Articles to read...

Thursday, May 29, 2008

Tuesday, May 27, 2008

صدام يحث العراقيين علي القتال..
وينتقد دول الجوار.. والمقاومة تبدأ بالمنشورات
مرافقوه يروون كيف خرج من بغداد متجها الى الانبار.
والفلوجة تستقبله بـ200 من رجالها
بغداد ـ القدس العربي ـ من ضياء السامرائي:
خلال الفترة التي نشرت فيها رسائل الرئيس العراقي الراحل صدام والمنشورات التي تحمل توقيعات متعددة واسماء مختلفة، يستذكر رئيس وحدة الامن في فنادق فلسطين مريدان المقدم وسام المسعودي كيف كانت عناصر الاستخبارات والجيش الامريكي ينتشرون ويتوزعون بين اجنحة الفندق مبلغين اقسام الصحافة بانواعها بضرورة الابلاغ عن أي شخص يحمل رسالة او تسجيلا، مذكرين ان الرئيس العراقي مطلوب دوليا ويجب عدم التعاون معه. ورغم ذلك لم يتعاون معه أحد علي الاقل في الفترة التي كنت ادير فيها الفندق وهي شهران بعد احتلال بغداد.
واضاف المسعودي ان كل رسالة كانت ترسل من الرئيس صدام او من قبل الجماعات المسلحة، كان الغضب يظهر علي وجوههم وكانت تشكل كارثة وكان الإحساس يظهر ان الرئيس قريب جدا من المكان لا وبل وصلت الأمور الي حد يعتقدون أن صدام يسكن احد أجنحة الفندق.. لان الرسائل كانت تحمل عبارة المقاومة والتصدي للوجود بينما يصر الامريكان عبر بياناتهم ان النظام انتهي ولا توجد أعمال مسلحة تذكر في بغداد.
يقول المرافق سعد حميد: كان الرئيس يجد تجاوبا شعبيا من خلال بثة لرسائله التي تحث علي القتال والجهاد ضد الاحتلال وقرر الاكثار منها في سعي من تأصيل فكرة بداية المقاومة التي اعتبرها المرحلة الاساس في التصدي للقوات الاجنبية في العراق.
ويضيف حميد: ان الرئيس كان يكتب الرسالة عندما تأتي الاخبار عن طريق جهاز المخابرات ان الاوضاع في الشارع العراقي بدأت في التحسن خاصة وان الامريكان فشلوا في ادارة البلاد او تعيين حكومة جديدة تحل محل النظام العراقي.. كما توجد فصائل متعددة تبنت عملية قتال الامريكان.
ويضيف حميد ان الرئيس صدام ارسل مع المرافق محمد المسلط رسالة هي الاخيرة في التاسع من ايار (مايو) التي كتبها في بغداد بعد ان وصلنا منطقة ابو غريب ومكثنا عشرة ايام عند احد قياديي حزب البعث وكان قد مر علي احتلال بغداد شهر كامل.
صدام يحض العراقيين علي المقاومة وينتقد الدول المجاورة للعراق
وكانت القدس العربي نشرت السبت 10/5/2003 نص رسالة مكتوبة بخط اليد منسوبة إلي صدام حسين، يدعو فيها العراقيين إلي جعل المساجد مركزا للمقاومة ، مهاجما بشدة كل الدول المجاورة للعراق.
وهي الرسالة الخطية الثانية المنسوبة لصدام، بعد رسالة أولي وصلت إلي الصحيفة نفسها ونشرت في 30/4/2003.
وجاء في الرسالة التي نشرت السبت 10/5/2003:
أدعوكم يا أبناء العراق إلي أن تجعلوا المساجد مركزا للمقاومة والانتصار للدين والإسلام والوطن، وأن تشعروا العدو أنكم تكرهونه فعلا وقولا .
وأضاف في الرسالة: حافظوا جميعا علي الوطن، واسعوا جميعا إلي المقاومة، وإياكم ثم إياكم أن تمكنوهم من نفطكم وثرواتكم، قاوموا قاوموا قاوموا وقاطعوا المحتل وأعوانه، وهذا واجب ديني ووطني .
وانتقد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في هذه الرسالة الدول المجاورة للعراق.
فقد اتهم النظام السوري بأنه احتضن معارضين خونة، وسمح لهم بالتخابر مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ومع بريطانيا ولم يسمح لمقاومين بالبقاء أياما ، وفقا لنص الرسالة المنشورة.
كما اتهم النظام السعودي بأنه سمح للغزاة بتدنيس أرض الرسول، فأنفق وحده ضد العراق القومي المسلم فوق ما يتصور العقل خدمة للعدو الصهيوني وأمريكا ، ووصف النظام الكويتي بالفاجر والكذاب والخائن ، علي حد قوله.
وعن إيران قال: إن الفئة الحاكمة في إيران ناصرت النفاق والتآمر علي العرب والإسلام بكل ما أوتيت من خباثة ، معتبرا أنها احتضنت جواسيس أمريكا ضد العراق، وساعدت في حصار العراق، وفضلا عن ذلك فإنهم المستفيدون الوحيدون مما يجري ، بحسب الرسالة.
ورأي أن المسؤولين الإيرانيين عنصريون، وليس لهم علاقة بالنضال الإسلامي .
واتهم أيضا النظام الأردني بأنه يسعي للترويج للمشروع الصهيوني بعد أن وقّع عار جريمة وادي عربة ، في إشارة إلي معاهدة السلام مع إسرائيل التي وقعها الأردن في 1994.
كما اتهم تركيا بأنها طوال سنوات تسمح للطائرات الأمريكية والبريطانية بقتل إخوتكم وأبناء بلدكم . واعتبر صدام حسين في الرسالة أن كثيرا من الأسرار لو كشفناها لتغيرت قناعات وحقائق بخصوص شخصيات وأحداث. لكن الحقيقة الآن التي يجب العمل بها هي مقاومة الاحتلال وطرده وسحقه
وأكد مجددا (كما فعل في الرسالة الأولي المنسوبة إليه) أن الخيانة هي سبب هزيمة الجيش العراقي، موضحا أنها جاءت من ناس هان عليهم دينهم ووطنهم وأمتهم وعرضهم، لقاء ثمن مهما كبر فهو بخس بحجم ما ألحقوا بالعراق من أذي . ودعا ضمنا إلي نقد ذاتي ولكن في فترة لاحقة، قائلا: حين يكون هناك وقت ومكان لمراجعة التجربة سنفعل بروح ديمقراطية لا تخضع لأجنبي أو صهيوني
وكانت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الأسترالية قد ذكرت أن فريقها تلقي في 7/5/2003 شريطا صوتيا منسوبا إلي الرئيس العراقي صدام حسين يدعو فيه أيضا إلي مقاومة الأمريكيين.

ألعملية الاولى للمقاومة العراقية


للتاريخ وللذاكرة العربية حتى لا ينسى العرب

العملية الأولى للمقاومة العراقية

التي قادها المجاهد الشهيد صدام حسين يرحمه الله


واقعة الأعظمية


10 نيسان 2003

محمد ألأعظمي

صبيحة التاسع من نيسان ، كان الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ، في منطقة اليرموك، شوهد عند بوابة جامع أم الطبول، مع بعض من رفاقه، ومنهم الشهيد طه ياسين رمضان، ونجله الشهيد قصي، ووزير الدفاع سلطان هاشم وبعض القادة وبعض المرافقين.. توجه القائد نحو الأعظمية، مر على مقهى النعمان الشعبي، تحدث الى صاحبها، ترك منطقة رأس الحواش، إتجه الى الساحة المواجهة الى جامع الإمام أبي حنيفة النعمان، تجمع الأهالي حوله.. وهم يرحبون بالرئيس القائد.. صعد فوق سطح إحدى العربات المرافقة .. تحدث الى الجماهير المحببة اليه.. ألقى كلمة تم بثها من فضائية ابو ظبي كآخر خطاب علني لقائد العراق والأمة.. في هذا المكان أستمع القائد الى ملاحظات الأهالي، ومن بين توجيهاته: ( دافعوا عن بلدكم.. لا تدافعوا عن صدام حسين.. هذا بلدكم .. العراق يتعرض الى الاحتلال ) .

كما طلب القائد رفع صورته من الجدارية الكبيرة عند مدخل جسر الأئمة .. ومن المفردات في حركة القائد ذلك اليوم، ان السيارة التي كان يتنقل بها، عندما انهى سيادته اللقاء مع الجماهير وأراد ان ينطلق، ومع الإستدارة قرب الرصيف دخلت فسيلة نخل صغيرة بين العجلة وما فوقها فعجزت العربة عن الحركة، فتركها القائد وانتقل الى سيارة أخرى.. أنتقل القائد الى جامع عبد العزيز في الأعظمية.. وعندما طل الليل الثقيل على العراق.. جاء مساء 10 نيسان .. بدأت معركة القائد ..بأسلوب جديد.. وواقع جديد.

هكذا ولدت المقاومة الوطنية .. تحول القائد من الموقع الرئاسي، الى المقاتل الأول .. دارت المعركة الأولى للمقاومة العراقية، بقيادة المقاتل صدام حسين، في الأعظمية شارك معه، بعض أفراد حمايته، وبعض فدائيي صدام، وبعض الفدائيين العرب، وبعض الرفاق البعثيين ضمن تنظيمات المنطقة وبعض الأفراد من الأجهزة الأمنية.. بدأت المعركة الأولى (معركة مجابهة) وجهاً لوجه، تم استخدام القاذفات والأسلحة الرشاشة.. قصف الأميركان اول مسجد في بغداد، ألا وهو مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان وكذلك دمروا ساعة المسجد، العراقية الصنع - صنعت من قبل آل محسوب في ورشتهم في شارع الشيخ معروف سنة 1936 - وإستمرت المعركة من شارع الى شارع.. وفي أزقة الدور القديمة خلف مقبرة الإمام وقرب مسجد صالح أفندي أحرق الأميركان (2) سيارة من سيارات الحماية المرافقة للشهيد القائد، وتكبد الأميركان مر الهزيمة في الأعظمية، لقد كانت المعركة مباغتة لهم وسريعة وفيها سقطت أجساد مقدسة، وكانت خسائر العدو واضحة في الصباح، بين تدمير لعدة دبابات او في العربات ، نوع "همر" المحترقة.. إستبسل الجميع وهم يقاتلون بصحبة القائد.. وبعد المعركة، إختفى القائد عن الأنظار في " المغتسل " القريب من المقبرة، وفي الصباح زار إحدى العوائل القريبة، وتناول الفطور عندهم.. قام أهالي الأعظمية بدفن الشهداء في الحديقة الخلفية للأمام أبي حنيفة النعمان، المطلة على نهر دجلة.. ومن يمر على مقبرة الشهداء، تطالعه لوحة عند مدخل الباب كتب عليها: (شهداء واقعة الأعظمية 10 نيسان 2003)..
والشهداء المدفونون فيها هم كل من الشهداء:
1. خالد سعيد الخطيب : سورية.
2. المرحوم.. مجهول الهوية، عربي الجنسية
3. محمد السيد خليل العيسى: مصر
4. المرحوم.. مجهول الهوية، عربي الجنسية
5. المرحوم.. مجهول الهوية، عربي الجنسية
6. موسى ابراهيم الدريكر: سورية
7. علي شحاذة المرعي: سورية
8. محمد اسعد المحمد: سورية
9. محمد نبيل فستقي: سورية
10. فادي .. : سورية
11. احمد النقرش: سورية
12. مأمون مصطفى موسى: سورية
13. نزار شهاب احمد العبيدي: العراق
14. منير محمد نصيف الحديثي، العراق
15. عبد الكريم صبيح إسماعيل القيسي، العراق
16. سعد مهدي صالح القره غولي، العراق
17. محمد موسى جاسم الخشالي، العراق
18. شاكر محمود سلمان الصفار، العراق
19. مثنى عبد الرحيم العبيدي، العراق
20. محمود نصيف سعيد، العراق
21. بشار عبد الرزاق حنوش الأعظمي، العراق
22. يوسف ياسين طه علي البوحيات
23. محمود نصيف عيد آل إسماعيل يونس
24. كريم عباس علي الجنابي، العراق
25. حيدر محمد شعلان آل سكران
26. أقدس ناجي
27. ناطق إياد ناطق
28. سعد صالح زكي الأعظمي، العراق
29. زاهر حسين علي
30. علي حسين مكي الأعظمي، العراق
31. وليد شهاب احمد العزاوي، العراق
32. جبار محمد جاسم الزوبعي، العراق



Labels:

Mr. President!


يا فخامة الرئيس
بقلم الشيخ عائض القرني

على إسرائيل أن تطمئن ولا تخاف من مفاعلات إيران النووية، فلن تكون إيران أغْيَر من العرب على أرض العرب، ولن تكون أحرص على أرض الإسلام من سلالة المهاجرين والأنصار، وما دام العرب عجزوا عن فتح بيت المقدس، فإيران أذكى من أن تورّط نفسها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
وبيت المقدس في التاريخ الإسلامي فُتِح مرتين على يد قائدين مسلمين عظيمين صالحين هما:
عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي تجمعهما التقوى والزهد والعدل والشجاعة، ولن يفتح بيت المقدس إلا قائد تقي زاهد عادل شجاع، ولا يفتحه قائد جاء على دبابة الاستعمار فلا بد للفتح من نكاح لا سفاح، وفي الحديث الصحيح: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»،
وغالب الرؤساء تولّوا برتبة عريف، فكان أول مرسوم لهم أن ترقوا إلى رتبة فريق، اقتباساً من الآية (فريق في الجنة وفريق في السعير)، أما الجيوش العربية فغالبها متهيئة للانقلابات في بلادها، فكل دولة عربية في الغالب تتربص بجارتها وتتوعّدها بالويل والثبور، وعظائم الأمور، وغالب الشوارع العامة في الدول العربية مرفوعة فيها أقواس النصر وصور القائد الرمز الملهم الضرورة، حتى أني دخلتُ بلداً عربيّاً، وإذا صورة الرئيس القائد على الجسور وعليه النياشين والنجوم، وعيناه كعيني الصقر، وهو يشير بيده للجماهير كأنه ليث كاسر وتحت قدميه عبارات سر بنا إلى الأمام، يا حبيب الملايين، ويا نصير المستضعفين، مع العلم أن ثلث الشعب من المشرَّدين، والثلث الآخر من المسجونين، والثلث الباقي يبيع الحلقوم والجوارب على طريق السالكين: * وحـدويّون والبلاد شظايـا ـ كل جزء من جسمهـا أجزاءُ * ناصريّون نصـرهم أين ولَّى ـ يوم داست على الخدود الحذاءُ * ماركسيّون والجماهير جوعى ـ فلمـاذا لا يشبـع الفقـراء؟ والعرب مشغولون بذكرى أعياد كبرى، مثل ثورة 7 تموز، يوم أكل الناس قشر الموز، وثورة 9 كانون يوم ذاق الشعب النون وما يعلمون، و5 آب يوم سفَّت الجماهير التراب، وهذه الثورة المجيدة تمّت بمؤامرة لاغتيال الرئيس السابق في آخر الليل، وبهذه الطريقة صار العرب نكرة في المحافل الدولية:
* ولا يجوز الابتداء بالنكره ـ ومن أجاز ذاك فهو بقره. والعرب شجعان في الحروب الأهلية أو مع جيرانهم العرب، ففتح وحماس، في كرب وباس، كل يحطّم رأس أخيه بالفاس،
وحزب الله وعدنا بنصر الله في القدس، فإذا القتال في بيروت تحت شعار (إذا جاء نصر الله والفتح)، والسودان يفور، من الخرطوم إلى دارفور، كأنه على دافور،
وقادة الجهاد السبعة في أفغانستان تقاتلوا في ما بينهم، وكل منهم مجاهد شهيد، وخصمه منافق رعديد.
والسلاح العربي غالبه (خردة) انتهت صلاحيته؛ لأنه بيع في عهد برجنيف وبعضه من عهد ديغول، والجماهير تصفّق بمناسبة افتتاح مستوصف في قرية من القرى وفتح طريق مسفلت طوله 3 كم، وكثيرٌ من الشباب عاطل عن العمل بعدما أكمل دراسته إلى رابعة ابتدائي ليلي من محو الأمية، وأخذ كل شاب هراوة بيده، وهم يرقصون ويرددون (الحسود في عينه عود)، وما أدري من هو هذا الحسود الغبي الذي حسد العرب ولم يحسد أهل الاختراعات والاكتشافات، والذين احتلوا المريخ وعطارد بعدما احتلوا البحار والقفار، وأنز لوا حاملة الطائرات (إيزن هور) في مياه الخليج لتحمل مائة طائرة وكل مسمار من مساميرها كتمثال فخامة الرئيس.
إذاً فعلى إسرائيل أن لا تخاف حتى يظهر مثل عمر وصلاح الدين؛ لأن الماركة مسجّلة والبضاعة لا بد أن تكون من شركة مكّة الربانيّة النبوية، عليها دمغة:
(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) تربّوا في (بيوت أذن الله أن تُرفع) وهم من كتيبة (يحبهم ويحبونه) العلامة الفارقة (سيماهم في وجوههم)، والأمة التي رُزِقت عادل إمام سترزق بإمام عادل.

عائض القرني

Labels:

طارق عزيز... من هو؟





لم أقابل السيد طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي السابق، ولم يكن بيننا اي اتصالات هاتفية او غيرها، مثل جميع المسؤولين العراقيين السابقين، رغم العلاقات الوثيقة التي كان يقيمها الرجل مع العشرات، وربما المئات، من الكتاب والصحافيين والأدباء بحكم ثقافته الواسعة وموقعه لسنوات عدة وزيرا للإعلام والثقافة، ولكني اعترف بانني شعرت بالمهانة، والالم الشديد، وانا أري الرجل يقف في قفص الاتهام، بتهم ملفقة، بقتل اربعين تاجرا، وامام محكمة هزلية تكشف عن مدي تدهور القيم والأخلاق، بل انعدامها كليا، في العراق الامريكي الجديد.
السيد عزيز لم يقتل بعوضة طوال حياته، داخل الحكم او خارجه، لأنه لم يتول اي منصب تنفيذي، وظل دائما وجها حضاريا، ليس للنظام فقط، وانما للعراق بجميع اطيافه وتعدديته، فقد كان رجلا معروفا بأدبه الجم، وثقافته الواسعة، وحسن القول واللفظ، ودماثة الخلق، بحيث استحق احترام الجميع، الاعداء قبل الاصدقاء. كان خطيبا بارعا يدافع عن قضايا الأمة وسيادة العراق، في المحافل الدولية بلغة انكليزية رفيعة، وربما لهذه الميزات، التي لا يتمتع حكام العراق الجدد بأي منها، والذين لا يعرفون غير لغة القتل وسفك الدماء والتطهير العرقي، ارادوا محاكمته وربما اعدامه.
لا نلوم هؤلاء، فقد انكشفت سوءاتهم، وبانت عوراتهم، وشاهدنا والعراقيون جميعا، الكوارث التي حلت بالعراق بسببهم، ولكننا نلوم هذا العالم الغربي المنافق الذي ظل يحاضر علينا لأكثر من خمسين عاما حول الديمقراطية، وحقوق الانسان، والقضاء المستقل، ويصمت علي احتجاز رجل مريض، لاكثر من خمس سنوات، دون اي محاكمة، ثم يسمح بتقديمه الي المحاكمة اخيرا، بتهم يعرف جيدا انها ملفقة وكاذبة، تماما مثل اكاذيبه عن اسلحة الدمار الشامل.
ليس السيد طارق عزيز الذي يستحق الوقوف في قفص الاتهام، وانما جميع افراد المجموعة التي تواطأت مع الاحتلال الامريكي قبل وبعد حدوثه، ووفرت له الغطاء الشرعي لقتل مليون ونصف مليون عراقي بريء، وتشريد خمسة ملايين آخرين، وتحويل من تبقي من ابناء العراق الي حقل تجارب لمختلف اسلحة الدمار الامريكية، وحرمانهم من ابسط الخدمات.

السيد طارق عزيز لم يتآمر مع الاعداء لفتح اراضي بلاده امام الغزاة، ولم يحولها الي مقبرة جماعية، ولم يجعلها تحتل المرتبة الاولي كأكثر بلدان العالم فسادا. كما انه لم ينهب، او يشارك في نهب 84 مليار دولار يتنعم بها بعض رجالات العراق الجديد وأسرهم في العواصم الاوروبية.
مشكلة السيد عزيز انه رجل ضرب مثلا في الوفاء لوطنه، ورفض الهرب الي المنافي الآمنة وهو القادر والمرحب به، مثلما رفض كل العروض والمغريات للتعاون مع الاحتلال ضد رئيسه وزملائه وأهله، والانقلاب علي قيمه ومبادئه واخلاقه، وفضل البقاء خلف القضبان، متحملا المرض والحرمان واهانات السجانين الامريكان، علي ان يكون حرا طليقا موصوما بتهمة الخيانة والتآمر.
ومن المفارقة انهم يتحدثون عن محاكم عادلة وسيادة القانون، وهم الذين لم يقدموا مجرما واحدا من الذين قطعوا الرؤوس، وخرقوها بالمثقاب، او الذين سرقوا المال العام، او حولوا اقبية وزارة الداخلية الي زنازين تعذيب حتي الموت. قضاؤهم زائف طائفي ومسيس، يوظف لخدمة الاحتلال، والحكام العاملين في خدمته، وتكفي الاشارة الي ما قاله السيد موفق الربيعي مستشار الامن القومي (اين الأمن) في حديث صحافي بانه هو الذي طلب من اسرة الخوئي اعادة تحريك مذكرة الجلب الصادرة بحق السيد مقتدي الصدر وتقديمه الي المحاكمة بتهمة قتل السيد مجيد الخوئي بعد عودته من منفاه في لندن، فلماذا جري تجميد هذه القضية، ولماذا المطالبة باحيائها؟
انهم يقدمون مثلا سيئا في كل شيء، وهم الذين وعدوا العراقيين بالأمن، والامان، والرخاء الاقتصادي، وتقديم النموذج الافضل في القضاء العادل المستقل. فلم يكن مفاجئا بالنسبة لنا ان يعترف القاضي رؤوف عبد الرحمن، الذي اصدر حكما بالاعدام علي الرئيس الراحل صدام حسين في قضية الدجيل، بان طريقة تنفيذ الحكم كانت غير حضارية ومتخلفة ويقول انه لا يوجد في القانون العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية اعدام علني بهذه الطريقة، وفي ايام الأعياد والمناسبات الوطنية، لأن الاعياد هي ايام للمحبة والتصالح وليس الاعدام .
فاذا كان السيد رؤوف يعترف بان ما يجري ليست له علاقة بالقانون العراقي، فبأي قانون يحكم اذن، ولماذا يقبل ان يترأس المحكمة المهزلة مرة اخري بعد ان رأي، مثل مئات الملايين، الطريقة الاجرامية الهمجية التي اعدم بها رئيس عراقي حافظ علي وحدة العراق، واستقلاله، وأمنه، لأكثر من ثلاثين عاما، وأقام دولة قوية مهابة الجانب، مع اعترافنا المسبق بانه لم يكن ديمقراطيا، وارتكب العديد من التجاوزات بحق خصومه، ولكن هل يقذف السيد المالكي وزملاؤه في الحكم، التيار الصدري، والذي ارتكب في عرفهم جريمة المطالبة بانهاء الاحتلال الامريكي، بالورود والرياحين والأرز.. ثم هل تعامل هؤلاء مع المتمردين في البصرة بغير القتل والابادة والاستعانة بالدبابات الامريكية لسحقهم.. واخيرا نسأل السيد المالكي وزملاءه عما اذا كان قدم اكثر من 500 من عناصر تنظيم جند السماء الشيعي السلفي الي محاكم عادلة، ام ان حكمه بادر بإبادتهم جميعا يوم عاشوراء، ودفنهم في مقبرة جماعية؟
السيد موفق الربيعي فضح النظام القضائي ومنفذي احكامه مرة اخري، عندما تراجع عن روايته التي اطلقها عبر شاشة (سي.ان.ان) يوم اعدام الرئيس صدام حسين ووصفه حينها انه كان منهارا، حيث قال السيد الربيعي في حديث صحافي، ان الرئيس العراقي هو الذي قال له لا تخف مما يعني في نظرنا انه هو الذي كان خائفا، وليس ذلك الشخص الشامخ الذي تقدم الي المقصلة، بخطي ثابتة، وصلابة نادرة، مرددا الشهادتين، ومؤكدا علي عروبة العراق ونصرة فلسطين العربية. ويحسب له ان السيد الربيعي اعترف ايضا بان ممارسات مخجلة وقعت لجثة الرئيس بعد اعدامه من قبل حراس العدالة يتعفف عن ذكرها ويتبرأ منها.

السيد طارق عزيز ينتمي الي زمن مختلف، وعراق مختلف، عراق كريم اصيل مستقل، عراق غير طائفي، تتعايش تحت خيمته مختلف المذاهب والأعراق، وينام في عهده العراقيون وابواب بيوتهم مفتوحة علي مصراعيها. عراق كان شعبه يتلقي حصته الغذائية بالتساوي مع مطلع كل شهر دون نقصان او تأخير رغم الحصار الظالم. عراق يتدفق فيه الماء والكهرباء الي البيوت، وتتوفر فيه الخدمات الاساسية، وثلاجات الموتي في مستشفياته خالية من الجثث المجهولة الهوية، والمشوهة من شدة التعذيب.
يكفي السيد عزيز شرفا، وهو الذي كان يشرف بنفسه علي توزيع كوبونات النفط ان اسرته تعيش علي الكفاف في العاصمة الاردنية، وانه لم يتدخل مطلقا لدي رئيسه صدام حسين، صديقه الحميم، عندما اعتقل ابنه زياد بشبهة الفساد، بينما اسر حكام العراق الجدد يتنعمون بالمليارات التي سرقها بعض الذين تولوا مواقع وزارية لأشهر معدودة فقط، فالعراق بالنسبة الي هؤلاء مشروع ترانزيت لنهب اكبر قدر من الثروات والعودة بسرعة الي المنافي الاوروبية التي طالما اشتكوا منها، وحملوا النظام السابق مسؤولية لجوئهم اليها، وهم الذين يحنون الي بغداد ومسقوفها ولياليها القمرية الرائعة.
لو كنت محامي السيد طارق عزيز لنصحته ان يلتزم الصمت المطبق، احتقارا لهذه المحكمة ولقضاتها وشهودها ومدعيها، لانه لا يمكن ان يكون متهما، ولم يرتكب اي جريمة او جنحة، بل هم المتهمون، ثم انه ارفع من ان يترافع امام هؤلاء الذين لا يمكن ان يوصفوا بغير كونهم مجرد ادوات في يد المحتل الامريكي، يحاولون تزيين وجهه الوحشي البشع، وتكفي الاشارة الي انهم واسيادهم لا يؤتمنون علي المعتقلين انفسهم، ولا يستطيعون محاكمة جندي واحد من العاملين في شركة الأمن الامريكية الذين قتلوا عشرات العراقيين واغتصبوا العديد من العراقيات الماجدات.
السيد طارق عزيز لا يحتاج الي محامين للدفاع عنه امام قضاء فاسد مأجور فاقد الشرعية، فهو اشرف من ان يبرئه هذا القضاء، وادانته له هي ارفع الأوسمة، فهو سيظل عزيزا وهم الأذلاء.

Labels:

Sunday, May 04, 2008

الحقيقة المرة في واشنطن والعراق

الحقيقة المرة في واشنطن والعراق
بقلم :جو غالاوي




كلما اقتربت نهاية ولاية الرئيس جورج بوش، أصبحت التقديرات الخاصة بالوضع في العراق أكثر دقة وأمانة، لاسيما من جانب الأطراف الرئيسية المعنية بالقضية. فللنظر إلى التعليقات التي وردت على لسان الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق أثناء وجوده في الكابيتول هيل مؤخرا:
ـ هناك تقدم ولكنه تقدم «هش»
ـ ليس هناك ضوء في نهاية النفق
ـ ليست هناك نهاية منتظرة في الآفاق

وقال السفير الأميركي لدى العراق ريان كروكر ان كل شيء في العراق أصبح في غاية الصعوبة، غير أنه قال إن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل. كان هناك قدر كبير من الحذر والواقعية يميزان ما قاله بترايوس وكروكر، حيث لم يكن بوسعهما أن يتحليا بأي قدر من التفاؤل في وقت تشهد فيه الساحة العراقية تناحرا حول آبار النفط في مدينة البصرة في الجنوب وفي بغداد في حين تشهد المناطق الأخرى من البلاد سخطا شعبيا على عجز القوات الأمنية العراقية.
وفيما ظهر رئيس الوزراء العراقي المدعوم من قبل أميركا نوري المالكي وهو يشيد بالعمليات التي قامت بها قواته ضد جيش مقتدى الصدر، شهد العالم أجمع انسحاب أكثر من 1000 جندي تابعين لحكومة المالكي أمام أخوانهم من الشيعة مسلمين إياهم ما لديهم من ذخيرة وأسلحة.
قوات الصدر في مدينة الصدر الواقعة في العاصمة العراقية شنت هجمات صاروخية على المنطقة الخضراء المحصنة، التي تحتوي على مقار القيادة العسكرية الأميركية وحكومة المالكي والبرلمان. ثم حدث أن توغلت القوات العراقية والأميركية في مدينة الصدر، غير أنها قوبلت بمقاومة عنيفة أدت إلى تجرعهم خسائر كبيرة. كل هذه الوقائع أكدت هشاشة المكاسب الأمنية التي قيل إنها جاءت بسبب الزيادة في القوات الأميركية.
إن التصاعد الأخير في حدة العنف في العراق ينبغي أن يلفت الانتباه إلى طبيعة ونوعية تلك المكاسب وإلى فشل حكومة المالكي في الاستفادة من فترة التقاط الأنفاس، التي جاءت على حساب القوات والأموال الأميركية، وعدم استغلالها في تحقيق أي مكاسب سياسية في دولة قطعت أوصالها الحروب والصراعات الطائفية.
الصور التي تم بثها من البصرة ومدينة الصدر أجابت على أسئلة عالقة بشأن ما إذا كان الجيش والشرطة العراقية لديهما الكفاءة والقدرة على ملء الفراغ الذي ستتركه قوات الأمن الأميركية بعد انسحابها. في حال إقدام الحكومة العراقية على إرسال قواتها الأمنية لقتل إخوانهم في العقيدة فإن عزيمتهم على القتال ستتلاشى.
وفي ضوء هذه الحقيقة، فإن بترايوس قد اقترح بشكل منطقي خطة قبلها الرئيس بوش لمواصلة التقليص المخطط للقوات الأميركية الإضافية، حتى يجري سحب هذه القوات كلها بحلول منتصف الصيف الحالي، ومن ثم التوقف عن أي انسحابات إضافية لمدة 45 يوما أخرى لتقويم الوضع.
لقد ظهر بوش علنا في عدة مناسبات بعد التقائه بترايوس وكروكر، حيث تحدث عن ثمار الانتصار في العراق وعن الحاجة إلى البقاء هناك. وقال إن الموقف في العراق صعب غير أن الحرب لن تكون بلا نهاية، وبدلا من أن يواجه أوجه النقص الواضحة التي يعانيها حلفاؤه من العراقيين، وأوجه النقص في سياسته هو شخصيا، فإن الرئيس الآن يلجأ إلى إلقاء اللوم على إيران، محملا إياها كل ما يجري في العراق.
لسوء حظ بوش، فإن التدخل الإيراني قد ساعد على إنهاء القتال في البصرة. فما حدث بالتحديد هو أن رئيس جيش القدس التابع لقوات الحرس الجمهوري الإسلامي الإيراني قد توسط للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين قوات الأمن العراقية وجيش المهدي التابع للصدر.
كان من السهل غزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين. وكان من السهل أيضا إطلاق شرارة العنف الطائفي. لقد توقع بوش وتشيني ورامسفيلد وزملاؤهم من المحافظين الجدد أن تُستقبل قواتنا استقبال الفاتحين في العراق، وأن الحرب لن تكلفنا سوى 50 مليار دولار، وأن الأمر لن يستغرق سوى 3 أو 4 أشهر حتى يتسنى تنفيذ ديمقراطية جيفرسون في الشرق الأوسط.
غير أن الخروج من العراق الآن وبعد مرور خمس سنوات من القتال أصبح أكثر صعوبة من علم الجبر الصيني، وذلك بعد أن بلغ عدد الضحايا الأميركيين أكثر من 4 آلاف جندي وضحايا العراقيين مئات الألوف إلى جانب تكلفة مادية تقدر بنحو 3 تريليونات دولار في حال توقفت الحرب غدا.

ما هو عدد الضحايا من الأميركيين والعراقيين الذين يجب أن تُزهق أرواحهم قبل 20 يناير المقبل حتى يستطيع جورج بوش أن يتباهي بالقول إننا لم ننهزم في العراق أثناء عهده، وأنه لم يهرب من المسؤولية أبدا، وأنه لم يكن تنظيم القاعدة ولا إيران هما اللذان هزمانا في العراق، وإنما كان الديمقراطيون هم من هزمونا؟.

«البيان» 5-5-2008

Labels:

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker