Articles to read...

Sunday, November 11, 2007

لعن الله من لا يلعن ابن العلقمي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لعن الله من لا يلعن ابن العلقمي

د. خالد الكركي
رئيس الجامعة الاردنية

اليوم عادت علوج (الرومِ) فاتحة وموطن العرب المسلوب والسلب

ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم نصدق، وقد صدق التنجيم والكتب

ماذا تري يا أبا تمام هل كذبت احسابنا؟ او تناسي عرقه الذهب

(عبد الله البردوني في قصيدته عن أبي تمام 1971)

ذلك هو العراق العظيم يمد وجعه علي الامة كلها.. ويحنو علي الصادقين من ابنائها الذين مسهم الذهول ومازالوا علي قلق من زمن الاحتلال الامريكي، وبينهم من ينادي علي صاحبه:

اعرني طرف زرقاء اليمامة....،

وبينهم من يعيد صرخة السياب أن ليس سوي عراق، ويسأل بصوته الخالد:

اني لأعجب كيف يمكن ان يخون الخائنون...؟

ولما كان الزمان خؤونا، وفيه نفوس ضالة تماهت مع العدو، واخذت تتمرغ في وحل الخيانة، فان صورة ابن العلقمي القبيحة لا بد ان تظهر في وجوه كثيرة خذلت مدينتنا الخالدة في ساعة الخطر، او خانتها حين

امتطت في الطريق اليها آليات الغزاة، وتحولت من وجوه لصوص الي وجوه تدعي المعارضة والحرص علي العراق!

لقد كاتب ابن العلقمي المغول سرا قبل اثنتي عشرة سنة من هجومهم علي بغداد، وجر هولاكو الي أبوابها، وفرق العساكر بعيدا عنها، وسرح خمسة عشر ألفا منهم، وأبعد قادة الجيش وفرسانه عن المدينة، وقال ان

عساكر المغول لا نهاية لها، وانه لا مجال للدفاع عن الدولة، وان صبر الناس قد نفد، ولا طاقة لهم علي الحرب... ثم بمقابلته مع سادات المدينة حيث قتلهم هولاكو عن اخرهم..، بل انه هو كما يقول ابن

خلدون الذي استحث هولاكو لقصد بغداد وهون عليه امرها... ذاك هو ابن العلقمي بعد دخول المغول الي بغداد حيث امر هولاكو بقتله، وقيل بل نبذه حتي صار موضع سخرية المغول واهل بغداد... وبعد هلاكه كتب

الناس علي الجدران وأبواب المدارس والاربطة: لعن الله من لا يلعن ابن العلقمي.

ها نحن ما نزال نحدق في الفضائيات العربية، وعيون الغزاة تحاصرنا ليل نهار، نحاول ان نستعيد ساعة من زماننا القومي العذب فلا يطاوعنا الزمان نفسه، فقد صار خائنا مثل بقية العملاء، الروم منهم والعرب، ونحن نري حركة التاريخ الدائبة في البحث عن تراجيديا انسانية يخلفها الاستعمار الامريكي وراءه من زمن هيروشيما الي زمن بغداد.

نحاول، ونسند ارواحنا الي صوت الرفض العربي الذي يملك القليل من الخبز والكثير من الحناجر، ونستعيد صوت سيدة اطلقت حزنها اسراب حمام علي شرفات بغداد، ونادت علي الغائب واولداه،... ونستعيد اكفنا

من هذا الضباب الذي يغطي ارتعاش الورد علي شرفات ارواحنا. آنذاك ستحلق نسور ذات كبرياء باهر، وتفر فلول الغربان الي حيث تصير جثثا يصح في موتها قول أبي الطيب-

لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم **** الا وفي يدها من نتنها عود

ايها العراق

ايها العراق البعيد القريب، اعطنا مساحة من الصبر كي نلقي السلام علي بغداد، اعطنا مساحة لأيتام الامة كي يندبوا حظهم حين لا يجدون الي الحرية والثورة سبيلا.

اعطنا جدارا نستند اليه، فقد غزا الامريكان ارواح الكثيرين منا وشوهوها، حتي صار اصحابها مثل الببغاوات يرددون كلاما يقوله الامريكان عن سيادة الدول وهم يقسمون العراق، وعن حق الشعوب في تقرير مصائرها وفلسطين يذبح اهلها بأسلحة الامريكان، وعن الديمقراطية وهم يريدونها وهمية تغطي استبداد حلفائهم واتباعهم في كل مكان.

اعطنا يا عراق وردة لهذا الجرح العربي ومد الكلام من القدس الي مؤتة... الي ذراعي جعفر النازفتين عطر الفتح علي ثراها... وابعث السلام الي كربلاء، الي روح الحركة الاسلامية التي تظل حرة وكريمة تقرأ في دفاتر صبرها انه لن يستوي في الحق مؤمن وجاحد.

اعرف ان الدروب الي بغداد مسدودة بالغزاة، ومرابع القومية فيها صارت مكاتب لعملاء امريكا، وبينهم الذي تحول من لص للبنوك خارج عمان الي لص كبير في بغداد...

فمن يأخذنا الي هناك، لقد تاهت الرؤية، وصرنا في غربتين عن ارواحنا وأمتنا، وذاك هو المطر النازف من جرح شمس العراق، ونحن في غمرته قد ابيضت عيوننا حزنا عليه، بينما بعض قومنا يسكنهم الخوف، وقد اثروا السلامة وجلسوا ينظرون عبر الفضائيات والصحف عن مغزي سقوط بغداد، دون ان تهتز لهم روح تخبرهم بأن الذي سقط هو الموقف القومي الغائب، والحلف القومي المنهار، حين تركناها تتحمل الحصار وحدها، وتقاتل الغزاة وحدها، تركناها تدمر وتنهب، ويسكنها الاغراب، وقد يصير الفتي العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان!

بغداد وسوي الروم خلف ظهرك روم، روم من الغرب، وروم من العرب، والمعتصم غائب، وسيف الدولة بعيد، وقد اجتازوا الثغور الي حلب ودخلوا الارض والبيوت، والموت يملأ الساحات، ونحن ننادي عند ضريح جعفر ابن أبي طالب: انهض أبا عبد الله فقد تكاثر الروم علينا، وما من سيف غير سيفك يصدهم وأنت تنشد: يا حبذا واقترابها، تصدهم وأنت تعقر جوادك، وتثبت قدميك في الارض، وتمد رؤيتك المبصرة بأن وراء تلك اللحظة زمنا قادما بالفتح والدولة وروح الاسلام العظيم.

أيها الناس

لقد اكتملت دورة الخراب ونحن نلوح بأيدينا للنجوم البعيدة ان تساقط علينا حرية وغيما، ونعاسا، ورجع حنين... وصوتا يصعد الي السماء ان-

سيدي يا عراق

هل رأيت الذي اطلق النار في القلب

هل كان في ساحة القتل من شاهد او دليل

سيدي: هل رآك العسس؟

وهل جاءك الموت من جهة آمنة؟

وهل خانك الاصدقاء؟

سيدي، لا تدعني وحيدا هنا دون ماء

سيدي يا عراق

يا الذي نسجه الزمان من غيم وورد ونجيع وبيان، وطرزه بالكرامة والعزة والارجوان،

نحن لا نتذكر تاريخا راحلا بل نقف عند عتبات مستقبل جديد.. وليس بين اهلك من لا يعرف قدرك، فقد ظلت خيلك في الساح كلما ألم بالأمة مكروه او مس ارضها طامع، ولك الحق ان تقول:

ابناء اعمامنا من اربعين خلت

ونحن نطعم والنيران تشتجر

ما نالت النار منكم تاج سنبلة

الا سعي بيدر منا لها القدر

ها نحن نقرأ هذا الهراء الامريكي المنمق عن التحرير و الديمقراطية، و حقوق الانسان، ونخجل ان لغتنا تسمح لنفسها بالدنو منه، ولا ندري ان كانت هناك دولة لها سجل في الطغيان اوسع من سجل امريكا، او لها سمعة في العدمية والتحيز والافلاس الاخلاقي السياسي مثل ما لها، وما ذاك في باب الهجاء منا، بل هو في باب كشف هذا الزيف الذي ادركه العظيم صلاح الدين الايوبي وهو يصد غزو الافرنج عن ارض الامة، بل

ويقتلعه من جذوره، ويحرر القدس الخالدة، ويعلم جيوشه قواعد هزيمة جنرالات الاستعمار من ارناط حاكم الكرك في زمن الغزو الصليبي، الي غورو الفرنسي الذي ظن انه منتصر يوم وقف بعد الحرب الاولي علي ضريح صلاح الدين مغرورا بقوته.. لكن دمشق العظيمة طهرت الضريح من دنس

وقوفه عنده.

ان علي الذين ينظرون لامريكا وحلفائها و نحن منهم رضي من رضي و سخط من سخط من ابناء امتنا ان يتذكروا ان اي توسع استعماري امبراطوري في التاريخ يبحث عن ارض وثروات وقواعد واتباع، ولا يتوهمن احد منا انه حليف للامبراطورية الامريكية او التوسع الغربي، واولئك هم قادة امريكا لا يخجلون من تصنيف الحلفاء والاتباع وفق معاييرهم، ويقولون ما يريدون وهم في قواعدهم فوق الارض العربية، او من مراكز الحدود التي اقاموها بين دول عربية.

اننا نسمع عن دعوات من بعض المثقفين الذين سقطوا في شهوة الهجوم علي العروبة، وحزب البعث، وصدام حسين ورفاقه، ثم في التبعية لامريكا، نسمع دعواتهم الي الهدوء في مواجهة زخم القوة الغازية، والي توفيق الاوضاع العربية في ضوء المعايير الامريكية للسياسة والاقتصاد.. وهم غافلون عن اخطار الامركة و العولمة وافتراءات صراع الحضارات و نهاية التاريخ، ويغضون الطرف عن هذا الشرطي الامريكي العالمي المدجج بالتكنولوجيا الهمجية، واسلحة الدمار الشامل، والسطحية الفكرية، والرأسمالية الوحشية. لذلك نقول ان من لا يتصدي للخطر الامريكي الصهيوني احمق، ومن لا يتنبه الي التواطؤ ضد مصالح الامة اعمي وفي ضلال كبير.

اقول بغداد

ها صوتي وها وجعي،

فلك في اعناق الامة دبن يظل الي آخر النهايات والتاريخ،

ولك زمان قادم يغيب عنه تجار المواقف،

وجواسيس الغرب وعملاؤه

ولك بهجة العراق الموحد،

ونشوة الجيش العائد،

وفرح الفصول والاجيال.

لك زهو المدن العتيقة ويقين المآذن

والنداء الطالع من ثنيات الجراح،

اقول بغداد،

ما تزال الامة يقظي،

وما يزال في روحها صبر يكفي للصعود الي الذري من جديد

... ولتكن المقاومة

ولتكن الحرب

فرحلة تحرير ارض الامة

ستكون حربا لا يقر لها قرار

صوت-

نبئت ان النار بعدك اوقدت

واستب بعدك يا كليب المجلس

وتحدثوا في امر كل عظيمة

لو كنت حاضر امرهم لم ينبسوا

(المهلهل في رثاء اخيه كليب)

المصدر: شبكة البصرة

السبت 23 شوال 1428 / 3 تشرين الثاني 2007

للعودة الى الصفحة السابقة

Labels:

تقرير ديبلوماسي:

تقرير ديبلوماسي:

تركيا خدعت الجميع والاجتياح

لشمال العراق بين الاختبار

الأطلسي والمواجهة الحقيقية؟

والفريق الحبوش يسبق سلطان

والشهواني بالإختيار

لماذا طالب المالكي الشهواني

بالأستقالة؟

تقرير مشترك للمحرر العربي والقوة الثالثة/ أربيل ، بغداد ، أنقرة، باريس ، الرياض

تاريخ النشر: 2/11/2007

ترتفع يوماً بعد يوم أصوات طبول الحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني وبيشمركة البرزاني والطالباني، في وقت تباطأت خطوات المواجهة الإيرانية - الأميركية المرتقبة بانتظار انجلاء غبار الأزمة التركية - الكردية.


منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة حصلت على تقرير مفصل تخللته معلومات استخبارية قيمة تتحدث عن اتفاقات وخطط ممنهجة أميركية - إيرانية أشرف على صياغتها المرشد الروحي لمعسكر الإصلاحيين الجُدُد الشيخ هاشمي رفسنجاني الى جانب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، تقضي بجر الجيش التركي الى مواجهة عنيفة مع أكراد تركيا والعراق وإيران المهيمنين على المثلث العراقي - التركي - الإيراني.


وكشفت مصادر المنظمة أن قيادة جهاز «الاطلاعات» الإيراني (الاستخبارات) سربت تقارير سرية للغاية الى المخابرات التركية (ميد) تؤكد تمركز خلايا من تنظيم القاعدة بعدما زحفت من أوكارها ومخابئها في ديالى والموصل باتجاه السليمانية، في المثلث الكردي العراقي- التركي- الإيراني المضطرب، بتسهيل من بيشمركة الطلباني والبرزاني التي سهلت أو غضت الطرف عن تحرك تلك الخلايا بإشراف مباشر من جماعة «أنصار الإسلام» التي يتزعمها القيادي الكردي العراقي الملا كريكار (المقيم في النرويج ويحمل جنسيتها) بهدف جمع المقاتلين الإنفصاليين تحت عنوان «وحدة الصف» الكردي ـــ إسلاميين وعلمانيين وحزب العمال ومنظمة بيجاك الإيرانية المعارضة ـــ لمواجهة الزحف التركي العسكري.


أسباب التوغل التركي الخفية

التحرك العسكري التركي البالغ عدده200 ألف مقاتل، ليس غايته القضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني وإغلاق مؤسسات الحزب التي انتشرت في المناطق الكردية العراقية بما فيها كركوك (حيث توجد مقرّات و مكاتب وإذاعة تابعة لحزب العمال الكردستاني) فحسب، ولا الانتشار وإغلاق الحدود التركية في وجه متمردي حزب العمال وتنظيم القاعدة - الشق الكردي فقط، كما أنه ليس مجرد ردة فعل، أو مجرد استعراض للعضلات التركية، بل هو جاء نتيجة خطط ودراسات معمقة، وبالاشتراك مع أطراف دولية مهمة من حلف «الناتو» الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا تحت إشراف أميركا والاتحاد الأوروبي. فالاجتياح التركي الوشيك لن يكون مؤطراً بشمال العراق حصراً، بل سيصل الى المناطق التالية:

المثلث العراقي- التركي- الإيراني، ثم يتمدد ليحاصر ويغلق الحدود التركية - السورية من جهة محافظة أدلب السورية، وتحديداً من جهة كفر- تخاريم التي تعدّ آخر نقطة سورية في المحافظة المذكورة التي تحاذي الحدود التركية.

وتؤكد معلومات محطة جهاز المخابرات العراقي الحالي الاقليمية في أنقرة، أن جزءاً من المخطط التركي يستهدف إغلاق الحدود التركية بوجه تسلل مقاتلي القاعدة القادمين من سورية، بعدما تحول العديد من فصائلها وخلاياها النائمة الى جماعات سلفية جهادية، حارب العديد منها في العراق ضد القوات الأميركية، خصوصاً بعد الاعترافات التي أدلت بها وجوه بارزة من القاعدة، إضافة الى اعترافات أدلت بها عناصر من ما يسمى بـ «دولة العراق الإسلامية»، من أنها نجحت في إيصال خلايا متطرفة الى ساحة المثلث العراقي- التركي- الإيراني، بتسهيل من «جماعة أنصار الإسلام» التي يتزعمها الملا كريكار.


تضييق الخناق على سورية وإيران

كما أن التحرك التركي العسكري غايته تضييق الخناق على إيران وسورية، كون الأولى تدعم «فيلق القدس» وخلايا القاعدة المنتشرة في المثلث العراقي- التركي- الإيراني الذي يعد من أخطر مناطق تسلل الانفصاليين الأكراد بشقيهم الإسلاميين والعلمانيين المدعومَيْن من قبل طهران، بينما تناهض دمشق أكراد المنطقة برمتهم.


وما يؤكد أن مسار الحرب التركية - الكردية القادمة سيتجه صوب سورية قبل إيران هو محاولة واشنطن وحلفائها الغربيين بمن فيهم إسرائيل تأمين شمال العراق وتنقيته من مسلحي القاعدة وجماعة «أنصار الإسلام» الكردية، بهدف قطع دابر النفوذ الإيراني ومحطاته الاستخبارية في المثلث الجغرافي الكردي، على أن تتبنى مجالس الصحوات والانقاذ الشيعية في الجنوب والوسط العراقي تأمين الطرقات العامة من خلال تطهيرها من مسلحي فيلق القدس وميليشيا جيش المهدي حتى يتم القضاء على مسلحي فيلق بدر مستقبلاً، لرفض بيشمركة الطلباني والبرزاني القيام بتلك المهمة رغم الضغوط الأميركية - البريطانية بهذا الاتجاه.


الأتراك لن يكتفوا باجتياح عسكري محدود بل بدأوا توغلهم واتخذوا لهم موطئ قدم سيتحول الى منطقة آمنة معزولة في شمال العراق تراوح مسافتها في العمق العراقي بين 51 الى 20 كلم، من أجل قطع الامدادات الإيرانية أو الكردية من جهة كردستان عن مقاتلي حزب العمال ومقاتلي القاعدة - الشق الكردي الذي يتزعمه الملا كريكار.


وفي حال نجحت تركيا في مهمتها العسكرية التي تلقى التشجيع والرعاية أطلسياً فمن المتوقع في غضون عام أو عامين أن يتم عزل شمال العراق الكردي، حيث سيشمله التغيير الديمغرافي من حيث التهجير الذي بدأت حملاته الموسعة الى أوروبا طوعاً لتخوف أصحاب المصالح من الأكراد على رؤوس أموالهم بما فيهم القادة السياسيين وذويهم.


بعد ذلك ـــ وحسب السيناريو الأميركي المرسوم ـــ ستقوم تركيا بخنق أعناق نهري دجلة الفرات، لفرض إملاءاتها السياسية على حكومة العراق التكنوقراطية المقبلة بعد زوال حكومة المالكي الحالية، وهي على الأغلب حكومة يقودها أياد علاوي الذي طلب الأميركيون في الفترة الأخيرة عدم مغادرة العراق لمتطلبات المرحلة الحالية ولحاجتهم له ولخبرته في الظرف الراهن.


بعد ان رشحت واشنطن ثلاث قيادات عسكرية لرئاسة حكومة العراق وهيئة أركان الجيش والمحاكم العرفية، حيث وقع الاختيار على الفريق الركن المعتقل (سلطان هاشم أحمد- وزير الدفاع في العهد الوطني، واللواء الركن- محمد عبد الله الشهواني- مدير المخابرات العراقية الحالي، والفريق- طاهر جليل الحبوش الصميدعي- مدير جهاز المخابرات العراقي السابق)، واستشهدت المصادر بطلب نوري المالكي من الشهواني في 1 الجاري تقديم استقالته بعد توجس المالكي خطر الشهواني عليه- حسب الإملاءات والإيحاءات والمعلومات الايرانية، كما طالبت الادارة الاميركية بتوجيه من القادة الإنكليز فور اقتحامهم أسوار بغداد رفع إسم الفريق الحبوش من كافة المحاضر والشكاوى والدعاوى المزيفة التي تخص حادثتي الأنفال والدجيل المدعومتين ايرانياً وكردياً من قبل الطلباني والبرزاني.

بعد أن وقعت عين واشنطن ولندن بتوافق تركي- سعودي على الحبوش الصميدعي، الذي شغل المناصب التالية: (ضابط أمن مقر القيادتين القطرية والقومية، وسكرتير الفريق- علي حسن المجيد- الشخصي والامني، ومحافظ ثلاث مدن- الانبار- واسط- ذي قار، ومدير الشرطة العام، والامن العام، وجهاز المخابرات)، وهو له فضل كبير بالتفاوض مع المجموعة التي خطفت الطائرة السعودية في التسعينات الى العراق ، ولقد حافظ على أرواح الركاب خصوصا وكان على متن الطائرة أحد الأمراء الشباب والذي أستضافه الحبوش في بيته ، ومن ثم أمن إيصال الأمير سالما الى السعودية علما أن الخاطفين كانوا يخططون الى قتل الأمير والركاب ولكن أقنعهم بالإستسلام بعد مفاوضات قادها بنفيه وبقي جميلا تكنه السعودية الى الفريق الحبوش.


كما إقترنت موافقة أنقرة بالشهواني كونه عثماني ( تركماني) الأصل من الموصل، في حين وقعت العين السعودية- الاردنية على الحبوش كونه تميز كرئيس لجنة تحقيقية في حادثة الاعتداء التي تعرض لها سفير العراق في الاردن خلال عقد التسعينات، كما تسلم منصب ضابط إسناد ضمن طواقم تحقيقية بحثية كشفت ملابسات حادثة تفجير مجمع (الخبر) السكني النفطي في السعودية، والتقى حينها العاهل السعودي الراحل الملك (فهد بن عبد العزيز) قبل الاحتلال، وعرض عليه الملك فهد أموال طائلة ومنصب سيادي مقابل حصول الحبوش على موافقة الرئيس الراحل صدام حسين، فرفضها الحبوش مطالباً الملك فهد بموافقته على غسل الكعبة المشرفة من قبل الحبوش، فأصدر فهد أمراً ملكياً استثنائياً ثم ألغاه بعد إتمام الحبوش مهمته الامنية والدينية في السعودية.


أهداف استباقية - استراتيجية

إن التوغل التركي في شمال العراق هو لتحقيق أهداف استباقية واستراتيجية ومنها:

أولاً: التحضير الاستباقي فيما لو خرجت الأمور عن السيطرة في العراق وضعفت الولايات المتحدة في المعركة وكسبت طهران، في هذه الحالة ستكون تركيا بمثابة رأس الحربة بمساندة الناتو وواشنطن لإيقاف الاندفاع الإيراني نحو العاصمة بغداد ونحو شمال العراق.


ثانياً: التحضير الإستباقي فيما لو باغتت إيران الولايات المتحدة وتركيا والعالم واستولت على شمال العراق بشكل كامل، أو استحوذت على مدينة السليمانية معقل الطالباني الذي تربطه بإيران علاقة متينة.


ثالثاً: منع الجانب الكردي العراقي من الانفصال والإعلان عن دويلة كردستان في شمال العراق، وبهذا ستكون تركيا جاهزة لمنع البرزاني من الاستيلاء على مدينتي كركوك والموصل ومن ثم منعه من الاتصال والاتحاد مع الأكراد الأتراك.


رابعاً: إن وصول الجيش التركي إلى نقاط متقدمة عند الحدود العراقية التركية يعني التحسب من تطورات الحرب المقبلة وانعكاساتها على العراق والعراقيين، ولمنع حدوث تداعيات طائفية وإثنية جديدة تسبب زيادة النزوح العراقي صوب تركيا.


خامساً: في حالة اندحار إيران في العراق والمنطقة ستكون تركيا هي اللاعب القوي في العراق، ولهذا يراهن طارق الهاشمي (التركي الأصل) على الأتراك وعلى دعمهم له لتعريب منصب رئاسة الجمهورية من خلال تسلمه له ولدعم جماعته (الحزب الإسلامي العراقي) بالحصول على وزارات سيادية في العراق وأهمها حقيبة النفط.


كما أن وجود تركيا في شمال العراق يضمن إجبار الأكراد على دعم الهاشمي، من أجل عودة الهيمنة السُنية على مفاصل إدارة الدولة العراقية، وحينها لن يتجرأ الأكراد على المطالبة بكركوك نتيجة وجود تركيا وتمددها في العمق العراقي، علماً أن تركيا ليست لديها مشكلة في التعامل مع إسرائيل التي لها حضور عملي في شمال العراق وتطمح في الحصول على حصتها من نفط كركوك.


سادساً: وجود الأتراك في شمال العراق سيمنع تحقيق السيناريو السري لجلال الطالباني مع إيران من أجل أن تفرضه «قيصر الشمال العراقي» من خلال توسيع سلطات إدارة السليمانية التي يهيمن عليها حزبه «الاتحاد الوطني الكردستاني».


سابعاً: التوغل والتمدد التركي في شمال العراق سيزيد الأمور تعقيداً، حيث ستعمد تركيا الى معاودة تقديم الدعم للبرزاني على حساب الطلباني المدعوم إيرانياً، وهذا سيدفع الى عودة الصراع الطلباني- البرزاني القديم من خلال إحياء الثأر الذي يمتد لعقود خلت، وسيذهب مشروع توحيد الإدارتين الكرديتين بقيادة البرزاني أدراج الرياح، رغم التحضيرات منذ مطلع العام الحالي، ما سيساهم في عودة الاقتتال الكردي- الكردي الذي يوازيه الاقتتال الشيعي- الشيعي في جنوب ووسط العراق، الأمر الذي يسهّل للقوات الأميركية بسط نفوذها وإعادة احتلال العراق مجدداً، بمساعدة مجالس الصحوات والانقاذ السنية التي ستقف حَكَماً بين قتال طرفي الحلف الشيعي- الكردي المدعوم إيرانياً. وهذا سيبطل أحلام ومخططات القادة الأكراد وتحديداً البرزاني الذي دفع بغريمه الطالباني الى رئاسة العراق الفخرية وبقي متربعاً على عرش كردستان العراق، ولهذا السبب ستسارع تركيا لاستباق تلك الأحداث التي سترغم إيران على التدخل في شمال العراق لصالح أحد القياديين والحزبين الكرديين، وتقطع الطريق على أي تدخل إيراني.



خلاصة التحالف الاميركي- التركي- الأطلسي


1- نجحت الولايات المتحدة الأميركية وتركيا وحلف الناتو في خداع الجميع وحتى الشعب التركي، فوصلت تركيا الى شمال العراق.


2- كما نجحت تركيا في عهد الإسلاميين الحاكمين، من أن تتفاوض من موقع قوة مع الأكراد وإيران والعراق والدول المجاورة، وبالمقابل فرضت نفسها لاعباً قوياً على الناتو من أجل تسهيل انضمامها للاتحاد الأوروبي- ضمن لعبة المساومات.


3- اطمأنت واشنطن وحلفاؤها الأطلسيون، بأنها حتى لو خرجت من العراق منكسرة فهناك صمام أمان أسمه «الناتو» وتركيا للجم إيران وأي طرف يحاول المساس بالمصالح والمشروع الأميركي في العراق والمنطقة.


4- لن تكون هناك حرب تركية شاملة ضد الأكراد العراقيين، فالهدف الرئيسي قد تحقق وهو إخافة إيران وحصارها، وسحب منطقة مهمة منها وهي شمال العراق، ومن ثم منع تقسيم الشمال العراقي ليكون جزءاً منه لصالح إيران، ورفع «البطاقة الحمراء» ضد مسعود البرزاني إزاء كركوك والتركمان والانفصا
ل

Labels:

مدينة حلبجة الكردية العراقية

مدينة حلبجة الكردية العراقية

اضاعوني واي فتى اضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغري

@@ ابو عبد الله الحجاج @@

بتاريخ 16 مارس أذار1988 تعرضت مدينة حلبجة الكردية العراقية الى قصف بالاسلحة الكيمياوية، أستشهد جراءه المئات من النساء والشيوخ والاطفال. بقيت صورة ذلك الشيخ الكردي وهو يحضن أحد أحفاده الصغار لحظة الاستشهاد، بحنان وعطف الابوة ليدرأ عنه غائلة الموت، الصورة الاكثر أثارة في الذاكرة والوجدان. أن ما تعرض لها تلك المدينة المنكوبة جريمة، يندى لها جبين الانسانية، ومن أقذر صفحات الحرب العراقية الايرانية بشاعة وهولا . ظلت مأساتها لاتنمحى من الذاكرة الجمعية لشعبنا الكردي. فما هي قصة هذه المدينة المنكوبة؟، وكيف جرى ما جرى ؟ والاهم من ذلك كله، من قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي؟؟ ولماذا شوهت وحجبت حقيقة ما جرى ؟ لاشك في أن الاسلحة الكيماوية قد أستخدمت خلال الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثمان سنوات عجاف بشكل واسع ومريع من قبل كلا الطرفين المتحاربين. وثقته لجان تقصي الحقائق التي بعثتها الامم المتحدة خلال الحرب، في تقاريرها المقدمة الى مجلس الامن و الامين العام الاسبق خافير بيريز دي كويار. المسألة الاكثر أهمية وأثارة، والتي تصدرت وسائل الاعلام العالمية وأضحت محور تصريحات المسؤولين الغربيين وفي المقدمة منهم المسؤولين الامريكيين، كلما تأزم الوضع مع العراق، هي أتهامها العراق والنظام العراقي السابق باستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبه، وعلى وجه الخصوص ضد مواطنيه الاكراد في حلبجة، التي راح ضحيتها حسب التقديرات الاعلامية (5) آلاف مواطن كردي عراقي من المدنيين الابرياء .

وكذلك أدعاءات استخدام الغازات السامة ضد الاكراد في (عمليات الانفال) بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية. عمدت وسائل الاعلام الغربية والامريكية، ومن خلفهم الاعلام العالمي والعربي، على ترسيخ ذلك الفعل الشنيع في أذهان الناس،وأن النظام العراقي السابق هو الذي أقترف هذه الجريمة النكراء. بحيث أصبحت حقيقة غير قابلة للنقاش ، والمساس بمصداقيتها أصبحت من المحرمات. لا نبغي في هذا المقال أن نحسن من صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ولا من صور أركان نظامه، وأنما كشف الحقيقة، التي شوهت وحجبت يجب أن تعلن ليعرف الناس حقيقة ما جرى معززة بالوثائق، لأن نتائج هذا الاتهام لاتمس صدام حسين وأركان نظامه وحدهم بل تمس العراق وشعبه أيضا، وربما الكشف عن مداخلاتها وتداعياتها يساعد في غسل بعض الجراح الذي أصاب الاكراد بسببها وليس كلها.

و كذلك لأطلاع الذين أنخدعوا بموضوعية الاعلام الغربي وحياديته، وليتكشف للرأي العام العراقي والعربي والعالمي، مدى التضليل والتلفيق التي تمارسها الاعلام الغربي والامريكي وقادة دولها وكيف يقلبون الحقائق وويطمسونها أو يشوهونها في أحسن الاحوال، من أجل أهدافهم السياسية، حتى وأن تقاطعت ممارساتهم تلك مع أبسط القيم الاخلاقية والقانونية والانسانية . الرئيس بوش وأركان أدارته والسيد توني بلير وقسما من أعضاء حكومته، ومن خلفهم جوقة الاعلام الغربي، عندما بدؤا يقرعون طبول الحرب في نهاية العام 2002 لغزو العراق، سوقوا جملة من المزاعم والاكاذيب والتلفيقات وشوهوا الحقائق، قصد تضليل الرأي العام وأيجاد مسوغات ومبررات لغزو العراق وأسقاط نظامه السياسي وأحتلاله. ومن جملة تلك الادعاءات والتلفيقات، أمتلاك العراق للأسلحة الدمار الشامل ورفضه لعودة المفتشين الدوليين للعراق للبحث عنها وفقا لقرار مجلس الامن 1284 ثم القرار 1411، بحجه أنه يخفي برامجه التسليحية و لديه القدرة على شن هجوم بالاسلحة البيولوجية أو الكيمياوية في غضون (45) دقيقة، ومنها صلة النظام السابق بتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، ومنها أيضا استخدام العراق السلاح الكيمياوي والغازات السامة ضد شعبه وقتل الالاف من مواطنيه. بعد غزو العراق وأحتلاله وتدميره سقطت المزاعم والتلفيقات والاكاذيب جميعها ، كما تتساقط أوراق الاشجار في الخريف، ولم تصمد أمام الحقائق التي تكشفت سويعات قليلة. فيماعدا زعم واحد، رسخته وسائل الاعلام الغربية والامريكية في أذهان الرأي العام العالمي والعربي والعراقي كما ذكرنا، وهو زعم أستخدام العراق للسلاح الكيمياوي ضد مواطنيه الاكراد في حلبجة وعمليات الانفال. ونرى أنصافا للحقيقة والتاريخ بان الوقت قد حان لأظهار الحقيقة وأسقاط هذه الفرية كما سقطت سابقاتها مستندين في ذلك على وثائق أمريكية وشهادة علمائها المختصين. كان العام 1988 ، عام تحول كبير في مسار الحرب العراقية الايرانية، فمع أطلالته توفرت لدى القوات العراقية قدرات عسكرية أضافية لشن هجمات مكثفة ونوعية على القوات الايرانية في القاطع الجنوبي من ساحات العمليات العسكرية، مما أدى الى حشر القوات الايرانية في موقف صعب وحرج للغاية. بالرغم عن أستمرارالمعارك الطاحنة على مدار شهري يناير، كانون الثاني و فبراير، شباط 1988 في القاطع الجنوبي، حولت أيران تركيزها نحو القاطع الشمالي على خط (دربنديخان- شهرزور- حلبجة) وحشدت قوات قوامها أربع فرق (أي بحدود 40 ألف جندي) للقيام بعملية أختراق لأحتلال أحدى المدن الحدودية بعملية شبيهة لعملية أحتلال شبه جزيرة الفاو عام 1986و بقصد تخفيف الضغط عن قواتها في القاطع الجنوبي. كانت مدينة حلبجة هي الهدف الايراني، تمهيدا لأحتلال مدينة السليمانية. مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية ، والقصف المتبادل على مدار الساعة في أطراف مدينة حلبجة، أخلت الحكومة العراقية المدينة من سكانها الى ناحية خورمال التي تبعد عن حلبجة بـ (25) كيلومترا.

في هذه الفترة كان أنتشار تشكيلات القوات الايرانية أنتشارا دفاعيا. أنسحبت القوات العراقية من المدينة يوم 10/3/1988 الى منطقة شهرزور، وفي يوم 13/3/1988 عاد السكان المدنيين الى حلبجة مرة ثانية من دون علم القوات العراقية والايرانية، وفي اليوم نفسه تغير وضع التشكيلات الايرانية الى وضع الانفتاح الهجومي. بتاريخ 16/3/1988 أبلغت ايران الامم المتحدة بان العراق قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية وأدخلت في اليوم ذاته وسائل الاعلام العالمية والمصورين (التي كانت مهيئة سلفا وقريبة من المدينة) والمصورين الى المدينة لتوثيق المجزرة البشعة التي تعرضت لها المدينة المنكوبة وراح ضحيتها المئات من أبناء شعبنا الكردي الابرياء. نجحت ايران في تسويق واستغلال هذه القضية أيما نجاح. شاهد العالم عبر وسائل الاعلام حجم المأساة الانسانية التي تعرضت لها المدينة وأهلها من النساء والشيوخ والاطفال، وبقيت هذه الصورة البشعة مطبوعة في أذهان الناس تهزهم هزاً الى هذه اللحظة. أستغلت وسائل الاعلام هذا الحادث و شنت حملة شعواء على العراق ونظامه السابق وصدقت الرواية الايرانية وما زالت.

وأستغله الرئيس بوش والسيد طوني بلير كأحد الذرائع لشن عدوانهما على العراق. فما هي الحقيقة ؟ وماذا حصل بالضبط في حلبجة؟ لنتفحص بعض الوثائق والادلة التي أحجبت عمدا عن الرأي العام العالمي، ومن بينها وثائق وأدلة صادرة عن جهات وشخصيات أمريكية مختصة. (كانت هناك وثائق وأدلة موثقة محفوظة في دائرة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية حول هذا الموضوع، والملفت للنظر أن المكتبين اللذين حفظت فيهما هذه الوثائق أحترقت عن أخرها يوم 12/4/2003!!!!).

كلفت وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاغون ) عام 1990، لجنة في الكلية الحربية العسكرية الامريكية، (US ARMY WAR COLLEGE) بدراسة موضوع (كيف سيقاتل العراقيون الولايات المتحدة الامريكية). تشكلت اللجنة من السادة: ( PROFESSOR STEPHEN PELLETIERE AND LT COLONEL DOUGLAS V. JOHNSON 11 AND LEIF R. ROSENBERGER.) وجميعهم من كادر معهد الدراسات الاستراتيجية في الكلية الحربية العسكرية الامريكية في كارليسيل، بنسلفانيا. درسوا المضوع دراسة معمقة وقدموا تقريرا بـ ( 93) صفحة. يحتوي على معلومات مهمة ومصنفة عن الجيش العراقي. نشرت جريدة نيويورك تايمز ملخصا عن التقرير بتاريخ 19/3/1990 . وفيما يلي الجزء الذي يخص موضوعنا.. (( في شهر سبتمبر أيلول 1988، أي بعد شهر واحد من انتهاء الحرب، أدانت الولايات المتحدة الامريكية، فجأةً وبشكل مثير للدهشة، العراق بمزاعم أستخدامه العوامل الكيمياوية ضد مواطنيه الاكراد المدنيين. هذا الحادث لايمكن فهمه من دون الرجوع الى بعض خلفيات العلاقة بين الحكومة العراقية والاكراد. واجه العراق خلال الحرب عدوين. الاول ايران والثاني العناصر الكردية المتمردة عليه بدعم من ايران.

بعد انتهاء الحرب أعلن العراق انه مصمم على سحق التمرد الكردي، وأرسل قواته من الحرس الجمهوري الى المناطق الكردية للقضاء على التمرد، وخلال العمليات العسكرية التي نفذتها تلك القوات (عمليات الانفال)، استخدمت الغازات السامة حسبما ذكرت وزارة الخارجية الامريكية، مما أدى الى وفاة أعداد كبيرة وأصابة أخرين بجروح وحروق.

وعلى أية حال أصر وزير الخارجية جورج شولتز على موقفه في أدانة العراق، الامر الذي دفع بالكونغرس الى المبادرة بفرض العقوبات الاقتصادية على بغداد لخرقه حقوق الانسان للاكراد.. بعد فحص وتدقيق الادلة التي توفرت ، وجدت اللجنة أنه من المستحيل تأكيد اتهام وزارة الخارجية، بشأن أستخدام الغازات السامة خلال العمليات (الانفال) بسبب عدم العثور على أية ضحية من ضحايا هذه الغازات. بالاضافة الى ذلك أجرت المنظمة الدولية للمساعدات الانسانية (INTERNATIONAL RELIEF ORGANIZATIONS ) فحوصات مكثفة على الاكراد الذين نزحوا الى تركيا بعد العمليات، فلم تكتشف بينهم أي مصاب كما لم يثبت بأنهم تعرضوا لمثل هذه الغازات، كذلك لم يعثر على أي مصاب أوضحية من الاكراد داخل العراق رغم البحث والتدقيق. لقد بني الاتهام برمته على أدعاءات الاكراد الذين نزحوا الى تركيا والذين أستجوبتهم مبعوث لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، وهكذا فرض الكونغرس العقوبات الاقتصادية على العراق بسرعة قياسية لم تتجاوز (24) ساعة ، (أستنادا الى تهمة أفتراضية قائمة على أدعاءات لم تثبت صحتها). بهذا الاعتراف من لجنة مشكلة من قبل وزارة الدفاع الامريكية ضمت في عضويتها رجال مختصين مرموقين، لم يثبت أن العراق أستخدم السلاح الكيمياوي أو الغازات السامة ضد الاكراد في عملية الانفال.

نحن لانشك مطلقا بان آلالاف من أخواننا الاكراد تعرضوا خلال هذه العمليات التي قادها علي حسن المجيد الى القتل والابادة وتدمير قراهم وحرق مزارعهم ومواشيهم، ولكن لم تثبت أية جهة دولية أو منظمة صحية دولية أو الامم المتحدة، صحة أدعاءات استخدام السلاح الكيمياوي في هذه العمليات، وانما كانت فرضيات وأدعاءات مصممة لخدمة هدف سياسي. لم يكن بمقدور العراق في تلك الظروف استخدام الغازات السامة ، لأن العراق كان تحت صدمة الاتهامات الدولية التي كانت تترى عايه بسبب مأساة حلبجة ولم يجرء على القيام بعمل آخر ليزيد الطين بلة. يبدوا ان الكونغرس الامريكي كان مصمما على معاقبة العراق لسبب أخر وقع قبل خمسة أشهر من هذه العمليات (عمليات الانفال)، وهو قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي.

بعد جريمة حلبجة كلفت البنتاغون، وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية، التحقيق في الحادث، قامت الوكالة بالمهمة وزارت حلبجة وأخذت عينات من موقع الحدث وعكفت على دراسته والتحقق من الادلة والنتائج، وقدمت تقريرها عام 1990. نشرت جريدة نيويورك تايمز الصادرة في 19 مايسن آذار 1990 مقتطفات من التقرير. ولعدم تكرار ما نشرته الجريدة، نكتفي بذكر ما أفصح عنه أحد الذين شاركوا في أعداد التقرير بشأن قضية حلبجة. كتب البروفيســــور (STEPHEN PELLETIERE) مقالا في جريدة نيويورك تايمز بتاريخ 31/1/2003 تحت عنوان ( جريمة حرب أم عمل حربي). نص المقال . جاء فيه : ((لقد كان مداعاة للدهشة، بعد عدم العثور على برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية من قبل مفتشي الامم المتحدة ، استغلال الرئيس بوش، في خطابه للامة، قضية أخلاقية لتبرير غزوه للعراق، بحجة أن الدكتاتور الذي يحشد أكثر الاسلحة خطورة في العالم، لم يتوانى في استخدام الغاز ضد شعبه مخلفا آلاف القتلى من المدنيين.

أن استخدام الرئيس بوش عبارة (استخدام الغاز ضد شعبه) وخاصة في حلبجة كسبب لقلب نظام حكم صدام حسين، غير مبرر وغير حقيقي. الحقيقة كما أعلمه علم اليقين، أن الاكراد تعرضوا الى هجوم بالاسلحة الكيمياوية في يوم 16/3/1988 في حلبجة، ولايمكن القول بشكل قاطع أن الاسلحة الكيمياوية العراقية هي التي قتلت الاكراد. وهذا ليس هو التحريف أو التشويه الوحيد في قصة حلبجة. أنني مطلع وأعلم جيدا،( الكلام للبروفيسور) من خلال موقعي كمحلل سياسي للمخابرات المركزية الامريكية في شؤون العراق خلال الحرب العراقية الايرانية وكبروفيسور في الكلية الحربية العسكرية الامريكية للفترة (1998-2000). ومن خلال أطلاعي على كم هائل من المعلومات السرية المصنفة التي كانت ترد من واشنطن حــول ( الخليج الفارسي)، بالاضافة الى ذلك، ترأسي للجنة عسكرية عام 1990 لبحث كيف سيقاتل العراقيون الولايات المتحدة، وشاركت في أعداد تقرير سري مفصل عن الموضوع ، والذي يحتوي على تفاصيل كثيرة عن موضوع حلبجة.

ومن خلال الكم الهائل من المعلومات المتوفرة لدي عن حلبجة يمكنني الافصاح عن أنه بعد المعركة مباشرة قامت الاستخبارات العسكرية الامريكية بالتحقيق في الموضوع وقدمت تقريرا سريا للغاية و محدود التداول على أساس ( NEED-TO-KNOW BASIS)، أكدت فيه على أن الغازات التي أستخدمتها ايران هي التي قتلت الاكراد في حلبجة وليس الغازات العراقية. كما كشفت ، أن كلا الطرفين استخدما هذا السلاح في المعركة التي دارت في أطراف حلبجة، ولدى فحص وأجراء الكشوفات الطبية على الضحايا الاكراد وجد معدوا تقرير الاستخبارات العسكرية الامريكية، أن الضحايا جميعا قتلوا بعوامل كيماوية تؤثر بالدم ( A BLOOD AGENT ) وهي من مشتقات غـــــاز السيانيد SYANIDE BASED GAS ) ).

وكان معروفا لدى الخبراء ان هذا الغاز استخدمه ايران مرات عدة خلال الحرب. وكان معروفا أيضا للمختصين أن العراق لم ينتج ولا يمتلك هذا النوع من الغاز ولم يستخدمه في السابق. الحقائق بخصوص حلبجة، حجبت عن الرأي العام بشكل غير أعتيادي ومثير، ونادرا ماذكرت أو نوقشت في المقالات المنشورة في جريدة نيويورك تايمز التي تناولت الموضوع و لم يشير أي منها الى تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية الذي أكد على أن الغازات الايرانية هي التي قتلت الاكراد في حلبجة. ويختم البروفيسور ستيفان مقاله بالقول: ( أنني لاأريد أن أحسن صورة صدام حسين، وعليه أن يجيب على أسئلة كثيرة عن خروقاته لحقوق الانسان، ولكن أتهامه بأنه قصف شعبه بالغازات السامة في حلبجة، كفعل من أفعال الابادة، غير حقيقي وباطل).

هذه شهادة من عالم منصف خرج من رحم المؤسسة الامريكية ليقول الحق ولايخشى في قوله لومة لائم ولو كره الكارهون والمنافقون. وبهذه الشهادة تسقط أخر ذريعة تذرع بها الرئيس بوش والسيد طوني بلير لغزو العراق وأحتلاله. أما التداعيات الاخرى للقضية فنتركها لأهل الحق و الانصاف ، أذا بقيً نفر يؤمن بهما.. وصح المثل العربي، لو خليت قلبت.

سيصنعو منك سيد يابو حمزه كما صنعو من ابن عمك امير المؤمنين صدام المجيد اسطوره وستغنيها الاجيال والتاريخ سيشهد وينتظر ولكن لا يمر مرور الكرام

**********

اضاعوني واي فتى اضاعوا******* ليوم كريهة وسداد ثغري

للعودة الى سيبقى العراق الى ألأبـــــد


Labels:

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker