (المادة التاسعة بعد المئة) تحدد (الشروط اللازم توفرها في القائد وصفاته هي:

1 - الكفاءة العلمية اللازمة للإفتاء في مختلف أبواب الفقه.

2 - العدالة والتقوى اللازمتان لقيادة الأمة الإسلامية.

الرؤية السياسية الصحيحة، والكفاءة الاجتماعية والإدارية، والتدبير والشجاعة، والقدرة الكافية للقيادة، وعند تعدد من تتوفر فيهم الشروط المذكورة يفضل من كان منهم حائزا علي رؤية فقهية وسياسية أقوى من غيره)، وطبقا لهذه المادة فأن القائد أو المرشد هو قائد كل الأمة الإسلامية وليس إيران فقط، ومن ثم على الجميع إتباعه داخل وخارج إيران، وعند تحديد شروط رئيس الجمهورية تتضح الطبيعة القومية المتعصبة: تقول المادة الخامس عشرة بعد المئة: (ينتخب رئيس الجمهورية من بين الرجال المتدينين السياسيين الذين تتوفر فيهم الشروط التالية:

3 - أن يكون إيراني الأصل و يحمل الجنسية الإيرانية.

4 - قديراً في مجالس الإدارة والتدبير.

5 - ذا ماض جيد.

6 - تتوفر فيه الأمانة والتقوى.

7 - مؤمناً ومعتقداً بمباديء جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد).

الفقرة (3) تنص على أن يكون إيراني الأصل وليس إيرانيا اكتسب الجنسية فقط، وهذه الفقرة تميز بين إيراني من أصل إيراني وآخر من أصل غير إيراني. بمعنى آخر أن الإيراني من أصل عراقي مثلا لا يحق له أن يرشح لرئاسة الجمهورية، وهذا الأمر كان أول ضحية له بعد سقوط الشاه وانتخاب رئيس جمهورية هو جلال الدين فارسي، وكان من أقرب الناس لخميني وهو الذي أراد ترشيحه للرئاسة ولم ينافسه أحد على هذا الترشيح، وكان فوزه مضمونا لهذا السبب، ولكن حينما أخبر خميني بأنه من أصل أذربيجاني أي تركي طلب منه خميني الانسحاب من الترشيح ورشح محله أبو الحسن بني صدر! وهذه الحادثة مهمة جداً لأنها تكشف التعصب القومي لدى الملالي.

وفي قسم رئيس الجمهورية تتكرر ظاهرة النزعة القومية والدفاع عن المذهب والتمسك به فتقول المادة الحادية والعشرون بعد المئة:

يؤدي رئيس الجمهورية اليمين التالية، وتوقع على ورقة القسم، في مجلس الشورى الإسلامي في جلسة يحضرها رئيس السلطة القضائية وأعضاء مجلس صيانة الدستور:

بسم الله الرحمن الرحيم

(إنني باعتباري رئيساً للجمهورية أقسم بالله القادر المتعال في حضرة القرآن الكريم، وأمام الشعب الإيراني أن أكون حامياً للمذهب الرسمي، ولنظام الجمهورية الإسلامية، وللدستور، وأن استخدم مواهبي وإمكانياتي كافة في سبيل أداء المسؤوليات التي في عهدتي، وأن أجعل نفسي وقفاً على خدمة الشعب ورفعة البلاد، ونشر الدين والأخلاق، ومساندة الحق وبسط العدالة، وأن أحترز عن أي شكل من أشكال الديكتاتورية، وأن أدافع عن حرية الأشخاص وحرماتهم، والحقوق التي ضمنها الدستور للشعب، ولا أقصر في بذل أي جهد في سبيل حراسة الحدود، والاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد، وأن أعمل كالأمين المضحي على صيانة السلطة التي أودعها الشعب عندي وديعة مقدسة مستعيناً بالله متبعاً لنبي الإسلام والأئمة الأطهار (ع) وأن أسلمها لمن ينتخبه الشعب من بعدي)،

يلاحظ في هذا القسم أن أول ما يلزم به هو حماية المذهب حتى قبل حماية البلاد! وبعد حماية المذهب تأتي وظيفة حماية الحدود والاستقلال! كم هي واضحة غلبة المذهب على ما عداه؟

وتتكرر ثنائية الحرص على استقلالية إيران وحقها في التدخل في شؤون الدول الأخرى، في الفصل العاشر السياسة الخارجية، تقول المادة الثانية والخمسون بعد المئة:

(تقوم السياسة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية على أساس الامتناع عن أي نوع من أنواع التسلط أو الخضوع له، والمحافظة على الاستقلال الكامل، ووحدة أراضي البلاد، والدفاع عن حقوق جميع المسلمين، وعدم الانحياز مقابل القوى المتسلطة، وتبادل العلائق السلمية مع الدول غير المحاربة)، كيف ينسجم منطق المحافظة على الاستقلال الكامل للبلاد مع الدفاع عن جميع المسلمين في العالم؟ ويتكرر الأمر ذاته في المادة الرابعة والخمسون بعد المئة التي تقول:

(تعتبر جمهورية إيران الإسلامية سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله قضية مقدسة لها، وتعتبر الاستقلال، والحرية، وإقامة حكومةالحق والعدل حقاً لجميع الناس في أرجاءالعالم كافة، وعليه فأن جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى).

هذه الفقرات المأخوذة من الدستور الإيراني تؤكد قبل كل شيء أربعة حقائق:

1 – حقيقة أن إيران رغم إطلاق وصف الإسلامية عليها هي جمهورية قومية وليس إسلامية.

2 – أن هذه الجمهورية تقزم الإسلام باختصاره في المذهب الجعفري وتعد هذه المادة من المواد التي لا تقبل التغيير ولا يتم تبني قانون إذ تعارض مع المذهب.

3 – أن من حق إيران رغم أنها جمهورية قومية أن تتدخل في شؤون كل الدول في العالم بكافة الوسائل العسكرية وغيرها بحجة الدفاع عن المستضعفين لكنها لا تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية هي.

4 – تسعى جمهورية إيران إلى إقامة حكومة عالمية بزعامتها وعلى شاكلة نظامها الحالي.

ولكن هل ما ورد في الدستور هو حبر على ورق فقط أم أنه انعكاس لقناعات وسلوك عملي؟

مظاهر أخرى لقومية النظام الإيراني والخمينية

لئن كان الدستور الإيراني الحالي يقدم صورة كافية للطابع القومي للدولة الإيرانية، وللنظام الإيراني، فأن الأدلة الأخرى الموجودة في ممارسات إيران في ظل نظام الملالي تثبت أنه نظام قومي ويستخدم الدين والطائفة غطاء للتمويه والخداع، ولعل أهم نقطة في هذا السياق هي أن العامل المشترك بين نظام الشاه القومي ونظام الملالي المتستر بالدين هو أنهما كلاهما غزيا أراض عربية ورفضا إعادتها للعرب، وأنهما كلاهما يعمل لتوسيع حدود إيران على حساب العرب أولاً، عندما حضرته الوفاة أوصى الشاه رضا ابنه محمدا قائلا (لقد استعدت السيطرة على الضفة الشرقية للخليج - يقصد الأحواز العربية - وعليك أن تستعيد الضفة الغربية)، والضفة الغربية هي دول الخليج العربي، وبالفعل احتل الشاه الجزر العربية الثلاثة التابعة لدولة الإمارات العربية ورفض إعادتها، وكان مشروعه القومي المعلن هو الاستيلاء على الضفة الغربية للخليج العربي، وطالب بالبحرين سلميا، أولاً، تمهيدا لغزوها، وقبل الشاه رضا شرعت إيران الصفوية وبشكل منظم بتهجير مواطنيها للخليج العربي تدريجيا ليصبحوا بمرور الزمن مواطنين في دوله، تمهيدا للسيطرة عليه ديموغرافيا وديموقراطيا، وكل سكان الخليج العربي من ذوي الأصول الإيرانية هم ثمرة هذا التهجير المنظم من قبل إيران في مختلف العهود.

وهناك سؤال يتناساه كثير من الوطنيين العرب وهو: هل من المنطق القومي والقانوني والأخلاقي الحديث عن ايجابية موقف إيران من القضية الفلسطينية وهي تحتل الأحواز التي تضم ثمانية ملايين عربي، أي أكثر من الشعب الفلسطيني، وهي أكبر جغرافيا من فلسطين وفيها ثروات، مثل النفط والماء، هي أهم الثروات التي تقوم عليها إيران حاليا؟

نحن نعتقد بأن من يحتل الأحواز هو كمن يحتل فلسطين، لأن الاحتلال هو احتلال مهما كانت هوية الدولة التي تقوم به، ولا يوجد إنسان سليم العقل والتفكير يميز بين احتلال واحتلال من حيث الجوهر، وبغض النظر عن تسميته سواء كانت دينية أو قوميته، ومن يساهم في احتلال العراق وتدميره هو مستعمر معتد سواء كانت جنسيته بريطانية أو أمريكية أو إيرانية، فالاحتلال هو احتلال في نهاية المطاف، ولكن الغريب أن من يصر على تسمية ما حدث للكويت بـ(الاحتلال العراقي) هو نفسه من يرفض الاعتراف بأن إيران دولة محتلة وتوسعية، وتفرض إرادتها الاستعمارية على أجزاء من الوطن العربي وتريد علنا ورسميا فرض إرادتها واستعمارها على الوطن العربي والعالم الإسلامي بل والعالم أجمع!

واستناداً لما تقدم ولأجل تحفيز الذهن على التفكير بصواب وبعد التحرر من أنماط التفكير الذي ساد وخيل للكثيرين أن سيادته تعني مشروعيته وصوابه، علينا أن نطرح مجموعة أسئلة أخرى منها: هل الإنسان الفلسطيني أغلى من الإنسان العربي في الأحواز والعراق مع أننا قوميين وإسلاميين نساوي قيمة كل العربي مع العربي الآخر والمسلم مع المسلم الآخر؟ وهل أرض فلسطين أغلى من أرض العراق مع أننا كقوميين وكإسلاميين نساوي في قيمة الأرض العربية والإسلامية أينما كانت جغرافيتها؟ وهل عروبة فلسطين تختلف عن عروبة البحرين والإمارات كي ندافع عن فلسطين ونغض النظر عن تفريس البحرين والإمارات والعراق؟ وهل الصهينة أقل خطراً من التفريس الذي يتعرض له الأحوازيون منذ ضمهم بقوة بريطانيا إلى إيران في العشرينيات من القرن العشرين، أي قبل أن تحتل فلسطين؟ إن تغيير الهوية القومية والدينية لأي بشر بالقوة هو عمل مدان بغض النظر عمن يقوم به، فلماذا نلعن "اسرائيل" نتيجة الصهينة ونصفق لإيران رغم أنها تفرس أجزاء من وطننا، على نحو منهجي مشابه بل ويطابق الصهينة؟ وهل العنصرية الصهيونية أكثر إيذاء من العنصرية الفارسية التي دمرت الدولة العربية الإسلامية، في العهدين الأموي والعباسي، وتحاول الآن تفريس الوطن العربي تحت غطاء نشر التشيع الصفوي، مع أن العنصرية مذمومة ملعونة كائن من كان مروجها؟ لماذا يصفق البعض لإيران عندما تشتم "اسرائيل" لكنهم يضعون ألسنتهم في علب خصصت للنظارات الطبية عندما يأتي ذكر الجزر العربية الثلاثة والأحواز التي تحتلها إيران والغزو الإيراني الحالي للعراق؟

وإذا أردنا أن نعود لأصل تفجير المشاكل بين العرب وإيران في زمن الملالي علينا أن نطرح أيضا الأسئلة التالية: ما معنى ونتائج شعار خميني الأول وهو المسمى (تصدير الثورة الإسلامية) إلى أقطار هي بالأصل والواقع إسلامية؟ أن معناه الأساسي هو السيطرة عليها لصالح الأمة الإيرانية باسم الإسلام وهذا ما أكده الدستور الإيراني، وما معنى إصرار خميني على إسقاط النظام الوطني في العراق تحت شعار (إن تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد)؟ ولماذا قال خميني إن إسقاط صدام حسين بعد إسقاط الشاه واجب ديني، مع أن العراق لم يكن قد بادر بالعداء لإيران الجديدة بل كان أول المعترفين بنظامها وأول المهنئين بنجاح التغيير فيها؟ ولسوء حظ نظام الملالي فأن هذا الشعار قد كشفت حقيقته حينما قال كيسنجر علنا بـ(إن حل مشكلة القدس يمر عبر إسقاط صدام حسين)! وهكذا تطابقت حتى شعارات إيران الملالي مع شعارات "اسرائيل" وحماتها!

هل نسينا أن خميني المسلم هو من أصر على فرض الحرب مع العراق بسبب تمسكه التام بأن شط العرب ومناطق حدودية هي جزء من إيران؟ هل نسينا أن إيران لم تتخلى عن مطالبتها بالتعويض بعد الغزو، رغم أنها كانت تقول أن خلافها هو مع البعث وصدام حسين وليس مع شعب العراق المسلم، ولكن بعد إسقاط النظام الوطني تمسكت إيران بدفع العراق (الجديد) التعويضات التي تظن أنها تستحقها؟ هل نسيتم أن الحكيم، وهو إيراني الأصل، قد طالب بدفع العراق تعويضات تبلغ أكثر من مائة مليار دولار لإيران؟ إذا كانت إيران إسلامية لم تتمسك بالحدود والمسائل المالية مع المسلمين الآخرين، خصوصا وأنها ليست حقوقا إيرانية ثابتة بل هي موضوع خلافات عميقة وقديمة، أبدى الشاه محمد رضا بهلوي القومي الفارسي المتعصب، مرونة فيها أدت إلى توقيع (اتفاقية الجزائر) مع العراق، والتي رفضها خميني حينما وصل للسلطة بحجة أنها من صنع الشاه، كما قال! لو كانت إيران دولة دينية إسلامية حقا أليس أول مظاهر ذلك، وأهم إثباتاته، هو عدم إصرارها على خلق مشاكل مع العرب المسلمين حول الحدود والأراضي والمياه والأقاليم؟

لماذا تظن إيران خميني كإيران الشاه بأن لها الحق في فرض خياراتها علينا، الأولى باسم الإسلام الطائفي والثانية باسم التوسع الفارسي القومي؟ أليس من حق العرب أن يختاروا أنظمتهم دون وصاية إيرانية أياً كان غطاءها؟

من لديه سياسات عدوانية توسعية العرب أم ايران؟

وهناك مسألة مهمة جدا توضح مسالك الدرب إلى لغمته إيران عمدا: وهي من بدأ ويبدأ المشاكل بين العرب والإيرانيين؟ العرب أم الفرس؟ إن أهم أسباب الخلافات العربية الإيرانية هي الجاليات الإيرانية في الوطن العربي والحدود والمياه والطائفية والتدخل في الشؤون العربية من قبل إيران، وفي كل هذه القضايا إيران هي المهاجمة والعرب هم المدافعون، فإيران وليس العرب هي التي تصدر العمالة الإيرانية للخليج العربي والعراق منذ قرون، خصوصا بعد ظهور النفط، وتؤسس لها مواطئ قدم وتحولهم إلى مواطنين فظهرت مشاكل البحرين وغيرها، وإيران هي التي تطالب بالحدود والمياه وليس العرب، وإيران هي التي تخلق المشاكل الطائفية وليس العرب، والعرب ليس لديهم مشروع توسعي في إيران، بينما إيران لها هكذا مشروع وهو معلن ورسمي وتبنته كافة الحكومات الإيرانية، ويقوم على نشر التشيع الصفوي واعتبار الحكم العربي منذ 1400 عام حكما اغتصب منهم لذلك عليهم إعادته بنشر الصفوية.

وهناك مسألة جوهرية وهي التي تتلخص في السؤال: من يرفض التصالح والتفاهم العرب أم إيران؟ من المستحيل العثور على دليل واحد يثبت بأن العرب كلهم كانوا البادئين بأي مشكلة مع إيران أو باستفزازها، فهي دائما كانت المبادر بالعمل ضد المصالح العربية، فالأحواز احتلتها في زمن رضا بهلوي بمساعدة الاستعمار البريطاني، وهي التي تطالب بالبحرين، وهي التي احتلت الجزر العربية الثلاث، وهي التي تزرع مواطنيها في الخليج وتعمل على تفريسه، وهي التي لديها حركة تبشيرية صفوية علنية ورسمية ترصد لها مليارات الدولارات وليس العرب، وهي التي تصر على التمسك بما تعده حقها في الحدود، وهي التي تتحدث باستمرار عن عائدية عرب الخليج والعراق لها!

ربما يقول البعض هذا ما كان يفعله الشاه، وهذا القول إما يدل على الجهل أو التجاهل، فنظام خميني أشد تمسكا بالأرض والحدود والمصالح الإيرانية من نظام الشاه، ومشاكله مع العرب هي عبارة عن وراثة كاملة لمشاكل الشاه مع العرب، وأاغلب مصادر الخلافات مع العرب متوارثة من زمن الشاه وما قبله، والفرق الجوهري بين التوسع الشاهنشاهي والخميني هو أن الثاني أشد تطرفا وأوسع جغرافية لأنه باسم الإسلام يريد حكم العالم برمته وليس العالم الإسلامي كما يعلن الدستور الإيراني. لم لا تتراجع ايران خميني وخامنئي عن احتلال الجزر الثلاث التي احتلها الشاه إذا كانت إسلامية حقا وليس قومية؟ ولم تستمر في نفس سياسة الشاه في رفض الاعتراف بالقومية العربية في الأحواز، وبالقوميات الأخرى مثل الاذرية والبلوشية والكردية، وتصر على تذويبها بالقومية الفارسية عبر فرض اللغة الفارسية عليها، وتنظم مجازر دورية ضد المطالبين بحقوقهم القومية هناك؟ هل شاهد أحد أي تراجع في زمن خميني عن السياسات التوسعية الإيرانية الشاهنشاهية؟ بالطبع كلا، فأن التوسعية الإيرانية في زمن خميني أصبحت أشد وأوسع وأنشط وأخطر مما كانت عليه في زمن الشاه، ألا يناقض ذلك المرونة والتسامح بين المسلمين؟

اسألوا الأحياء من الوسطاء العرب الذين أرادوا تخفيف التوتر بين العراق وإيران قبل الحرب ومن أراد إيقاف الحرب بعد وقوعها؟ من كان متشددا ويرفض الحوار والتفاوض وحل المشاكل بالتفاوض العراق أم إيران؟ اسألوا حسن الترابي وهو حي يرزق واسألوا توفيق مدني وهو حي رزق واسألوا ليث شبيلات وهو حي رزق عمن كان متشددا ويرفض الصلح والتفاهم، اسألوهم عن وعود إيران الكثيرة والتي تراجعت عن تنفيذها، ولم تراجعت عنها؟

لم هذا العداء الإيراني للفكر القومي العربي حيث تثقف إيران أنصارها العرب على كره القومية العربية والتنظيمات القومية والفكر القومي العربي، واعتبارها مناقضة للإسلام لكنها بنفس الوقت تتمسك بالقومية الفارسية؟ إن العداء المطلق للبعث لا يمثل إلا رأس جبل الجليد الطافي، وتعزيز الكراهية للعروبة وعدها عنصرية هو الوجه الأمامي في رأس جانوس الإيراني اما الوجه الخلفي فهو التمسك بالقومية الفارسية، وهذه بعض الأمثلة:

1 – حينما رشح خميني جلال الدين الفارسي كأول رئيس لـ(جمهورية إيران الإسلامية) لم يرشح أحد ضده لأنه مرشح الإمام! وكان فوزه مضمونا، ولكن في الفترة القليلة السابقة للانتخابات أخبر خميني بأن جلال ليس فارسيا بل آذريا (تركيا) فأمر بانسحابه ورشح بني صدر بدلا عنه! ألا يدل ذلك على أن إمام الأمة يميز على أساس عرقي؟

2 – قابل محمد حسنين هيكل خميني بعد استيلاءه على السلطة لإجراء مقابلة صحفية معه، وكان هيكل يعلم أن خميني يتقن العربية كالفارسية، لأنه كان يدرس بها في النجف، لكنه فوجئ حينما وجه إليه الأسئلة بالعربية لغة القرآن برد خميني بالفارسية وقيام مترجم بالترجمة إلى العربية! يقول هيكل حينما خرجت من اللقاء كانت الفكرة التي استحوذت علي هي أن خميني قومي فارسي.

3 – وتتكرر القصة مع الكاتب والسفير الفرنسي الذي يتقن العربية (اريك رولو)، والذي ذهب في نفس الفترة لمقابلة خميني وظن أن من الأفضل أن يوجه الأسئلة بالعربية، ففوجئ بأن خميني يجيب عليه بالفارسية، فيخرج بنفس استنتاج هيكل مع أنهما لم يتحدثا إلى بعضهما: خميني قومي فارسي متعصب! لم هذا العداء للعروبة والذي جعل خميني يقول بعد وصوله إلى إيران: بعد الشاه جاء دور صدام حسين؟ ثم أعقب ذلك بإهانة المرحوم احمد حسن البكر وكان رئيسا لجمهورية العراق رغم أنه كان أول رئيس دولة يبعث له ببرقية تهنئة بالانتصار، فيكون رده (والسلام على من اتبع الهدى)؟ أليس من أخلاق الإسلام احترام الأقوام كلها خصوصا الإسلامية وعدم التمييز بينها؟ نعم يبدأ الحط من شأن القومية والعروبة باسم الإسلام بافتعال تعارض معها لكنه ينتهي بتجريد العربي من أهم عوامل قوة حصانته وهو هويته القومية.

وأخيرا وليس آخرا فأن الموقف الإيراني في زمن الملالي من قضية الشيشان في روسيا وهو الوقوف ضد الشيشان مع أنهم مسلمين، ومن قضية الصراع بين أذربيجان المسلمة الشيعية وأرمينيا المسيحية، هو الوقوف مع أرمينيا ضد أذربيجان، إن ذلك كله يؤكد الطبيعة القومية للمشروع الإيراني التوسعي ويسقط بحسم الغطاء الديني والطائفي التي يتبرقع به.

يتبع

salah_almukhtar@gawab.com

للعودة الى الصفحة السابقـــة

Labels: ,

Monday, February 19, 2007

تقرير أمريكي مفحم

تقرير أمريكي مفحم

ترجمة وتعليق الدكتور : عبدالإله الراوي

المقال الذي نقوم بترجمته كتبه جون غيزنل وتم نشره في مجلة لو بوان الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 8/2/2007 . وقد قررنا ترجمته لما يحويه من قضايا مهمة حول أزمة الأمريكان في العراق .

وكما عودنا قراءنا الأعزاء سنقوم بمناقشة بعض الأطروحات الواردة فيه وبشكل موجز كما يلي :
إن الكاتب يوضح ما تعانيه الولايات المتحدة في العراق، ودون الدخول في مناقشات طويلة حول هذا الموضوع نقول بأننا سبق وطرحنا هذا الموضوع في كثير من مقالاتنا ولذا سنكتفي بالإشارة إلى آخر مقالين لنا في هذا المجال وهما :
(بوش يبحث عن باب للخروج : شبكة البصرة. 28/10/2006)
و(الولايات المتحدة... المنعطف العراقي : شبكة البصرة .8/1/2007).
إن التقرير الذي يشير له المقال، والذي تم إعداده من قبل أكبر مجموعة مخابراتية في العالم، لم يستطع أن يخرج برأي واضح وبالأخص حول بقاء القوات الأمريكية في العراق، وكذلك فيما يخص الحرب الأهلية .

- بالنسبة إلى قضية عدم إمكان أمريكا من تحقيق أي نصر في العراق واقتراح سحب القوات الأمريكية من العراق : فإن مجلس العلاقات الخارجية وهو من أبرز مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة قد طالب بانسحاب الجيش الأميركي من العراق قبل نهاية عام 2008 مهما كانت نتيجة قرار إرسال المزيد من الجنود إلى هذا البلد.

واعتبر المعهد المستقل في تقرير أصدره يوم 11/2/2007 إلى أن النصر العسكري مستحيل في العراق، منتقدا السياسة الأميركية المتبعة ووصفها بأنها سياسة "هواة". مؤكدا على ضرورة الانسحاب قبل نهاية عام 2008 . (تقرير أمريكي : هزم المقاومة العراقية مستحيل .. والحل في الهروب . شبكة البصرة . 11/2/2007)

وحسب تقرير آخر : " ومن أجل احتواء هذه الحرب الأهلية، أوضحت الدراسة أن هذه المهمة تتطلب 450 ألف من القوات الأمريكية، أي ثلاثة أضعاف عدد القوات الأمريكية المتواجدة حالياً حتى بعد إضافة ألـ 21.500 جندي، وفق قرار بوش مؤخراً إرسالهم إلى العراق." (الولايات المتحدة تقود الشرق الأوسط نحو الكارثة ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد : شبكة البصرة . 1/2/2007)

إن التقرير المذكور في الكلمة التي سنقوم بترجمتها وكذلك أغلب التقارير المشار إليها تتكلم عن " حرب أهلية" .

نحن نطمأن الجميع بأنه سوف لن تقوم أية حرب أهلية في العراق بعد انسحاب قوات الاحتلال وذلك لأن الصراع، ليس كما يصورونه بين السنة والشيعة بل هو بين عملاء الاحتلال المدعومين من قبل الجهات المستفيدة من الاقتتال وتقسيم العراق وهي كل من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والنظام الصفوي في إيران وبين كافة العراقيين الشرفاء الذين يبذلون دماءهم وكل ما يملكون في سبيل تحرير وطنهم والحفاظ على وحدته . وسبق وذكرنا الكثير حول هذا الموضوع في مقالنا (صدام حسين .. تنقيذ الإعدام قبل أوانه : شبكة البصرة . 15/1/2007)

وعلينا أن نؤكد بأنه بعد انسحاب القوات الأمريكية فإن كافة الذين يساندوها سيهربون معها . وإن كل ما نريده من المجتمع الدولي أن يضمن عدم قيام إيران بإرسال قوات عسكرية وأسلحة للعراق .

ونرى أن نختم تعليقنا هذا على عدم وجود حرب أهلية بذكر :

- ما حدث يوم 12/2/2007 في حي العامل في بغداد عندما قامت الكتائب الصفوية بالهجوم على مساكن السنة وقتل عدد كبير منهم وحرق عدد كبير من منازلهم، فإن الكثير من العراقيين الشيعة الشرفاء قاموا بعمل فتحات في الجدران المشتركة مع جيرانهم من السنة ليدخلوهم إلى دورهم لغرض إنقاذهم من تلك الكتائب المجرمة . وهذا أحد الأدلة القاطعة بأن كما يحدث في العراق ليس حرب أهلية .

- ما قاله الأخ عوني القلمجي في هذا المجال :

"ما يجري في العراق هو ليس حرب أهلية ولا هي حرب طائفية ولا هي حرب عراقية (قومية) لماذا؟ لأن الحرب الطائفية لها مواصفات، أي أن طا ئفة برمتها تحمل السلاح للدفاع عن مذهبها... ولكن ما يحصل أننا نجد في الشيعة قوميين وملحدين وشيوعيين وبعثيين، مثلما الأمر لدى السنة فهناك فرق بين الطائفية والطائفة ولذلك> فالقتال الذي يجري هو بين المحتل وأعوانه (فيهم السنة والشيعة والأكراد والمسيحيين) ضد معسكر المقاومة الذي يضم أيضا الشيعي والسني والكردي والمسيحي لذلك ما يقولون به في تصعيد وتيرة العنف في اثارة وتيرة الحرب الأهلية أو الطائفية أو العراقية هم مجموعة الاحتلال بدليل إن فيلق بدر هو شيعي و «الباشمارقة» سنة وهذه هي التي تقوم بقتل الشيعة والسنة على نفس الطريقة، حتى يوحوا بأن الاقتتال شيعي ـ سني اضافة الى دخول عناصر أخرى من المرتزقة الذين ثبت لهم «نيغروبونتي» فرقة مستقلة (للموت) للدفاع عن حكم بغداد وهي متخصصة في القتل والذبح. وهذا ليس غريبا عنه «فنيغروبونتي» هو الذي أنشأ فرق الموت في أمريكا اللاتينية. (عوني القلمجي ل " الشروق " : تدمير العراق هو فرصة لتركيع فلسطين. صحيفة الشروق التونسية . 11/2/2007)

ترجمة المقال

إن الأعمال الإجرامية المستمرة في عراق متسم بالفوضى أدت إلى قتل 130 عراقي يوم السبت في بغداد، و 15 آخرين يوم الأحد إضافة إلى 47 قتيل يوم الاثنين .
تقرير نشر حديثا موجزا له في واشنطن، والذي اعتبره البيت الأبيض قاس، وقد شارك في إعداده 16 جهاز مخابرات أمريكي، وهذه الأجهزة تكون الهيئة الوطنية للمخابرات (
National Intelligence Council )
هذا التقرير يظهر بأنه مقلق بشكل خاص لكونه يتوقع تفاقم الوضع في العراق الذي " يستمر بالاتجاه نحو الأسوأ بواقع لا يختلف عما حدث عام 2006 " خلال فترة الاثني عشر إلى الثمانية عشر شهرا المقبلة .
وهذه الهيئة لا تشجع انسحاب القوات الأمريكية من العراق " 138 ألف عسكري دون إضافة ال 21 ألف عسكري الذين أعلن إرسالهم في سبيل دعم العدد الموجود حاليا " .
إن الهيئة المذكورة تتوقع بأنه في حالة انسحاب القوات الأمريكية من العراق " فإن القوات الأمنية العراقية لا يمكن أن تكون مؤسسة وطنية غير طائفية ".
وفي صياغة معقدة، فإن هذا التقرير يوضح بأن " عبارة " حرب أهلية " لا تقيم بشكل حقيقي الوضع المعقد للصراع في العراق ".
ولكن في سبيل أن يحدد في الفقرة اللاحقة " إن عبارة " الحرب الأهلية " توصف بطريقة صحيحة المعايير الأساسية للاقتتال في العراق، والذي يتضمن تقوية الاتجاه الفئوي لكل طائفة، وإلى توجه ظاهرة العنف وتفعيل الطائفية، وإلى تهجير المواطنين."
إن التقرير بشكل عام متشائم، وهو لا يتوقع أي حل لتحسين الأوضاع إلا في حالة افتراض " قبول السنة بالأجهزة السياسية الحالية وبالفدرالية ." وكذلك في حالة تقديم " تنازلات جوهرية " من قبل الأكراد والشيعة إلى السنة . كل هذا يتم من خلال عنصر جوهري وهو " تكوين حكومة عراقية قوية ."
يوم 5 شباط (فبراير)، قدم الرئيس جورج دبليو بوش مشروع الميزانية لسنة 2008، مطالبا بـ 716.5
مليار دولار للدفاع، منها 141.7تخصص إلى " الحرب الشاملة على الإرهاب " ويشكل خاص في العراق وأفغانستان .

الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com

نص المقال المترجم

للعودة الى موقع
سيبقى العراق الى ألأبــــــد

Labels:

Friday, February 16, 2007

الانتصار.. خيار بوش الأسطوري المستحيل فـي العراق

الانتصار.. خيار بوش الأسطوري المستحيل فـي العراق

بقلم ويليام أودوم *

15/02/2007

تحدد ''تقديرات الاستخبارات الوطنية حول العراق'' التي صدرت مؤخراً، أبعاد الهوة بين أوهام الرئيس جورج بوش وواقع الحرب. فإذا كان الانتصار، مثلما يراه الرئيس، يتطلب ديمقراطية ليبرالية مستقرة في العراق موالية للولايات المتحدة، فإن ''تقديرات الاستخبارات الوطنية'' تصف حرباً لا حظَّ لها في الإتيان بتلك النتيجة. وبهذا المعنى، فإن ''تقديرات الاستخبارات الوطنية''، والتي تعكس رأي جميع وكالات الاستخبارات الأميركية، تمثل إعلان هزيمة. وتعكس خلاصات التقرير القاتمة تطابقاً في وجهات النظر بين وكالات الاستخبارات والجمهور الأميركي ؛ ذلك أن الجمهور استيقظ وانتبه لواقع الفشل في العراق العام الماضي، وسحَب الأغلبية من ''الجمهوريين'' في الكونجرس، في خطوة ترمي إلى إيقاظه؛ غير أن مجموعة كبيرة من أعضائه مازالوا غارقين في النوم، أو ''نصف مستيقظين''. ربما الأمر ليس مفاجئاً، على اعتبار أن الأميركيين لا يطيقون الهزيمة أو الفشل، وهو ما يفسر رفض ساستنا القوي الاعتراف بمسؤوليتهم عن أي شيء يشبه تلك ''النتائج غير الأميركية''. وهكذا، فإنهم يعمدون إلى التزام الغموض وينخرطون في مناقشة ''القرارات غير الملزمة'' التي تعارض مخطط الرئيس القاضي بزيادة عدد القوات الأميركية في العراق.

لقد أصابنا التصادم بين صفاء ذهن الجمهور، وسعي الرئيس الحثيث وراء الهزيمة، وقلق الكونجرس، بالشلل في الوقت الراهن. وقد يُكتب علينا أن نقضي سنتين إضافيتين في البحث عن سراب الديمقراطية في العراق، وربما أيضاً توسيع الحرب لتشمل إيران. والحال أن برلماناً، أو رئيسا، مستعداً للتخلي عن لعبة ''من يتحمل المسؤولية''، من شأنه أن يغير الاستراتيجية الأميركية على نحو يزيد امكانية بناء شرق أوسط أكثر استقراراً.

إننا نواجه خطراً كبيراً في تلك المنطقة من العالم؛ وعليه، فتحسين حظوظنا سيكون أمراً صعباً للغاية. ولعل أول ما يتطلبه ذلك، من الكونجرس على الأقل، هو الاعتراف علناً بأن سياسة الرئيس الحالية قائمة على الوهم، وليس الواقع. ذلك أنه لم تكن ثمة أبداً طريقة صائبة وصحيحة لغزو العراق وتحويله نحو الديمقراطية، ومعظم الأميركيين يعلمون ذلك علم اليقين. غير أن حقيقتين رئيسيتين لابد من توضيحهما في هذا المقام:

أولاً: فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع خلق ديمقراطية دستورية ليبرالية في العراق تتحدى كل ما يعرفه الخبراء والمختصون. ذلك أنه من أصل الديمقراطيات الأربعين التي أُنشئت منذ الحرب العالمية الثانية، فإن أقل من 10 ديمقراطيات فقط يمكن اعتبارها حقا ''دستورية''، بمعنى أن نظامها الداخلي محمي بحكم القانون وبامكانه الاستمرار لفترة جيل على الأقل. كما أنه لا يوجد بلد عربي أو إسلامي واحد من بين هذه الديمقراطيات، إضافة إلى أن أياً منها لا يعاني تصدعات طائفية وعرقية عميقة مثلما هو الحال في العراق. لا يعني هذا أن العرب عاجزون عن التحول نحو الديمقراطية، فهم عندما يهاجرون إلى الولايات المتحدة مثلاً، فإن كثيرين منهم يفعلون ذلك بسرعة، وإنما يعني أن البلدان العربية، إضافة إلى أغلبية كبيرة من بلدان العالم الأخرى، تعتقد أن خلق ديمقراطية دستورية مستقرة أمر يتجاوز قدراتها.

ثانياً: أن نتوقع زعيماً عراقيا يحافظ على تماسك بلاده ويكون موالياً للولايات المتحدة، أو يشترك معها في أهدافها، إنما يمثل تخلياً عن العقل والمنطق. فقد احتاجت الولايات المتحدة مثلاً إلى أزيد من قرن من الزمن لتجاوز عدائها للاحتلال البريطاني. بل إن استطلاعات الرأي تسجل، مع مرور كل شهر من الاحتلال الأميركي للعراق، تزايد عداء العراقيين للولايات المتحدة. فمؤيدو الحضور العسكري الأميركي أنفسهم يقولون إنه مقبول مؤقتاً، وفقط بهدف تفادي انتصار إحدى الفصائل المتناحرة في العراق. ولكن، هل سيقرر الكونجرس التحرك بعد أن انتبه إلى هذا الواقع؟ ليس بالضرورة؛ ذلك أن العديد من المشرعين يصدقون الأساطير التي يشار إليها خلال محاولة الترويج لأهداف استراتيجية الرئيس الجديدة. ولنتأمل أكثرها أهمية وتردداً.

1- ''علينا أن نواصل الحرب لتلافي حدوث مرحلة ما بعد الحرب التي قد تقع في حال انسحبت قواتنا بسرعة''. لنتأمل هنا المغالطات والمفارقات التي يقوم عليها هذا الادعاء.

والحال أننا نخوض اليوم حرباً من أجل تفادي ما جعله غزوُنا أمراً محتماً! وبالتالي، فمما لا شك فيه أننا سنترك وراءنا فوضى- الفوضى التي تسببنا فيها نحن والتي مافتئت تتفاقم مع مرور كل عام نمكثه هناك. غير أن المشرعين الأميركيين يعبرون عن معارضتهم للحرب، ولكنهم في الوقت نفسه يعبرون عن خشيتهم من أن التخلي عن الحرب من شأنه أن يفضي إلى حمام دم، أو حرب أهلية، أو ملاذ للإرهابيين، أو ''دولة فاشلة'' أو غير ذلك من الأمور المروعة. إلا أن ''مرحلة ما بعد الحرب'' هذه هي واقع حال؛ وبالتالي فإن احتلالاً أميركياً مطولاً لا يمكنه أن يمنع وقوع أمر واقع أصلاً.

2- ''علينا أن نواصل الحرب لمنع إيران من توسيع نفوذها في العراق''. وهذه فكرة أخرى لا تقل غرابة؛ والحال أن أحد أهداف الرئيس الأولى من وراء الحرب، أي خلق ديمقراطية في العراق، هو الذي أمّن تزايد النفوذ الإيراني في كل من العراق والمنطقة. إذ من شأن الديمقراطية الانتخابية أن توصل المجموعات الشيعية، على نحو يمكن توقعه، إلى السلطة. ثم لماذا يتبنى الكثير من أعضاء الكونجرس الرأي الذي يرى أن تمديد الحرب من شأنه أن يمنع ما تسببت فيه الحرب أصلاً؟ الواقع أن الخوف من أن يواجه الكونجرس هذا التناقض يساعد على فهم الدعوات الصادرة عن بعض أعضاء الإدارة الأميركية والمحافظين الجدد لتوسيع الحرب كي تشمل إيران.

3 - ''علينا أن نمنع ظهور ملاذ جديد للقاعدة في العراق''. والحال أن الغزو الأميركي هو الذي فتح أبواب العراق في وجه ''القاعدة''. فكلما طال وجود القوات الأميركية هناك، كلما أصبحت ''القاعدة'' أكثر قوة. أما ما إن كانت هذه العناصر الأجنبية ستبقى وتزدهر في العراق بعد أن تضع الحرب الأهلية أوزارها، فهو أمر موضع تساؤل. وفي غضون ذلك، فإن مواصلة الحرب لن تُخرج ''القاعدة'' من العراق، بل على العكس من ذلك، إذ يمثل الوجود الأميركي غراءً يحافظ على ''القاعدة'' هناك اليوم. والحقيقة أنه من شأن إعادة تنظيم قدراتنا الدبلوماسية والعسكرية في سبيل تحقيق النظام في العراق، تقليل أعداد أعدائنا وإكسابنا حلفاء جددا ومهمين؛ غير أن هذا لا يمكن أن يحدث قبل أن تبدأ قواتنا بالانسحاب من العراق.

ثم لماذا على إيران أن تتفاوض من أجل تخفيف آلامنا طالما نعمل- نحن- على زيادة تأثيرها في العراق وغيره؟ إن من شأن الانسحاب أن يوقظ معظم الزعماء في المنطقة وينبههم إلى الحاجة إلى دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة لإرساء الاستقرار في منطقتهم. إذا كان بوش يرغب حقاً في إنقاذ شيء من تركته التاريخية، فعليه أن يتخذ المبادرة ويطبق هذا النوع من الاستراتيجيات، وهو ما سيجعل منه زعيماً يتذكره التاريخ بقدرته على تغيير الاتجاه وتحويل هزيمة مأساوية وشيكة إلى وضع استراتيجي أفضل. أما في حال اختار مواصلة النهج الحالي، فسيترك للكونجرس فرصة الفوز بالفضل في تحقيق هذا المنعطف التاريخي. والواقع أن الوقت متأخر أصلاً كي ننتظر مرشحاً رئاسياً في عام 2008 لإصلاح الوضع. أما في حال لم يستطع الكونجرس التحرك، فالمؤكد أنه لن يسْلَمَ هو الآخر من العار.

* رئيس وكالة ألأمن القومي للفترة 1985-1988
المصدر: لوس أنجلوس تايمز

للعودة الى الصفحــة الســابقــة

Labels:

Thursday, February 15, 2007

من رئيس قائد الى شهيد خالد..مسيرة ملحمية

من رئيس قائد الى شهيد خالد..

مسيرة ملحمية

إياد ميشيل عفلق

تحيي الأمة العربية ومعها الأمة الاسلامية وملايين من أحرار العالم هذه الايام، ذكرى مرور أربعين يوما على اغتيال ابنها البار، الرئيس الشهيد صدام حسين، على أيدي عملاء الاحتلالين الأميركي والايراني في العراق.

ومما لا شك فيه ان الاحتلال، الذي أعماه الحقد الدفين على العروبة والبعث، لم يكن يتوقع ان قتل الرئيس الأسير سيجعل منه أسطورة خالدة في قلوب وعقول وضمائر الملايين. وهولم يتصور أنه بقتله للرئيس الأسير سيحرره ليس من الأسر فحسب بل من محددات الزمان والمكان الى رحاب التاريخ الواسعة، اي الى رحاب الخلود. كما ان الاحتلال بحقده الاعمى على العراق والعروبة لم يخطر بباله للحظة ان جريمته النكراء سوف تؤدي الى تصاعد المقاومة وتوسعها وازدياد ضرباتها قوة وتأثيرا، معجلا بذلك في نهايته الحتمية في العراق وهزيمته الكاملة بخروجه مدحورا تحت ضربات المجاهدين الابطال.

لقد واجه صدام حسين جلاديه بشجاعة وثبات وتحد من نوع نادر يليق بأمة عظيمة أصبح يشكل أحد أبرز رموزها وأبطالها الخالدين. فتقدم بخطى ثابتة واثقة الى حبل مشنقة الاحتلال وأعوانه، مرددا الشهادتين بصوته الجهوري المعروف، والبسمة مرتسمة على شفتيه. لقد أدخل ايمانه ورباطة جأشه الخوف الى قلوب العملاء الشعوبيين الذين احاطوا به في تلك اللحظات، فاختفوا خوفا خلف أقنعتهم السوداء ووراء عدسات التصوير. لقد ظنوه وحيدا بين ايديهم ولم يدركوا انه كان مؤيدا بجنود من عند الله لم يروها، وبإرادة الأمة كلها بحاضرها وماضيها ومستقبلها.

كان صدام حسين على الدوام ومنذ صباه، مناضلا صلبا شجاعا، آمن ايمانا عميقا بأفكار ومبادئ حزب الأمة العربية، حزب البعث العربي الاشتراكي، وناضل طيلة حياته من أجل تحقيق أهدافه العظيمة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وفي بناء مشروعه النهضوي الطموح للأمة. لم تُغرِه السلطة يوما، ولم يعش يوما حياة ترف، ليس لانها تتناقض مع مبادئه وقناعاته فحسب، بل لان حياة النضال والمناضلين كانت دوما الأحب الى نفسه وطباعه الأصيلة. هولم يسكن القصور، ولكنه شيدها كما شيد المساجد والصروح المعمارية والحضارية في جميع أنحاء العراق لتكون إرثا حضاريا لائقا بهذا القطر العظيم وعاصمته المجيدة.

لقد استهدف صدام حسين -والتجربة الفذة التي بناها البعث في العراق- منذ بدايات ثورة السابع عشر من تموز المجيدة عام 1968، لانه عمل على بناء قاعدة عصرية مقتدرة في العراق، علمية وصناعية وبشرية وعسكرية، رأى الاستعمار أنها تشكل خطرا على مصالحه غير المشروعة في الارض العربية. إذ أمم نفط العراق الذي كانت تستولي الشركات الاحتكارية الاجنبية على الجزء الأكبر من عائداته، وطور الانسان العراقي من خلال حملات محوالامية والتأهيل العلمي والصناعي، وارسل بعثات دراسية من طلاب العلم الى الخارج للتخصص في أفضل الجامعات العالمية وفي أكثر المجالات العلمية تطورا.. الى ان تحرر العراق من الجهل والتخلف، بل أصبح العراق في عصره دولة متطورة علميا وصناعيا وزراعيا وفي كثير من المجالات. كما بنى نظاما صحيا واجتماعيا هوالأفضل في المنطقة برمتها باعتراف المنظمات الدولية. ولذلك اغتيل.

لقد بنى صدام حسين عراقا عصريا موحدا على اساس الانتماء الوطني، لم يفرق بين المواطنين على اساس الدين أوالمذهب أوالقومية بل كان المقياس دوما هوالوفاء للوطن. واعتبر حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية مسألة مقدسة أمنها للجميع. ولذلك اغتيل.

سن صدام حسين قانون الحكم الذاتي لاشقائنا الاكراد في بداية السبعينات من القرن الماضي، ومنحهم حقوقهم القومية والثقافية، وشرع تدريس اللغة الكردية في المدارس والجامعات في منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق، وصدرت الصحف والمجلات باللغة الكردية وأنشأت الاذاعات الناطقة بها، في الوقت الذي لا يتمتع فيه الاكراد في دول الجوار التي يتواجدون فيها اليوم، وبعد أكثر من ثلاثين سنة، بجزء بسيط من هذه الحقوق. ولذلك اغتيل.

صدام حسين كان دوما هدفا لاعداء الامة العربية لانه عمل لاجل رفعتها وعزتها وانتصر لقضاياها، ولم يتزحزح موقفه المبدئي يوما حيال قضية العرب المركزية فلسطين. فلم يقبل المساومة على الحقوق العربية التاريخية فيها، ورفض الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب، ورفع شعار تحرير فلسطين من النهر الى البحر رغم كل ما تعرض له العراق من ضغط وعدوان وحصار. ولذلك اغتيل.

كما وقف صدام حسين في وجه الهجمة الشعوبية التوسعية الآتية من الشرق، فحمى العراق وصان وحدة ترابه وشعبه، ولقن ملالي قم وطهران درسا قاسيا، وأفشل مخططاتهم التوسعية وأحلامهم العنصرية المريضة، وأجبرهم بعد ثماني سنوات من الاصرار على العدوان، على تجرع كأس السم وعلى كف يدهم عن العراق. ولذلك اغتيل. ولكن هؤلاء عادوا لاحقا محتمين بحليفهم السابق الذي يطلقون عليه، استخفافا بعقول الناس، "الشيطان الاكبر"، والذي مدهم بالسلاح "الاسرائيلي" أثناء حربهم ضد العراق في ما عرف بفضيحة "ايران غيت". عادوا فوق دباباته، وتحت جناح احتلاله العسكري وحمايته، وجاءوا بعملائهم الذين نصبهم لهم الاحتلال الاميركي "حكاما" على العراق.

وصمد صدام حسين في وجه العدوان الثلاثيني الذي استهدف تدمير العراق وبنيته الصناعية والعسكرية والتحتية المدنية عام 1991، ثم بوجه حصار اجرامي جائر لثلاث عشرة سنة، وبعدها قاد المعارك بنفسه ضد قوات الغزوالاميركية عام 2003. ولذلك اغتيل.

لقد أراد الاحتلال الاميركي وحليفه الايراني من خلال اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين، اغتيال الامة العربية من محيطها الى خليجها، واغتيال روح المقاومة والتحدي والاباء فيها. أرادوا اغتيال العراق العظيم وتفتيته الى دويلات مشوهة، مسخ، قائمة على الانتماءات الدينية والمذهبية والعرقية تهيئة لابتلاع بعضها والهيمنة على بعضها الآخر، وتمهيدا لنقل تلك "التجربة" الى أقطار عربية أخرى، خدمة للأطماع الاستعمارية وللكيان الصهيوني. ولا عجب هنا ان تتشابه ردود الفعل الصهيونية والايرانية، حد التطابق في العبارات، تجاه هذه الجريمة.

لكن الامة لن تسلّم أمرها للغزاة ولن تستسلم لمخططاتهم، وستستمر في النضال لافشال مشاريع الاحتلال الخبيثة، وستستمر في المقاومة حتى تحرير الأرض وتطهيرها.

سيبقى الشهيد صدام حسين حيا مدى الدهر في ضمير الأمة وضمائر أبنائها وأجيالها، وسيكون على رأس معاركها من أجل التحرر والوحدة في كل وقت وزمن.

المجد لك والرحمة في عليين أيها الشهيد الخالد، إذ كنت بحق "قائدا تاريخيا يتصرف ويتعامل بالمقاييس التاريخية ويرسي قواعد السلوك للاجيال القادمة".

المجد والنصر للمقاومة الباسلة في العراق الماضية بثبات واقتدار نحوالتحرير الكامل، ولحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، طليعتها وعمودها الفقري، ولقيادته المجاهدة المتمثلة بالرفيق المجاهد عزة الدوري نصره الله وقيادة قطر العراق.

المجد والرحمة لشهداء العراق والبعث والأمة العربية الأبرار، وللشهيدين البطلين برزان التكريتي وعواد البندر.

المجد والتحية لكل الاسرى الابطال في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم قيادة العراق الشرعية الصامدة.

المجد للبعث وللأمة العربية المجيدة.

للعودة الى الصفحة السابقــــة

Labels:

Wednesday, February 14, 2007

وثيقة عهد عشائرية

بسم الله الرحمن الرحيم

وثيقة عهد عشائرية

بهدر دم الاعرجي

نحن رؤساء العشائر والافخاذ المدونة اسمائها ادناه من محافظة بغداد الثورة والبياع والشعلة والزعفرانية وحي القاهرة وحي الامين. نود ان نعلن للرأي العام بأنه سبق وأن تم دهم واختطاف وأغتيال عدد كبير من ابناء عشائرنا في هذه المناطق ومناطق اخرى لا لذنب أقترفوه الا لكونهم منتمين الى حزب البعث سابقا وكانت تساورنا الشكوك عن الكثير من افراد عصابات اجرامية تنتمي الى منظمة بدر وجيش المهدي ,تسكن ضمن هذه الماطق كانت وراء تنفيذ هذه الاعمال الاجرامية وقد توصلنا الى خيوط تؤكد ذلك لكنه وخشية من زرع الفتنة والبغضاء ودرءا للفتنة كنا نحذر ابناء عشائرنا من عدم الاستعجال بأخذ الثار لحين كشف الحقيقة وقبل يومين اتضح وبشكل لا يقبل الشك من خلال ما بثته الفضائية الزوراء بشريط مسجل للمجرم الجزار حازم الاعرجي وهو يحرض ويعطي الفتوى بأغتيال البعثييين كما سبقه بذلك عزيز الحكيم, وان الذين كانوا يحضرون الصلاة خلف هذا المجرم في مرقد الامام موسى الكاظم عليه السلام وبعد عودتهم يقومون بالاعمال الاجرامية وأن ابناءنا الذين تم اغتيالهم برقاب هؤلاء المجرمين لذا قررنا ان يكون دم المجرم حازم الاعرجي وابنائه واخوانه وابناء اخوانه مهدورا وفاقا جزافا بما اقترفته يده القذرة وايادي عصاباته المجرمة ممن اعاثوا في الارض خرابا قتلا وتدميرا وفسوقا كما ان مقرات منظمة بدر والصدر ومن يتواجد فيهما في هذه المناطق اصبح دمهم مهدورا ايضا لنفس الغرض اما بالنسبة الى عزيز الحكيم فان دمه مهدورا من قبل كل ابناء الشعب ولا نتحمل مسؤولية اغتياله لوحدنا وان دم ابناءنا الشهداء لن يذهب سدى بعون الله بعد ان اتضحت الحقيقة ومن يقف وراءها من هؤلاء المزيفين المتسترين بستار الدين والمذهب وقد تم توزيع هذه الوثيقة في جميع مناطق بغداد وعلى ابناء عشائرنا اتخاذ اللازم ثارا لاخوتهم وابناء عمومتهم والله ولي التوفيق .

رؤساء عشائر وافخاذ

1- السواعد

2- ال ازيرج

3- بني مالك

4- المياح

5- السادة الموسوية

6- المكاصيص

7- السادة ال النوري

8- الفراطسة

9- البو دراج

10- البومطير

11- بني زيد

12- الدلفية

13- بني لام

14- السودان

15- النصيري

16- الخزاعل

17- البتران

18- الجبور

19- الفريجات

للعودة الى الصفحة السابقة

Labels:

بسم الله الرحمن الرحيم
((ومن المؤمنين رجالٌ صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهمْ من قضى نحبه ومنهمْ من ينتظر ومابدّلوا تبديلا)) صدق الله العظيم

بيان حول انتهاك حق الأسرى والمعتقلين من القيادة الشرعيّة
وفي سابقة خطيرة وغير مسبوقة بتشديد العقوبة الجائرة أصلاً
بحق السيد
طه ياسين رمضان بطل المعتقل

أيّها الشعب العراقي العظيمْ.
أيّها العربْ الغيارى.
ياأبناء الأنسانيّة حيثما وُجدتمْ.

مرّة أخرى توغل يد الجريمة والأرهاب المتسلّطة على رقاب شعب العراق الصابر الصامد المحتسب،وبتعاون من المحتل ومباركة وتدخل سافر من عدوّكم اللدود إيران الفارسيّة التي تحتل عراقكم الطاهر وتمدّ جهاراً نهاراً الميليشيات الأرهابيّة بكل أنواع العون والدعمْ من الأسلحة وأمام مرأى ومسمع قوّات الأحتلال الأمريكي لقتل العراقيين والقضاء على وحدتهم الوطنيّة تحت شعارات طائفيّة جاؤا بها إلى المنطقة التي هي حلمهم الأزلي منذ زاكاروش وكورش ونبيّهم نادر شاه وسفاحهم كريم خان الزند.

نقول مرّة أخرى يُنتهك حق الأسرى والمعتقلين من القيادة الشرعيّة لعراقكم المحتل الجريح وفي سابقة خطيرة وغير مسبوقة بتشديد العقوبة الجائرة أصلاً بحق السيد طه ياسين رمضان بطل المعتقل كما أسماهُ سيد الشهداء الخالد الرئيس الشهيد صـدّام حسين (رضى الله عنه وأرضاه)، بتشديدها من عقوبة السجن مدى الحياة إلى الأعدام لالذنب أقترفهُ سوى أنهُ رفض المساومة والأغراء وفضّل أنواع العذاب والتعذيب ليُجدّد العهد والوعد بدمهِ الطاهر بثبات لايتزعزعْ.

أيّها الأخوه.... إننا نناشد كل زعماء العالم ملوكاً ورؤساء وأمراء،والأمين العام للأممْ المتحدة وكل المنظمات الدوليّة والأنسانيّة وأحرار العالم أينما وجدوا للتدخل لمنع قوّات الأحتلال من تسليم الأسير طه ياسين رمضان إلى الميليشيات الأرهابيّة

وقياداتها في الحكومة،لترتكب بحقه جريمة نكراء تُضاف إلى جرائمهم ضد العراق وشعبه وستكون وصمة عار في جبين الأنسانيّة.

وها نحن أخوانكم وأبناءكم في هيئة الدفاع في العراق التي بارك تأسيسها شهيد الأمّة الخالد باقية في واجبها المقدّس ماضية في عهدها ثابتة الخُطى واثقة من أن النصر لقريب وأن سارية علم العراق لاتُعمّد الاّ بدماء الشهداء الطاهر لتعود راية الله أكبر خفّاقة في سماء العراق المحرّر بسواعدْ الرجالْ الرجالْ.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
المجد والخلود لشهداء الأمّة
الله أكبر وعاش العراق
عاشت الأمّة العربيّة من المحيط إلى الخليج حرّة أبيّة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهُ

المحامي
خليل الدليمي
رئيس هيئة الدفاع في العراق

12/شباط/2007

للعودة الى الصفحة السابقة

Labels:

Monday, February 12, 2007

المجاهد الشهيد صدام حسين المجيد هو الزعيم العربي الوحيد الذي انتقل من الحكم الى المقاومة

المجاهد الشهيد صدام حسين المجيد

هو الزعيم العربي الوحيد الذي انتقل من الحكم الى المقاومة

كلمة د. محسن خليل في اربعينية شهيد الحج الاكبر.. الرئيس الشهيد صدام حسين، الذي نظمته اللجنة الشعبية لنصرة العراق وفلسطين في السودان وأقيم في جامعة الجزيرة بالخرطوم مساء الخميس المصادف 8\2\2007

ايها الاخوة المجتمعون في هذا الحفل التابيني المبارك, احييكم اجمل تحية, وأنقل لكم تقديري العميق لمشاعركم الوطنية والانسانية النبيلة مثمنا جهود اللجنة الشعبية لتنظيم هذا الحل التأبيني.. ومن خلالكم احيي شعب السودان الشقيق من اقصاه الى اقصاه..

قبل اربعون يوما.. اقدمت سلطات الاحتلال والحكومة العميلة على ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد.. بقرار من محكمة صورية انشاها المحتل وأفتقدت لأبسط اصول القواعد القانونية. وانعدمت في هيئآتها النزاهة والشرف المهني.. أن قرار الجريمة قرار سياسي امريكي،بتحريض صهيوني ايراني،ونفذ بطريقة همجية كشفت هول الانحطاط السلوكي والاخلاقي لمن قاموا بها.. لقد اظهروا انهم حيوانات مفترسة مجردة من الانسانية ومن القيم الدينية والتقاليد الاجتماعية..

ارادوا بجريمتهم اغتيالنا جميعا.. اغتيال قيمنا.. اغتيال الرجل فينا.. اغتيال منهج الثبات على المبادئ الذي جسده الرئيس الشهيد في حياته ومماته.. ارادوا اغتيال ارادة الامة في النهضة والوحدة.. في مقاومة الهيمنة الاجنبية.. توهموا انهم بجريمتهم يهينون الامة.. وينالون من تصميمها على الصمود والمقاومة.. وفاتهم ان الجريمة اهانت المجتمع الانساني برمته.. اهانت الامم المتحدة وداست على القانون الدولي والمواثيق الدولية.. وفضحت نفاق حكام امريكا واوربا الذي استباحوا حرمة دولة مستقلة وتجاوزوا على رئيسها الشرعي، وهم الذي ملاؤا الدنيا بصخب شعاراتهم حول الديمقراطية واحترام الشعوب وحقوق الانسان.. والجريمة أيضا أهانت النظام العربي الرسمي واسقطت ما تبقى من شرعيته بعد ان وقف بعض اعضائه، أما متواطئين فيها او متفرجين عليها..

أن شعب العراق لن يضعف.. ومقاومته الباسلة لن تخبو.. وحزب المقاومة حزب البعث العربي الاشتراكي لن يساوم ولن يسمح للمتخاذلين بتدنيس تضحيات شعبنا ومقاومته الباسلة. وستواصل أمتنا العربية جهادها المقدس ضد الاحتلال الامريكي الصهيوني الايراني للعراق وفلسطين مهما تعاظم التآمر، ومهما استخدم العدو من اسلحة دمار وغدر، فما لدى شعبنا وامتنا من معين الارادة وسخاء التضحية ما يكفي لهزيمة العدوان ودحره خائبا مخذولا... ان أستشهاد الرئيس... شهيد الحج الاكبر أعطى للمقاومة ولشعب العراق وللأمة العربية مددا هائلا ودفعا لا حدود لمداه.. فقد كان في وقفته قمة بين قمم من ابناء الامة قدموا ارواحهم فداء لها.. وقفته البطولية أمام الموت اهدرت رهبة الموت وبددت فزع مواجهته، وارعبت الجلاد والمحتل.. لم يعد الموت بعد صدام حسين مخيفا.. فالشهيد في لحظاته الاخيرة.. وكما فعل الصديقون من قبل، رسم على شفتيه ابتسامة الاطمئنان لملاقات ربه والخلود في جنته.. فكان الشهيد الحي بحق.. حبب الينا حب الخلود والاقبال على التضحية والشهادة.. وغرس فينا أسرار البطولة وعنفوان الكبرياء في مواجهة الطغاة المحتلين والساقطين من االعملاء..

اعتقدوا وبئس ما اعتقدوا، ان اغتيال الرئيس الشهيد يمكن ان يوقف المقاومة.. او يضعف حزب المقاومة.. او يفجر الحرب الاهلية بين ابناء العراق.. ويفتح باب التسويات والتفريط بحقوق العراق الوطنية وثوابت التحرير.. فخاب ما اعتقدوا.. وزاغ عن الصواب ما استهدفوا.. وبدلا من ذلك أنتفض شعب العراق بوجههم وأتسعت مقاومته الباسلة وتعاظم اندفاعها.. لا حرب اهلية ولا مساومات.. ولا مهادنة مع محتل.. والمقاومة لن تقبل بأقل من التحرير الكامل وتطهير العراق تطهيرا شاملا من دنس العملاء والدخلاء..

كان الرئيس الشهيد قمة بين قمم.. قدم معيارا غير مسبوق للبطولة.. وعلى من ياتي بعده ان يركب الصعب ويتحدى النفس ليرتقي الى المعيار الصدامي للبطولة والشهادة..أنه الزعيم العربي الوحيد الذي انتقل من الحكم الى المقاومة.. ومن المقاومة الى الاسر.. وحاكم قضاة البغي والفسق، ووقف امام المقصلة متحديا رافضا مقايضة الوطن بحياته.. اغتيل لانه أحب شعبه ووطنه واحب فلسطين وامته العربية... ولأنه رفض الاحتلال والاستسلام للغزو.. سارعوا باعدامه لانهم خافوه حتى وهو خلف قضبان الاسر.. وسيظلون يخشونه وهو شهيد في ذمة الخلود..انه حاضر لا يغيب.. مُلهم أوصد ابواب التخاذل والمساومات على حقوق الامة ونهضتها ووحدتها، فلا عذر لمن يحمل عنوان مسؤولية أن يفرط او يضعف.. أو أن يخاف من العدو.. القائد قرار شجاع وموقف شجاع..

أحرجهم وقزمهم بوقوفه كالرمح في قفص الاتهام.. ارعبتهم نظرات عينيه الثاقبة، وفضحتهم عروبته ووطنيته،وترفعه على التقسيمات الطائفية والعرقية الكريهة التي زرعوها في عراق الاحتلال الموبوء بالجريمة والفساد والخيانة.. فقرروا التخلص منه في عجالة مربكة ومرتبكة.. ألتحف برداء البطولة حيث ارادوا اذلاله.. أرتقى ذرى المجد وسقطوا في مهاوي الفجور والرذيلة.. تربع على قمة هرم السمو الانساني والجهادي واستحقوا هم لعنة الامة والانسانية.. فهنيئا لبطل الامة، بشهادة تليق به ويليق بها..

اما الاحتلال وعملاؤه.. وشركاؤه الايرانيون.. فيا لبؤس يومهم.. وبؤس مستقبلهم.. ايران التي ترفع شعارات منافقة (تسقط امريكا.. تسقط اسرائيل) هي شريكة امريكا في احتلال العراق.. والاحزاب الموالية لها هم واجهة الاحتلال.. وهم من يحكم العراق المحتل لحساب أمريكا وأيران.. وهم من يقتل الناس ويذبحهم ويستبيح حرماتهم ويشعل نار الفتنة بينهم.. لهؤلاء... لاعداء العراق والامة، محتلين وأيرانيين وعملاء نقول، كما قال رفيق الرئيس الشهيد.. المجاهد عزة ابراهيم.. من كان يجاهد ويناضل من اجل صدام حسين، فان صدام حسين ادى دوره شهيدا مجيدا سعيدا كقادة الامة العظام، ومن كان يجاهد من اجل الامة ووحدتها وحريتها ومستقبلها فان الامة حية لا تموت حتى يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين..

وستظل المقاومة البطلة لهم بالمرصاد.. ومثلما أحبطت مشروع الاحتلال وأجهضت عمليته السياسية واوقفت مشروعه للشرق الاوسط.. ستجهز باذن الله العلي القدير على ما تبقى للمحتل من طاقة تحمل وأرادة قتال، ولم يعد بعيدا اليوم الذي سنسمع فيه بفضل مجاهدي المقاومة، الاعتراف الامريكي الرسمي بالهزيمة بعد ان اعترف بوش وقادته باستحالة تحقيق النصر في العراق.. وكما ركعّت المقاومة قوات الاحتلال.. سترّكع حرس ايران اللا ثوري.. والعملاء في العراق.. والنصر حليف العراقيين المجاهدين الصابرين المحتسبين.. نصر من الله وفتح قريب.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الخميس 21 محرم 1427 / 8 شباط 2007

المصــدر:شبكة البصرة

للعودة الى الصفحة السابقة

Labels:

وصية شهيد الاسلام والامة العربية

وصية شهيد الاسلام والامة العربية

شهيد فلسطين والعراق

شهيد البعث

صــدام حسين المجيــد

في موكب أربعينية الشهيد باليمن

رغد صدام حسين تسلم أمانة الرئيس الشهيد صدام حسين إلى أبناء أمته العربية المجيدة

بسم الله الرحمن الرحيم
"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذوفضل عظيم".
صدق الله العظيم.

أيها الأهل الكرام
يا شعب اليمن الحبيب
سيادة الرئيس والعم العزيز علي عبد الله صالح
الأخوة الكرام القائمين على جمعية كنعان لفلسطين
الأخ العزيز الكريم يحيى

اسمحوا لي أيها الأحبة وآمل أن لا أدع الملل يدخل إلى قلوبكم إذا ما أسهبت في عرض التفاصيل. فوالله إنه لأسعدني كثيرا وأنتم تعلمون أن كلمة أسعدني كبيرة عليّ، ولكن هذا كان شعوري عندما اتصل بي الأخوة في جمعية كنعان لفلسطين وقالوا لي إن أهلك في اليمن يرغبون أن تكوني معهم في هذا اليوم ويحبون أن يروك. أنه لشرف عظيم لي أن ألتقي بكم أيها الأحبة وأن أتوجه بالشكر الخاص لجمعية كنعان على هذا الجهد وإن اعتزازنا بكم شعبا وقيادة لكبير. كيف لا وعمر هذه العلاقة العميقة امتدت لسنوات طويلة، وكلكم تعرفون العلاقة الطيبة التي كانت تربط والدي الرئيس الشهيد صدام حسين بالرئيس علي عبد الله صالح وتعرفون مدى اعتزاز الوالد بأهل اليمن الحبيب. فوالله حب الآباء توارثه الأبناء، فنحن عائلة الرئيس صدام حسين نتقدم لكم باسم أختكم السيدة أم عدي وباسمنا نحن بنات صدام حسين رغد، رنا وحلا والأحفاد جميعا على مواقفكم النبيلة والشجاعة مع العائلة، واعلموا أنه ليزيدني فخرا وعزا واعتزازا بكم أن أقف اليوم وسط حشدكم الكريم وأن ألقى منكم كل هذا الترحيب والمشاعر النبيلة تجاه أختكم ابنة الراحل وعائلته حيث تعجز الكلمات عن التعبير عن عظمة هذه المشاعر الغالية.

لقد برهنت الأيام الماضية على حبكم لهذا الرجل، وتابع العالم كله مواقفكم وردود أفعالكم المخلصة والشجاعة والصادقة ولقد سبق أن عشت لحظات مماثلة رائعة عندما وقفت وسط حشد كحشدكم هذا بين أخوتي في الأردن وعجز لساني حينها أيضا عن التعبير عما يوازي تلك المشاعر النبيلة الجياشة. إن موقفكم هذا في يومكم هذا ليس بغريب عليكم أيها الأحبة، أيها الشعب الأصيل. فتلك هي قيمكم وعاداتكم كعرب أصلاء أصحاب نخوة وحضارة وتاريخ.

أسمحوا لي اليوم أن أعبر مرة ومرات من خلالكم أنتم شعب اليمن الأصيل منبع العروبة الصافي عن حبنا وتقديرنا واعتزازنا وفخرنا بكم وبكل من وقف وقفتكم كالشقيقة ليبيا التي أعلنت حدادها الرسمي فور النبأ وقررت إقامة النصب التذكاري للشهيد الراحل والباقية ذكراه في قلوبنا إلى الأبد وهوموقف شجاع للقائد العقيد معمر القذافي والشعب الليبي. ولا يفوتنا بالإشادة لموقف الدوحة وأميرها سموالأمير حمد بن خليفة مع العائلة، وكذلك الشعب العربي من المحيط إلى الخليج الذي لم يتوان عن التعبير عن تضامنه ورفضه لما يحدث في العراق ومع العراق وقادته كما لا يفوتنا الإشادة بالموقف الانساني غير المسبوق والذي عبرت عنه كافة الشعوب المحبة للسلام والرافضة للعدوان والقتل والدمار من أقصى الأرض إلى أقصاها في الهند وباكستان وأمريكا اللاتينية بل والولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

لقد بعث الراحل العظيم بوصاياه الأخيرة عبر ابن الشهيد عواد حمد البندر وهنا الكلام للسيد الرئيس بالحرف الواحد وحسبما نقل مع أخينا الأخ بدر"سلّم لي على أم علي وأم... وعلى أخواتها وعلى أبنائهم أحفادنا جميعا هم مؤمنون بأمر الله ولكل إنسان أجل وكتاب فعليهم أن يرضوا بما كتبه الله عينا بقلوب مؤمنة وأن يتذكروا أباهم بأنه ناضل وجاهد بشرف ليس سعيا وراء منصب وإنما من أجل الشعب والأمة واستحقاقها والذي هوفينا عظيم " ولم ينسى رفاقه في تلك اللحظات التاريخية قائلا لابن الشهيد عواد البندر في ذات اللقاء الذي كان يوم 27- 12 – 2006 " سلّم لي على أبوك وأخوانه المعنيين بأمر الله إن شاء سبحانه فليواجهوها بإيمان وجلد ونحن أهلها ولله الملك من قبل ومن بعد، أي شيء يقرره الله نشكره ونحمده للعفووالعافية والمصير، الله يخزيهم، الله ينصر المجاهدين".

أيها الأخوة الكرام لقد شاهدتموه شامخا في مواجهة المجرمين مؤمنا بربه وبيقين لا يتزحزح واثقا من نفسه وشعبه باعثا رسالته الأخيرة في 28-12-2006 مع المحاميين ودود فوزي شمس الدين وابن الشهيد عواد حمد البندر. تعليقا على إبلاغه بقرب تنفيذ حكمهم الجائر ردا على اقتراح البعض بالتماس حياته وحيث يقول لكم فيها، وهنا القول للوالد وبالحرف الواحد "أنا لا أكتب لأحد سوى الله، أنا مرتاح سأواجه ربي بنظافة قلب وعزم وإني أواجه الباطل بالحق، صدام حسين لا يساوم على رقبته أنتم تعرفون صدام حسين، ماذا أقول لربي ومن بعده المناضلين لوإني ساومت على حياتي ، أنتم أناس مؤمنون تذكروا إيمانكم عندما تكتئبون والصبر والجود بالنفس من أجل المبادئ الشريفة ومن أجل الحق والإنصاف وتذكروا أن العدل هوالإنصاف وليس القانون لأن القانون ينبغي أن يحقق العدل". "سلموا لي على عائلة الأستاذ خميس العبيدي وأطفاله "(وكان دائما يرسل ويؤكد أن يصل سلامه إلى عائلة المرحوم خميس العبيدي وأطفاله)" لأنه ضحى بنفسه وهذا أغلى غايات الجود، حطّوا عينكم بعين الله وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وإن المؤمنين عليهم أن يصبروا وأن يسعوا ونحن ما استطعنا سعينا وأولها وآخرها بيده. المناضلون حطوا صدام حسين بالأول وإن ظنهم بصدام حسين في مكانه، نسأل الله تعالى أن يرضينا بالآخرة، الإعدام سيحوّل صدام حسين رمزا لمئات أو لآلاف السنين لأنه إنسان دافع بشرف عن شعبه دائما وإن أمته في ضميره ودافع عن قضاياها العادلة فالحمد لله أوله وآخره، إن الصورة التي عندي هي ثقتي بشعبي وجيشي وحتى لواهتز البعض فهناك قسم من الناس يسمون الطليعة والناس الآخرون يسمون بالآخرين وإن تجاربنا بحر زاخر، شعبنا أصيل وحزبنا أصيل في مبادئه وإصراره على الحق والإنصاف، إني دائما أقول بأن حياة المحامين مهددة في كل لحظة، بارك الله فيكم وبارك الله في عوائلكم عن التوكل لصدام حسين ورفاقه فكل الشكر والامتنان، أسأل الله أن يعوضنا في الدنيا والآخرة "

أيها الأخوة الكرام، قد يقول البعض إن رغد تخوض في بعض التفاصيل السياسية وذلك غير مسموح لها. هل يعلم هؤلاء أنني أتكلم عن صدام حسين الأب،الحبيب، الصديق (وهنا توقفت رغد متأثرة وتفاعل الحاضرون معها بالتصفيق) والقريب من النفس لكن في نفس الوقت لا يجرأ أحد أن يتجاهل أن الشهيد صدام حسين هومناضل وقائد وبطل ورمز شامخ من الرموز العربية التي سيحفر اسمها بأسطر من نور في صفحات التاريخ البشري.

ختاما فإن أفضل ما يمكن أن أنهي به حديثي معكم هو آخر ما ختم به الرئيس الشهيد خالد الذكر رسالته الأخيرة أيضا في 28-12-2006 الله أكبر وعاش شعب العراق الوفي الأمين، الله أكبر وعاشت أمتنا المجيدة، الله أكبر وعاشت فلسطين حرة عربية، الله أكبر وعاش الجهاد والمجاهدون، الله أكبر وليخسأ الخاسئون.

11-02-2007

المصدر: شبكة البصرة

للعودة الى الصفحــة الســابقــة

Labels:

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker