Articles to read...

Tuesday, October 31, 2006

السياسة الامريكية في العراق .. البحث عن منفذ للخروج


من المأزق :اختبار التحديات الخارجية .. واختيار الاستحاقات الداخلية

عاشور صالح شكوي

تمر السياسة الامريكية في العراق .. بأوقات حرجة وعصيبة .. وهو ما اقره الرئيس الامريكى جورج دبليو بوش الذي شبه ما تواجهه القوات الامريكية بالعراق .. بما واجهته امريكا من حرب فيتنام عام 1968ف فيما اعترف وزير الدفاع الامريكى دونالدرا مسفيلد باستحالة الحل العسكرى للازمة في العراق .. وسط تزايد الانتقادات المتبادلة بين الادارة الامريكية وحكومة المالكى " بالمنطقة الخضراء " ببغداد .. في وقت تستعد فيه امريكا لاستحقاقات انتخابات الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين يراهنون على فشل سياسة ادارة الجمهوريين في العراق ويسعون لسحب البساط من تحت اقدامهم بعد سيطرة جمهورية على الكونغرس استمرت 12 عاما فهل بقى اى وقت امام الادارة الامريكية والجمهوريين لتصحيح سياستهم في العراق ؟! ام ان هذه السياسة ستظل معلقة بين اختبار التحديات الخارجية واختيار الاستحاقات الداخلية الامريكية ؟!

هذه المفارقة تصاعد الالحاح في طرحها في ضوء النتائج التي اسفر عنها مسار الاوضاع الامنية والسياسية والعسكرية بالعراق خلال الاسابيع الاربعة الاخيرة .. الامر الذي دفع بالادارة الامريكية الى مراجعة حساباتها في العراق بشكل كامل .. وقد عقد رئيس الادارة الامريكية جورج دبليو بوش اجتماعا مع وزير الدفاع الامريكى وقائد القيادة الوسطى الامريكية وقائد القوات الامريكية في العراق الى جانب رؤساء وجنرالات وخبراء استراتيجيين امريكيين تناول الاجتماع السبل الكفيلة لوضع حد للتدهور المتسارع للاوضاع في العراق ووضع خطط استراتيجية بديلة للسيطرة على العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة العراقية ضد القوات الامريكية وكانت القوات الامريكية قد تكبدت خلال هذا الشهر الجارى التمور " اكتوبر " اكبر عدد من القتلى في صفوف جنودها فاق المئة جندى امريكى وقد اعترف الرئيس الامريكى بأن الامر يعد قاسٍ في العراق وقال بوش في مقابلة اجرته معه وكالة الصحافة المشتركة الامريكية للانباء ان الامر كذلك قاس على المواطنين الامريكيين الذين يشاهدون ذلك عبر الاذاعات المرئية .. ويعنى بوش بذلك رؤية جثث الجنود الامريكيين القتلى وفي خضم الاعترافات الامريكية الرسمية لخطورة الاوضاع في العراق وشدة العمليات العسكرية المنظمة التي تقوم بها المقاومة العراقية اعترف الرئيس الامريكى لشبكة اى ـ بى ـ سى الامريكية في العشرين من شهر التمور " اكتوبر 2006 ف " بان الوضع الذي تواجهه امريكا في العراق اصبح لا يختلف عن الوضع الذي واجهته في حربها بفيتنام قبل اربعة عقود اى في العام 1968ف واقر بوش في هذه المقابلة بان الهجمات المسلحة في العراق ضد القوات الامريكية تشهد تصعيدا متزايدا وكان الرئيس الامريكى قد رفض في السابق وصف الحالة التي عليها القوات الامريكية في العراق وما تتكبده من خسائر على يد المقاومة العراقية بانها مشابه للحالة الامريكية في حرب فيتنام .

نفاذ الصبر
وفي مؤتمر صحفى عقده الاسبوع الماضى اعترف الرئيس الامريكى كذلك بصعوبة نجاح المشروع الامريكى في العراق وحمل حكومة المالكى مسؤولية الفلتان الامنى وقال انه صبره ليس بلا حدود وفي ذلك اشارة على وجود خلافات امريكية مع الحكومة العراقية " المنتخبة " بالمنطقة الخضراء ببغداد ..

وقد انتقد رئيس الحكومة العراقية المالكى اسلوب ادارة القوات الامريكية لحملاتها العسكرية في المدن والقرى العراقية وقال انها لا تتم بالتنسيق المباشر مع حكومته .. وردت الادارة الامريكية على هذه التصريحات بالقول ان الحكومة العراقية على علم مسبق بالعمليات التي تنفذها القوات الامريكية بالعراق وخاصة ضد " ميليشيات " الصدر ورد المالكى قبل ايام بان سلطاته المحدودة لا تعطيه المجال لكى يرتب المسائل الامنية بالعراق ورفض المالكى اعطاء جدول زمنى للقضاء على " الميليشيات " المسلحة في العراق وفي ذلك اشارة اخرى على ان حكومة " المنطقة الخضراء " ببغداد ليست سوى اداة لتنفيذ السياسة الامريكية وهذه الاشارات الحذرة التي صدرت عن رئيس الحكومة العراقية والتي ترصدها الاوساط السياسية المتابعة اكدت بأن الباب لايزال مشرعا وبصورة كاملة على مواصلة الحرب في العراق وان كل الخطط الامنية التي صاغتها الادارة المدنية والعسكرية الامريكية في بغداد بالتنسيق المباشر مع الادارة الامريكية في البيت الابيض قد باءت بالفشل الذريع الامر الذي يضع حكومة المالكى في المحك الامريكى وانهــا قد تسقط .

الحل السياسى
وقد اطل وزير الدفاع الامريكى دونالد رامسفيليد الاسبوع الماضى هو الاخر ليعترف امام الرأي العام الامريكى والرأي العام العالمى بان الحملة الامريكية العسكرية على العراق فشلت وانه من المستحيل حل الازمة العراقية بالطرق العسكرية وان حلها يكمن ضمن الوسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا ان دل على شئ فانما يدل على ان كل الحملة الامريكية على العراق قبل العام 2003ف وبعد احتلاله كانت خاطئة من الاساس لانها ارتكزت على معلومات استخباراتية مضللة وغير دقيقة وتقارير خاطئة رسمها اولئك الذين جيئ بهم من خارج العراق ليحكموه ولكن ما هى امكانية التوصل الى حل سياسى للا زمة يجنب العراق الكارثة ويشكل تاليا " مخرجا مشرفا " لامريكا والاطراف المتورطة معها في احتلال العراق ؟!

المؤشرات التي بنت عليها الاوساط السياسية والدبلوماسية تقديراتها حول هذه المسألة اعتمدت في جانب اساسى منها .. على مقدار التغير الذي طرأ على " اللهجة " التي يستخدمها صناع القرار السياسى والعسكرى في البيت الابيض الامريكى في التعبير عن موقفهم في شأن التدهور المتصاعد للاوضاع الامنية في العراق وللعدد المتزايد من القتلى في صفوف الجنود الامريكيين واول ما تلت تلك الاوساط المتابعة الانتباه اليه هو انتقال اللهجة المستخدمة من جانب المسؤولين الامريكيين الى الاعتراف بالامر الواقع في العراق والاعتراف بالخسائر الامريكية اليومية واطلاع الرأي العام الامريكى عليها بعد ان كانت الادارة الامريكية مارست ضغوطا ورقابة متشددة على وسائل الاعلام الامريكية بعدم نشر حجم الخسائر الامريكية في العراق ونشر تقارير وهمية تؤكد احرز نصر متقدم في العراق وان العملية العسكرية في العراق تسير وفق الخطط المرسومة وكذلك نشر اسماء وهمية والادعاء انها عناصر مسؤولة في تنظيمات المقاومة العراقية لتطمئين الشعب الامريكى بان الامور تسير على خير ما يرام ولكن الانعكاس الذي تعاملت به وسائل الاعلام الامريكية في الفترة الاخيرة عاكس تطلعات الادارة الامريكية وقدم للامريكيين الحقائق الغائبة عنهم واظهرت انه لا نصر تحقق في العراق بل خسائر متزايدة وجثث تصل الى امريكا يوميا في توابيت .

والمستوى الاخر الذى ظهرت به الادارة الامريكية في الاونة الاخير في لهجتها الجديدة في التعاطى مع الاوضاع في العراق اختار " الحوار " مع المقاومة العراقية كضامن كى يجنب امريكا المزيد من الخسائر العسكرية ويوقف التدهور المستمر في شعبية الادارة الامريكية في الداخل والتي وصلت الى مستوياتها الدنيا.

وفي ضوء هذه المعطيات يتساءل العديد من المراقبين المتابعين لتطورات الاحداث العسكرية والامنية في العراق عن جدية وفاعلية الخطط الامنية والاستراتيجية الامريكية الجديدة في العراق ؟! وهل في استطاعتها رسم تصورات بديلة تحفظ ماء الوجه للادارة الامريكية المقبلة على تحديات داخلية هامة ؟!

يجيب هؤلاء المراقبون ان وزيرة الخارجية الامريكية كونداليز رايس شرحت مع الرئيس الامريكى ابعاد الخطة السياسية المستجدة في العراق واهدافها والتي تستند على تقارير امريكية اعدت في بغداد وترمى الى ضرورة دفع حكومة المالكى الى تقسيم البلاد الى اقاليم فيدرالية كخطوة اولى نحو الهدف الرئيسى المتمثل في تقسيم العراق الى ثلاث مناطق رئيسية ونهائية وهى الاكراد في الشمال والعرب السنة في الوسط والعرب الشيعة في الجنوب وانه لحل سياسى للازمة الراهنة الا وفق هذا الخيار وبالتالى يفتح لامريكا مخرجا من الازمة وتعمل من ثم على سحب قواتها تدريجيا مع الابقاء على تواجدها في العراق من خلال قواعد عسكرية يتم انشاءها بعيدا عن فوضى وتراكم الامور السياسية والامنية بالعراق ولفت المراقبون انفسهم الى ان وزيرة الخارجية الامريكية لم توضح اذا كان قد بدر اى مرونة من الاطراف السياسية العراقية الرافضة لتقسيم البلاد والتي تتمتع بحضور جماهيرى واسع بالعراق والتي سبق لها وان رفضت نظام الاقاليم الفيدرالية وترفض الربط بين الازمة الداخلية التي تواجهها ادارة الرئيس جورج دبليو بوش والازمة السياسية والامنية العراقية ومشاكل المنطقة الاخرى .. " لان من شأن ذلك تعقيد كل المشاكل " .

ولاحظ هؤلاء المراقبون اعراب وزيرة الخارجية الامريكية عن املها في ان يكون لدى الحكومة العراقية الحكمة الكافية لاختيار " طريق السلام " وان " تصدق " بان التهديد الذي تواجهه القوات الامريكية بالعراق هو تهديد مباشر لها غير ان بعض المصادر المقربة من الرئيس الامريكى ان الرئيس جورج دبليو بوش يفكر في اسقاط حكومة المالكى التي فشلت في تنفيذ وعودها التي وعدت بها وان وجودها صار تهديد حقيقى وجدى للمشروع الامريكى في العراق وفي هذا المجال يطرح هؤلاء المراقبون سؤالا محددا : ماذا في جعبة الرئيس الامريكى من تصورات المستقبل العملية السياسية في العراق بعد ثلاث سنوات من الاخفاق ؟ " التصور " الذي يرسمه الرئيس الامريكى يقوم على ضرورة ايجاد حكومة قوية في المنطقة الخضراء وان تغير الخطط العسكرية والاستراتيجية الامريكية في العراق لابد وان يكون مصاحب بتغير مماتل في " السلطة العراقية " اى تغيير الحكومة العراقية والبحث عن حكومة قوية تملك الحلول السياسية والامنية معا وليس ببعيد كما يقول المراقبون ان تتولى الادارة المدنية الامريكية في العراق ادارة البلاد من جديد وتنصيب حاكم عسكري امريكي على العراق ريتما يتم العثور على توليفة سياسية عراقية قوية ..

وهذا الامر توقف على معرفة الشكل العام الذي ستكون عليه العراق مع نظام الاقاليم الفيدرالية .

وقد اكد مسؤول امريكي في الخارجية الامريكية .. ان حالة الارباك التي عليها الادارة الامريكية في العراق .. تستدعي ضرورة التعجيل بسحب القوات الامريكية من العراق .. وقال هذا المسؤول .. ان التصور الامريكي للاوضاع في العراق يجب ان يكون قائم على الفصل بين ازمتي تفاقم الاوضاع الامنية في العراق وازم بقاء القوات الامريكية .. والقوات الاخرى متعددة الجنسية .. واضاف .. ان اي رهن لاي انسحاب امريكي بالعملية السياسية والامنية في العراق.. يجب ان لايقوم على الربط المعكوس بين الازمتين .. بمعنى حل الازمة السياسية والامنية بالعراق كأولوية ملحة .. ثم النظر بعد ذلك الى مختلف صور واشكال الانسحاب الامريكي من العراق .. وقال عضو ديمقراطي في الكونغرس الامريكي .. ان منحنى الحرب الامريكية في العراق سلك مسلكا خطيرا تدفع ثمنه امريكا بالكامل .. وهذا المسلك اصبح رهين لحسابات شخصية عند الرئيس الامريكي .. الذي لاينظر للامر من ناحية المصلحة العامة لامريكا وتساءل هذا لعضو .. ما الذي حققته الادارة الامريكية .. في سياستها بالعراق لامريكا ؟

وبالطبع لم يكن هذا استنتاجا مجردا .. جرى استشفافه من خلال مسار الاحداث المتصاعدة بالعراق .. وانما يعكس الصورة الداخلية التي اصبحت عليها الادارة الامريكية وانعكاسات سياستها بالعراق.

انتخابات الكونغرس
في هذا السياق .. ثمة من المراقبين من يحاول استنطاق التطورات الداخلية في امريكا باقتراب موعد انتخابات الكونغرس الامريكي من شهر الحرث »نوفمبر« والتي يسعى الجمهوريين .. ان يحافظوا على نسبة الاغلبية في تمثيلهم فيه .. ولكن وحسب استطلاعات الرأي الذي اجريت مؤخرا . اظهرت نتائجها ان غالبية الامريكيين سوف تصوت لمصلحة الديمقراطيين .. وانهم يرغبون في تغيير الوجه السياسي لامريكا الذي اضرت به سياسة الجمهوريين في البيت الابيض والكونغرس معا .. ويراهن الديمقراطيون كثيرا على المأزق الذي عليه الادارة الامريكية الحالية في العراق ويعملون على تسليط الاضواء على حجم الخسائر الامريكية بالعراق يوميا .. وتسخير وسائل الاعلام الامريكية لتوضيح الصورة كاملة للشعب الامريكي .. والانزلاق الاخلاقي الذي وصلت اليه بسبب القوانين التي صاغها الرئيس الامريكي والكونغرس ضمن اطار الحرب على الارهاب .. حتى ان وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد اعترف بقوة الحملة الاعلامية الذي يقودها الديمقراطي هناك ضد الجمهوريين وادارة جورج بوش .. وقال ان هناك وسائل اعلام امريكية تعمل على افشال خطط الادارة في العراق .. ولكن ما تمر به السياسية الامريكية الداخلية والخارجية معا اليوم .. بعد شهر دامي امريكيا في العراق .. وهو الاسوأ طيلة السنوات الثلاث التي اعقبت الغزو الامريكي للعراق .. هو استنطاق تفرضة الكوامن المستقبلية لهذه التطورات .. التي ستملأ في مرحلة لاحقة .. كل فراغات الصورة .. وتفرز بالتالي مؤشرات بعيدة المدى .. بعضها يتعلق بصلب بقاء القوات الامريكية بالعراق والملفات الساخنة التي تمر بها منطقة »الشرق الاوسط« والبعض الاخر يتصل بعامل »الربط« بين الازمات الداخلية في الادارة الامريكية نفسها ..
وداخل الكونغرس .. حول الابعاد الحقيقية في الحرب الامريكية على الارهاب .. وقوانينها التي اضرت بصورة امريكا في العالم وتراهن الادارة الامريكية في ان يحقق الحزب الجمهوري فوزا ولو بنسبة ضئيلة في استحقاقات الكونغرس القادمة .. يبقى اولا على المحافظة على تماسك الجمهوريين بمفاتيح الحياة السياسية الامريكية .. حتى موعد انتخابات الرئاسة الامريكية بعد عامين .. وثانيا .. الحفاظ على القوانين والقرارات التي صاغها الكونغرس في الحرب على الارهاب والتي يعارضها الديمقراطية بشدة .. وبخاصة الحرب الامريكية في العراق والتي يعتبرها نواب ديمقراطيين جوهر الصراع في المنطقة .

وفي اطار الجدل الدائر بخصوص هذه التطورات انقسمت اراء المحللين والمراقبين المعنيين بالازمة السياسية الداخلية الامريكية الى فريقين .. الاول رأي ان الاحتلال الامريكي للعراق دخل مرحلة نوعية جديدة .. تتماشى مع تصريحات المسؤولين الامريكيين الاخيرة .. القائلة انهم على استعداد لاعطاء الحلول السياسية المجال لايجاد مخرج من هذا المأزق والدخول في حوار مباشر مع لجان المقاومة العراقية من اجل الوصول الى تسوية سليمة تكون المقاومة العراقية طرفا سياسيا مباشرا وشريكا في الحياة السياسية العراقية الجديدة ..

وهناك فريقا اخر .. راي ان السياسة الامريكية في العراق لن تتغير طالما ظل جورج بوش في الحكم حتى نهاية ولايته الاخيرة ..

ويستدل هذا الفريق بارائه من تصريحات الرئيس الامريكي نفسه الذي يؤكد ان لا جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق قبل ان تنتهي مهامها .. وانه لايفكر في الانسحاب من العراق حتى تنتهي ولايته .. وان كان هناك اي انسحاب فليكون ضمن سياسة خليفته .. ويبرر جورج بوش موقفه .. بان الاعتراف بالفشل في العراق عسكريا يعتبر انتصار »للارهابيين« حسب وصفه في العراق وان النصر عليهم يعني نهاية للارهاب ؟! ولكن هل »الارهاب« اصبح العراق معقله ؟! وان القضاء عليه مرهون بنجاح السياسة الامريكية في العراق ؟!

الامريكيون انفسهم اعترفوا بان سياسة جورج بوش في العراق وحربه على الارهاب زادت من تفاقم الارهاب في العالم بنسبة 400 في المائة عما كان عليه قبل غزو العراق .. وان كل الشعارات والذرائع الامريكية بان الغزو الامريكي للعراق كان بسبب امتلاكه اسلحة دمار شامل .. ولعلاقة نظام صدام حسين بالقاعدة .. وللدفاع عن حقوق الانسان العراقي .. كل هذه الشعارات الامريكية »الجمهورية« ثبت زيفها.. وخذاعها .. فبعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الغزو الامريكي للعراق .. هل عثرت القوات العراقية على اسلحة دمار شامل في العراق ؟! وبالنسبة لعلاقة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ونظامه بالقاعدة قبل الغزو .. فقد اكد مجلس النواب الامريكي في شهر الفاتح »سبتمبر« الماضي انه لم تكن لصدام حسين علاقة بالقاعدة قبل الغزو وبعده .. وبالنسبة للدفاع عن حقوق الانسان في العراق .. فان الفضائح الامريكية التي كشف عنها في سجن ابو غريب .. والقمع والتنكيل والتعذيب الذي يتعرض له العراقيين على يد جنود الاحتلال الامريكي تعكس الوجه الاخر للحضارة الامريكية .. ولاننسى القتل العمد االجماعي الذي تمارسه القوات الامريكية ضد اسر عراقية .. الى جانب الاغتصاب والحرق الذي تتعرض له النساء العراقيات وعلى مرأي من ذويهم وفي السجون والمعتقلات ..

هذه الحقائق هي ما يستخدمه الديمقراطيون اليوم في حملتهم الانتخابية القادمة في الكونغرس الامريكي .. ويتوقع المراقبون ان تلحق هزيمة كبيرة بالجمهوريين وان يفقدوا سيطرتهم على الكونغرس بعـــد 12 عامــــا مــــن السيطرة عليه ..

كما يؤكد المراقبون ان الشعب الامريكي ينتظر ساعة الانتخابات ليقول الحقيقة ويعبر عن موقفه من سياسة الجمهوريين .. كما اعتبر المراقبون ان العنصر العربي والمسلم في امريكا سيدخل في تحالف مع الديمقراطيين لاسيما وان الاجراءات القسرية التي انتهجتها الادارة الامريكية بعد هجمات »11 سبتمبر« قوانين مكافحة الارهاب .. كانت اشد تعسفا وظلما ضد العرب والمسلمين في امريكا .. وهو الموقف الذي يذهب اليه الفريق الثاني .. ولكن وحسب الرؤية التي يسوقها كل فريق لمستقبل السياسة الامريكية الداخلية والخارجية .. لابد من تسجيل ان هذين الفريقين يلتقيان في ان السياسة الامريكية على مر تاريخها لم تبلغ حدا من التوتر .. مثلما هي الان في عهد جورج دبليو بوش .. وان استياء الرئيس الامريكي وكبار اركان اداراته من حكومة المالكي في المنطقة الخضراء ببغداد بلغ حدا كبيرا يعترف به المسؤولين الامريكيون .. باشارتهم الى ان اللغة المتنقاة بعناية في تصريحات الرئيس الامريكي .. في وصف حكومة المالكي ومواقفها .. لم تستطيع اخفاء هـذا الاستياء .

العصا الغليظة
ومع ذلك وبالعودة الى صلب الموضوع المتعلق بالشأن العراقي والتطورات الامنية والعسكرية فيه .. فان السؤال الجوهري الذي طرحته العديد من الاوساط السياسية والدبلوماسية المتابعة رغم كل الاعترافات والتصريحات المتناقضة بين اركان الادارة الامريكية .. هو الى اي مدى ستستمر امريكا في اعتماد »العصا الغليظة « في العراق .. في حالة فشل خططها الامنية والعسكرية الاستراتيجية وكذلك السياسية »المعدّلة« ؟!

تقول هذه الاوساط .. ان سلوك الرئيس الامريكي ووزير دفاعه يوحي على رغم ذلك كله بانهما يسعيان الى التوصل الى تسوية سياسية للازمة في العراق..

لاسباب تتراوح بين الحفاظ على المستقبل السياسي للحزب الجمهوري .. والتحديات التي تواجهها السياسة الامريكية في المنطقة والمتعلقة بالملف النووي الايراني واحتمالات نشوب مواجهة مسلحة بين امريكا وايران مستقبلا بسبب برنامج الاخيرة النووي .. وهذه المواجهة ان حدثت ولو في عهد رئيس امريكي اخر غير الرئيس الحالي ستكون لحسابات »اسرائيلية« قبل ان تكون لحسابات امريكية .. واكدت تلك الاوساط ان وزيرة الخاريجية الامريكية ستقوم بزيارة في وقت لاحق الى بغداد .. وربما ستعرض معادلة انسحاب القوات العسكرية الامريكية من العراق تدريجيا .. مع حصولها من تيارات سياسية عراقية فاعلة في الحياة العراقية السياسية وتملك تأثير على المقاومة العراقية على ضمانات .. بعدم مهاجمة القوات الامريكية .. وهو امر لايمكن ان تحصل عليه الادارة الامريكية وسط التناقضات التي عليها .. وحالة الارباك التي عليها حكومة المالكي .. وقد رفض وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد اي تعديل على خططه العسكرية بالعراق وقال انه ليس من عادة واشنطن مفاوضة طرف ضعيف لايشكل قو استراتيجية .. وكان وزير الدفاع الامريكي اصدر الاسبوع الماضي اوامره .. من وزارة الدفاع الامريكية »البنتاغون« باستدعاء احتياطي قوات مشاة البحرية الامريكية »المارينز« لارسالهم للعراق لدعم القوات الامريكية هناك .. بهدف السيطرة على الوضع الامني المتدهور .. وقال رامسفيلد ان الحرب على العراق لم تكن رحلة سهلة ولانزهة .

على كل حال .. فان ثمة مغزى اخر يتبادر الى الذهن ويتلخص في التساؤل عن ماهية الدوافع التي تجعل اركان الادارة الامريكية يظهرون في كل مرة بمفاجئة جديدة حول الوضع في العراق ويعترفون باخطاء تقديراتهم ثم يتراجعون عما قالوا بسرعة ؟ .. هل الخوف من عواقب انهيارامريكي وشيك في العراق ؟! ام هناك امراً ما يجرى »طبخه« على نار هادئة ؟!

الاجابة ليست سهلة .. وخصوصا وان الادارة الامريكية الحالية تبدو حازمة في القول .. ان الرغبة في تفادي ويلات الحرب لن تجعلها تحيد في اي صورة من الصور عن مشروعها في مكافحة الارهاب وتحقيق النصر النهائي عليه بالعراق مهما كلف الامر .

وفي غياب استعداد الادارة الامريكية واركانها لتقديم »هدية« او »وعد« للشعب الامريكي بوقف الحرب في العراق ووضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية من العراق .. والتراجع عن مواقفها المعلنة .. فان الشعب الامريكي سيسجل في انتخابات الكونغرس القادمة كلمة الفصل الاخيرة للمواقف المتضارية في السياسة الامريكية بين الجمهوريين والديمقراطيين .. فهل ثمة فرصة فعلية في ما يسمي »الفرصة الاخيرة« امام الجمهوريين لحث ادارتهم على وضع جدول للانسحاب من العراق والحفاظ على اغلبيتهم في السيطرة على القرار السياسي في الكونغرس ؟! ام ان الايام المقبلة ستكشف مقدار الخطأ في السياسة الامريكية المتبعة في العراق .. ويعمل الشعب الامريكي على اغتنام فرصة تغييرها .

المصــدر: صحيفة الشـمــس

للعودة الى الصفحة الســابقــة

Thursday, October 26, 2006


صلاح المختار لكاتب امريكي :

خلال 5 ساعات سيعيد الحزب والمقاومة الامن للعراق

مقابلة اجراها الكاتب الامريكي درايفوس قيادي في المعارضة العراقية يتحدث

فيما يلي نص المقابلة المطولة ،التي عدلت قليلا من قبل المحرر، التي اجريتها عبر الهاتف مع صلاح المختار، الذي يقيم في اليمن ، وهو مسؤول عراقي سابق ودبلوماسي وعمل في وزارة الاعلام ، وخدم في الامم المتحدة ، وفي الهند كسفير . واثناء غزو عام 2003 كان سفير العراق في فيتنام . وبالرغم من انه لا يدعي انه الناطق باسم المقاومة في العراق او باسم حزب البعث الا انه قريب من كليهما . هنا ما كان قد قاله روبرت درايفوس

سؤال: كم هي قوية المقاومة العراقية

جواب : ان المقاومة المسلحة قد انهت كل الاستعدادات للسيطرة على السلطة في العراق . ان المتعاونين مع الولايات المتحدة من المستوى الوسط بدأوا بالهرب من العراق بعد ان هرب الاعلى مستوى منهم قبلهم ، والذين يقبع اكثرهم خارج العراق مثل احمد الجلبي واياد علاوي واخرين . وهناك موجة ثانية من العملاء تستعد للهرب وبعضهم غادر فعلا العراق الى الاردن وسوريا وبريطانيا واماكن اخرى ، لان الصراع الستراتيجي عمليا قد وصل نقطة وضع حد للاحتلال . ان المقاومة تسيطر عمليا على بغداد الان . بالامس تكلمت مع اناس كثيرين داخل العراق وقالوا لي بان الهجوم على القاعدة الامريكية ( الصقر ) كان جزء من ستراتيجية جديدة تقوم على الحاق خسائر ضخمة في القوات الامريكية في العراق .

سؤال : لقد قرات ان العديد من شيوخ العشائر في العراق قد طالبوا باطلاق سراح صدام حسين ، واخرين يريدون التعاون مع المالكي !

جواب : ان اؤلئك الذين يعملون مع المالكي يعيشون في الاردن وليس داخل العراق ، خصوصا العائدين الى محافظة الانبار ، لذلك فانهم بلا وزن داخل العراق . وبالنسبة لاولئك الذين يرسلون رسائل تطالب باطلاق سراح الرئيس صدام حسين فانهم يشكلون الغالبية العظمى من عشائر العراق ، لقد اصبحت ظاهرة وطنية ، كما انها بدأت فجأة : بعث مئات الرسائل من شيوخ العشائر من الشمال حتى جنوب العراق تطالب باطلاق سراح الرئيس وعودته رئيسا .

سؤال : هل هناك قوى مؤيدة للبعث في الجمعية الوطنية ؟

الجواب : هؤلاء لا يمثلوننا ، لكنهم متعاطفين معنا . انهم يطالبون بالغاء قانون اجتثاث البعث ، وفتح حوار مباشر مع البعثيين . ويقولون انه من غير المنطقي التحدث عن المصالحة الوطنية دون البعثيين . حتى علاوي ومجموعته يشكلون جزء من ذلك المطلب . انا اؤكد لك بان المقاومة تملك اليد العليا في العراق ، ان الشيء الوحيد الذي يقلقنا هو التدخل الايراني المباشر ( المقصود في لحظة التحرير ) .وبخلاف ذلك فان كل شيء قد ضمن . فخلال اربع او خمس ساعات نستطيع فرض الامن والاستقرار في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية . ولهذا نطلب من مجلس الامن التابع للامم المتحدة ان يعلن معارضته لاي تدخل اجنبي في العراق ( بعد التحرير مباشرة ) ، لضمان ان ايران لن تتدخل في شؤون العراق . وعلى اولئك الذين ارتبطوا بامريكا ان يغادروا العراق حينما تغادره امريكا . ان المقاومة تمسك بالارض تقريبا في كل العراق .

سؤال : ما هو دور مقتدى الصدر ؟ هل يمكنكم اجراء حوار معه ؟

جواب : كلا ، مقتدى تابع لايران ، انه الان اكثر خطورة من فيلق بدر . ان الاذى الذي الحق في المجتمع العراقي هو من عمل جيش المهدي التابع ل(الصدر )، بعد ان شلت المقاومة تقريبا فيلق بدر.

سؤال : لماذا لا نرى حركة للمقاومة في المناطق الشيعية ؟ جواب : هناك مناضلون شيعة يحتلون مراكز قيادية في المقاومة البعثية ، اي داخل البعث . وليس هناك تنظيم سواء كان وطنيا او موال للاحتلال له قواعد شعبية مستقرة ومنظمة وكبيرة غير البعث خصوصا في الجنوب ، وانما هناك نخب سياسية . وهناك اعمال مميزة للمقاومة في الجنوب ولكن الاعلام لا يغطي ما يجري فيه . ان طبيعة العمليات في الجنوب ليست مثل عمليات المقاومة في الانبار وبغداد . فهي اضافة لمقاتلة الاحتلال موجهة ضد ما يسمى مجموعة الحكيم ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ) وجماعة جيش المهدي ، اللذان يركزان اعمالهما على قتل الوطنيين والمقاومين بحقد عميق ، ويتعاونان مع الاحتلال . انهما مؤخرا قتلا مواطنين اكثر مما قتل الاحتلال . ولكن هناك في الجنوب اغلبية صامتة تقف ضد الاحتلال وايران سوية .لقد نفد صبر الاغلبية الصامتة في الجنوب من جراء جرائم المجموعات الموالية لايران .انت تعلم انه في العديد من مدن الجنوب لايران حتى مكاتب رسمية ، وان المخابرات الايرانية تسيطر على مناطق في جنوب العراق لدرجة انهم يستعملون العملة الايرانية ، وتستطيع ان تطلب من سائق التاكسي ان يذهب بك الى مقر المخابرات الايرانية ، وسوف ياخدك اليه مباشرة ! لكن الاغلبية الصامتة في الجنوب انتهى صبرها على النفوذ الايراني في المنطقة .لهذا نحن لسنا قلقون بسبب الوضع في الجنوب باستثناء تهديد التدخل الايراني العسكري المباشر عقب التحرير مباشرة .ان الجيش الشرعي قد اعيد بناءه ،وهو الجيش الذي نزل تحت الارض بعد الغزو ، وهذا الجيش مستعد للسيطرة على العراق الان . ان80 - 90 % من مقاتلي المقاومة العراقية وقادتها العسكريين تتشكل من قوات الجيش الوطني الشرعي . هناك ضباط عالي الكفاءة من الجيش الوطني يقودون كل العمليات المسلحة للمقاومة العراقية تقريبا في العراق . لقد بنوا الجيش الجديد بعد الاحتلال على اسس طائفية وشكلوه من فيلق بدر والبيش مركة الكردية ،

ومع ذلك فهناك عناصر وطنية حتى داخل هذا الجيش العميل ، وتحصل المقاومة على المعلومات عن وضع الجيش وخططه من الوطنيين فيه .

سؤال : هل ستكون هناك معركة حاسمة تشبه معركة تيت (معركة حاسمة في فيتنام ) ؟ هل ستتعرض المنطقة الخضراء لهجوم ؟

الجواب : هناك حديث في بغداد عن تحرير المنطقة الخضراء ، خصوصا في الاسابيع الاخيرة . ولكن ذلك غير محتمل في الوقت الحاضر لان ستراتيجية المقاومة وضعت على اساس جمع نقاط مثلما في الملاكمة ، وليس الانتصار بالضربة القاضية . انت تجمع النقاط واحدة اثر اخرى لتقرير من سينتصر . وهكذا انت تستنزف العدو ، بمهاجمته باستمرار حتى ينهار . ولهذا فان انتصار المقاومة في العراق لن يتحقق بمعركة واحدة . وهذه الحقيقة تعبر عن فهمنا لطبيعة العدو . ونحن نتوقع ان يكون الشهر الاول من العام القادم حاسما . ان الامريكيين استنزفوا ، والمقاومة تعد لهجمات متزامنة على القوات الامريكية في كل مكان من العراق . ان الاصابات بين القوات الامريكية تزداد بحدة وبشكل واضح لم يسبق له مثيل ، وهذه الزيادة النوعية والكمية في عمليات المقاومة هي جزء من قرار الحزب والمقاومة بزيادتها تمهيدا للنصر الحاسم .

سؤال : من يتحدث باسم المقاومة ؟ ( السؤال الاصلي كان : لقد نفيت في السابق انك تنطق باسم المقاومة والحزب اذن من ينطق باسمهما ؟ )

الجواب : لا احد ، انا لا اتحدث باسم حزب البعث او المقاومة انا مجرد مناضل بعثي. ولكنني قريب من كلاهما اي الحزب والمقاومة . لقد تقرر قبل الغزو تجنب اقامة المقاومة اي علاقة مباشرة مع اي طرف اخر ، لمنع الاختراق الامني ولجعل الحصول على معلومات عن المقاومة صعبا . احيانا اتحدث مع مجاهدين مموهي الشخصيات بالتلفون وغالبا على الانترنيت بلغة مموهة ايضا ، واحيانا بلقاءات مباشرة مع بعضهم عندما اسافر من اليمن . وقامت بعض الحكومات العربية بمنحي جوازات سفر باسمي الصريح لاجل تسهيل سفري ، وهي حكومات تتوسط كما تقول الاخبار بين المقاومة وامريكا .

سؤال : ما هو موقف الولايات المتحدة من حزب البعث ؟

الجواب : من حيث الحسابات الجيوستراتيجية تعد امريكا البعث عدوها الاول في اوساط حركات التحرر العالمية والنظم التقدمية ، منذ امم النفط عام 1972 ولكنه ومنذ عام 1984 اصبح هدفها الاول عالميا حينما رفض الرئيس صدام حسين كل العروض الامريكية التي كانت تسيل لعاب حتى الدول الكبرى والتي عرض بعضها دونالد رامزفيلد بالذات . ولذلك لم ترسل امريكا الى افغانستان عام 2001 ، والتي يقال ان من هاجموها في ايلول موجودين فيها ، اكثر من 15 الف جندي امريكي بينما ارسلت للعراق 160 الف جندي امريكي رسميا ، وهناك اكثر من مائة الف جندي امريكي غير رسمي من المرتزقة او طالبي الجنسية الامريكية اضافة لقوات الحلفاء الاخرين والجيش العراقي العميل والشرطة العراقية العميلة ، والذين يشكلون كلهم حوالي نصف مليون جندي يقاتلون البعث والمقاومة ، مع ان العراق لم يهاجم عسكريا ولا ارهابيا امريكا !

ومن مظاهر اسبقية اجتثاث البعث على رفض غيره حقيقة ان امريكا لم تهتم جديا بالقاء القبض على اي خصم لها في افغانستان كانوا على وشك امساكه ، حيث صدرت اوامر بايقاف مطاردة من كانوا يريدون اسره بتهمة شن هجمات ايلول مع ان المخابرات الامريكية كانت على وشك القبض عليه ووضعته تحت سيطرتها ! بينما جندت كل طاقاتها الاستخبارية لضمان اسر الرئيس صدام حسين ! والسوأل الجوهري هنا : لماذا هذا العداء التمييزي ؟ الجواب هو ان عراق البعث كان العقبة الاساسية امام امريكا التي منعتها من اكمال سيطرتها على كل منابع النفط لاستخدامه اداة ابتزاز للسيطرة على العالم بلا حروب عسكرية واقامةالحلم الامريكي الاول القرن الامريكي . اما الان ، وبعد ان هزمت امريكا في العراق واصبحت منذ ما بعد معركة الفلوجة الاولى تلعب بالوقت الضائع ، فانها تريد الخروج من العراق وهي تحتفظ بماء وجهها كامبراطورية كانت قيد التكون عندما دخلت العراق لكنها اصبحت قيد الاحتضار بعد ان دخلت اسوار بغداد .

ان الامريكيين ، الجنرالات وغيرهم ، وبعد ان توصلوا الى قناعة تامة بان البعث هو الداينمو الاساس المحرك للثورة العراقية المسلحة اضطروا للاتصال بالرئيس صدام حسين في اسره وتكلموا معه حول الوضع في العراق ، ورامزفيلد ، كما قالت مصادر عديدة تشرف بمقابلة الرئيس وكذلك كونداليزا رايس . وكلاهما حاول اقناعه بالقاء كلمة يدعو فيها المقاومة لالقاء السلاح والتعاون في اطار ما يسمى العملية السياسية . وقد رفض الرئيس ذلك فاخبره جنرال امريكي كبير بان عليه (الرئيس صدام حسين) ان يختار بين مصير موسوليني ، (اي القتل ) او نابليون ( اي النفي ) ! وفيما بعد لمحا ( رامزفيلد ورايس ) الى شيء اخر ، يشمل عودة حزب البعث للحكم . والان تقول الاخبار والمصادر الامريكية بان هناك حكومات عربية تضغط على الادارة الامريكية لقبول عودة البعث لضمان الاستقرار في العراق . وتقول مصادركم الامريكية ولسنا نحن بان السعودية واليمن وبعض اقطار الخليج العربي قد اتصلت بامريكا لاقناعها بعودة البعث بصفته الحل الوحيد الذي يحجم النفوذ الايراني في المنطقة . لكن البعث لديه قرار اخر وهو تشكيل جبهة طنية عريضة في العراق مع الاحزاب الوطنية الاخرى من اجل تخليص الوطن من الاحتلال وهذه الجبهة تتشكل من القوى الوطنية المناهضة للاحتلال وفيها الاكراد والتركمان .

سؤال : هل يتعاون السيستناني ؟

الجواب : السيستاني لم يعد مؤثرا كما كان ، ولا احد يصغي اليه الان ، انه ليس عراقيا وهو سوف لن يبقى بل سيهرب بعد ان يبدأ سقوط الاحتلال الحاسم ، لان دوره كان خدمة وطنه الام ايران بالمشاركة في خراب وتدمير العراق لصالح ايران والاحتلال .

سؤال :الوضع يبدو كانه حرب اهلية اليس كذلك ؟

الجواب : ان الحرب الاهلية لن تحدث ابدا في العراق . لدي العديد من الاقارب من الشيعة كما السنة . والغالبية العظمى من العراقيين هكذا . اذن كيف استطيع قتل اخي او ابن عمي او نسيبي ؟ الطائفية وان بدت اقوى من الوطنية فان ذلك مظهر مخادع تماما لان النسيج الاجتماعي العراقي متداخل على نحو لا يسمح بحرب اهلية على اسس طائفية ، خصوصا وان عشائر العراق الكبرى تتالف كل منها من الشيعة والسنة ، بمعنى ان هناك قرابة دم بين الشيعي والسني في العراق .

سؤال : العديد من العراقيين تم استقطابهم بواسطة القتل، ودفعوا الى الطائفية ؟

الجواب : انه ليس قتالا طائفيا ، انه صراع سياسي . كما قلت لك يوجد في اعلى قيادة للمقاومة قادة شيعة كما يوجد سنة ومسيحيين ومسلمين . وهؤلاء يعملون سوية داخل المقاومة ، كما يجب ان اشير الى وجود قادة اكراد وتركمان في المقاومة المسلحة . ان الشعب العراقي يحمل ايران وامريكا وبشكل متزايد مسؤولية عمليات القتل . ان ايران تريد السيطرة على المنطقة ، باستخدام نفوذها في وسط شيعي معين . والسؤال هو من جلب عصابات ايران الى العراق ؟ بالطبع امريكا . انك تتذكر بانه بعد العدوان على العراق في عام 1998 ، اي بعد عملية ثعلب الصحراء ، توصل الامريكيون الى استنتاج بانه لا توجد امكانية لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين الا بالتعاون مع ايران . وهكذا ابتدأ التعاون الامريكي الايراني الرسمي والوثيق حول غزو العراق وحدثت في اوربا اجتماعات ايرانية امريكة للتنسيق ضد العراق ، وامرت ايران مواطنها محمد باقر الحكيم واخيه عزيز الحكيم بالانضمام لماكان يسمى المعارضة العراقية التي نظمتها المخابرات الامريكية انذاك . وعند دخول قوات الغزو للعراق عام 2003 اصدر السيستاني فتوى دعا فيها مقلديه من العراقيين لعدم مقاومة الغزو الامريكي , كما اصدر فتوى اخرى دعا فيها الى التعاون مع الاحتلال . والان من يدعم حكومة المالكي ؟ ومن دعم حكومة الجعفري ؟ انها الولايات المتحدة وهما ( المالكي والجعفري ) ايرانيين ليس في الهوى السياسي فقط بل حتى في جنسيتهما واصولهما ايضا . ان من يحكمون العراق منذ الغزو ليسوا عراقيين بل ايرانيين و بريطانيين وامريكيين في الجنسية والولاء ، فما الذي يربط هؤلاء غير امريكا ؟

سؤال : ماذا عن امكانية حدوث انقلاب عسكري في العراق ؟

الجواب : اذا ارادت امريكا ان تقدم السلطة في العراق للجنرالات من خلال انقلاب عسكري ، كما تلمح مصادر امريكية لاجل الحد من النفوذ الايراني في العراق ، فان ذلك الانقلاب سيكون لغما خطيرا لكلا الطرفين العراق وامريكا . ربما تسأل لماذا ؟ لان اغلب ضباط الجيش العراقي الشرعي بعثيين كما ان بعض ضباط الجيش الجديد لهم صلة بالحزب وتحت امرته ، ولهذا لا يوجد حل في العراق بمعزل عن البعث ، وهذه حقيقة يجب ان تدرس بعناية من قبل الجميع . ان زيادة القتل الجماعي في العراق قد خلق رغبة لدى بعض العراقيين في وقوع انقلاب ينقذهم من فرق الموت الايرانية . وأذا اعتمد الانقلاب على الجيش الجديد لن يستطيع القيام به لاسباب عملية وهي انه عاجز عن تصفية العصابات الايرانية حتى لو افترضنا استعداده للقيام بذلك العمل . من هنا لم يبق امام امريكا الا ان تبحث عن جنرالات من الجيش الوطني الشرعي نتيجة خبرتهم القتالية الغنية ، ولكن ذلك يفرض عليها ان تقدم على خطوتين ، الاولى اعادة عدد كبير من ضباط الجيش الوطني ، والثانية تسليح الجيش بسلاح ثقيل يستطيع به سحق العصابات . وهكذا سيتحول الجيش الى قوة فعالة ليس بمعنى خوض حرب كلاسيكية مع امريكا بل بمعنى انه سيصبح طرفا مقررا عند لحظات التحول والحسم وهنا يبرز اللغم الخطير.

ان ادعاء امريكا بان المطلوب هو التخلص من عصابات وفرق الموت الايرانية ليس سوى الجزء الاصغر من الحقيقة ، فهي من اتت بتلك العصابات وهي تستطيع بقواتها المسلحة سحقهم ، الم تسحق هياكل الدولة العراقية المادية خلال 21 يوما من القصف الجوي والمدفعي وقبل ان تشتبك مع الجيش العراقي ؟ هل تلك العصابات اقوى من الجيش العراقي ؟ بالطبع كلا . اذن ماذا تريد امريكا في الواقع ؟ انها تريد ان تقتل عراقيين بيد عراقيين استكمالا لمخطط زرع ثأرات تدوم لقرون بين العراقيين وقد تقسم العراق . فبعد ان استخدمت عملاء ايران ومجرمي البيش مركة لابادة عشرات الالاف من العراقيين ، في الانبار وديالى ونينوى وتلعفر وغيرها ، فزرعت بذلك نزعة انتقام لدى اوساط كثيرة ، تريد امريكا الان ان تستعمل عراقيين من الوسط والشمال لقتل عراقيين من الجنوب ، لزرع نفس ما زرعته في نفوس اهل الوسط والشمال وهو الثأر من عراقيين اخرين . هذا هو احد الاهداف التمويهية لفكرة الانقلاب العسكري . اما الهدف الاهم والاخطر للانقلاب العسكري فهو تحشيد عراقيين من الوسط والشمال ، خصوصا من العسكريين بعد توريطهم بسفح دم عراقيين من الجنوب فيصبحون اسرى ارادة امريكا كما اصبحت عصابات الجنوب ، ويضافون في مرحلة لاحقة لمن خان من الجنوب ، وشن حملا ت عسكرية عراقية ضخمة ، مدعومة من القوة الجوية والصاروخية الامريكية ، على مناطق المقاومة المحررة وشبه المحررة وعلى الحزب بشكل خاص . ان ما تريده امريكا اساسا هو ليس التخلص من عصابات الموت الايرانية بل الاعداد الشامل لتدمير المقاومة والحزب . اننا نعرف والعالم يعرف ان ما اوقف تمدد امريكا عالميا هو المقاومة العراقية وليس اي طرف دولي او اقليمي اخر . لذلك لم يكن أثارة موضوع الانقلاب العسكري الا تعبيرا عن شعور امريكي مدمر بان خسارة الحرب على العراق اخطر من خسارة الحرب العالمية الثانية ، كما اعترف القائد العسكري لقوات الغزو جون ابي زيد. اننا ننظر الى الانقلاب بمنتهى الجدية ونعده المحاولة الاخيرة لامريكا، وهي تحتضر في العراق ، لسحق المقاومة او على الاقل شقها واضعافها ، وتلك هي مقدمة احتواءها وقلب هزيمة الاحتلال المنكرة الى نصر ! ونتيجة لهذه الحقيقة فان الحزب والمقاومة يتهيأن لجعل الانقلاب اذا وقع ونجح كارثة على امريكا والضباط الذين قد يتعاونون معها للقيام به ، في نهاية المطاف .

وهنا يجب ان نؤكد على ان الزيادة في نسبة القتل الجماعي للمدنيين العراقيين على يد فرق الموت الايرانية والامريكية قد سهل تقبل بعض العراقيين للانقلاب بصفته اقل الخيارات سوءا في الوضع الماساوي العراقي . وهذه الحقيقة تؤكد ما قلناه وهو ان امريكا هي التي تشجع القتل لدفع الناس الرافضين للتعاون معها لقبول حمايتها لهم من فرق الموت ، عن طريق اقامة ديكتاتوريةعسكرية تسحق بعض فرق الموت بجيش كبير تتصدره وجوه عسكرية من الجيش الوطني ، فيضلل من يفتقر للحصانة والوعي وتبدا العملية الاخطر وهي دعوة المقاومة لالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية الجديدة والتي ستخلوا من الوجوه البشعة لعملاء ايران ، واذا رفضت المقاومة ستتعرض لحملات عسكرية ضخمة تقترن بشقها واحداث فتنة بين الجماهير! هذه هي خطة الانقلاب الامريكي ، كما خططت له امريكا ، وهذه هي وظيفته الحقيقية ، انها ليست انقاذ العراق لان امريكا هي المايسترو الذي خطط ونفذ عملية تدميره ، بل الاعداد لسحق المقاومة او دفع اطراف منها على درب الخيانة العظمى . ولاكمال عنصر توريط بعض الضباط المقيمين في الاردن وغيره اشترت امريكا بدولاراتها بعض شيوخ العشائر المعزولين والهاربين من الانبار الى خارج العراق لاكمال ديكور الانقلاب .

انت تعلم بان ايران قالت بانها اذا هوجمت من قبل امريكا فانها سوف تهاجم القوات الامريكية في العراق ،وهذا النوع من التهديد خطير جدا . واذا جمعت الهجمات على الولايات المتحدة التي قد تشن من قبل ايران وعصاباتها مع هجمات المقاومة العراقية على نفس القوات فسوف تكون مأساة كبيرة لامريكا . لهذا تحاول الحكومة الامريكية تقليل النفوذ الايراني في العراق قبل حصول اي تحرك عملي ضد ايران . واخيرا نقول بانه اذا حصل الانقلاب فانها ستكون خطوة غبية من قبل امريكا ، تؤكد مرة خرى انها لا تفهم الوضع العراقي . خصوصا حقيقة ان اغلب كادر الجيش العراقي الشرعي بعثيين ، ومن ثم فان الجنرالات الذين سيتعاونون معها سيكونون من اصول بعثية ، ولابد وان بعضهم يرتبط بالحزب سرا ويتبع اوامره في اللحظة المناسبة ، او انهم خانوا الحزب والشعب مما يجعلهم هدفا طبيعيا وسهلا للحزب والمقاومة . ان سحق الانقلابيين سيكون واجب البعث وهو قادر على ذلك وحذر الضباط الذين قيل انهم يتعاونون مع الاحتلال الامريكي من مغبة التعاون مع امريكا .

ملاحظة : نشر السيد درايفوس نصا ناقصا للمقابلة في ( تقرير درايفوس ) يوم 22 – 10 2006وهذه الترجمة هي النص الكامل .

صلاح المختار

------------------------------------

روبرت درايفوس: كاتب امريكي معروف ومخضرم اشتهر للمرة الاولى عالميا باصداره كتابا مهما تحت عنوان ( رهينة خميني ) عام 1989 سلط فيه الضوء على صلة التطرف الديني بتيارات امريكية قوية مثل هنري كيسنجر واللجنة الثلاثية القوة الاكثر تاثيرا من وراء الستار في امريكا . واخر كتاب صدر له ايضا عن التطرف الديني عنوانه (لعبة الشيطان ) امتدحه الكاتب المشهور سيمور هيرش ونصح الادارة الامريكية بقراءته
-------------------

النص الانكليزي :


Saturday, October 21, 2006

نداء صادر من كتاب وصحفيي ومثقفي وسط وجنوب العراق

ليس باسمنا

نداء صادر من كتاب وصحفيي ومثقفي وسط وجنوب العراق
لنتعاون جميعا لاسقاط لعبة الفيدرالية

نحن الموقعين ادناه مجموعة من كتاب وصحفيين ومثقفين من ابناء جنوب ووسط العراق , نوجه ندائنا هذا الى شعبنا واهلنا في جميع مناحي العراق , وبكل اطيافه الدينية والاثنية , منطلقين في ذلك من الاحساس والشعور بالمسؤولية التي يتحمل وزرها المثقفين وحملة الاقلام , اكثر من غيرهم من فئات الشعب الاخرى ,عادة , والدفاع عن شعبنا ووطننا , كواجب شرعي مقدس , وكشرط من شروط وجودنا كبشر .

نؤكد من خبرتنا , وتجربتنا السياسية , ان ما طرح من مشروع الفيدرالية , ليس الا مؤامرة حيكت بدقة وغفلة من شعبنا , من اجل تدميره من خلال تقسيمه , لدويلات صغيرة متناحر بهدف استنزاف قواه , وانهاك الدولة العراقية التي بما لديها من امكانات كامنه للقوة كان لها ان تتحول الى دولة كبرى قوية , يمكن ان تهدد مصالح واطماع الغرب الاستعمارية , وصنيعته – الدولة العبرية في فلسطين – التي كان تأسيسها الخطوة الاولى لاعاقة نمو وتطور الدول العربية , واستنزاف قدراتها وامكاناتها الضخمة والكافية لاغناء كل سكان الوطن العربي عن الحاجة للارتباط بالغرب, والتبعية له .

ان الفيدراليات تقوم عادة بين دول مستقلة تتجه للتوحد في كيان سياسي واحد لتتخلص تلك الدول المستقلة من ضعفها وعجزها عن الايفاء بمتطلبات سكانها الاقتصادية والامنية . تحتفظ كل واحدة من الدول المستقلة المتوحدة باتحاد فيدرالي في المراحل الاولى من قيام الوحدة ببعض الصلاحيات المحدودة الموحدة التي لاتتجاوز صلاحيات المركز المطلقة في القضايا الاساسية خاصة الامن والاقتصادوالتربية ومركزية التخطيط , , كما جرى في الدويلات الالمانية والايطالية وحتى الاميركية .يعني ان النظام الفيدرالي ينطلق من توحيد دول مستقلة تحتفظ ببعض الصلاحيات باتجاه التمركزمع الوقت . ولم يحصل في تاريخ العالم ان قسمت دولة مركزية الى فيدراليات , مع ذلك فان ما مطروح في العراق هو تقسيم الدولة العراقية الى دويلات , واعادة ربطها باتحاد كونفدرالي , لاصلة له اصلا بمفاهيم الدولة الفيدرالية .

يجري هذا كله في ظل مؤامرة دولية , تنفذها القوى الكبرى من خلال توابعها المحليين , ممن تغلبت عليهم عقد ذوات مريضة ب "انا " مضخمة لاترعوي ولا تلتزم بأية اخلاقيات اجتماعية او جماعية . منهكة بطموحات مريضة لاتحسب حساب لشرائع سماوية , او مصالح اجتماعية .

ان ادعائهم وزعمهم بان الفيدرالية يمكن ان تكون مانعا لظهور الانظمة الدكتاتورية , يعبر من خلال سلوكهم العام وتشبثهم بمواقع القيادات التاريخية التي توارثها البعض عن ابائه ,عن نزعاتهم و رغباتهم للتفرد في حكم جزء , وكل منهم يدرك عوامل العجز الكامن في نفسه المريضة عن امتلاك المؤهل لان يكون زعيما وقائدا للكل . هم أنفسهم اصحاب التطلعات الدكتاتورية من خلال تمسكهم بمواقعهم بكل الظروف وباي شكل كان . استعانة باجنبي , او التخطيط لحرب اهلية تقسيمية يمكن ان تنتهي بتحقيق تطلعاتهم الدكتاتورية هم ,كما تكشفت سلوكياتهم , على استعداد كامل للتضحية بكل المصالح الوطنية العراقية , والمشاركة والمساهمة بقتل الاف من ابناء شعبنا , المهم بالنسبة لهم ان يتفردوا بالحكم ولو بجزء من الوطن لارضاء طموحات مريضة .

من يتحجج بان الفيدرالية بطريقتها التقسيمية هذه هي انعكاس لارادة الشعب , وانها جرت بناء على اسفتاء جرى على الدستور , يغالط , ويكذب على نفسه وعلى الشعب وحقائق التاريخ والسياسة . فالدستور او اية فقرة فيه كان يجب ان يطرح للنقاش العام المفتوح , والحر , والعلني , لسنوات او على الاقل لاشهر طويلة كي يتمثل ابناء الشعب معاني ما ورد فيه من مصطلحات ومعاني سياسية , قبل ان يطرح على الاستفتاء . وقد شهد شعبنا جميعه كيف تم لملمة الاستفتاء على الدستور , حتى انه وقبل يوم واحد ظلت سلطة الاحتلال تطرح مشروعين او صيغتين للدستور للتشويش على شعبنا , وربطت الاستفتاء عليه بالتخلص من الحرمانات التي يعيشها شعبنا من الخدمات والحاجات الاساسية .وكشفت وسائل الاعلام التي غطت عملية الاستفتاء عن ان الغالبية من ابناء الشعب سيقوا تحت ضغط الحرمانات والخوف دون ان يطلعوا على مسودة الدستور المطلوب الاستفتاء عليه . كما كشف حاكم دولة الاحتلال بريمر في مذكراته , حقيقة كيف لعب خدعته للايحاء بان قانون الدولة العراقية – القانون الذي استند عليه الدستور - كان صياغة عراقية عندما طلب من المدعو عدنان الباجه جي تبني صيغة القانون , الذي اعده خبراء اميركان وصهاينة , على انها فكرة شخصية خاصة من بنات افكار عدنان الباجه جي .

حتى الحوارات التي قيل انها جرت حول الدستور , وسبقت الاستفتاء عليه جرت باتجاه واحد , بين تلك الجماعات المؤيدة للاحتلال , ووصلت للحكم بدعمه . ولم يشارك بها الجماعات المناهضة او المقاومة للاحتلال فجاءت كل الحوارات التي , سموها حرة وديمقراطية لترجح كفة المخطط الذي اعده المحتل لتقسيم العراق .فكان الاستفتاء على الدستور نموذج لسلوك دكتاتوري , وتغليب سلطة السفارة الاميركية على الارادة الوطنية العراقية .

ان بلاد الرافدين كانت دائما وحدة جغرافية – سياسية – تاريخية , تزدهر بوحدة الدولة وترتقي لمصافي الدول الكبرى في العالم , وتسهم بفعالية في بناء الحضارة العالمية , وتنتكس وتتراجع و وتثير اطماع الاجنبية , وتجرئهم على غزوه متى تمكنوا من تجزئته او تفتيته .

من يريد ان يستغبي شعبنا ويتحجج بالخلافات الطائفية , دجال , كذاب , مغرض , فهي خلافات في الاجتهادات بين ابناء الدين الواحد, الذي يحتوي بمضامينه كثير من عوامل الوحدة والاتحاد اكثر من عوامل الفرقة والاحتراب . وكل هذه الاجتهادات هي صناعة عراقية , وانعكاس للعقلية العراقية ذات الافاق العلمية الواسعة . انطلقت حركة التشيع الاولى من الكوفة في زمن الخليفة الراشدي الرابع , وظهرت حركة الخوارج في الكوفة ايضا . وظهرت مذاهب اهل السنة كانعكاس لاجتهدات علماء بغداد وفقهائها , كذلك حركتي الاعتزال والأرجاء اللتان تشكلا في الكوفة والبصرة , ومازال العرب يضبطون لغتهم على مدرستي النحو في البصرة والكوفة . فيعربون هذا الفعل والاسم على طريقة الكوفيين او البصريين . ليس هناك ما هو دخيل على العراقيين او قادم من الخارج , غير الاحتلال ومشاريعه التقسيمية , كالفيدرالية , والحريات الزائفة , وديمقراطية الحراب وتخريب المدن بالدبابات والطائرات , والقنابل الفسفورية , واليورانيوم المخضب , ونشر القتل والنهب والتاسيس للحرب الاهلية من اجل تعطيل طاقات العراق وتدميرها .

لذلك نهيب بشعبنا , صانع لبنات الحضارة الاولى ان يتذكر ان بلاده تضم بين ظهرانيها بقايا واثار ثلاث عواصم لثلاث دول كبرى ظهرت في مرحلة ما قبل الميلاد , اور , ونينوى , وبابل . وثلاث عواصم اخرى لثلاث دول كبرى حكمت العالم من الصين الى الاندلس , الكوفة وبغداد , وسامراء . التي تظل تثير حسد وخوف الدول الاستعمارية . لم يكن عفويا ان تحول قوات الاحتلال كل من اور وبابل لمواقع عسكرية , وتنشر الخراب في بغداد والكوفة وسامر اء ونينوى .

لذلك نهيب بشعبنا ان ينطلق من وسط الامه وجراحاته ليسقط مشاريع الغدر والحقد الصليبي و ويقف صفا واحدا لهزيمة الاحتلال وطرده مع اولئك اللذين ارتضوا ان يكونوا ادوات لحقده ضد شعبنا ووطننا ,باني الحضارة الانسانية الاولى ز بلد المجد والعزة والكرامة .

للعودة الى الصفحة السابقة

Wednesday, October 18, 2006

رسالة مفتوحة الى مراقد الائمة الاطهار و دور صدام حسين في التطوير والاعمار

رسالة مفتوحة الى مراقد الائمة الاطهار
ودور صدام حسين في التطوير والاعمار

الدكتور عبد الله الجعفري

في غرة الشهر الفضيل وكراماته التي تتجلى في تبريك الله عز وجل لهذا الشهر الذي انزل فيه القران وجعل ليلة القدر خير من الف شهر ,وجعل فيها الدعاء مقبولا واصلا الى عظمة الخالق دون وسيط وانا اليوم اقولها خالصة لوجهه الكريم ان ينقذ العراق واهله وان يعيدهم الى رشدهم وان يتذكروا ايام العراق في زمن القائد صدام حسين فك الله اسره وان يتوجهوا في هذه الليلة ان يفك اسره ويعيده الينا قائدا منصورا ليخلص العراق من القردة والخنازير وعبدت الطاغوت والنار.

اسوق هذه المقدمه وانا كلي ثقة بالله وان الفرج قريب بعونه تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن الرجال الذين عاهدوا الله ورسوله الرئيس صدام حسين فحرص على تقوى الله ومخافته وحبه للرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم واتباع سنته ومحبته العميقه ل ال البيت عليهم السلام وصحابته الكرام رضوان الله عليهم ومن صور الوفاء والاعتراف بفضل الله عليه.

الاهتمام الذي لم يشهده العراق من قبل وذلك ببناء عدد كبير من المساجد على امتداد العراق وفي كل المحافظات واذكر عدد الجوامع والمساجد قبل ثورة تموز كانت لاتتجاوز ال 400 جامع ومسجد وفي ظل رعاية السيد الرئيس الكريمه اصبح عددها اكثر من 3000 جامع ومسجد وهذا العدد هو عدد المساجد الحكوميه والتي بنتها الدوله اما جوامع الخيريين فهي كذلك قد زادت بسب تشجيع سيادته ومنح المتبرعين كل التسهيلات الماديه للبناء ومنها منح الارض اليس هذا العمل هو لوجه الله خالصا.

واما مراقد ال البيت فانا اتوجه اليهم بدعائي الله واطلب من ربي العزيز القدير وبمنزلتهم عنده وقدرهم كيف اهتم سيادته بمراقدهم وكيف خصص الوقت والجهد والمال ليشرف مباشرة على الاعمار,

وابد اولا بمرقد الامام علي عليه السلام كيف كان وكيف اصبح في عهد سيادته الميمون ولا ننسى بيت الامام في الكوفه الذي جعله اية من ايات العمارة العربية الاسلاميه بعد ان كان خربه وقد انبهر كل الزوار العراقيين والعرب والاجانب وحتى الايرانيين وقال احدهم لاخي وهو يرافق الزوار الايرانيين عام 2002 الله يحفظ صدام على هذا الاعمار كيف يقولون المسؤلين الايرانين انه يخرب مراقد ال البيت عليهم السلام. نعم قالها هذا الزائر الايراني وقالها الالوف بل الملايين من الزوار المنصفين.

وانتم يااهل كربلاء اتوجه اليكم بالسؤال واستحلفكم الله كيف كان مرقدي الامام الحسين عليه السلام واخيه العباس قبل رعاية السيد الرئيس هل تتذكرون البيوت القديمه التي كانت حوله وكيف كانت الاسواق هل كانت تليق بالمقامين ومنزلة ساكنيه بل حتى المرقدين .ان قبلة الوجوه واشراقتها تستقبل المرقدين من على بعد ليلا ونهارا وذلك بفضل جهوده وتوجيهاته.

وانتم يا اهل الكاظمية اتقوا الله في تقوى الناس وقربهم من الله فالروضة اصبحت جنه والمزار فتح افاقه للزائرين , ومرقد الجواد والعسكري وغيرها تشهد على ما اصابها من رعاية واهتمام وكان سيادته لايقبل أي تبرع من اية جهة عراقية او عربيه او اجنبيه وهي كثيرة وكان يقول نحن اولى باجدادنا ونحن المسؤلين عن رعايتهم واسالو سلطان البهره وغيره عندما ارادوا ذلك وكان العراق يعيش الحصار الظالم ولم يقبل سيادته وكان يكرر انا اولى باجدادي.

فهل يصل صوتي الى زوار المراقد لكي يرفعوا اكف الدعاء بالنصر لرعاي مراقد ال البيت في العراق وان يفك اسره وينصره ورفاقه ومن حالفه بالنصر المبين.

واما مراقد الانبياء والصحابة والاولياء الصالحين فهي كثيرة والتي حظيت بالاهتمام والتطوير بل البناء الجديد ومنهم النبي يونس عليه السلام والسيد احمد الرفاعي والشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ معروف الكرخي وقبلهم الامام الاعظم ابو حنيفة رحمهم الله جميعا.

وهل نسيتم الجوامع التي كانت قيد الانشاء ومنها جامع صدام الكبير على ارض مطار المثنى وجامع الرحمن في المنصور على ارض السباق.

لك الفخر والعز يا ابا الشهدين في انك كنت ولازلت قريب من الله ورسوله وكنت خير خلف وخير حفيد لجدك رسول الله وال بيته ,حتى وانت في اسرك قويا عزيزا شجاعا تمنحنا القوة والعزيمة والصبر, وهذه الصفات لم تاتيك اعتباطا بل هبة من الله نتيجة الايمان الكبير الذي يعتمر صدرك وقلبك ونفسك وكل جوارحك.

فيا رب العرش العظيم اسالك بعظمتك وجلال قدرك ان تنصر العراق وصدام وتؤيد رفاقه ومن معهم من ابناء العراق والامة بمدد من عندك في شهر الفضيله وبحق ليلة القدر وحق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقدر ومكانتة ال بيته وصحابته وكل من يعبدك على هذه الارض... اللهم هذا هو الدعاء وعليك الاستجابه
الله اكبر وهو ناصر المؤمنين

للعودة الى الصفحة السـابقــة

Tuesday, October 17, 2006

التحضيرات لضرب إيران وصلت مرحلة متقدمة
هل يخطط تشيني اليائس وبوش لاستخدام قنابل نووية؟

Is Desperate Cheney Scheming
Nuclear Sneak Attack on Iran?
بقلم جيفري ستاينبيرج
by Jeffrey Steinberg

ينشر هذا المقال في مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو في العدد الصادر يوم 6 أكتوبر 2006
تعليق من المحرر العربي

إن التحضير جاري على قدم وساق لتوجيه ضربة نووية ضد إيران من قبل إدارة بوش وتشيني التي تجد نفسها في أحلك أزمة داخلية وخارجية. هذا ما يسميه السياسيون "مفاجأة أكتوبر" لتسبق انتخابات الكونجرس في نوفمبر، وهي الانتخابات التي من المؤكد سيخسرها الحزب الجمهوري الحاكم.
إن مجموعة تطورات وتصريحات وتسريبات من قبل عدد كبير من السياسيين وكبار ضباط الجيش والمخابرات الأمريكيين المتقاعدين تدل بما لا يقبل الشك على أن إدارة بوش قد تعطي الأوامر للجيش والقوة الجوية الأمريكية بالبدء بعملية قصف مدتها شهر ستستخدم فيها القنابل النووية ضد أهداف إيرانية عديدة بهدف تدمير البرنامج النووية الإيراني وتغيير النظام، وهو ما حذر منه ليندون لاروش منذ عدة شهور. وقد وصل القلق لدى بعض أعضاء الكونجرس من الخطر الداهم هذا بحيث دفعهم إلى الطلب من الرئيس بوش أن يدعو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى واشنطن للتفاوض، مثلما فعل الرئيس الراحل جون كينيدي مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف أيام الأزمة النووية في كوبا.
إن زيارة كوندوليزا رايس إلى المنطقة لم تكن لها علاقة لها بالقضية الفلسطينية أو لبنان، بل هي تحضير للدول العربية في الخليج ومصر والأردن للتأهب لمثل هذه الضربة والحصول على ضمانات من تلك الدول بأنها لن تمانع في ذلك وقد تدعمه.
كما في تحذيراتنا السابقة، تقوم حركة لاروش بكشف ونشر هذه التقارير على نطاق واسع في أمريكا وأروبا والعالم العربي ليس لتخويف الناس، بل لتحريك المجتمع للوقوف بوجه هذه السياسات الجنونية. ونحن ندعو جميع الأخوة العرب والمسلمين أن ينظموا إلى حركة لاروش للدفاع عن أوطانهم ومستقبل أطفالهم. كما نرجو نشر هذه التقارير في كل وسائل الإعلام المتاحة وإرسالها إلى القنوات الفضائية العربية لتسليط الضوء عليها.

محرر الموقع العربي
لحركة لاروش

مقالة جيفري ستاينبيرج
لا تستبعد مصادر عسكرية واستخباراتية أمريكية رفيعة المستوى تم استطلاع رأيها من قبل مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو، احتمال توجيه ضربة غادرة وبدون مبرر بأوامر من البيت الأبيض ضد مواقع داخل إيران قبيل انتخابات الكونجرس الأمريكي في 7 نوفمبر. في الحقيقة قام بعض المحترفين العسكريين والاستخباراتيين ذوي الإطلاع حتى بتحديد المدة بين 4 – 18 أكتوبر باعتبارها نافذة محتملة لتوجيه "ضربة وقائية" تسبق الانتخابات.

لقد تم مؤخرا تحديث خطط كانت موضوعة مسبقا بخصوص مثل هذا الهجوم ويمكن تفعيلها بدون توقيت مسبق باستخدام قاذفات قنابل وصواريخ استراتيجية بعيدة المدى وطائرات مقاتلة محمولة على حاملات الطائرات المتواجدة الآن في أو بمقربة من المحيط الهندي والخليج حسب أقوال دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى. وحذر هذا المصدر من أن "الجيش قام بتخطيط العملية، لكنه يكرهها. توقعوا استقالات بالجملة في أعلى المراتب إذا صدرت الأوامر بشن الهجوم".

والأدهى من ذلك، هو أنه بعد فشل عملية إسرائيل لإحداث "الصدمة والرعب" من خلال حملة القصف على لبنان مؤخرا، لا ينبغي استبعاد استخدام الولايات المتحدة لقنابل تدمير المخابئ النووية في هجومها على المواقع المحصنة داخل إيران، حسب بعض المصادر الأخرى.

فقد انتظر مقاتلو حزب الله في داخل مواقعهم المحصنة المريحة حتى انتهت الموجة الأولى من القصف الإسرائيلي التي استمرت حوالي الأسبوع، ثم برزوا ليطلقوا وابلا من 4000 صاروخ ضد أهداف إسرائيلية. التأثير النفسي للمطر الصاروخي على النصف الشمالي من إسرائيل دفع حكومة إيهود أولمرت لنشر قوات الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية الخداعة مؤديا بذلك إلى مأزق عسكري إسرائيلي ثاني على يد مقاتلي حزب الله المتمرسين الذين يتمتعون بتدريب عالي المستوى وخبرة جيدة.

وبينما لاحظ الخبراء العسكريون أن نصر حزب الله قد أصبح نقطة تحول في الوضع السياسي والعسكري لمنطقة جنوب غرب آسيا والخليج، إلا أن المتعصبين في بيت تشيني وبوش الأبيض قد نزعوا نحو سياسة الهروب إلى الأمام بشكل أكثر يأسا من ذي قبل وتبني تحرك عسكري قريب الأمد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.

إن مواقع ما يسمونها "الأسلحة النووية" الإيرانية زعما هي أكثر تحصينا من مواقع حزب الله وبإمكانها تحمل أي هجوم بأسلحة تقليدية، حسب رأي الخبراء العسكريين. لهذا السبب لا يمكن استبعاد خيار اللجوء إلى القنابل النووية المدمرة للمخابئ، بالرغم من "ثورة الجنرالات" في الربيع الماضي التي أجبرت البيت الأبيض على استبعاد الخيار النووي التكتيكي من خطط الطوارئ.

تحذيرات علنية
بينما تستر الإعلام الرسمي المملوك للطبقة الحاكمة على خطط البيت الأبيض لشن هجوم مباغت غادر على إيران، حاولت مجموعة من الصحف التابعة لمؤسسات البحث والخدمات الإخبارية التي تعمل في شبكة الانترنيت إطلاق صفارات التحذير.

في يوم 23 سبتمبر المنصرم حذر عضو مجلس الشيوخ السابق جاري هارت (Gary Hart) وهو ديمقراطي من كولورادو، حذر من أن بيت بوش الأبيض يخطط "لمفاجأة أكتوبر" متمثلة في عملية قصف لإيران. وكتب السيناتور هارت، الذي نشر تحذيره على موقع هافنجتون بلوج (Huffington Blog)، "أنه لا ينبغي أن تكون في الأمر مفاجأة لأي أحد إن أقدمت إدارة بوش على شن حرب استباقية ضد إيران في وقت ما قبل موعد انتخابات نوفمبر. لو كانت أيامنا هذه أياما طبيعيا أكثر لكان مثل هذا التطور احتمالا مفزعا ومفاجئا، يستنكره الأناس العاقلون باعتباره أمرا خطيرا وبلا مبرر وخارج عن حدود شخصيتنا وبنيتنا الوطنية. لكننا لا نعيش في زمن طبيعي، وليس لدينا الآن حكومة تهتم بشخصيتنا وبنيتنا الوطنية. إن هذه الإدارة عاقدة عزمها على تغيير شخصيتنا الوطنية وتحويلها إلى شيء آخر لم نعهده أبدا من قبل".

ولخص السيناتور هارت خطة "جلوبال سترايك" أي الضربة الكونية (Global Strike) الموضوعة بخصوص إيران كالتالي: "ستقوم حاملات الوقود الجوية بالانتشار لتزويد قاذفات القنابل من طراز بي تو بالوقود جوا، وستتمركز السفن المستخدمة لإطلاق صواريخ كروز في نقاط استراتيجية في شمال المحيط الهندي وربما في الخليج، وتقوم الطائرات غير المأهولة بجمع الإحداثيات الخاصة بأهداف القصف وتنتشر مجموعات من القوات الخاصة لتثبيت تلك الإحداثيات والتحقق منها. الخطوتان الأخيرتان تم اتخاذهما بالفعل منذ وقت".

وبالفعل أكدت مصادر عسكرية أمريكية أنه قد تم نشر وحدات استطلاع داخل الأراضي الإيرانية منذ صيف عام 2004، وهي تقوم بزرع أجهزة الاستشعار وتجنيد عملاء استخبارات لتهيئة ارض المعركة للحملة الجوية الأمريكية.

وفي 26 سبتمبر قام الكاتب المحافظ باول كريج روبرتس (Paul Craig Roberts) بكتابة مقالة بعنوان "لماذا سيقصف بوش إيران بالأسلحة النووية"، معلنا أن "إدارة بوش والمحافظين الجدد فيها سيهاجمون إيران بأسلحة نووية تكتيكية لأنها حسب اعتقادهم الطريقة الوحيدة التي ستنقذ أهدافهم في تحقيق هيمنة الولايات المتحدة (وإسرائيل) على منطقة الشرق الأوسط".

قبل أسابيع قليلة من صدور تحذيرات هارت وروبرتس، نشرت مؤسسة "ذا سينتشري فاوندايشن" على موقعها (www.tcf.org) تحليلا مكونا من 28 صفحة بعنوان "نهاية صيف الدبلوماسية: تقييم الخيارات العسكرية الأمريكية ضد إيران" وضعه الكولونيل المتقاعد سام جاردينر وهو من القوة الجوية الأمريكية (Sam Gardiner) وهو شخصية مرموقة ومحترمة وكان مخططا استراتيجيا وحربيا في أثناء خدمته. تحلل هذه الوثيقة المنطق الأعوج للبيت الأبيض، الذي يقود إلى ضربة عسكرية ضد إيران، هدفها تغيير النظام وليس تأخير أو تدمير برنامج الأسلحة النووية السري المزعوم للجمهورية الإسلامية. ويوضح الكولونيل جاردينر بلغة واضحة وبسيطة لماذا قد يحدث هجوم أمريكي على إيران عاجلا وليس آجلا، حيث يقول: "إن الانتظار يجعل الأمر أصعب. إن تاريخ الحروب يهيمن عليه المهاجمون الذين كانوا يعتقدون أنه من الأفضل الهجوم مبكرا بدلا من الانتظار. أحد الدوافع للتوجه المستعجل في واشنطن لشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني هو الفكرة الاستراتيجية القائلة إن كان هجوم مثل هذا من قبل الولايات المتحدة ضد إيران سيقع كأمر واقع لا محالة، إذن فمن الأفضل القيام به عاجلا بدلا من الانتظار".

ووثق الكولونيل جاردينر أن الأوامر الحربية لشن المرحلة الأولى من الحرب على إيران لن تحتاج إلى أي توقيت مسبق لوضع الإمكانيات العسكرية في مواقعها، بل أوضح أن الإشارة الرئيسية للهجوم الوشيك هي تصعيد الدعاية الإعلامية. "إن الإشارات الأهم ستأتي من جهود التأثير الاستراتيجي لخلق دعم سياسي داخلي. وتكون سلسلة الخطابات الرئاسية حول الإرهاب هي البداية، لكنني أتوقع ما هو أكثر. إن الموضوع الذي سيبرز لحملة التسويق النهائية سيكون على الأرجح هو أن إيران تهدد وجود إسرائيل. يمكننا توقع ازدياد إشارات مسؤولي الإدارة إلى إيران بشكل كبير، وسنشاهد ثلاثة مواضيع ـ البرنامج النووي والإرهاب وتهديد وجود إسرائيل". وأضاف جاردينر تحذيره من أن إدارة بوش على الأرجح ستهاجم بدون اللجوء إلى طلب ترخيص من الكونجرس، حيث ختم تحليله بشكل ينذر بالشؤم: "إن نافذة الهجوم على إيران أمست الآن مشرعة".

قبل شهور من صدور تقرير الكولونيل جاردينر نشرت المجلة الصادرة عن مركز نيكسون دراسة تحليلية مفصلة بقلم الكولونيل المتقاعد باتريك لانج (Patrick Lang) ولاري سي جونسون (Larry C. Johnson)، وهما من الخبراء في شؤون الشرق الأوسط خدما لسنين عديدة في مخابرات الجيش الأمريكي. وفند الاثنان في تقريرهما وجود أي خيارات عسكرية ناجحة لدى الولايات المتحدة أو إسرائيل في مواجهة إيران. وشددا على دراسة الثمن الباهض الذي سيكلفه مثل هذا العمل، كاشفين في نفس الوقت أن المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع كانوا يتحرقون توقا لشن هجوم على إيران. ويختتم الاثنان تقريرهما بالنصح باستخدام جميع الطرق والجهود الدبلوماسية والسياسية لحل الأزمة مع إيران، لأنه ليس هناك خيار عسكري ناجح إطلاقا.

أصوات في صحراء الكونجرس
إن الاستسلام الجبان والمخزي من قبل الحزبين في الكونجرس أمام بيت بوش وتشيني الأبيض حول قضية تعذيب "المقاتلين الأجانب"، لن يدفع ديك تشيني والرئيس الجنوني جورج بوش إلا إلى مزيد من الهروب إلى الأمام لشن هجوم مباغت على إيران. فقط حفنة صغيرة من أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين وقفت في وجه تيار الاستسلام في الحزب الديمقراطي والجمهوري.

في 29 سبتمبر قام النائب في مجلس النواب دينيس كوسينيتش (Dennis Kucinich) وهو ديمقراطي من أوهايو، بتقديم مشروع قرار يمنح إدارة بوش 14 يوما لتسليم جميع وثائق السياسات الخاصة بإيران ومن ضمنها المعلومات الإستخبارية المتعلقة ببرنامج الطاقة النووية الإيراني و "قدرات إيران على تهديد الولايات المتحدة بالأسلحة النووية"، وأية قرارات أو وثائق تخص "إزالة النظام الحاكم في إيران من سدة الحكم"، وتفاصيل حول "العمليات السرية التي تنفذها أية قوة عسكرية أمريكية داخل الأراضي الإيرانية"، وتفاصيل تخص "تأسيس مكتب جديد في وزارة الدفاع يتمتع بنفس الحجم والمهام والصلاحيات التي كانت لمكتب الخطط الخاصة السابق"، أو أية أوامر "تأهب للانتشار" من قبل القوة البحرية الأمريكية في المياه المحاذية لإيران، وأية تقييمات استخبارية قومية أو وثائق استخباراتية متعلقة بعواقب وآثار ومنها العواقب الاقتصادية لهجوم أمريكي على إيران.

في نفس اليوم قام النائب واين جيلكريست (Wayne T. Gilchrest) وهو جمهوري من ولاية ماريلاند و 19 نائب جمهوري وديمقراطي آخرون بتوجيه رسالة خطية إلى الرئيس جورج بوش يطالبونه فيها بفتح حوار مباشر مع إيران "في أقرب وقت ممكن" منبهين إلى أن "25 عام من عزل إيران قد أبعدتنا ولم تقربنا من تحقيق هذه الأهداف".

***

Ref: Executive Intelligence Review and the LaRouche Movement
مجلة إكزكتف إنتلجنس ريفيو وحركة لاروش

www.nysol.se/arabic
E-mail: eirarabic@nysol.se
Tel: 0046-8-983010
Fax: 0046-8-983090


Previous Page

Monday, October 16, 2006

أمارة الوسط استكمال لفدراليتي الجنوب والشمال: صلاح المختار

أمارة الوسط استكمال لفدراليتي الجنوب والشمال

صلاح المختار

كيف يجب ان نفسر اعلان قيام امارة اسلامية سنية وسط العراق ؟ ببساطة وبدون توسع ان هذا الاعلان ما هو الا جزء من مخطط الاحتلال الصهيو- امريكي الهادف الى تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات على اسس طائفية وعرقية ، فبعد اعلان صهاينة الشمال كيانهم بدعم امريكي ، وبعد اعلان صهاينة الجنوب بزعامة الحكيم اصرارهم على اقامة امارتهم ، وبعد ان تبنى برلمانهم المزيف الفدرالية ، ياتي دور صهاينة وسط العراق ليعلنوا أمارة طائفية سنية معزولة عن الامارتين الصفوية والكردية !!! وهكذا نرى العراق وقد اصبح موضوعا لجهد هذه الاطراف الثلاثة التي يعمل كل منها باسم قسم من العراق ، مع ان كل قسم براء من كل منهم ، فلا اول الانفصاليين يمثل شعبنا الكردي العراقي ولا ثاني الانفصاليين يمثل شيعة الجنوب ولا ثالث الانفصاليين يمثل سنة الوسط ، بل ان هؤلاء جماعات مدربة استخباريا وايديولوجيا على تنفيذ مخططات الاعداء المشتركين لشعب العراق ووحدته الوطنية ، وهم امريكا واسرائيل وايران ، القائمة اساسا على تقسيم العراق ومحو هويته العربية .



اننا نسأل هؤلاء الذين يدعون انهم يعملون ضد الاحتلال لو افترضنا انكم تمثلون قوة تستطيع السيطرة على الوسط كيف ستسيطرون على بقية العراق لضمان وحدته الاقليمية ؟ لن تستطيعوا السيطرة بالقوة ابدا على الجنوب والشمال ، فما هي النتيجة ؟ أنه البقاء محصورين في الوسط ! الا تؤدي عملية حصركم في الوسط الى اكمال واجب الصفويين وصهاينة شمال العراق في تقسيم العراق ؟ وما الفرق بين امارتكم وفدراليتي الشمال والجنوب ؟ ان النهج الطائفي المتطرف الرسمي لهذه الجماعة يجعلها التوأم الطبيعي ، ولكن المعادي بشراسة ، لانفصاليي الجنوب ، مما يجعل اي لقاء بين الفدراليات الثلاث مستحيلا لاسباب طائفية وعرقية وسياسية واستخبارية ، ومن ثم فان امارة الوسط ستبقى محصورة في الوسط ولن تستطيع السيطرة على كل العراق ، وهذا هو بالضبط المطلوب صهيونيا وامريكيا من هذه الجماعة لانجاح تقسيم العراق .

وعن توقيت هذا الاعلان يجب ان نؤكد بانه لم يكن غريبا ان يأتي اعلان امارة الوسط بعد تبني برلمان العملاء نظام الفدرالية ، فكل سياقات عمل هذه الفئات الثلاثة كان يصب في مجرى تقسيم العراق من خلال التركيز على اثارة الفتن الطائفية والعنصرية بقتل المدنيين الابرياء وتعمد خلق الازمات وتصعيدها . كما ان التوقيت يأتي في وقت تقترب المقاومة المسلحة من النصر الحاسم وتنهار قوات الاحتلال والعناصر العميلة ، وتعلن القيادات العسكرية والمدنية الامريكية ان الاحتلال قد هزم نهائيا وان الانسحاب مطروح للبحث ، واخيرا وليس اخرا يأتي الاعلان بعد فشل كل محاولات شق القوى الوطنية او خداع ضباط وطنيين للتعاون مع الاحتلال باسم مكافحة الخطر الايراني ، او زرع الفتن داخل صفوف المقاومين .

وبالرغم من ان هذه الجماعة صغيرة ولن تستطيع تنفيذ ما اعلنته الا ان ذلك مؤشر خطير لاتساع وتشعب مخطط تقسيم العراق ودقة رسم ادوار كل طرف فيه ، لذلك فاننا نلفت نظر كافة فصائل المقاومة العراقية والقوى والشخصيات الوطنية العراقية لخطورة هذه الجماعة ، التي كشفت عن اوراقها الانفصالية والتي كانت تخفيها ووضعت نفسها رسميا في خدمة مخطط امريكا واسرائيل وايران ، سواء بوعي كامل من قيادتها او بدون وعي وانما نتيجة التفكير التعصبي الذي يعمي البصر والبصيرة ويجرالى التعاون مع الاعداء الذين تدعي الجماعة العمل ضدهم .

اننا اذا ندعو العناصر المخلصة في هذه الجماعة للتنبه لخطورة ومشبوهية هذا النهج والابتعاد عن هذا التنظيم نؤكد لابناء العراق ان القوى الوطنية قادرة على تحييد هذه الجماعة وعزلها وحماية العراق منها ومن عملها المشبوه ، وان توحيد صفوف المقاومة الوطنية العراقية المسلحة بكافة فصائلها والقوى الوطنية العراقية الاخرى اصبح اكثر ضرورة مما مضى . وهنا لابد ان نؤكد على ان مواجهة التحدي الايراني الصفوي الخطر لايقوم على خطوة لن تؤدي الا الى تقسيم العراق ، وهي اعلان امارة طائفية سنية ، بل ان المطلوب هو النضال التوحيدي الذي يجمع كافة مناهضي الاحتلال في جنوب ووسط وشمال العراق في جبهة واحدة تتبنى برنامجا وطنيا شاملا يعالج كافة القضايا المطروحة . ان تحرير العراق لن يتم عبر نزوات طائفية تقسيمية بل عبر عمل وطني يسمو فوق الطائفية والعرقية ، والاصرار على العمل من اجل عراق واحد عربي الهوية تحترم فيه التمايزات الاثنية والدينية والطائفية والسياسية .

salah_almukhtar@yahoo.com

للعودة الى الصفـحــة الســابقــة

Sunday, October 15, 2006

أصدرت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم 15/10/2006 بياناً استذكرت فيه ذكرى مبايعة شعب العراق للمجاهد الرئيس الاسير صدام حسين.. وأكدت أن الاحداث في العراق تؤكد قرب النصر والتحرير إن شاء الله.. وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي
القيادة القومية
مكتب الثقافة والإعلام

أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة ... حرية... إشتراكية

اقترب النصر وحانت ساعة الحقيقة

يا جماهير امتنا العربية المجيدة
في مثل هذا اليوم 15/10 اتخذ شعب العراق العظيم قراره التاريخي بمبايعة الرفيق القائد المجاهد صدام حسين الأمين العام لحزبنا الرئيس الشرعي لجمهورية العرق (فك الله أسره) رئيساً وقائداً في استفتاء جماهيري حضرته ألاف الشخصيات العربية والدولية، وشاركت فيه الأغلبية الساحقة من العراقيين، رداً على تحديات الأعداء الخارجيين الذين كانوا يشددون الحصار ومناطق الحظر الجوي بهدف اجتياح العراق وإسقاط نظامه الوطني وتقسيمه إلى ثلاث دويلات طبقاً للمخطط الصهيوني المعروف· لقد وقف شعب العراق وقفة رجل واحد وصوّت للرفيق المجاهد صدام حسين بنسبة تتجاوز التسعين في المائة، وهي نسبة شهد الضيوف العرب والأجانب بأنها نتيجة استفتاء حر لم يشهد أي تلاعب أو تزوير· ورغم كل أشكال التشكيك بنتائج الاستفتاء إلا أن واقع العراق بعد الغزو الصهيوني - الأمريكي - الإيراني يثبت أن شعب العراق قد صوّت للرفيق القائد صدام حسين لأنه آمن، وما يزال يؤمن بأن إنقاذ العراق وإخراجه من محنة الحصار والغزو مرهون بقيادة الرئيس صدام حسين، وهذا ما تثبته الآن انتفاضة عشائر وجماهير ومنظمات العراق التي تجدد البيعة الآن من خلال المطالبة بتحرير الرفيق المناضل الرئيس صدام حسين وعودته رئيساً وقائداً للعراق لأنه الأمل الكبير في إعادة الأمن والكرامة والاستقلال والتقدم والازدهار والحرية لأبناء العراق كافة، الذي أدخله الاحتلال في أسوأ مرحلة في تاريخه الطويل ·

إن حزبنا يؤكد، ويتحدى أيضاً من يشكك بذلك، بأنه لو تم إجراء أي استفتاء أو انتخابات حرة في العراق الآن لفاز الرئيس صدام حسين بنسبة لا تقل عن 90% من أصوات العراقيين· وهذا إن دل على شيء فإنه يؤكد أن مسيرة ثورة 17 - 30 تموز المجيدة قد ظُلمت وشوِّهَت من قبل الصهيونية العالمية وأمريكا وإيران، وأن شعب العراق والأمة العربية والعالم كافة قد اكتشفت حجم ونوعية الأكاذيب التي روجت ضد العراق وقيادته من اجل عزله ومحاصرته والسماح بغزوه دون عقبات كبيرة ·

إن شعب العراق، ورغم الإرهاب الدموي الأمريكي وفرق الموت، يعبر عن حنينه ورغبته بعودة نظام البعث والرفيق القائد الرئيس صدام حسين رئيس جمهورية العراق الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة المجاهدة من خلال المظاهرات، التي تحدت الاحتلال وفرق الموت التابعة له، وهتفت بحياة الرئيس القائد صدام حسين وكانت أهزوجتها الرئيسية (من بعدك صدام انذلينا) تتردد في البصرة وكربلاء والكوت والديوانية وبابل والانبار وديالى والموصل وغيرها، لتعبر عن ضمير الشعب ورفضه التام للاحتلال ودُماه العميلة الفاسدة ·

يا شعب العراق الباسل
أيها البعثيون الصامدون ··· يا أحرار الأمة
إننا ونحن نشهد تصاعد انتفاضة شعب العراق بكافة مكوناته، بالتزامن الكامل مع توسع الثورة العراقية المسلحة ونجاحها في إيصال قوات الاحتلال إلى حافة الانهيار الحاسم، كما اعترفت مصادر حكومية أمريكية بذلك مؤخراً، نراقب ما يسمى (المحكمة) المهزلة التي تجري للرفيق القائد الرئيس صدام حسين ورفاقه قادة العراق الشرعيين والتي أصبحت مأزقاً جديداً لأمريكا وحلفائها وعملائها نتيجة صلابة وبطولة وشجاعة ومبدئية وحكمة القائد صدام حسين ورفاقه الذين حولوا المحكمة إلى منبر لفضح الاحتلال ومحاكمته وتأكيد شرعية النظام الوطني وكذب الاتهامات الظالمة التي وجهت له لمحاكمة العقود الماضية!! · ففي مهزلة (الدجيل) وتوأمها مهزلة (الأنفال) تبين، لمن خُدع لزمن محدود أن القيادة العراقية كانت ملتزمة بمصالح شعب العراق بكافة مكوناته محترمة تنوعه الثقافي والديني والاثني، ورادعة من يتعاون مع العدو أثناء الحرب الإجرامية التي استهدفت العراق أرضاً وإنساناً ·

أيها المجاهدون على أرض الرافدين
يا أبناء الأمة العربية
إن القيادة القومية إذ تحيي شعب العراق وقائد العراق في ذكرى الاستفتاء - يوم الزحف الكبير - لتؤكد أن حزبنا - حزب البعث العربي الاشتراكي - قد أثبت في فترة الحصار الظالم والغزو الهمجي الصهيوأمريكي الفارسي، بأنه المعبر الرئيسي عن إرادة وطموحات شعب العراق بشكل خاص والشعب العربي بشكل عام، والطليعة الثورية التي بنت وعمّرتْ وعلََّمتْ واجتثّتْ أمراض التخلف الاجتماعي بكل أنواعه وحفظت وحدة القطر واستقلاله وسيادته وعززت وحدته الوطنية، جاعلة من كرامة الإنسان العراقي الهدف الأول والاهم· لذلك وبسبب ما تقدم ليس غريباً أن تصادف ذكرى الاستفتاء التاريخي أوسع انتفاضة سياسية وشعبية شعارها الأساس مبايعة الرفيق المجاهد صدام حسين قائداً ورئيساً وهو في الأسر ·

يا أبناء العراق المجاهدين الصامدين
إن القيادة القومية وهي تستدعي أنظار شعب العراق كافة كي يستحضروا معاني ودلالة هذا اليوم التاريخي العظيم في حياتهم حتى يقارنوا بينه وبين يومهم هذا الذي يعيشونه تحت جحيم تهديد ووعيد عصابات الموت والخراب والدمار المحمية والمدعومة من قبل دُعاة الحرية والديمقراطية وشعارات حقوق الإنسان الذين وظفوا كل العملاء والمأجورين كي يجعلوا من العراق بؤرة تهديد للأمة كلها ومنطلق إلى مزيد من التشرذم والتمزق والتفتيت في إطار مشروعهم (القديم الجديد) الذي أسموه بـ(الشرق الأوسط الجديد) ·

وهي تستدعي ذاكرة كل أولئك الذين خرجوا يوم الخامس عشر من أكتوبر عام 2002 بوحي إرادتهم وقناعتهم ليقولوا (نعم) للقائد صدام حسين رئيساً وقائداً للعراق كي يقارنوا بين تلك اللحظات الإشراقية ولحظات الموت والدمار والجحيم التي يتفنن من خلالها العملاء الذين أتت بهم الدبابات الأمريكية وتحت العلم الأمريكي ليحكموا العراق باسم (الديمقراطية الجديدة) برعاية النظام الدولي الجديد ·

إن القيادة القومية وهي تشد الأنظار إلى هذه المعاني والدلالات لتؤكد ·· إن شعب العراق الأشم الذي قال (نعم) للقائد بالأمس هو الذي يقول اليوم للأمريكان وفرق الموت وعصابات الصفويين والعملاء (لا) وألف (لا) مردداً بصوتٍ عالٍ (لا حياة بلا شمس ولا كرامة بلا صدام حسين) مؤكداً أنه هو الأقوى والأقدر من الاحتلال وعملائه ·

لقد اقترب النصر وحانت ساعة الحقيقة في العراق وهاهي القلوب والعيون متطلعة مستبشرة لرؤية العراق وقد تحرر بفضل جهاد وصمود مقاوميه الأبطال، طلائع الخير والحرية في الأمة والإنسانية جمعاء ·

■ تحية لشعب العراق الصابر و الصامد ·

■ تحية للرفيق القائد المجاهد صدام حسين الأمين العام لحزبنا قائداً لشعب العراق وأمل إعادة حريته و كرامته ·

■ تحية لكافة الرفاق في الأسر ·

■ تحية لقائد المقاومة في الميدان الرفيق المجاهد عزة إبراهيم ·

■ تحية للمقاومة العراقية الباسلة بكل أطيافها، الممثل الوحيد والشرعي للعراق ·

■ الموت والخزي والعار لأعداء العراق وأعداء الأمة والإنسانية ·

والله اكبر ·· الله اكبر ·· الله اكبر
وليخسأ الخاسئون

القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والإعلام
في 15/10/2006


للعودة الى الصفحة السابقة

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker