Articles to read...

Saturday, March 26, 2005

ألعراق وفيتنام ...تشابه في المقاومة وتشابه في الإندحار الأمريكي


ألعراق وفيتنام ...تشابه في المقاومة وتشابه في الإندحار الأمريكي
بقلم: د. محمد العبيدي

بدا مؤخراً في الولايات المتحدة أن المواطن الأمريكي يسمع ويذكر كلمة "فيتنام" أكثر فأكثر في البيوت والحانات والمقاهي وفي الإتصالات الهاتفية التي تجري مع برامج الحوارات الإذاعية، حيث يستطيع هذا المواطن التفكير والنقاش بحرية وبعيداً عن رقابة وتعتيم الإعلام المرتبط بالإدارة الأمريكية اليمينية الفاشية. وخلاصة تلك الأحاديث هو أن العراق قد تحول إلى فيتنام أخرى للقوات الأمريكية المحتلة ستنتهي بإندحار تلك القوات كما حدث في فيتنام.

المعروف في حرب العصابات أن الثوار ينفذون عملياتهم القتالية من خلال وحدات صغيرة، وبعد أن ينتظموا ويتحدوا، فإنهم يقاتلون بوحدات أكبر، وتلك كانت سمات المقاومتين الفيتنامية والعراقية. فلو عدنا إلى تأريخ الحرب الفيتنامية لوجدنا أنه عندما بدأت القوات الفرنسية مقاتلة الفيتناميين وبعدها تدخل المستشارون الأمريكان، كانت المقاومة الفيتنامية تعمل جميعها بوحدات صغيرة. وفي العراق، رأينا كذلك أن العمليات القتالية للمقاومة الوطنية العراقية تجري من خلال وحدات صغيرة بدأت بالإزدياد في الحجم من أجل شن عمليات نوعية مؤذية لقوات الإحتلال. وبالرغم من أن المقاومة الوطنية العراقية دخلت في مرحلتها الثانية التي يحاول المحتلون إيقافها بشتى السبل، إلا أنه يمكن القول أن عمليات حرب التحرير الشعبية الشاملة هي في بداية مراحلها الأولى، حيث تمثلت تلك العمليات على الدوام بما يسمى في حرب العصابات بـ "أضرب وأهرب"، وعلى الأغلب من خلال إستعمال المتفجرات المسيطر عليها من بعد ضد قوات الإحتلال والقوى العميلة المتعاونة معها وكذلك ضرب الأهداف السهلة. ومن المهم التذكر بأن هدف المقاتلين في المراحل الأولى للمقاومة هو ليس دحر وهزيمة قوة عسكرية كبيرة وقوية كما هو الحال لقوات الإحتلال في العراق، ولكن من أجل زعزعة الأمن وزيادة عدد الداعمين للمقاومة من أبناء الشعب المناهضين للإحتلال.

وحول تطور المقاومة العراقية يقول ستيوارت نوسباومر، من المنظمة الأمريكية لمناهضي الحرب على العراق وأحد المحاربين القدماء، بأن "المقاومة الوطنية العراقية تقوم بعمل متين وفعال، حيث أن الأمن في العراق يسير من سئ إلى أسوأ، وأن مناهضة الإحتلال تزداد يوماً بعد آخر وأن ذلك يشجع ويزيد الفعل المقاوم ويعطي المقاومة الدعم المستمر الذي تحتاجه لتطورها وزيادة فعالياتها القتالية، وهذا يشبه ما حدث في فيتنام كما أراه على الأرض العراقية". ويضيف نوسباومر، "إن العراق يبدو مختلفاً لما حدث في فيتنام من ناحيتين رئيسيتين ألا وهما أن الوضع في العراق يسوء بسرعة بالنسبة لقوات الإحتلال وأن الأمريكان يشاهدون الحقيقة أسرع مما شاهدوها في فيتنام عام 1960".

وأمام حالة الزيادة في العمليات القتالية للمقاومة الوطنية العراقية كماً ونوعاً، والتي تعاني منها قوات الإحتلال والقوات الأمنية للسلطة العميلة في العراق يقول راي ماك غوفرن، المحلل العسكري الأسبق في المخابرات المركزية الأمريكية، "أن القائمين على الستراتيجية العسكرية والمحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية بشكل عام لم يتعلموا من تأريخنا في فيتنام، خصوصاً بتشجيعهم للرئيس بوش بعدم الرحيل عن العراق وعن إنتصارهم المزعوم في الحرب على العراق. إلا أن الكثير من الذين لديهم قليلاً من الخبرة بحرب العصابات ومنطقة الشرق الأوسط مقتنعون بأن هذه الحرب لا يمكن الفوز بها، وأنها مسألة وقت لا أكثر إلى أن تعلن القوات المحتلة إنسحابها من العراق". ويضيف ماك غوفرن قائلاً، "إن وجود القوات الأمريكية في العراق هو المشكلة وليس الحل، إذ أن أعداء هذه القوات في العراق هي المقاومة العراقية بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام والذين سيستمرون بجعل قوات الإحتلال تعاني وتعاني بشدة. فطالما يستمر الإحتلال سيستمر قتل أفراد القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها". أما إصرار الإدارة الأمريكية على الإستمرار بالمنهج الذي يتبعوه في العراق وعدم "الهروب" من العراق، فلم يماثله إلا ما إنتهت إليه الإدارة الأمريكية عام 1975 بعد مقتل 58.000 جندي أمريكي وإستشهاد ثلاثة ملايين فيتنامي، وهو جر أذيال الخيبة والهروب من فيتنام.

إن قراءة مستفيضة لتأريخ المقاومة في كل من فيتنام والعراق ستبين لنا أن المقاومة بدأت سريعاً، ولو أنها بدأت أسرع جداً في العراق منها في فيتنام، فقد بدأت في العراق في اليوم الأول لإحتلال بغداد والتي إعتبرها الستراتيجيون العسكريون مقاومة مكملة لما بدأه الجيش العراقي الباسل منذ بداية العدوان على العراق. ولكن ما يميز المقاومة الفيتنامية عن العراقية، أن الأولى جرت في الغابات والأحراش وحقول الرز، بينما جرت في العراق بين البيوت في الحارات والمدن وطرق المرور السريع. وفي كلتا الحالتين كانت المقاومة هي من يسيطر على توقيت العمليات ومداها ومكانها.

كما أن ما يميز المقاومة العراقية عن الفيتنامية هو أن المقاومين العراقيين يصطادون العدو من خلال إنتهاز الفرص المواتية لهم و"يذوبون" بعدها سريعاً في المحيط الذي يوفر لهم الأمان والإختفاء. ونتيجة لذلك فقد كان رد فعل قوات الإحتلال على الدوام قتل العديد من المدنيين الآمنين مقابل قتل عنصر واحد أو إثنين من عناصر المقاومة نتيجة لرد فعل قوات الإحتلال التي أعطيت الأوامر مسبقاً للقيام بهذا العمل الدنئ، الأمر الذي جعل تلك القوات الغازية معزولة تماماً عن الشارع العراقي. ونتيجة للقتل العشوائي الذي تقوم به قوات الإحتلال فإن المقاومة الوطنية العراقية حضيت بدعم الشعب، وبذلك سقطت منذ البداية وإلى الأبد نظرية "الفوز بقلوب وعقول العراقيين" كما سقطت من قبلها في فيتنام.

إلا أن العمق في معنى حروب أمريكا على فيتنام والعراق يتمثل بالجانب الستراتيجي لهما. فكلا الحربين تم شنهما كمقدمة وطليعة للستراتيجية الأمريكية الكبرى. ففي فيتنام كانت الحرب من أجل إحتواء والحد من توسع إمبراطورية الإتحاد السوفيتي. أما في العراق، فإن الستراتيجية الأمريكية الكبرى هي من أجل "خلق " أنظمة شرق أوسطية تحت السيطرة الأمريكية وخدمة لإسرائيل، وبالتالي من أجل السيطرة الأحادية على العالم من خلال حروب مستمرة تشنها هنا وهناك لتنفيذ مآربها تلك. والعراق كان الخطوة التكتيكية الأولى لهذا المنظور التوسعي الأمريكي، الذي يؤمن أيضاً بالسيطرة على جميع المناطق الغنية بالبترول في الشرق الأوسط، ومن ثم التغلب على المنافسين الستراتيجيين للولايات المتحدة. ولتفعيل ذلك، فإن البنتاغون قد خطط قبل وبعد الحرب لبناء 14 قاعدة عسكرية دائمية في العراق.
وعندما بدأت حرب المقاومة الفيتنامية في آذار من عام 1965 تأخذ طابعاً تأكد منه قادة البنتاغون أن الإندحار لقواتهم قادم سريعاً ولذا عليهم الخروج بسرعة، قدم المستشارون العسكريون للرئيس الأمريكي جونسون، بعد فوات الأوان، صورة حقيقية عما يجري على الأرض وعما ستأول إليه الأوضاع بالنسبة لقواتهم حين أخبروه بصريح العبارة أن هدفهم في فيتنام كان 70% منه هو تجنب إندحار مذل لقواتهم، و 20% هو لإبعاد فيتنام الجنوبية عن أيدي الصينيين، وأن 10% كان من أجل تقديم حياة حرة للفيتناميين، وتلك جميعاً كانت الأسباب المذلة لخروجهم من فيتنام.

وبسبب الستراتيجية الأمريكية لإحتواء الإتحاد السوفيتي والضغط الآيديولوجي للمكارثية فإن الولايات المتحدة لم تستطع الإبتعاد عن فيتنام، ولكن بسبب طبيعة المقاومة الفيتنامية وخرافة الديمقراطية الأمريكية وأكاذيب الإدارات الأمريكية فإن المغامرة الأمريكية في فيتنام لم تستطع النجاح. وبها نرى في تأريخ الحرب الفيتنامية أن أمريكا لم تستطع تدبير بقائها، كما أنها لم تستطع أبداً تدبير نجاحها.
إن ماعانته أمريكا في فيتنام بدأ يتحقق في العراق، بل بدأت معاناتها مباشرة بعد إحتلال العراق. فالقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها تشعر الآن وأكثر من أي وقت مضى أنها تواجه إندحاراً مذلاً شبيهاً لما حدث في فيتنام. وهنا يفكر الستراتيجيون العسكريون الأمريكان بمسألة غاية في الأهمية لإستمرار وضع أمريكا كقوة عسكرية مهيمنة عالمياً. وتلك المسألة هي أنه إذا إنسحبت قواتها من العراق الآن بفعل المقاومة العراقية، فإن أمريكا ستفقد هيبتها عالمياً وأن قوتها العالمية ستتضرر بشكل لا يمكن معه إصلاحه، بل وأكثر بكثير من خسارتها في فيتنام. ولهذا السبب فإن العراق أصبح بالنسبة لأمريكا أسوأ من فيتنام.

لا بد لنا أن نذكر أيضاً أن ما يميز حروب أمريكا على فيتنام والعراق هو أن الإدارات الأمريكية إستعملت خرافة الديمقراطية الأمريكية لتهدئة الشعب الأمريكي عما قدمه ويقدمه من ضحايا في تلك الحروب التي لم تكن إلا من أجل مجموعة من الشركات والأشخاص المنتفعين مالياً. لهذا يجب أن تخسر أمريكا حربها في العراق وإحتلالها له كما خسرتها في فيتنام، لأن ذلك سيعني بالتأكيد إنحسار الصناعة العسكرية الأمريكية التي تغذي حروب أمريكا العالمية، وعندها أيضاً سيصرخ دافع الضرائب الأمريكي بأعلى صوته: ما الفائدة من الإنفاق العسكري إن لم تستطع أمريكا النجاح في مغامراتها العسكرية؟ لذا فإن إنتصار المقاومة الوطنية العراقية سيقود بالتأكيد إلى سقوط تعهدات بوش الستراتيجية للسيطرة على العالم وقناعاته الآيديولوجية الصليبية ونهاية لآيديولوجية اليمين الفاشي المتطرف، خصوصاً وأن الضرر قد لحق بمجاميعه التي خططت لإحتلال العراق من خلال إفتضاح الأكاذيب التي سوقوا لها من أجل ذلك والتي بان كذبها جميعا. كما أن إندحار أمريكا في العراق سيمثل ضربة قاصمة لسياساتها المستقبلية ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع.

د. محمد العبيدي


للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى ألأبــــد

ألعراق وفيتنام ...تشابه في المقاومة وتشابه في الإندحار الأمريكي

حقيقة ما جرى في حلبجه العراقية(الملف الكامل- الجزأ الخامس وألأخير) ج5


ما لا يعرفه الناطقون بالعربية عن حقيقة ما جرى في حلبجه العراقية (الملف الكامل- الجزأ ألخامـس وألأخير) ج5
د. محمد العبيدي
2005-01-24
إيران تبدأ بإستخدام أسلحة كيمياوية مصنعة محلياً.

David Segal, "The Iran-Iraq War: A Military Analysis," Foreign Affairs, Summer 1988.
النصف الأول من عام 1987
إيران تشتري قرابة 90 طناً من الثايوداي جليكول، لتحضير لغاز الخردل، من شركة أمريكية في ماريلاند تدعى ألكولاك إنترناشنال Alcolac International.
Gordon M. Burck and Charles C. Flowerree, International Handbook on Chemical Weapons Proliferation (Westport, Connecticut: Greenwood Press, 1991), p. 249.
1987
تم الإستيلاء على 120 طن من المواد الأولية الداخلة في صناعة الأسلحة الكيمياوية من قبل الجمارك الأمريكية في طريقها إلى إيران مرسلة من قبل شركة ألكولاك إنترناشنال في بالتيمور وقد تم تفريغ المواد وملئت الحاويات بالماء وأرسلت إلى إيران.
Gordon M. Burck and Charles C. Flowerree, International Handbook on Chemical Weapons Proliferation (Westport, Connecticut: Greenwood Press, 1991), p. 249.
1987
رئيس الوزراء مير حسين موسوي يعلن أن إيران قد أنتجت أسلحة كيمياوية، ولكنها لن تستخدم هذه الأسلحة!!! ما لم تضطر لذلك للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الكيمياوية العراقية.
Gregory F. Giles, Iranian Approaches to Chemical Warfare, 15 December 1997, p. 5.
1987
تقارير عن موافقة المرشد الأعلى لإيران آية الله الخميني على "إمتلاك وإستخدام الأسلحة الكيمياوية".
Patrick Tyler, "Both Iraq and Iraq Gassed Kurds in War, US Analysis Finds," Washington Post, 3 May 1990, p. A37.
1987
طبقاً لأنتوني كوردسمان "إيران قادرة على إنتاج كميات محدودة من المادة المسببة للبثور (خردل الكبريت)، وعامل الدم (السيانيد) بدءاً من عام 1987، ولديها بعض القدرة على إنتاج غاز الفوسجين و/أو غاز الكلور. تم إنتاج هذه العوامل الكيمياوية بكميات محدودة، مما أتاح لإيران حقن عدد صغير من الأسلحة قبل التشغيل الكامل لأي من منشآت الإنتاج الأساسية الجديدة. تم حقن عوامل الغازات في القنابل وقذائف المدفعية، وتم إستخدامها بشكل متقطع ضد العراق في عامي 1987 و1988."
Anthony H. Cordesman, "The Military Balance in the Middle East–WMD: Part XIV," 16 March 1999, p. 35.
11 كانون الثاني/يناير 1987
أثناء التحقيق الذي إستمر خمسة أسابيع وقامت به مجلة نيويورك تايمز، فإن بول كاتر، الموظف السابق في هيئة المعلومات الأمريكية والذي يقضي حالياً حكماً بالسجن لمدة خمسة أعوام بسبب بيعه صاروخين لإيران، يكشف أن العقيد المتقاعد رالف مارك برومان قد شارك في بيع 120 ألف زي عسكري مقاوم للأسلحة الكيمياوية لإيران.
Stuart Diamond and Ralph Blumenthal, "Two US Colonels Linked to Efforts to Sell Iran Arms," New York Times, 11 January 1987, section 1, p. 1.
15 كانون الثاني/يناير 1987
جون ريد من لاس فيجاس الذي تمت إدانته في عام 1985 لمحاولته بيع 400 ألف زي مقاوم للأسلحة الكيمياوية لإيران، تم تخفيض مدة حبسه بسبب إستجوابات حول السياسة الأمريكية تجاه بيع أسلحة لإيران.
"Federal Judge Reduces Iran-Related Prison Sentence," Associated Press, 15 January 1987.
منتصف عام 1987
تقارير حول قدرة إيران الجيدة على إنتاج غازات الخردل والسيانيد والأعصاب.
Anthony Cordesman, "Creating Weapons of Mass Destruction, Armed Forces Journal International 126, February 1989, p. 56.
24 تموز/يوليو 1987
هارولد بيرنسين قائد قوات الشرق الأوسط في البحرية الأمريكية، يصرح بأنه يجب أن تجهز قوارب البحرية الأمريكية التي تحرس السفن في الخليج العربي بخوذات من الصلب وجاكيتات لإنقاذ الحياة وأقنعة مضادة لغازات الأسلحة الكيمياوية لحماية أنفسهم من الهجمات الإيرانية.
"Aboard the USS Fox in the Persian Gulf," Associated Press, 24 July 1987.
18 تشرين الأول/أكتوبر 1987
وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتس يصرح أن كلاً من العراق وإيران قد إستخدمتا الأسلحة الكيمياوية "في أول تصريح يخالف الموقف الرسمي الأمريكي".
Gordon M. Burck and Charles C. Flowerree, International Handbook on Chemical Weapons Proliferation (Westport, Connecticut: Greenwood Press, 1991), p. 240; for original source see Reuters, Current News, 19 October 1987.
تشرين الثاني/نوفمبر 1987
قال أنتوني كوردسمان أنه "يبدو أن إيران قد إنتهت من بناء منشأة رئيسية للغاز في قزوين، على بعد قرابة 150 كيلومتر غرب طهران. ويقال أن هذه المنشأة قد إكتمل تجهيزها ما بين تشرين الثاني/نوفمبر 1987 وكانون الثاني/يناير 1988. بالرغم من الإدعاء بأن المنشأة هي مصنع للمبيدات الحشرية، إلا أنه يبدو أن الغرض الأساسي من المنشأة هو إنتاج الغازات السامة بإستخدام مركبات فسفورية عضوية. من غير الممكن تعقب كل مصادر المكونات الأساسية والتكنولوجيا التي تستخدمها إيران في برنامج الأسلحة الكيمياوية الخاص بها أثناء هذه الفترة. هذا وتقول مصادر من المجاهدين الإيرانيين أن إيران قامت بتصنيع قنابل كيمياوية أيضاً ومنشأة للصواريخ الحاملة للعوامل الكيمياوية تديرها شركة زكريا الرازي للكيمياويات بالقرب من مهشر جنوبي إيران، ولكن لم يتأكد بعد صحة هذه التقارير".
Anthony H. Cordesman, "The Military Balance in the Middle East–WMD: Part XIV," 16 March 1999, p. 35.
16 تشرين الثاني/نوفمبر 1987
مسؤولون أمريكيون يصرحون بأن تقارير إستخباراتية تفترض أن إيران لديها القدرة لإنتاج الأسلحة الكيمياوية مثل غاز الأعصاب وغاز الخردل.
Michael R. Gordon with Paul Lewis, "The Move to Ban Chemical Weapons: Big Strides and Many More Hurdles," New York Times, 15 November 1987, p. A6.
25 تشرين الثاني/نوفمبر 1987
الصحيفة المسائية الإيرانية كيهان تورد تصريحاً لمحسن رفيق داست الوزير الإيراني لسلاح الحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، والذي أعلن فيه أن إيران سوف تستخدم الأسلحة الكيمياوية ضد العراق إذا ما إستمر في إستخدامها ضد إيران.
"Iran Threatens to Deploy New Type of Ground-to-Ground Missile," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 25 November 1987, item number: 1125003.
27 كانون الأول/ديسمبر 1987
صرح رئيس الوزراء الإيراني مير حسين موسوي أن إيران تنتج الأسلحة الكيمياوية. وفي "عرض الميزانية السنوية على البرلمان، ذكر [موسوي] الأسلحة السامة ضمن قائمة طويلة من الأسلحة التي قال أن وزارة الدفاع الإيرانية تنتجها".
"Iran Making Toxic Arms, Official Says," Philadelphia Inquirer, 28 December 1987, p. 1.
27 كانون الأول/ديسمبر 1987
رئيس الوزراء مير حسين موسوي يحدد أن إيران تنتج "أسلحة كيمياوية هجومية معقدة" وأنها نشرت صواريخ بعيدة المدى على طول حدودها مع العراق.
Victor A. Utgoff, The Challenge of Chemical Weapons: An American Perspective (New York: St. Martin's Press, 1991), p. 82.
27 كانون الأول/ديسمبر 1987
في نقلها للحديث، صرحت وكالة الأنباء الإيرانية أن "القائمة الطويلة للمنتجات المحلية للصناعات الدفاعية تشتمل أيضاً على أسلحة كيمياوية هجومية معقدة" وأنه تم إنشاء "قسماً خاصاً" في الصناعات الدفاعية لهذه الأسلحة.
"Chemical Arms More Missiles in Iran Budget," Toronto Star, 28 December 1987, p. A16; David Hirst, "Iran Admits Making Chemical Weapons," The Guardian (London) 28 December 1987.
3 كانون الثاني/يناير 1988
أعلن أحد المتمردين الأفغان الذي تلقى تدريبات على فنون القتال في أحد معسكرات التدريب الإيرانية التصريحات التالية حول التدريب الذي تلقاه على الأسلحة الكيمياوية قائلاً: لقد فرض علينا أثناء القيام بعمليات التدريب على فنون القتال إستخدام الأسلحة الكيمياوية مثل خراطيش الغازات المسيلة للدموع والقنابل اليدوية. وقد أصبت في أحد هذه التدريبات بحالة تسمم. ومنذ هذا الوقت، تَدمع عيناي بشكل مستمر. وفي بعض الأحيان التي كنا نتواجد فيها داخل أماكن النوم وليس في ميدان القتال، كان يتم إطلاق أجهزة الإنذار الخاصة بالأسلحة الكيمياوية. وكان يتم تفجير القنابل المسيلة للدموع في العديد من الثكنات العسكرية كما كان يتم إطلاق خراطيش فارغة. وفي مثل هذه الحالات، كنا نستيقظ من نومنا فزعين ونرتدي أقنعتنا الواقية ونحمل أسلحتنا ونحتمي بالدفاعات المحيطة. وقد أصيب كل الأفراد الذين لم يتمكنوا من إرتداء الأقنعة المضادة للغازات بحالات تسمم خطرة. [ملاحظة: هذا التقرير مأخوذ من صحيفة سوفيتية تمكنت من الحصول على هذه المعلومات من أحد الأفغان المنشقين عن الحكومة الأفغانية الشيوعية في كابول]
"Afghan Rebel's Account of Training in Iran," Izvestiya, 3 January 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 16 January 1988, Part 4, p. A1.
13 كانون الثاني/يناير 1988
صرح محسن رفيق دست الوزير الإيراني لسلاح الحرس الثوري الإسلامي أنه "إذا قام النظام العراقي بإستخدام أسلحة كيمياوية إما ضد المقاتلين المسلمين أو المدنيين الإيرانيين، فإن الجمهورية الإسلامية سوف تضطر للجوء إلى الحرب الكيمياوية ضد قوات العدو .... إن إيران لديها إمكانيات هائلة لإنتاج هذه الأسلحة".
IRNA, 14 January 1998, FBIS,15 January 1998.
14 كانون الثاني/يناير 1988
أثناء مؤتمر صحفي مذاع على التليفزيون اليوم، علق رفيق دست الوزير الإيراني لسلاح الحرس الثوري الإسلامي على عدم وجود موقف فعال من جانب المجتمع الدولي بهدف وضع حد لإستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية. وأوضح أنه "إذا تم إستخدام أسلحة كيمياوية ضدنا هذه المرة، فلن نتردد في تلقين العدو درساً شديداً". وقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية تعليقاته وهو يقول "إن الجمهورية الإسلامية سوف تضطر للجوء إلى الحرب الكيمياوية"، وأن إيران لديها "إمكانيات هائلة لإنتاج هذه الأسلحة".
"Iran's Guards Corps Minister Warns of Retaliatory Use of Chemical Weapons," Islamic Republic News Agency, 14 January 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 16 January 1988, Part 4, p. A1.
شباط/فبراير 1988
بدأت إيران باكورة إنتاجها المحلي من أنظمة الدفاع الوقائية حيث قامت بإنتاج ديراكش-6 وهو عبارة عن نظام دفاعي لإزالة أثار التلوث الكيماوي ومضاد للقنابل الكيمياوية. وقد قامت مؤسسة جهاد للتشييد بأصفهان (Isfahan Construction Jihad) بإنتاج هذا النظام.
Jean Pascal Zanders, "Iranian Use of Chemical Weapons: A Critical Analysis of Past Allegations," at a talk at the Center for Nonproliferation Studies, Monterey Institute of International Studies, Washington, DC, 7 March 2001, .
شباط/فبراير 1988
أدانت صحيفة بانوراما الإيطالية (Panorama) الصين بشدة حيث أعلنت "أن الصين قد زودت إيران بالمواد الكيمياوية والغازات السامة الأخرى بهدف إستخدامها في الأغراض العسكرية" وتتضمن هذه المواد غاز الخردل و"الغازات الكيمياوية" الأخرى خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير هذا العام.
Kuwait KUNA (in English), 26 February 1988, FBIS Document, 29 February 1988. [Note: The original source for this, the article in Panorama, could not be located.]
3 شباط/فبراير 1988
"تم تصميم ثاني وأحدث نظام وقائي لإزالة آثار التلوث الكيمياوي ومواجهة القنابل الكيمياوية والمعروف بإسم ديراكش-6 بواسطة خبراء من مراكز القيادة الهندسية ودعم الحرب التابعة لمنظمة الجهاد للتشييد في أصفهان.... وقد صرح أحد مصممي هذا النظام قائلاً... "إعتماداً على الخبرة التي إكتسبناها على مدار السنوات القليلة الماضية في مجال تصنيع المعدات التي تقم بإبطال مفعول وتأثير القنابل الكيمياوية، نجحنا في تصميم نظام يساعد على منع إلحاق الضرر بمقاتلينا في حالة إستخدام العدو للقنابل الكيمياوية. ولكن نظراً لطول الحدود ووجود مرتفعات شاهقة خاصة على الحدود الغربية، فقد عقدنا العزم على تصميم معدات أكثر تطوراً ذات تطبيقات أفضل وأكبر. ولقد تمكنا مؤخراً من تصميم هذا النظام وأصبح جاهزاً للإستخدام وبدأ بالفعل إنتاجه بإعداد كبيرة. ثم أضاف قائلا "يتكون هذا الجهاز من حاوية سعتها حوالي 1000 لتر، وجهاز محدد للسعة يمكن ملئه بالماء السطحي، وأنبوبتي إخراج مثبتتين بواسطة بوابة ضخمة، وخرطوم مرن في مؤخرة المركبة حيث يمكن إفراغ كل محتويات الحاوية خلال أربع دقائق. ويتميز هذا الجهاز بقدرته على إستخدام طاقة محركات المركبة بطريقة مباشرة وذلك بالإضافة إلى علبة التروس المثبتة على الجهاز والتي يمكن أن تقوم بنقل المحتويات إلى المضخات حيث يمكن توجيه هذه المحتويات إلى مساحات أكبر من المناطق التي تم قصفها بالقنابل.""
"Iran Gives Details of Anti-Chemical Weapons System," Tehran Radio, 3 February 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 4 February 1988, Part 4, p. A1.
12 شباط/فبراير 1988
تمكن ممثلو حكومة ألمانيا الغربية من الوصول إلى إتفاق بشأن إطلاق سراح الأسيرين رودلف كوردز، ألماني الجنسية، وتيري أندرسون، أمريكي الجنسية مقابل إطلاق سراح محمد علي حمادي (ينتظر المحاكمة لإدانته في قضية اختطاف طائرة TWA وقتل غواص من قوات البحرية الأمريكية) أو إطلاق سراح أخيه عبد الهادي حمادي (رئيس جهاز الأمن لحزب الله) بالإضافة إلى تعويض مالي قدره ثلاثة ملايين دولار أمريكي فضلا عن التأكد من سلامة صحة الأشخاص الشيعة المتهمون بعمليات تفجير والبالغ عددهم 17 شخصاً والمحتجزون بالسجون الكويتية. وبالرغم من ذلك فقد أخلّت إيران بهذا الإتفاق في اللحظات الأخيرة حيث قد طالبت، بالإضافة إلى كل التنازلات السابقة، أن تقوم ألمانيا الغربية بتزويدها بتقنيات تصنيع الأسلحة الكيمياوية وتوفر لها الأسلحة والأموال فضلا عن حصولها على إمتيازات سياسية مستقبلية.
"W. German Seized in Beirut; Abduction Linked to Hamadei Trial," Facts on File World News Digest, 12 February 1988, p. 80, E1.
24 شباط/فبراير 1988
أعلنت مجلة جينز ديفينس ويكلي (Jane's Defense Weekly) أن إيران قد تتمكن من إنتاج أسلحة كيمياوية إذا قامت سوريا بمساعدتها.
Jane's Defense Weekly reports that with Syrian help, Iran is capable of producing CW.
Daniel J. Silva, "Iraq Claims Iran Lacks Volunteer Troops," United Press International, 24 February 1988.
آذار/مارس 1988
أوضح أنتوني كوردسمان "أن إيران لديها مصانع أسلحة كيمياوية في مدينتي دامغان وبرجين" حيث بدأ تشغيلهما في بداية آذار/مارس 1988 ويمكن أن يكون قد تم إستخدامهما لإجراء تجارب على إطلاق صواريخ سكود برؤوس حربية في بدايات عامي 1988-1989.
Anthony H. Cordesman, "The Military Balance in the Middle East – WMD: Part XIV," 16 March 1999, p. 35.
آذار/مارس 1988
وفقاً لما ذكرته مصادر إستخباراتية إسرائيلية، فإن إيران تمتلك العديد من قذائف SS-21 أرض/أرض سوفيتية الصنع والتي تجعل من كل مراكز إنتاج النفط بالعراق داخل نطاق إطلاق النيران الإيراني. حيث تتميز هذه القذائف بالدقة الكافية التي بإمكانها مهاجمة مراكز القوات العراقية بالغازات السامة دون وجود خوف من إحتمال إصابة القوات الإيرانية نتيجة للإطلاق الخطأ.
Charles Fenyvesi, "Scary SS-21's," US News & World Report, p. 21.
آذار/مارس 1988
يجري العمل بشكل مكثف في منشآت إيران لإنتاج الأسلحة الكيمياوية في كل من دامغان وبرجين.
Anthony H. Cordesman and Ahmed S. Hashim, Iran: Dilemmas of Dual Containment (Westview Press, 1997), p. 291.
4 آذار/مارس 1988
صادرت السلطات الأمريكية والهولندية في عطلة الأسبوع الماضي شحنة من المواد المساعدة للأسلحة الكيمياوية أثناء نقلها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إيران عبر أوروبا.
Warren Richey, "Missile Miscalculation in Gulf War?" Christian Science Monitor, 4 March 1988, p. 10.
16 آذار/مارس 1988
علي شافعي المتحدث باسم سلاح الحرس الثوري الإسلامي، يتهم العراق بإستخدام أسلحة كيمياوية في حلبجه: "يستخدم العراقيون طائرات ومدفعية مجهزة بأسلحة كيمياوية تطلق غاز الخردل والسيانيد وأنواع أخرى، فتسبب في مقتل 5000 شخص برئ من حلبجه والمنطقة المجاورة". تزعم السلطات الإيرانية أن قواتها لم تصب بأذى بسبب ارتداء أقنعة الغاز!!!. هاشمي رفسنجاني المتحدث باسم البرلمان الإيراني يعلن "لدينا التكنولوجيا اللازمة لإنتاج الأسلحة الكيمياوية وبالرغم من أننا لم نستخدمها بعد فلن نظل صابرين للأبد".
Andrew Bilski, Maclean's, 4 April 1988, p.18.
16 آذار/مارس 1988
تبعاً لتصريحات العراق، أصيب 88 من جنودها في الهجوم الإيراني على حلبجه.
"Fifteen Iraqi soldiers Flown to London, Vienna for Treatment," Associated Press, 11 April 1988.
16-18 آذار/مارس 1988
طبقاً لما ذكرته مصادر عراقية، فقد جُرح 88 من الجنود العراقيين في الهجمات الإيرانية على حلبجه.
"Fifteen Iraqi soldiers Flown to London, Vienna for Treatment," Associated Press, 11 April 1988.
16-18 آذار/مارس 1988
أعلن ستيفن بلتير، وهو محلل سابق بالمخابرات الأمريكية، أن إيران إستخدمت الغازات في هجماتها على سكان حلبجه في 15 آذار/مارس قبل دخول المدينة.
Knut Royce, "Pattern of Exaggeration on Iraq Seen by Sources," Newsday, 10 October 1988.
16-18 آذار/مارس 1988
تبعاً لدراسة قام بها البنتاغون، تستخدم إيران الأسلحة الكيمياوية، وعلى الأرجح كلوريد السيانوجين، أثناء هجوم على مدينة حلبجه الكردية في العراق. بدأ الهجوم في 15 آذار/مارس بعملية "والفجر" الهجومية الإيرانية. وتبعاً للنتائج التي توصلت إليها الاستخبارات الأمريكية فقد قامت إيران بإسقاط أكثر من 50 قذيفة مدفعية وقنابل هوائية محملة بالسيانيد على المدينة. وإستخدم العراق الأسلحة الكيمياوية بما فيها غاز الخردل بصورة مكثفة خلال هذا الهجوم.
New Powers Will Use Nuclear, Biological, and Chemical Weapons (Ithaca: Cornell University Press, 2000), p. 91; Anthony H. Cordesman, "Iranian Chemical and Biological Weapons," CSIS Middle East Dynamic Net Assessment, 30 July 1997, p. 20.
23 آذار/مارس 1988
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تشارلز ريدمان يتحدث بخصوص إستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية في مدينة حلبجه الكردية "هناك مؤشرات على أن إيران قد إستخدمت قذائف المدفعية الكيمياوية في هذا القتال". إلا أن ريدمان قد ذكر أن كل من إيران والعراق كانا قادرين على إنتاج الأسلحة الكيمياوية محلياً، وأن كلا الدولتين كانتا تحاولان تكوين مخزون احتياطي من الأسلحة الكيمياوية. صرح ريدمان أن الولايات المتحدة "قد طلبت من العراق وإيران التوقف فوراً عن أي إستخدام الأسلحة الكيمياوية التي تعد إهانة للحضارة والبشرية". كما وصرح مسؤولون أمريكيون أن كلا الطرفين المتقاتلين يمكنهما إنتاج الأسلحة الكيمياوية محلياً.
David Ottaway, "US Decries Iraqi Use of Chemical Weapons; 'Grave Violation' of International Law Cited," Washington Post, 24 March 1998, p. A37.
23 آذار/مارس 1988
مكتب الأمن الخاص في وكالة الاستخبارات الدفاعية يصرخ بأن "التقارير تشير إلى أن معظم الإصابات في حلبجه حدثت بسبب كلورين [كلوريد] السيانوجين. وهذا العنصر لم يتم إستخدامه مطلقاً من قبل العراق، ولكن إيران كانت قد أبدت إهتماماً بهذا العنصر. وربما تكون إصابات غاز الخردل في المدينة راجعة إلى الأسلحة العراقية لأنه لم يلاحظ مطلقاً إستخدام إيران لهذا العنصر".
Quoted in Jean Pascal Zanders, "Iranian Use of Chemical Weapons: A Critical Analysis of Past Allegations," presentation at the Center for Nonproliferation Studies, Monterey Institute of International Studies, Washington, DC, 7 March 2001, .
23 آذار/مارس 1988
علّق المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الأمريكية، تشارلز ريدمان، على إستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية ضد قرية حلبجه الكردية قائلاً "هناك مؤشرات تدل على أن إيران هي الأخرى قد إستخدمت قذائف مدفعية كيمياوية في هذا القتال." وقد ذكر ريدمان، مع ذلك، أن كلا من إيران والعراق تمكنا من إنتاج أسلحة كيمياوية محلياً وأن كلا البلدين حاولا توفير مخزون إحتياطي من الأسلحة الكيمياوية. وقد أعلن ريدمان أن الولايات المتحدة "تدعوا العراق وإيران لإنهاء أي إستخدام آخر للأسلحة الكيمياوية على الفور، تلك الأسلحة التي تمثل إساءة للحضارة والإنسانية جمعاء. كما أعلن مسؤولون أمريكيون أن المقاتلين في كلا الجانبين لديهم إمكانية إنتاج أسلحة كيمياوية محلياً.
David Ottaway, "US Decries Iraqi Use of Chemical Weapons; 'Grave Violation' of International Law Cited," Washington Post, 24 March 1998, p. A37.
24 آذار/مارس 1988
هاشمي رفسنجاني يحذر من أن إيران لن يكون لديها خيار آخر غير الانتقام بإستخدام الأسلحة الكيمياوية إذا استمر العراق في الهجمات بهذه الأسلحة. الأسوشيتيد برس (AP) تعلن أن "شدة الاتهامات الإيرانية ضد العراق في الأيام الأخيرة قد أثارت المخاوف من أن الإيرانيين يسعون إلى تبرير إستخدامهم للأسلحة الكيمياوية من جانبهم أو القيام بإستعمالها بشكل مكثف في المستقبل". وتستشهد الأسوشيتيد برس بتعليق دون كير من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن وهو يقول "من المحتمل تماماً أن يستطيع الإيرانيون القيام بذلك".
Ed Blanche, "Chemical Warfare Threat Mounts in Gulf War," Associated Press, 24 March 1988.
26 آذار/مارس 1988
منظمة أطباء بلا حدود تؤكد أن وجوه وأظافر بعض الضحايا قد تحولت للون الأزرق و"يؤكد ذلك أنهم قُتلوا بإستخدام غاز السيانيد" (الذي إستعملته إيران والذي لم يمتلكه العراق). كما تعلن أن العديد من الضحايا لديهم بعض أنواع البثور المرتبطة بغاز الخردل.
"Iraq Uses Chemical Weapons in War, Say Western Doctors," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 26 March 1988, item number: 0326034.
4 نيسان/أبريل 1988
العراق يطلب رسمياً من الأمين العام للأمم المتحدة أن يرسل فريقاً للتحقيق في إستخدام إيران للأسلحة الكيمياوية في هجماتها الأخيرة في العراق. وفي خطاب للأمين العام، يصرح طارق عزيز وزير الخارجية العراقي "يشرفني أن أخبركم أنه تم التحقق من أن القوات المسلحة للنظام الإيراني المجرم قد قصفت القوات العراقية في حلبجه في 30 و31 آذار/مارس عام 1988 بإستخدام الأسلحة الكيمياوية. لقد فعل النظام الإيراني ذلك بإستخدام المدفعية والطائرات، ونتيجة لهذا القصف البربري، أصيب 88 من العسكريين بإصابات خطيرة وهم الآن في المستشفى ببغداد... إن الحكومة العراقية تطلب من سيادتكم إرسال بعثة إلى بغداد على الفور لزيارة الجرحى والتعرف على تفاصيل العدوان".
"Iraq Invites UN Mission to Visit Victims of 'Chemical Bombardment' Iranian Denial," Iraqi News Agency, 4 April 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 6 April 1988, Part 4, p. A1; "Iraq Urges UN Inquiry of Iranian Use of Chemical Arms," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 4 April 1988, item number: 0404020; Reuters, "Missile War Erupts again in Gulf Contact," Toronto Star, 5 April, 1988, p. A12.
6 نيسان/أبريل 1988
شاهد المراسلون الصحفيون الجنود العراقيين المصابين نتيجة للأسلحة الكيمياوية الإيرانية. حيث إدعى حوالي 80 جندياً و10 ضباط أن القنابل والقذائف الكيمياوية الإيرانية سقطت على حلبجه في 31 آذار/مارس. وقد أعلن أحد الأطباء العراقيين أن "الإختبارات أثبتت أنه قد أُطلق عليهم جميعاً غاز الخردل الذي تسبب في إصابات وتهيجات شديدة بالعين والجلد والأجزاء الحساسة من أجسامهم." وأقر ملازم أول عراقي أنه "إمتد دخان أبيض مغطياً المنطقة وظهرت بقع زيتية على الأرض." وبعد ذلك بحوالي سبع دقائق، شعرت بتكاثر فقاقيع على بشرتي التي كانت تحترق وتحول لونها إلى الأسود والأحمر القاتم."
AP, "Hospital Children Killed by Iraq Blast," Toronto Star, 7 April 1988, p. A3.
10 نيسان/أبريل 1988
خبراء عسكريون أمريكيون ومسؤولون حكوميون يناقشون التحديات العسكرية المتنامية في الشرق الأوسط. يستشهد هؤلاء الخبراء بالإستخدام المتزايد للأسلحة الكيمياوية من جانب العراق وإيران. وقد أعلن الخبراء أن العراق قد ركز جهوده على الأسلحة طويلة المفعول مثل غاز الخردل بدلاً من الأسلحة قصيرة المفعول مثل السيانيد، ذلك لأن القوات العسكرية العراقية تكون غالباً في موقف الدفاع وتريد إستخدام أسلحة كيمياوية من التي تستمر في البيئة لفترة طويلة لإعاقة الهجمات الإيرانية لفترات طويلة من الوقت. وعلى الجانب الآخر تكون القوات الإيرانية غالباً في موقف الهجوم، لذلك فهم يركزون على الأسلحة قصيرة المفعول التي تتبدد بسرعة أمام القوات المتقدمة. وتشمل تلك الأسلحة السيانيد وغاز الكلور. وتصرح مصادر البنتاغون أن هناك "مؤشرات قوية" على أن إيران أيضاً قد إستخدمت أسلحة كيمياوية في حلبجه. ويقول المسؤول "هناك سبب مقنع لتصديق أن كلا الدولتين قد شارك في ذلك، فلم يكن ذلك من طرف واحد فقط".
David Ottaway, "Mideast Perils: The Introduction of Medium-Ranged Missiles, Chemical Weapons and Ballistic-Missiles Warfare into the Volatile Region has Created a Situation that could Spell Doom in a New War Erupts between Arabs and Israel," Toronto Star, 10 April 1988, p. H3.
11 نيسان/أبريل 1988
أرسل العراق بالطائرات 15 من جنوده إلى إنكلترا وألمانيا الغربية والنمسا لتلقي العلاج للإصابات التي يقول العراق أنها كانت نتيجة للأسلحة الكيمياوية التي إستخدمتها إيران مؤخراً في الشهر الماضي. وعلّق أحد المتحدثين الرسميين بإسم السفارة العراقية قائلاً "نحن نقدم الدليل الآن على أن جنودنا قد تعرضوا للإصابة بالأسلحة الكيمياوية الإيرانية".
"Fifteen Iraqi Soldiers Flown to London, Vienna for Treatment," Associated Press, 11 April 1988.
13 نيسان/أبريل 1988
أعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى أنه "يبدو أن إيران قد إستخدمت أسلحتها الكيمياوية ضد الأهداف العسكرية والمدنية، بينما إستخدمها العراق ضد القوات العسكرية" في المعركة التي دارت حول حلبجه الشهر الماضي. وأكد المسؤولون الأمريكيون أنه لديهم معلومات إستخبارية أكيدة تشير إلى أن إيران قد إستهدفت القوات العراقية من خلال قذائف مدفعية ذخيرتها السيانيد في نفس الوقت تقريباً الذي كان فيه الهجوم بالغاز على حلبجه. وهذا الإكتشاف يضعف من الحملة الدعائية الإيرانية التي يقودها المسؤولون الرسميون. كما أنه نمى إلى علم المسؤولين الأمريكيين أن تقنيات وصادرات ألمانيا الغربية كان لها دورها الهام في ترسانات الأسلحة الكيمياوية الإيرانية والعراقية. ومن أمثلة ذلك تقنية صناعة الذخيرة الحربية التي تقدمها شركة فريتس فيرنر (Fritz Werner) وهي شركة ألمانية لصناعة الأدوات. وتعتقد الإستخبارات الأمريكية أن هذه المعدات، التي تم مد كل من إيران والعراق بها في عام 1986، قد تم إستخدامها في برامج الأسلحة الكيمياوية.
E.A. Wayne, "Tracking Chemical Weapons in the Gulf War," Christian Science Monitor, 13 April 1988, p. 32.
18 نيسان/أبريل 1988
تبعاً لـ US News & World Report، طلب الإيرانيون من الحكومة الفرنسية السماح بشحن المواد الكيمياوية والمخصبات التي يمكن للإيرانيين تحويلها بسهولة إلى غاز سام. وفي المقابل قد تستطيع إيران إقناع حزب الله بإطلاق سراح الرهائن الفرنسيين في لبنان.
Charles Fenyvesi, "Banishing Bani-Sadr," US News & World Report, 18 April 1988, p.27.
25 نيسان/أبريل 1988
وفقاً لما ذكرته مصادر إستخباراتية إسرائيلية، فقد حصلت إيران على قذائف SS-21 أرض/أرض سوفيتية الصنع والتي بإمكان تسليحها بعوامل حربية كيمياوية.
Charles Fenyvesi (ed.), "Washington Whispers," US News and World Report, 25 April 1988.
26 نيسان/أبريل 1988
أعلنت وكالة أنباء شينخوا أن تحقيقات الأمم المتحدة كشفت عن أن كلا البلدين إستخدما الأسلحة الكيمياوية. وقد وجد أحد المحققين، الدكتور مانويل دومينيكز، بعد فحص 66 مصاباً في إيران أن 62 منهم "لديهم أعراض واضحة تشير إلى تعرضهم إلى اليبرايت [خردل الكبريت]." كما أنه وجد أن كل من قام بفحصهم في العراق وهم 39 شخصاً قد تعرضوا لمدة اليبرايت أيضاً. وقد تم أيضاً إستخدام المادة المعيقة لأستيراز الأسيتيل كولين (وهي عامل أعصاب)، وذلك وفقاً لما ذكره الدكتور دومينيكز.
"UN Mission Determines use of Chemical Weapons in Gulf War," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 26 April 1988, item number: 0426009.
26 نيسان/أبريل 1988
الأمم المتحدة تعلن أن تحقيقات الشهر الماضي بشأن إستخدام الأسلحة الكيمياوية في إيران والعراق قد اكتشفت أن الأسلحة الكيمياوية قد تم إستخدامها في كلا الدولتين "بمعدل أكثر كثافة عن ذي قبل". وبالرغم من أن الأمم المتحدة أعلنت أن هناك مزيد من الأدلة على وجود الأسلحة الكيمياوية في إيران أكثر من العراق، إلا أنها لم توضح الطرف الذي تقع عليه اللائمة.
"UN Says Chemical Weapons used in Iran, Iraq," United Press International, 26 April 1988.
9 مايس/مايو 1988
مجلس الأمن بالأمم المتحدة يصدر قراراً بإدانة إستخدام الأسلحة الكيمياوية في الحرب بين إيران والعراق، ويطلب من جانبي النزاع إيقاف إستخدام الأسلحة الكيمياوية. مندوب أمريكا في الأمم المتحدة يصرح أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها الدليل على إستخدام كل من إيران والعراق للأسلحة الكيمياوية. ولم ينكر العراق إستخدام الأسلحة الكيمياوية ولكنه اتهم إيران أيضاً بإستخدام تلك الأسلحة.
"Security Council Condemns Chemical Weapons Use in Iran-Iraq War," Associated Press, 9 May 1988.
24 حزيران/يونيو 1988
قام مجلس الشيوخ الأمريكي بالتصويت بـ 91 صوتاً لمصلحة قرار إدانة العراق بسبب إستخدام الأسلحة الكيمياوية في الحرب بين إيران والعراق. السيناتور جورج ميتشل يعلن أن العراق إستخدم أسلحة كيمياوية في 16 آذار/مارس ضد مدينة حلبجه التي احتلتها إيران، فقتلت 2000 مدني. (الإنتباه لعدد القتلى الذي أصبح هنا أقل من نصف العدد الذي ذكره الإيرانيون أو منظمة مراقبة حقوق الإنسان، كما لم يرد ذكر الأسلحة الإيرانية في قرار مجلس الشيوخ).
"Washington News," United Press International, 24 June 1988.
1 تموز/يوليو 1988
خلال زيارته لبون والتي إستمرت ثلاثة أيام، صرح وزير الخارجية العراقي طارق عزيز أن بلاده إستخدمت الأسلحة الكيمياوية لمواجهة وردع مئات الآلاف من الغزاة "المتعصبين"-كان ذلك فقط للثأر من إستخدام إيران للأسلحة الكيمياوية. "وقد إستخدم كلا الطرفين هذه الأسلحة في الصراع....وكانت إيران أول من إستخدمها في بداية الصراع. فقد إستخدمتها إيران منذ البداية...[هذا ما يؤكده العراق] ولكل دولة الحق في حماية نفسها من الغزاة حتى ولو كان ذلك بإستخدام وسائل قد تكون مثيرة للجدل."
"Iraq Acknowledges Using Chemical Weapons," United Press International, 1 July 1988.
9-12 تموز/يوليو 1988
إستجابة للادعاءات العراقية بإرتكاب إيران لهجمتين بالأسلحة الكيمياوية على السليمانية والبصرة، قام نفس الفريق التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في هذا الادعاء. وبفحص جرحى الجنود العراقيين، توصل الفريق إلى أنهم تعرضوا لغاز الخردل.
UN Document s/20063, 25 July 1988.
26 تموز/يوليو 1988
صادق الطبطبائي، عضو المجلس الأعلى للدفاع في إيران، يخبر المجلة الألمانية شتيرن أن إيران قد تخلت عن شروطها المسبقة بأن يتم الإعلان عن أن العراق هو البادئ بالعدوان أثناء الحرب ووافقت على بدء مفاوضات إيقاف إطلاق النيران تبعاً لقرار الأمم المتحدة رقم 598 الذي صدر في 20 تموز/يوليو 1987. شرح طبطبائي أن السبب الأساسي الذي جعل إيران تتخلى عن هذا الشرط هو إستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية. "لم نرد أن نواجه الإستخدام المكثف للأسلحة الكيمياوية بنفس الأسلوب، ولهذا قررنا أن نقوم برد فعل مسؤول وقبول شيء مرفوض بالنسبة لنا بحيث لا يحدث ما هو أسوأ" .
J.T. Nguyen, "Untitled," United Press International, 26 July 1988.
1 آب/أغسطس 1988
بالرغم من عدم ذكر إستخدام إيران للأسلحة الكيمياوية في أي موضع بالتقرير، فإن وكالة ITAR-TASS قد أعلنت أن الأمين العام "كان قلقاً على وجه الخصوص بشأن حقيقة أن الأسلحة الكيمياوية قد تم إستخدامها بواسطة كل من إيران والعراق بعد عدة أسابيع من قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 612". واستمرت ITAR-TASS في القول بأن "الأمين العام قد قال أن التقارير المقدمة للأمم المتحدة قد وفرت دليلاً واضحاً على أن إيران والعراق كانتا تتصرفان بما يخرق هذا القرار".
"Iran-Iraq War: Reports on Chemical Weapons Use," Russian Information Agency ITAR-TASS, 1 August 1988. March 1988, item number: 0331175.
2-6 آب/أغسطس 1988
دعمت بريطانيا قرار مجلس الأمن ولم تذكر صراحةً أن العراق هي الدولة التي إستخدمت الأسلحة الكيمياوية.
Hans Neuerbourg, "Iran Takes Hard Line at Peace Talks," Associated Press, 24 August 1988.
6 آب/أغسطس 1988
مجلة الإيكونوميست تعتقد أن إيران قد إنتصرت بحملة العلاقات العامة، حتى إذا لم تنتصر قواتها في ميدان المعركة.
"Gas Explosion in United Nations," Economist, 6 August 1988, p. 51.
9 أيلول/سبتمبر 1988
مجلس الشيوخ الأمريكي يصوت لصالح فرض عقوبات جديدة صارمة على العراق لإستخدامه الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد. العقوبات سوف تصادر 800 مليون دولار من الأرصدة في أمريكا وأرصدة الضمانات، كما سوف تعلق تصدير المعدات الحيوية للعراق. مسؤولو الخليج العربي يصرحون أن هذا هو أقصى إجراء أمريكي ضد العراق يمكنهم تذكره.
"Iraq Lashes US Senate for Chemical Weapons Sanctions," United Press International, 10 September 1988.
14 أيلول/سبتمبر 1988
صرح المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الأمريكية تشارلز ريدمان أن إستخدام إيران والعراق للأسلحة الكيمياوية يمثل "سابقة خطيرة" على الشرق الأوسط.
"US Says Libya Able to Produce Chemical Weapons," Associated Press, 14 September 1988.
26 أيلول/سبتمبر 1988
الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران يؤكد أن "إيران إستخدمت أسلحة كيمياوية مرتين ضد الأكراد الإيرانيين، ولدينا الدليل على ذلك. كانت المرة الأولى في عام 1982 والثانية في 13 آب/أغسطس عام 1987، الذي يعد الذكرى السنوية لتأسيس الحزب".
Baghdad domestic service in Arabic, 26 September 1988; FBIS Document, FBIS-SAS, 28 September 1988.
25 تشرين الأول/أكتوبر 1988
طبقاً لما أوردته وكالة أسوشيتيد برس، فإن وليم ويبستر مدير وكالة الإستخبارات الأمريكية، في كلمته التي ألقاها في مجلس الشؤون العالمية، "...أكد على زيادة مخاطر الأسلحة الكيمياوية التي إستخدمها كل من إيران والعراق في حربهما التي دامت ثمان سنوات."
Joan Mower, "Soviets, Persian Gulf, Afghanistan Toughest for US Spies," Associated Press, 25 October 1988.
1 كانون الأول/ديسمبر 1988
حققت السلطات الأمريكية في إتفاقية لشركة أمريكية يتم من خلالها نقل ثايوديجليكول إلى إيران، متغلبة على عائق قوانين مراقبة الصادرات الأمريكية. حيث بدأت شركة، الكولاك (Alcolac) في بلتيمور بولاية ماريلاند، شحن المواد الكيمياوية في شباط/فبراير 1987 لشركة Colimex، وهي شركة بألمانيا الغربية إسمها الآن Chemco GmbH. وقد تم نقل أول شحنة شباط/فبراير في البداية إلى جزيرة نورفولك بولاية فيرجينيا، حيث تدخل هناك مسؤولو الجمارك وإستوقفوا الشحنة وإستبدلوا براميل ثايوديجليكول ببراميل الماء. وقام العملاء بعد ذلك بتوجيه الشحنة إلى سنغافورة، ومن هناك تم شحنها إلى كاراتشي بباكستان. ثم تم نقل الشحنة مرة أخرى من باكستان، حيث إنتقلت هذه المرة إلى سفينة إيرانية هي إس إس إيران إكرام (SS Iran Ekram). حيث تم إرسال الشحنة من كاراتشي إلى بندر عباس بإيران، وهناك تم تفريغها. ومن ثم أخذت الشحنة طريقها إلى إحدى الشركات الإيرانية.
"Authorities Investigating Alleged Scheme to Ship Nerve Gas to Iran," Associated Press, 1 December 1988.
9 شباط/فبراير 1989
في إجتماع لإحدى لجان مجلس الشيوخ، قدم ويليام ويبستر مدير الاستخبارات الأمريكية أول إتهام رسمي حكومي أمريكي بأن إيران تنتج أسلحة كيمياوية، معلناً أنها بدأت إنتاج عوامل ومعدات تلك الأسلحة في منتصف الثمانينيات. كما أعلن أن إيران "تخزن مجموعة متنوعة من عناصر الحرب الكيمياوية للمعارك المختلفة وتنتج مجموعة كبيرة ومتنوعة من المعدات التي يمكن إستخدامها كأنظمة للهجوم بالعناصر الكيمياوية. وتلك العناصر هي الخردل وعنصر الدم وغازات الأعصاب والمعدات هي القنابل وقذائف المدفعية". ويقول ويبستر أيضاً أن المؤسسات الأجنبية تساعد الدول الأقل نمواً، مثل إيران وغيرها، في تطوير الصواريخ الباليستية لإستخدامها في الهجوم بالأسلحة الكيمياوية والبيولوجية.
William Webster, prepared statement before the Senate Committee on Governmental Affairs, 9 February 1989; See also Robert Gillette, "CIA Chief Cites Firms' Weapons Aid to 3rd World," Los Angeles Times, 10 February 1989, p. 13.
9 شباط/فبراير 1989
ويليام ويبستر مدير الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية، يشهد أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بأن هناك شركات أسيوية وأوربية متورطة في تزويد إيران بالمكونات اللازمة لتأسيس بنية تحتية للأسلحة الكيمياوية. ويعلن أيضاً أنه بالرغم من أن العراق قد إستخدم الأسلحة الكيمياوية، فإن إيران أيضاً قد إستخدمت الأسلحة الكيمياوية ضد القوات العراقية، كما أنها بدأت إنتاج الأسلحة الكيمياوية منذ الثمانينيات.
مع إشارة خاصة لبرنامج الأسلحة الكيمياوية الإيراني، صرح ويبستر أنه بعد التعرض لهجوم من القوات العراقية "بدأت إيران إنتاج العوامل الكيمياوية والمعدات، وإستخدمتها لاحقاً في الإنتقام من القوات العراقية. تقع منشأة إنتاج الأسلحة الكيمياوية الإيرانية بالقرب من طهران. وتنتج إيران العوامل المسببة للبثور وغاز الخردل وعناصر الدم وغازات الأعصاب، وقامت إيران مثل العراق بحقن القنابل والمدفعية بهذه العوامل. أدت الهجمات الكيمياوية العراقية المتتالية ضد القوات الإيرانية لتحفيز طهران على السعي للحصول على مساعدة أجنبية لتبدأ برنامجها لإنتاج الأسلحة الكيمياوية بسرعة".
10 شباط/فبراير 1989
شركة ألكولاك إنترناشنال Alcolac International التي يقع مقرها في بالتيمور والمتهمة بتصدير مكونات الأسلحة الكيمياوية إلى إيران، تعترف بتورطها في خرق القانون المنظم للتصدير في الولايات المتحدة الأمريكية. الشركة متهمة بتسهيل تصدير قرابة 120 طن من الثايوداي جليكول إلى إيران، وتزعم في بيان صادر عنها أنها "تعبر عن عميق أسفها عن الدور غير المقصود في جهود إساءة إستخدام" المواد من جانب إيران.
"Firm Pleads Guilty to Shipping Mustard Gas," UPI, 10 February 1989.
مايس/مايو 1990
البنتاغون ينشر تقريراً تم إعداده بواسطة "مصادر عليا" عن مشاركة إيران في الهجوم بالأسلحة الكيمياوية على مدينة حلبجه الكردية العراقية، والذي بدأ أثناء الحرب الإيرانية العراقية في 15 آذار/مارس عام 1988. تبعاً لمجلة نيويورك تايمز، وكالة الاستخبارات ترى أن تقرير البنتاغون "يشير إلى أن القوات الإيرانية قد إستخدمت أكثر من 50 قنبلة كيمياوية وقذائف مدفعية أثناء ما اصبح بعد ذلك آخر هجوم إيراني... وتؤكد الدراسة أن إيران قد تكون البادئة في إستخدام قذائف المدفعية المحملة بغاز السيانيد القاتل في حلبجه عندما ظن القائد الإيراني عن طريق الخطأ أن القوات العراقية كانت تحتل المدينة...". شرح مسؤولون لم يُذكر اسمهم، أن زعم إيران بأن ضحايا حلبجه قد عانوا من هجمات السيانيد، كان أحد الأدلة على تنفيذ إيران هجوم بالأسلحة الكيمياوية، لأنه تبعاً لتقديرات الولايات المتحدة الأمريكية، فإن العراق لم يستخدم مطلقاً السيانيد من قبل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن "القادة الأكراد في حلبجه قد أقروا أنهم تعرضوا للقصف بمدفعية كيمياوية من مواقع إيرانية في جهة الشرق بالنسبة لهم، فضلاً عن مواقع أخرى عراقية في جهة الغرب".
Patrick E. Tyler, "Both Iraq and Iran Gassed Kurds in War, US Analysis Finds," Washington Post, 3 May 1990, p. A37.
28 نيسان/أبريل 1991
مسؤول في إدارة بوش يعلن أن "الحقيقة هي أن كلا الجانبين قد إستخدم الأسلحة الكيمياوية" ضد حلبجه في عام 1988.
Michael Wines, "After the War: How Much Poison Gas? Years Later, No Clear Culprit in Gassing of Kurds," New York Times, 28 April 1991, p. 13

إنتهى بعون إلله تعالى..

لمراجعة الجزأ الاول

لمراجعة الجزأ الثاني

لمراجعة الجزأ الثالث

لمراجعة الجزأ الرابع

للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى الأبــــــــــد

Labels:

حقيقة ما جرى في حلبجه العراقية (الملف الكامل- الجزأ ألرابع) ج4


ما لا يعرفه الناطقون بالعربية عن حقيقة ما جرى في حلبجه العراقية (الملف الكامل- الجزأ الرابع) ج4
د. محمد العبيدي
2005-01-24
تناقض التصريحات الإيرانية حول ما جرى في حلبجه
يستدل من الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام الإيرانية وتصريحات المسؤولين الإيرانيين أثناء وبعد أحداث حلبجه تناقضاً واضحاً بخصوص أعداد القتلى من المدنيين إضافة لتواريخ حدوث العملية العسكرية، وكما مبين في النصوص أدناه (لاحظ التناقضات في النصوص ).
16 آذار/مارس 1988

وكالة الأنباء الإيرانية تعلن أن العراق قد قصف حلبجه بالأسلحة الكيمياوية في تمام الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، وهو ما يعني أن "حوالي 4000 شخصاً قد قُتلوا".
"Iranian Military Communiqués and Reports," Islamic Republic News Agency, 17 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 23 March 1988, Part 4, p. A1.
16-17 آذار/مارس 1988

وكالة الأنباء الإيرانية تزعم أن الطائرات العراقية قد هاجمت القرويين الأكراد بالقرب من ماريفان بالأسلحة الكيمياوية في 16 و 17 آذار/مارس، مما أدى لقتل عدد غير محدد من المدنيين.
"Iranian Military Communiqués and Reports," Islamic Republic News Agency, 18 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 23 March 1988, Part 4, p. A1.
17 آذار/مارس 1988

راديو طهران يزعم أن القوات العراقية إستخدمت قنابل كيمياوية ضد حلبجه مما أدى لمقتل العديد من السكان العزل". التقرير يشير إلى أن 4000 مدني في حلبجه وحدها قد قتلوا في الهجمات العراقية بالأسلحة الكيمياوية في 16 آذار/مارس.
Martin Marris, "Iraqi Missile Strikes Tehran, Iran Says it Seized Two Border Towns," Associated Press, 17 March 1988.
17 آذار/مارس 1988

وكالة الأنباء الإيرانية تزعم أن الطائرات العراقية قد قصفت حلبجه والدجيلة عدة مرات بالأسلحة الكيمياوية بالإضافة إلى القنابل العنقودية في 17 آذار/مارس، مما أدى لمقتل أو جرح "أعداد ضخمة من النساء والأطفال والشيوخ من الأكراد الأبرياء".
"Iran Sets Condition for Halting Attacks on Iraqi Cities," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 18 March 1988, item number: 0318245.
20 آذار/مارس 1988

راديو طهران يعلن أن القوات العراقية قد أطلقت غازات السيانيد والخردل والأعصاب أكثر من عشرين مرة ضد المدن والقرى الكردية في شمال شرق العراق في حملتها الأخيرة ضد الأكراد. وزير الخارجية الإيراني يزعم أن 5000 كردي قد قُتلوا و4000 غيرهم قد أصيبوا بواسطة الأسلحة الكيمياوية المستخدمة ضد مدينة حلبجه في 18 آذار/مارس.
"Gulf War Missiles and Land Battles; Iraqi Raid Kharg," Tehran Radio, 20 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 21 March 1988, Part 4, p. A1.
21 آذار/مارس 1988

مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، محمد جعفر محلتي، يعلن في مؤتمر صحفي أن القوات الجوية العراقية قد أسقطت قنابل عنقودية وأطلقت غاز الخردل وغاز الأعصاب والسيانيد على المدن الكردية في شمال شرق العراق منذ 17 آذار/مارس. وقد إدعى أن قرابة 5000 مدني قد قُتلوا وأصيب عدد مماثل (لاحظ التأريخ الذي ذكره مندوب إيران في الأمم المتحدة الذي يغاير ما تم نشره في الإعلام ومن قبل إيران بعد أحداث حلبجه).
"Iran Asks UN to Investigate Iraq's Use of Chemical Weapons," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 21 March 1988, item number: 0321023; Jamal Halaby, "Jordan Asks Arabs to Support Rebellion against Israel," Associated Press, 21 March 1988; "Iran Says Iraq Killed 5,000 with Gas," United Press International, 21 March 1988.
23 آذار/مارس 1988

إيران تزعم أن المدينة تم قذفها بثلاث موجات من الهجوم بالغاز بدءً من ظهر 16 آذار/مارس واستمرت حتى اليوم التالي.
"Iraqi Gas Leaves 'a Modern Pompeii'," Washington Times, 23 March 1988, p. 1A.
24 آذار/مارس 1988

أعلنت وكالة رويترز أنه أثناء جولة في حلبجه، لاحظ مُراسلها أن المسؤولين الإيرانيين والناجين من السكان المحليين يزعمون أن القوات العراقية قد قذفت المدينة عدة مرات في يوم 16 آذار/مارس وبعد يوم واحد من إستيلاء القوات الإيرانية على المدينة.
Patrick Worsnip, "Iraq Accused of Chemical Warfare as Thousands Die in Kurdish Town," Reuters, reported in Toronto Star, 24 March 1988, A14.
20 آذار/مارس 1988

أعلنت الإذاعة الإيرانية أن القوات العراقية إستخدمت السيانيد والخردل وغازات الأعصاب أكثر من 20 مرة ضد المدن والقرى الكردية في شمال شرق العراق في حملتها الأخيرة على الأكراد. أعلن وزير خارجية إيران مقتل 5000 كردي وإصابة 4000 آخرين بالأسلحة الكيمياوية التي تم إستخدامها ضد مدينتي حلبجه وخورمال في 18 آذار/مارس.
"Gulf War Missiles and Land Battles; Iraqi Raid Kharg," Tehran Radio, 20 March 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 21 March 1988, Part 4, p. A1.
31 آذار/مارس 1988

واصل ولايتي تأكيده على أنه بالهجوم على حلبجه بالأسلحة الكيمياوية أكثر من 20 مرة في 17 آذار/مارس، وإن القصف كان الأسوأ من نوعه منذ الحرب العالمية الأولى. "لم تكن حلبجه هي أول مدينة تعاني من القصف الكيماوي العراقي مع تخليف 5000 شهيد و7000 جريح، 75 بالمائة منهم نساء وأطفال.
"Iran's Foreign Minister Accuses Iraq of Using Chemical Weapons," Xinhua General Overseas News Service (PRC), 31
قرار مجلس الأمن في مايس/مايو 1988

آخذاً بالإعتبار تقرير البعثة التي أرسلها الأمين العام للتحقيق بإدعاءات إستخدام الأسلحة الكيمياوية في الصراع الدائر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق والصادر في 25 نيسان/أبريل 1988 (S/19823) ، فإن مجلس الأمن، متخوف من نتائج البعثة حيث أن الأسلحة الكيمياوية لا تزال تستعمل في الصراع وأن إستعمالها كان على مستوى أعلى مما كان عليه سابقاً.
وبهذا فإن المجلس:
1. يؤكد الضرورة القصوى للتنفيذ الحازم لبروتوكول منع إستعمال الغازات الخانقة والسامة والغازات الأخرى في الحروب وكذلك طرق الحرب البكتيرية الموقع عليه في جنيف في 17 حزيران/يونيو 1925.
2. يدين بشدة إستمرار إستعمال الأسلحة الكيمياوية في الصراع الدائر بين إيران والعراق خلافاً للإلتزام ببروتوكول جنيف.
3. يتوقع أن يمتنع الطرفان من إستعمال الأسلحة الكيمياوية في المستقبل تبعاً للإلتزام ببروتوكول جنيف.
4. دعوة جميع الدول للإستمرار في تطبيق سيطرة شديدة على تصدير مواد كيمياوية لأطراف الصراع من التي تستخدم في إنتاج الأسلحة الكيمياوية.
5. قرر الإستمرار بملاحظة هذه المسألة وبيان تصميمه على النظر بتنفيذ هذا القرار.

تقريرمنظمة مراقبة حقوق الإنسان في 11 آذار/مارس 1991
القصف الكيمياوي

تبعاً لشهادة العديد من شهود العيان، لم يكن قصف حلبجه في 16 و 17 آذار/مارس 1988 هو الأول من نوعه لإستعمال العراق الأسلحة الكيمياوية على أهداف كردية. فقد ذكر أحد القادة الأكراد من الإتحاد الوطني الكردستاني أنه رأى الطائرات العراقية تسقط الغازات السامة قبل خمسة أو ستة أشهر من ذلك التأريخ.
وقال أحد قادة الإتحاد الوطني الكردستاني، "كانت في منطقة باغلو التي تبعد 20 إلى 30 كيلومتر من الحدود الإيرانية حيث كان للإتحاد الوطني الكردستاني مقر قيادة هناك. قتل إثنان أو ثلاثة من القادة بعد خمسة دقائق وبدون جروح. كنت أنا على بعد 20 ياردة منهم، ولكني كنت أرتدي القناع والملابس الواقية."
تعليق: كيف أن هذا الشخص لم يستطع أن يحدد بالضبط إن كان قد قتل إثنان أم ثلاثة من رفاقة الذين يعمل معهم في نفس الموقع القيادي للحزب في تلك القرية وخصوصاً كما يقول أنه كان على بعد 20 ياردة منهم؟ والشئ المهم الآخر هو كيف علم هذا القيادي الكردي بأن العراق سيسقط عليهم الغازات السامة في ذلك الوقت والتأريخ بحيث أنه كان قد إرتدى مسبقاً ملابسه الواقية والقناع الذي يقيه من إستنشاق تلك الغازات السامة؟ ولماذا لم يكن رفاقه قد إرتدوها أيضاً وهم على هذه المسافة القريبة جداً بعضهم من البعض الآخر؟
كما أنه هناك تقارير غير مؤكدة عن قصف بالقنابل الكيمياوية في نيسان/أبريل 1987. إن الإعتماد على أن ذلك قد حدث فعلاً هو أن هذا القائد الكردي كان يرتدي مسبقاً الملابس الواقية !!! وبهذا فإنه كان يتوقع الهجوم الكيمياوي.
تعليق: لماذا كان هو الوحيد الذي يتوقع ذلك وكان يرتدي الملابس الواقية في حين أنه كان بصحبة العديد من جماعته الآخرين الذين قتل إثنان أو ثلاثة منهم حسب إدعاءه ولماذا لم يكن أولئك يرتدون الملابس الواقية أيضاً؟
ومثل آخر هو أن أحد الأطباء الذي عالج العديد من ضحايا الأسلحة الكيمياوية من قرية ساوسنان القريبة من الحدود التركية وذلك قبل الهجوم على حلبجه، حيث يقول هذا الطبيب:

"مات في هذه القرية ما بين 300 إلى 400 مواطن كردي. لقد جاءوا بالجرحى إلينا وكانوا مصابين بتقرحات وحروق وبعضهم فقد بصره. لقد كانت تجهيزاتنا الطبية غير كافية بالإضافة لذلك لم يكن الضحايا مصابين بجروح وبذلك يمكن للمرء أن يقول أنهم لم يتعرضوا إلى أسلحة تقليدية. لقد رأيت طائرة تسقط شيئاً حيث كان الصوت مختلفاً. وبعد الحادث، فقد بعض المواطنين بصرهم والبعض الآخر أصيبوا بعدم القدرة على التنفس. لقد كان واضحاً أنها لم تكن أسلحة عادية."

حلبجه
ماذا يميز حلبجه عن الحوادث الأخرى التي لم يعلن عنها هو ليس فقط جسامة القصف ولكن هو أن الصحفيين قد جاءوا إلى المنطقة حيث جلبهم الإيرانيون لمعاينة المدينة لغرض تصوير ما حدث. وبسبب تلك الصور، لم يستطع أحد أن ينكر أن العديد قد ماتوا قتلاً بالغازات السامة. الحرب بين العراق وإيران كانت في عامها الثامن عندما أسقط العراقيون الغازات السامة على القوات الإيرانية والأكراد المتحالفين معها في 16 و 17 آذار/مارس 1988 وذلك حسب ما أفاد به شهود عيان الذين قالوا بأن الأسلحة الكيمياوية قد أسقطت عليهم من قبل الطائرات بعد أن إستولت القوات الإيرانية والمتمردين الأكراد على حلبجه وبعد أن توقف القتال في المناطق المحيطة بها.

كما أن العديد من سكان حلبجه التي يتجاوز عدد سكانها 70,000 نسمة، والذين كان معظمهم لاجئين من المناطق المجاورة كانوا قد بدأوا بالقدوم لهذه المدينة لمدة يومين خوفاً من إطلاق قذائف المدفعية والهاون والصواريخ على الجبال المحيطة بالمدينة. لقد قضت عدة عوائل ليلها في أقبية الدور للهروب من القنابل. وعندما جاءت الغازات السامة، كانت تلك الأقبية أسوأ مكان، ذلك لأن الغازات السامة أثقل من الهواء وبهذا فهي تتركز في الأماكن الواطئة. ونتيجة هذا القصف قتل ما بين 4000 و 5000 مواطن معظمهم من المدنيين.

الهجمات اللاحقة بالغازات الكيمياوية والأسلحة التقليدية
حسبما جاء في الصحافة والتقديرات الشخصية أن العراق إستمر بإستعمال الغازات السامة بشكل متقطع أثناء الصيف ذلك لأن القتال بين المتمردين الأكراد والقوات العراقية كان قد ساعد إيران على إبقاء الحرب بينها وبين العراق معلقة. وفي اليوم الذي وقع فيه العراق على وقف إطلاق النار مع إيران في 20 آب/أغسطس 1988، توجهت قوات الحرس الجمهوري للثأر من الأكراد، حيث حدث أعنف قصف بالسلاح الكيمياوي في يوم 25 آب/أغسطس 1988. وصف الناجين صورة رهيبة لقنابل بدون صوت نتج عنها دخان أصفر ذو رائحة تشبه رائحة الثوم العفن أو التفاح الفاسد حيث قتل المواطنون والنباتات والحيوانات حالاً، كما شوهدت الطيور تتساقط من السماء. كما وأن جثث المتوفين كانت محترقة ومتقرحة وتحولت بعد ذلك إلى لون أزرق غامق.

وفي خلال شهر واحد دمرت القنابل العراقية والبلدوزرات 478 قرية على مقربة من الحدود التركية والإيرانية وقتلت تلك القوات 3,496 شخص.
إن العدد الحقيقي قد لا يتم معرفته على الإطلاق وذلك بسبب الفوضى التي تبعت تلك العمليات. وكان نتيجة ذلك هو مغادرة عشرات الآلاف من الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال مشياً على الأقدام بإتجاه الحدود حيث إستغرقت رحلتهم تلك عدة أيام في بعض الأحيان. لم يكن الحرس الجمهوري بعيداً جداً عنهم الأمر الذي حدا بالأكراد للإسراع في الهرب إضافة إلى إستمراره بإستعمال الأسلحة الكيمياوية.
كما طوق الجنود العراقيون حوالي 40,000 كردي كانوا يحاولون الهرب ونقلوهم إلى معسكرات للإعتقال. إن التقارير عن هؤلاء المواطنين نادرة، ذلك لأنه سمح لعدد قليل من الصحفيين والبعثات الأجنبية للدخول إلى المناطق الكردية وتحت إشراف عراقي مباشر. وتقول المصادر السياسية الكردية أن معظم أولئك الأكراد قد تم وضعهم في معسكر باركه قرب أربيل وأنهم وآخرين قد نقلوا بعد ذلك إلى مناطق سكنية محمية !!! حول مدن مثل السليمانية. كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بحوزته مستندات عن أسماء 439 مواطناً كردياً كانوا قد حوصروا وإختفوا بعد ذلك كما حدث لـ 8000 كردي برزاني في عام 1983.

القرار رقم 95 الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي حول إستعمال الأسلحة الكيمياوية من قبل العراق
قرار رقم 95 لمجلس شيوخ الولايات المتحدة الأمريكية
في جلسته رقم 106
آذار/مارس 2000

• حيث أنه في 16 آذار/مارس 1988، هاجم الرئيس صدام حسين الأكراد العراقيين في مدينة حلبجه بالإسلحة الكيمياوية التي إشتملت على غاز الأعصاب و في إكس و غاز الخردل؛
• وحيث أنه قد قتل أكثر من 5000 رجل وإمرأة وطفل في حلبجه من قبل أسلحة الرئيس صدام حسين الكيمياوية وبخرق فاضح للقانون الدولي؛
• وحيث أن الهجوم على حلبجه كان جزءً من هجوم منظم على الأكراد وإبادة جماعية لهم وذلك فيما يسمى بحملة الأنفال؛
• وحيث أن حملة الأنفال قد نتج عنها موت أكثر من 180,000 كردي من الرجال والنساء والأطفال؛
• وحيث أنه بالرغم من مرور 12 عاماً لم تكن هناك محاولة ناجحة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أوالأمم المتحدة أو أية منظمة دولية أخرى لجلب الجناة في مجزة حلبجه إلى العدالة؛
• وحيث أن مجلس الشيوخ قد نبه بإستمرار بالفضائع التي قام بها نظام الرئيس صدام حسين؛
• وحيث أن مجلس الشيوخ قد دعى الإدارات الأمريكية المتعاقبة في 18 مناسبة منفصلة للعمل من أجل إنشاء محكمة دولية لمعاقبة نظام الرئيس صدام حسين عن جرائم الحرب تلك؛
• وحيث أن أموال السنوات المالية المتتالية قد تم التصريح بها لإنشاء سجل بخروقات حقوق الإنسان لنظام الرئيس صدام حسين وللعمل من أجل إنشاء محكمة دولية لإتهام الرئيس صدام حسين وأعضاء من نظامه؛
• وحيث أن نظام الرئيس صدام حسين يستمر بإضطهاده التعسفي للمواطنين العراقيين ومن ضمنها إنكار أبسط الحقوق الإنسانية والسياسية والمدنية للسنة والشيعة والأكراد العراقيين بالإضافة إلى الأقليات الأخرى؛
• وحيث أن الأمين العام للأمم المتحدة قد وثق سنوياً فشل نظام الرئيس صدام حسين بتجهيز الضروريات الأساسية للمواطنين العراقيين بالرغم من من وجود تجهيزات كافية من الغذاء في مخازن بغداد؛
• وحيث أن هناك أكثر من 12 مليار دولار في السنة تحت تصرف نظام الرئيس صدام حسين (حسب أسعار النفط الحالية) لغرض صرفها على جميع أنواع الحاجات الإنسانية؛
• وحيث أنه بالرغم من عدم وجود تحديد كامل على شراء الغذاء من قبل جمهورية العراق، فإن معدل وفيات الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها الرئيس صدام حسين بقيت أعلى من مستوياتها قبل الحرب تماماً على عكس معدلاتها في المناطق التي تقع تحت سيطرة الأمم المتحدة في المناطق الكردية والتي هي أقل من مستوياتها قبل الحرب، و
• وحيث أنه بعد مرور 12 عاماً على دكتاتورية الرئيس صدام حسين التعسفية قد ذهبت من دون عقاب لقتله مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء، وإستعمال الأسلحة الكيمياوية المحرمة على مواطني كردستان العراق والخروقات التي لا حصر لها لحقوق الإنسان، لهذا قرر المجلس ما يلي:
1. إحياء ذكرى المواطنين الذين عانوا في حلبجه وجميع ضحايا حملة الأنفال؛
2. إدانة نظام الرئيس صدام حسين لإستمراره بالتعسف تجاه الشعب العراقي؛
3. الحث الشديد للرئيس للعمل بشدة من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتشكيل محكمة دولية للعراق؛
4. دعوة الرئيس للتحرك السريع من أجل الإستعمال الفعال للأموال التي أقرها الكونغرس من أجل إنشاء سجل بجرائم نظام الرئيس صدام حسين؛
5. التأكيد على أن سجل الرئيس صدام حسين التعسفي والشرس يهدد كلاً من الشعب العراقي وجميع منطقة الخليج الفارسي؛
6. إعادة التأكيد على أنه يجب أن تكون سياسة الولايات المتحدة هي دعم الجهود لإزاحة الرئيس صدام حسين من السلطة في العراق وتشجيع ظهور حكومة ديمقراطية لتحل محل ذلك النظام كما جاء مسبقاً في القانون العام المرقم 105 – 338.

تقرير البنتاغون الذي نشر من 93 صفحة مباشرة قبل حرب الخليج الأولى في عام 1990 والذي كتبه كل من ستيفن بلتير و دوغلاس جونسن و ليف روزنبرغر .أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريراً من 93 صفحة مباشرة قبل حرب الخليج الأولى كتبه ستيفن بلتير و دوغلاس جونسن و ليف روزنبرغر Stephen C. Pelletiere, Douglas V. Johnson II, and Leif R. Rosenberger
من معهد الدراسات الستراتيجية التابع لكلية الحرب الأمريكية في كارل آيل بولاية بنسلفانيا. وفيما يلي بعض فقرات من هذا التقرير الخاص بقضية حلبجه:

القوة العراقية والأمن الأمريكي في الشرق الأوسط
مقتطفات من الفصل الخامس

بعد عودة العلاقات الدبلوماسية مع العراق في عام 1984 وفي شهر سبتمبر/أيلول 1988، أي بعد شهر واحد من إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية رسمياً، وبشكل مفاجئ أدانت وزارة الخارجية الأمريكية العراق بسبب الإدعات عن إستعماله الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد. ولكون أن هذا الموضوع لا يدخل ضمن نطاق هذه المسألة إلا أنه من الجدير بذكره هو العراق كان يواجه عدوين، الإيرانيين ومواطنيه الأكراد. وأن عدداً مهماً من الأكراد قد ثاروا على الحكومة المركزية ولهذا تعاونوا مع إيران في حربها مع العراق.
وبمجرد إنتهاء الحرب مع إيران أرسل الحرس الجمهوري إلى المناطق الكردية، وحسب وزارة الخارجية الأمريكية فإن الجيش العراقي قد ضرب الأكراد بالغازات السامة وكانت نتيجة ذلك مقتل العديد من المدنيين الأكراد.
لقد نفت الحكومة العراقية حدوث مثل هذه الهجمات على الأكراد، وبالرغم من ذلك فإن وزير الخارجية شولتس أصر على موقف الولايات المتحدة بإتهامها للعراق، ونتيجة لذلك فقد قرر الكونغرس الأمريكي فرض حصار إقتصادي على العراق بسبب ما سموه إنتهاك حقوق الإنسان بالنسبة للأكراد.
وبتحليل جميع الأدلة المتوفرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وجدنا أنه من غير الممكن تأكيد إدعاء وزارة الخارجية الأمريكية بأن الغازات الكيمياوية قد إستعملت ضد الأكراد من قبل العراقيين. وللبدء بهذا الموضوع، نؤكد أنه لم يكن هناك ضحايا شوهدوا لتأكيد هذا الإدعاء. كما وأن منظمات الإغاثة الإنسانية التي فحصت الأكراد الذين لجأوا إلى تركيا قد فشلوا أيضاً في إكتشاف أي من هؤلاء الضحايا المزعومين كما لم يوجد أي منهم في العراق. إن الإدعاء يقع فقط بناء على أقوال الأكراد الذين عبروا الحدود إلى تركيا والذين إستجوبهم موظفون من لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي.
لذا كان لزاماً علينا أن نتوقع، وفقاً لخطورة مسألة كهذه، أن يكون الكونغرس أكثر حذراً بإتهاماته تلك للعراقيين. وبهذا فإن قرار الكونغرس بالموافقة على الحصار الإقتصادي على العراق كان شيئاً مباغتاً وغير عادي وخصوصاً من مجلس الشيوخ حيث تم الحصول على الموافقة على الحصار في غضون 24 ساعة. بالإضافة إلى ذلك فإن قرار الحصار المقترح كان وحشياً، ولحسن الحظ فإن إجراءات الحصار قد فشلت لأسباب بيروقراطية.
يبدو أن العمل على معاقبة العراق كان الكونغرس فيه متأثراً بأحداث وقعت قبل خمسة أشهر في المدينة العراقية الكردية حلبجه. حيث أنه تم في آذار/مارس من عام 1988 ضرب هذه المدينة بالأسلحة الكيمياوية مما نتج عنه وفيات عديدة، وأن صور الضحايا الأكراد قد إنتشرت بشكل واسع في الإعلام العالمي، حيث إتهم العراق بالهجوم على حلبجه بهذه الطريقة بالرغم من أنه ثبت لاحقاً بأن الإيرانيين قد إستعملوا أيضاً أسلحة كيمياوية في تلك العملية العسكرية ويبدو واضحاً أيضاً أن الإيرانيين هم في الحقيقة من قتل الأكراد في حلبجه.
لذلك وحسب رأينا، فإن الكونغرس قد تصرف بناء على إنفعالات وليس حقائق. ووفقاً لنتائج الحرب العراقية الإيرانية فإن العراق اليوم هو دولة قوية في منطقة الخليج التي لنا فيها مصالح مهمة. ولغرض إستمرار تدفق البترول من منطقة الخليج فإننا بحاجة إلى تطوير علاقاتنا مع جميع دول الخليج وبصورة خاصة مع العراق، أقوى دولة في المنطقة.
مقالة الأستاذ راجو توماس
للعلم بأن هذا المقال قد رفض نشره من قبل الإعلام الأمريكي ولكن نسخة مختصرة منه قد نشرت في صحيفة Times of India في يوم الأربعاء 18 أيلول/سبتمبر 2002.

من المسئول عن موت العراقيين المدنيين؟

إن سلاح الدعاية الأمريكية المستمر الذي يعزو الموت البطئ لأكثر من مليون عراقي برئ منذ سنة 1991 من خلال الحصار الإقتصادي هو أن الرئيس صدام حسين قد إستعمل الغازات السامة ضد الإيرانيين أثناء الحرب العراقية الإيرانية وكذلك ضد مواطنيه الأكراد. وقد تم الإعتماد على هذه الإتهامات للقيام بهجوم واسع النطاق ضد العراق مخالفة لقوانين الأمم المتحدة وتحد للرأي العام العالمي.
هناك مشكلتين رئيسيتين في الإدعاء بأن العراق قد ضرب مواطنيه الإكراد في حلبجه بالأسلحة الكيمياوية. أولها أن كلاً من العراق وإيران قد إستعملا هذه الأسلحة ضد بعضهما البعض خلال حربهما التي إستمرت ثماني سنوات. وثانيها، هو أن الأستاذ ستيفن بلتير و ليف روزنبرغر والكولونيل دوغلاس جونسون من كلية الحرب الأمريكية قد قاموا بدراسة عن إستعمال الأسلحة الكيمياوية من قبل العراق وإيران وذلك لغرض الفهم العميق عن كيفية إستعمال الأسلحة الكيمياوية في أرض المعركة. وقد خلصوا إلى أن إيران وليس العراق هي من قتل الأكراد (المصدر:
Stephen C. Pelletiere, Douglas V. Johnson II, and Leif R. Rosenberger, Iraqi Power and U.S. Security in the Middle East, Carlisle Barracks, Pennsylvania: Strategic Studies Institute, U.S. Army War College, 1990.
وكذلك
Stephen C. Pelletiere and Douglas V. Johnson II, Lessons Learned: The Iran-Iraq War, Carlisle Barracks, PennU.S. Army War College, 1991
وقد كتبوا في التقرير الأول أعلاه، "في شهر أيلول/سبتمبر 1988، وبعد شهر على إنتهاء الحرب، قامت وزارة الخارجية الأمريكية، وحسب ما رآه البعض بأنه سلوك متحمس، بإدانة العراق لكونه قد إستعمل الإسلحة الكيمياوية ضد المواطنين الأكراد...وكان نتيجتها مقتل العديد من الأكراد المدنيين. هذا وقد نفت الحكومة العراقية تلك الإتهامات...وبعد النظر بجميع الأدلة المتوفرة لدينا، نجد أنه من المستحيل تأكيد إدعاء وزارة الخارجية بأن الغاز قد إستخدم في ذلك الحادث كما لم يظهر أحد ما أي ضحايا إستخدمت ضدهم الغازات السامة. إضافة لذلك فإن منظمات الإغاثة الإنسانية التي فحصت الأكراد في تركيا حيث ذهبوا كلاجئين قد فشلت هي الأخرى بإكتشاف ذلك، كما لم يكتشف أي منهم في العراق. كما أن الإدعاءات إعتمدت فقط على إفادات الأكراد الذين عبروا الحدود إلى تركيا حيث إجتمع بهم موظفي لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي." (صفحة 51-52)
أما ما يخص قضية حلبجه، فإن محققي كلية الحرب الأمريكية لاحظوا "أنه لغرض معاقبة العراق، فإن الكونغرس قد تأثر بحادث آخر حدث قبل حوالي خمسة أشهر من ذلك التأريخ في مدينة حلبجه الكردية. إذ أن الأكراد قد ضربوا بقنابل الأسلحة الكيمياوية التي سببت العديد من الوفيات. وقد ظهرت صور للضحايا الأكراد تم توزيعها بشكل واسع من قبل الإعلام الدولي. وقد أتهم العراق بذلك بالرغم من ثبوت إستعمال إيران أيضاً للأسلحة الكيمياوية في تلك العملية العسكرية، ويبدو أنه من المحتمل جداً أن الإيرانيين هم من قتل الأكراد في حلبجه". (صفحة 52-53)
إنتهى في آذار/مارس من عام 1991 الهجوم الكبير للقوات التي قادتها الولايات المتحدة على العراق في وقت كنت أزور فيه كلية الحرب الأمريكية لإلقاء محاضرة عن الأمن في جنوب آسيا، وقد تحدثت مع ستيفن بلتير على الغداء. أذكر أن بلتير قد أخبرني بأن التحقيق الذي أجرته كلية الحرب الأمريكية أظهر أنه في ستراتيجية الأمواج البشرية الإيرانية، إستخدمت إيران أنواع من الغازات السامة قصيرة المفعول (غير المستمرة المفعول) ضد الجنود العراقيين لغرض السماح لجنوده بالتقدم السريع إلى المناطق التي يخليها العراقيون. في حين أن العراقيين إستعملوا الأنواع طويلة المفعول (المستمرة المفعول) لكي يمنعوا تقدم الأمواج البشرية الإيرانية. هناك نوع من التماسك والترابط لهذا التصور. وقد إكتشف محققي كلية الحرب الأمريكية بأن الغاز الذي قتل مئات الأكراد هو من أنواع الغازات السامة قصيرة المفعول (غير المستمرة المفعول) والذي هو السلاح الكيمياوي المفضل عند الإيرانيين. مع ملاحظة أن الإيرانيين هم من وصلوا أولاً إلى موقع الحدث حيث نقلوا الحادث إلى مراقبي الأمم المتحدة والصحفيين الذين أخذوا صوراً للضحايا المدنيين الأكراد.
إن السيناريو المحتمل لما حدث في حلبجه هو كالتالي: (1) هرب الأكراد من حلبجه عندما هاجمتها القوات العراقية إثر دخول الإيرانيين إليها. (2) علم الإيرانيون بإستعادة إحتلال العراقيين لحلبجه مرة أخرى وهروب المواطنين الأكراد منها حيث هاجموها بالغازات السامة قصيرة المفعول (غير المستمرة المفعول). (3) ولكن المخابرات الإيرانية السيئة فشلت بإخبار قادة الجيش الإيراني بأن القوات العراقية قد خرجت من حلبجه وبأن المدنيين الأكراد قد عادوا إليها. (4) وبهذا فقد ضرب الإيرانيون المدنيين الأكراد عن طريق الخطاً.
لقد تم نشر دراسة كلية الحرب الأمريكية في صيف عام 1990 قبل إجتياح العراق للكويت، عندما كانت الولايات المتحدة ضد الإيرانيين ومع العراقيين بعض الشئ. قد يكون التقرير بمثابة برهان على إجرام نظام أية الله الخميني، إلا أنه حدث وأن إجتاح العراق الكويت في آب/أغسطس وبذا أصبحت حقيقة ما حدث في حلبجه موضوعاً غير ملائماُ للإدارة الأمريكية. وأذكر أن بلتير أخبرني أن موضوع حلبجه قد يظهر مجدداً، ربما بعد خمسة أعوام من موت ذكرى حرب الخليج الأولى. وبهذا فقد تم نسيان تقرير كلية الحرب الأمريكية لعام 1990، حيث أن الدعاية بأن العراقيين هم من قتل الأكراد في حلبجه قد تم تسويقها بإستمرار من قبل الإعلام. وقد تم تفعيلها من قبل الرئيس كلنتون في كانون الأول/ديسمبر 1988 لتبرير إستمرار ضرب العراق وتدميره. إن موضوع حلبجه كان أحد الأسباب التي إقترحها الرئيس بوش الحالي من أجل شن هجوم كاسح على العراق من قبل الجيوش الأمريكية.
ومن جانب آخر، يجب التأكيد على أن النتيجة التي توصل إليها الباحثون في كلية الحرب الأمريكية لم تكن لها أية صلة بالأطراف التي شاركت بالنزاع (العراق و إيران)، وأنه لم تتم أي لعبة سياسية في المناظرة العسكرية الأمريكية التي كان ذلك التقرير سبباً رئيسياً لها. إذ أن الباحثين كانوا فقط مهتمين بتعليم ضباط الجيش الأمريكي الدروس الصحيحة المستخلصة من الحرب العراقية الإيرانية.
وهنا يجب التذكير أن عدد الأبرياء الذين ماتوا في العراق بسبب الحصار القاسي الذي فرضته الأمم المتحدة بضغوط أمريكية يتراوح ما بين مليون و 1,7 مليون إنسان ومن ضمنهم أكثر من نصف مليون طفل. إن المقال الذي نشرته مجلةThe New England Journal of Medicine قدر، من خلال دراسة نشرتها المجلة، أن معدلات وفيات الأطفال الشهرية والسنوية في العراق زادت عن 46,900 حالة وفاة بين الأطفال الذين ماتوا مابين شهري كانون الثاني/يناير و آب/أغسطس 1991. وفي كانون الأول/ديسمبر أعلنت وكالة الشرق الأوسط المصرية للأنباء بأن مسؤولاً في منظمة اليونيسيف هو توماس إيكفال قد قال بأن حوالي نصف مليون طفل قد ماتوا في العراق منذ أصدر مجلس الأمن قراره بالحصار الإقتصادي على العراق. وقد حذر ذلك المسؤول في عام 1994 بأن 1,5 مليون طفل آخر يمكن أن يموتوا إذا إستمر الحصار. لقد حدثت تلك الوفيات بسبب فقدان اللقاحات للأطفال والأمراض التي يمكن منعها بواسطة تلك اللقاحات، وكذلك بواسطة تلوث المياه وإنتشار الملاريا وضعف أداء المستشفيات وعدم توفر أبسط الأدوية. إن كل هذه الوفيات والمعاناة قد أوقعت الولايات المتحدة اللوم بها على الرئيس صدام حسين الذي لم يستعمل بشكل جيد أموال تصدير النفط المحدود لأغراض إنسانية.

العوامل (الأسلحة) الكيمياوية
تصنف الأسلحة الكيمياوية حسب تأثيرها على الجسم: المؤثرة على الأعصاب ومسببات البثور والداخلة إلى الدم والخانقة والمسببة للعجز. علماً بأن العوامل الكيمياوية للتصنيفات أعلاه لها نوعين من التأثيرات، تأثيرات قصيرة المفعول وتأثيرات طويلة المفعول، وهي التأثيرات التي تبقى فيها تلك العوامل مؤثرة في البيئة. كما أن العوامل الكيمياوية ذات المفعول القصير عادة ما تكون أكثر خطورة وأكثر سبباً للوفاة. أما العوامل الكيمياوية ذات المفعول الطويل فيقتضي القيام بإجراءات لإزالة تلوثها وإرتداء معدات وقاية من التلوث في المنطقة الملوثة.

أنواع العوامل المؤثرة على الأعصاب (غازات الأعصاب)

تابون (GA)
سائل بني إلى عديم اللون والذي يولد بخاراً عديم اللون والرائحة. وهو يدخل إلى الجسم بشكل عن طريق الجهاز التنفسي، ولكنه سام جداً أيضاً من خلال تأثيره على الجلد والجهاز الهضمي. كما أنه أطول مفعولاً بحدود 20 مرة من السارين، إلا أنه غير ثابت (يتحلل) عند خزنه. يعتبر التابون من العوامل الكيمياوية القصيرة المفعول.
سارين (GB)
سائل عديم اللون والرائحة. والشكل غير النقي منه له رائحة الفاكهة (مشابهة لأنواع من علك الفاكهة)، وهو نوع من العوامل الكيمياوية ذات المفعول السريع بإحداث الإصابات. كما أنه من العوامل الكيمياوية القصيرة المفعول.
سومان (GD)
سائل عديم اللون يعطي بخاراً عديم اللون أيضاً وله رائحة الكافور. والسومان هو من أكثر العوامل سمية من مجموعة الغازات السامة. وعند إضافة عامل تثخين، فإن مدى تأثيره يزداد لفترة أطول، إذ أنه عادة من العوامل الكيمياوية القصيرة المفعول.
في إكس (VX)
سائل عديم اللون والرائحة، ويتحول إلى اللون الني عند إضافة عامل تثخين له وبذلك يكون مشابهاً لزيت المحركات. تكون الإصابات به عن طريق الجهاز التنفسي خلال ثواني إلى دقائق قليلة، وكذلك عن طريق الإمتصاص من الجلد حيث يحدث تأثيره خلال ساعتين. يعتبر في إكس (VX) من العوامل الكيمياوية القصيرة المفعول.
عوامل مسببات البثور
تدخل عوامل مسببات البثور بسرعة عن طريق الجلد والعيون والمجاري التنفسية. وهي تغير المواد التي تتفاعل مع الأنزيمات ةالبروتينان والحامض الريب النوي منزوع الأوكسجين (DNA)، حيث يسبب موت الخلايا.
والتعرض له يسبب إحمرار العين وبثور وتهيج العيون والسعال وقصر التنفس، وينتج الموت من التركيزات العالية.
خردل ليفنشتاين/خردل الكبريت غير النقي (H)
هو نوع من أنواع الخردل الذي يصنع بطريقة ليفنشتاين. ويحتوي على 30 بالمئة من الكبريت غير النقي والذي يعطيه الرائحة القوية للخردل أو الثوم. وكبخار، فإنه عادة ما يكون أثقل من الهواء. كما أن عدم نقاوة الكبريت تقلل من فعاليته وتثبط درجة تجميده بمقدار 2 إلى 3 درجات مئوية. ويعتبر هذا العامل من العوامل الكيمياوية الطويلة المفعول.
الخردل المقطر (HD)
هو سائل عديم اللون إلى أصفر باهت وذو رائحة تشبه رائحة الثوم، كما أنه من العوامل الكيمياوية الطويلة المفعول، إضافة إلى كونه عامل متأخر المفعول. تظهر أعراض التعرض له خلال 4 إلى 6 ساعات، حيث يكون فعله أولاً كمهيج للخلايا ثم مسمماً لها.
الخردل - لويسيت (HL)
هو خليط يستعمل في العمليات أثناء برودة الجو أو للرش في المرتفعات العالية وذلك لكونه ذو درجة إنجماد واطئة.
لويسيت (L)
هو سائل زيتي غامق وذو روائح متعددة (على الأغلب مثل رائحة نبات الجيرانيوم أو إبرة الراعي). وهو من العوامل الكيمياوية الطويلة المفعول، ومفعوله من خلال تسميمه للخلايا، ولكن حروقه للجلد تكون أعمق. ويقتل خلال 10 دقائق عند إستنشاقه بتركيزات عالية.
فوسجين أوكسايم (CX)
كون على شكل بلوري صلب بدون لون أو على شكل سائل. وهو من العوامل الكيمياوية السريعة المفعول ويسبب ألماً سريعاً. كما أن رائحته المخدشة هي دليل على وجود هذا العامل الكيمياوي، وهو من العوامل الكيمياوية القصيرة المفعول.
العوامل الداخلة إلى الدم
هذه العوامل تسمم الخلايا (توقف إستعمالها للأوكسجين)، بحيث لا يمكن للخلايا إستعمال الأوكسجين الموجود في الدم، ولهذا يبقى لون الدم أحمر قاني. والتعرض لهذا العامل يسبب الدوخة والغثيان والضعف ثم فقدان الوعي والإختلاج وتوقف التنفس فالموت. والعوامل الداخلة إلى الدم هي من العوامل الكيمياوية القصيرة المفعول.
أنواع العوامل الداخلة إلى الدم
سيانيد الهيدروجين (AC)
هو محلول عديم اللون وسريع الإشتعال، ويذوب في الماء ويبقى ثابتاً به، وله رائحة نواة الخوخ أو اللوز المر، ولكن لا يمكن إكتشافه في بعض الأحيان حتى بتركيزات قاتلة. وسيانيد الهيدروجين أقصر مفعولاً من بقية العوامل الداخلة إلى الدم.
كلوريد السيانوجين (CK)
هو محلول عديم اللون وسريع الإشتعال. وبالرغم من أنه قليل الإذابة في الماء، إلا أنه سريع الذوبان في المذيبات العضوية. وبخاره أثقل من الهواء ومخدش جداً للعين والأغشية المخاطية. وكلوريد السيانوجين عادة ما يكون من العوامل الكيمياوية القصيرة المفعول، وهو مادة قاتلة بسرعة.
العوامل الخانقة
وهذه تسبب أضراراَ على أغشية الرئتين التي تفصل الحويصلات الهوائية عن الأوعية الدموية الشعرية. والتعرض لها يسبب قصر التنفس والسعال. وعندما يكون التركيز عالياً، فإن الشخص المصاب يموت نتيجة تجمع السوائل في رئتيه.
أنواع العوامل الخانقة
فوسجين (CG)
هو غاز عديم اللون وله رائحة الأعشاب أو الحشائش المحصودة حديثاً أو رائحة الذرة الخضراء. وهو من العوامل القصيرة المفعول. وفي الحرب العالمية الثانية كان 80 بالمئة من القتلى نتيجة إستعمال الأسلحة الكيمياوية سببها إستعمال هذا الغاز.
فوسجين (DP)
هو كذلك غاز عديم اللون وله رائحة الأعشاب المحصودة حديثاً وهو من العوامل القصيرة المفعول.
الكلورين (CL)
هو من العوامل القصيرة المفعول وله رائحة القاصر، ويستعمل صناعياً كمنظف في الصناعات.
بإستعمال الكلورين للمقارنة بين العوامل الكيمياوية الواردة أعلاه، أدناه التأثيرات النسبية القاتلة لتلك العوامل:

سيانوجين: أقوى بمقدار الضعف
فوسجين: ست مرات أقوى من الكلورين
سيانيد الهيدروجين: سبع مرات أقوى من الكلورين
الخردل: 13 مرة أقوى من الكلورين
سارين: 200 مرة أقوى من الكلورين
VX: 600 مرة أقوى من الكلورين

الأدلة على إمتلاك وإستعمال إيران للأسلحة الكيمياوية

1984
بدأت إيران في إنتاج دفعات محدودة من العناصر الكيمياوية.
Anthony H. Cordesman and Ahmed S. Hashim, Iran: Dilemmas of Dual Containment (Westview Press, 1997), p. 291.
1984
أدانت المحكمة المحلية بالولايات المتحدة رجل أعمال من مدينة أتلانتا يدعى بات ستيفنس نظراً لتورطه في توريد شحنة غير مشروعة من المواد المحظورة إلى إيران عن طريق هونغ كونغ بمساعدة إثنين من المؤسسات المتعاونة مع إيران في هونغ كونغ وهما إفييشن إنتربرايز (Aviation Enterprises) وسنتوريون إفييشن (Centurion Aviation). حيث قام المدعو ستيفنس بإرسال عينة من الأقنعة المضادة للغازات إلى طهران كمقدمة لعقد صفقة تقدر قيمتها بحوالي 60 ألف دولار أمريكي ولكن السلطات الأمريكية تمكنت من إحباط هذه المحاولة.
Robert Karniol, "Iran's Hong Kong Connection," Defense & Foreign Affairs, May 1986, p. 42.
1984
وفقاً لتقرير موثوق بصحته، حدث إنفجار في مصنع مارفدشت (Marvdasht ) في إيران. وقد لقي عشرة من الخبراء الفنين العاملين بتجارب الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية مصرعهم أثر هذا الانفجار.
Gregory F. Giles, "The Islamic Republic of Iran and Nuclear, Biological, and Chemical Weapons," in Peter R. Lavoy, Scott D. Sagan, and James J. Wirtz, eds., Planning the Unthinkable: How New Powers Will Use Nuclear, Biological, and Chemical Weapons (Ithaca: Cornell University Press, 2000), p. 101.
1984
صرح مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، السفير راجي خرساني في مؤتمر صحفي قائلاً "نحن قادرين على تصنيع الأسلحة الكيمياوية. وإذا ما تجرأ العراق على تكرار الجرائم التي إرتكبها في حق إيران، فقد نلجأ إلى إستخدام هذه الأسلحة. ولكننا لن نجد أي مبرر في اللجوء إلى إستخدام أساليب الانتقام والردع إلا بعد إستنفاذ كل الطرق الممكنة لمنع العراق وما دام العراق ملتزماً بعدم تكرار مثل هذه الهجمات، ولكن في حالة عدم إلتزام العراق بذلك فلن نتردد في إستخدامها."
Michael Eisenstadt, The Deterrence Series: Chemical and Biological Weapons and Deterrence, Case Study 4: Iran, Chemical and Biological Arms Control Institute, 1998, p. 9.
23 آذار/مارس 1984
أعلنت صحيفة فرانس سوار الفرنسية (France-Soir) عن وقوع حادث انفجار بتاريخ 14 شباط/فبراير في مصنع مارك دشت الذي قامت فرنسا ببنائه، وقد نتج عن هذا الانفجار مقتل 35 شخصاً من الخبراء الفنين الإيرانيين و 10 من الخبراء الأجانب وإصابة حوالي 50 شخصاً آخرين. وقد تم نقل عدد من المصابين في وقت لاحق إلى كل من فرنسا والنمسا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة بدعوى أنهم مصابون من جراء الهجمات العراقية على إيران. وقد أقر بدقة وصحة هذا التقرير أحد رجال المعارضة الإيرانية الذي تربطه علاقة جيدة برئيس الوزراء السابق شهبور بختيار.
Joseph Panossian, "Untitled," Associated Press, 23 March 1984.
مايس/مايو 1984
قامت إحدى شركات ألمانيا الشرقية بتوريد ما يقرب من 5000 قناع واقي إلى إيران وأتضح بعد ذلك أنها عبارة عن أقنعة تغطي نصف الوجه ومزودة بنظارة واقية حيث يمكن إستخدامها في أغراض الوقاية الصناعية العادية فقط ولا تصلح لأغراض الوقاية من الأسلحة الكيمياوية. وقد أوضحت التقارير المتعلقة بهذا الموضوع أن إختيار إيران لهذه الشركة يرجع إلى أن سعر القناع الواحد لا يتعدى 12 دولاراً.
Gordon M. Burck and Charles C. Flowerree, International Handbook on Chemical Weapons Proliferation (Westport, Connecticut: Greenwood Press, 1991), p. 251; Jean Pascal Zanders, "Iranian Use of Chemical Weapons: A Critical Analysis of Past Allegations," at a talk at the Center for Nonproliferation Studies, Monterey Institute of International Studies, Washington, DC, 7 March 2001, .
1985
بدأت إيران في إستخدام الأسلحة الكيمياوية بشكل عدائي. حيث بدأت بإستخدام قذائف المدفعية المعبأة بالمواد الكيمياوية والتي من المرجح أن تكون إيران قد صنعتها، أو يكون قد تم الحصول عليها من سوريا.
Andrew Rathmell, "Iran's Weapons of Mass Destruction," Jane's Intelligence Review – Special Report No. 6, June 1995, p. 16; Anthony Cordesman, "Creating Weapons of Mass Destruction, Armed Forces Journal International 126, February 1989, p. 56.
آذار/مارس 1985
أثناء قيام الأمين العام للأمم المتحدة بيريز ديكويلار، ومعه جياندومينيكو بيكو بجولة في الخليج العربي، أوضح الأخير أنه أثناء مناقشة بين بيريز ديكويلار ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر ولايتي والمتحدث باسم المجلس هاشمي رفسنجاني، أعلن رفسنجاني قائلاً "لدينا إمكانيات أكثر تقدماً لإنتاج أسلحة كيمياوية، ولكننا لا نستخدمها. ولكننا سوف لن نفعل ذلك لو إستمر العراق في إستخدامها". قام ولايتي بمقاطعة رفسنجاني وأوضح أن إيران لا تريد حتى إنتاج أسلحة كيمياوية، ولكن رفسنجاني كرر ببساطة أن إيران لا تريد إستخدام الأسلحة الكيمياوية، تاركاً إمكانية إنتاج إيران لتلك الأسلحة قائمة.
Giandomenico Pico, Man Without a Gun: One Diplomat's Secret Struggle to Free the Hostages, Fight Terrorism, and End a War (New York: Random House: Times Books, 1999), p. 67.
آذار/مارس 1985
صرحت مجموعة معارضة إيرانية تتخذ من إيطاليا مقراً لها بأنه قد تم إستخدام مصنع أسمدة في مدينة مارفدشت بإيران على مدى ثلاث سنوات بهدف "تصنيع أسلحة كيمياوية" وذلك تحت إشراف مجموعة من الخبراء والشركات الإيطالية والألمانية الغربية.
Gordon M. Burck and Charles C. Flowerree, International Handbook on Chemical Weapons Proliferation (Westport, Connecticut: Greenwood Press, 1991), p. 254.
13 آذار/مارس 1985
في خطاب موجه منها إلى الأمم المتحدة، إتهمت إيران العراق "بإستخدام أسلحة كيمياوية" في الأهوار القريبة من البصرة. وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أن إيران قد طلبت رسمياً من الأمين العام خافيير بيريز ديكويلار منع العراق من إستخدام الأسلحة الكيمياوية. وأعلن أنه إذا ما فشلت الأمم المتحدة في منع العراق، فسوف تجد إيران أنه من حقها الرد بنفس الأسلوب.
David Hirst, "Gulf Fighting Rages as Iranians Aim for Tigris / Gulf War," The Guardian (London), 14 March 1985, Mohammed Salam, "Untitled," Associated Press, 14 March 1985.
14 آذار/مارس 1985
أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحفي أن العراق قد أطلق قذائف مدفعية بها أسلحة كيمياوية على القوات الإيرانية، وصرح قائلاً "نحن نعتقد أن عدم إتخاذ المجتمع الدولي لأي موقف من إستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية، يمنحنا بالفعل حق إستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد العراق، ولكننا ما زلنا نأمل في أن يتمكن المجتمع الدولي من الوقوف في وجه العراق."
Herbert H. Denton, "Iranian Offensive Pushes into Iraq; Tehran, Baghdad Hit," Washington Post, 14 March 1985, p. A21.
28 آذار/مارس 1985
وكالة الأنباء الإيرانية تعلن أنه ما لم يتوقف العراق عن "مهاجمة المناطق السكنية في المدن الإيرانية، وإستهداف شحنات السفن التجارية وإستخدام الأسلحة الكيمياوية" فإن إيران سوف "تبدأ فوراً في الرد بنفس الأسلوب".
Judith Miller, "Big Blast Rocks Capital of Iraq; 6th in 2 Weeks," New York Times, 28 March 1985, p. A1.
10 نيسان/أبريل 1985
أثناء حديثه في مصنع أمصال الرازي في كرج، صرح رفسنجاني أن إيران "سوف تعلن عن قوتها إذا ما إستمر العراق في شن الهجمات بالأسلحة الكيمياوية ضدها. وكما قال رفسنجاني، فإن إيران "صبرها قليل" فيما يتعلق بإستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية. كما وأعلن "ولكن إذا لم يغير العراقيون موقفهم وإستمروا في هذا الأسلوب المهلك، فسوف نظهر لهم قوتنا".
"The Iran-Iraq War: In Brief; Rafsanjani's Warning to Iraq on Chemical Attacks," Islamic Republic News Agency, 10 April 1985, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 13 April 1985, Part 4, p. A1.
24 نيسان/أبريل 1985
المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية يعلن أن إيران "قد سعت نحو تطوير أسلحة كيمياوية وقد تكون الآن في مرحلة تمكنها من إستخدام مثل هذه الأسلحة".
Don Oberdorfer, "Chemical Arms Curbs Are Sought; Officials Alarmed by Increasing Use of Banned Weapons," Washington Post, 9 September 1985, p. A1.
29 نيسان/أبريل 1985
قال مسؤولون في الإستخبارات الأمريكية أن إيران تستطيع إستخدام سلاح جديد هو الغاز السام في الهجمات التالية على مدينة البصرة في جنوب العراق. وقد نشرت إيران قوة تتكون من 100 ألف جندي من أجل هذا الهجوم الثاني والأكبر على البصرة. وبعد أن بدأ العراق في إستخدام الأسلحة الكيمياوية في الحرب، حذرت إيران من أنها سوف تثأر من ذلك بإستخدام ترسانة الأسلحة الكيمياوية الخاصة بها. وإدعى أحد المسؤولين الأمريكيين في هذا الوقت أنه "هناك دلائل تدعو للثقة بأن كلا الجانبين على إستعداد لمهاجمة الآخر بإستخدام الغاز".
Lucy Howard, "Iran vs. Iraq: Another Step on the Escalator," Newsweek, 29 April 1985, p. 13.
منتصف الثمانينات
وفقاً للتقارير الواردة في مجلة جينز إنتيلجنس ريفيو (Jane's IntelligenceReview)، بدأت إيران في إنتاج غاز الخردل والفوسجين في منتصف الثمانينات من القرن الماضي حيث إستخدمت هذه الأسلحة في المراحل الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية.
Dr. Andrew Rathmell, "Iran's Rearmament – How Much a Threat?" Jane's Intelligence Review, 1 July 1994, p. 317.
منتصف الثمانينات
وفقاً لما صرح به أنتوني كوردسمان، بدأت إيران في شراء كميات كبيرة من الأردية الواقية ضد الأسلحة الكيمياوية في منتصف الثمانينات.
Anthony H. Cordesman, "The Military Balance in the Middle East – WMD: Part XIV," 16 March 1999, p. 34.
7 حزيران/يونيو 1985
صرح محمد علي هادي، عضو لجنة الدفاع في البرلمان، بأن إيران سوف تبدأ في إستخدام الأسلحة الكيمياوية ما لم يتوقف العراق عن إستخدامها.
"The World," Los Angeles Times, 7 June 1985, p. 2.
24 حزيران/يونيو 1985
أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية في طهران أن "نائب وزير الصناعة والمسؤول عن القطاع الكيمياوي، السيد بخشي قد صرح يوم الاثنين 24 حزيران/يونيو بأنه تم تخصيص مبلغ 3,5 مليار ريال (قرابة 35 مليون دولار) لإنشاء خمس منشآت كيمياوية ضخمة ... وبخصوص الاحتياجات الداخلية للمواد الخام، يقول أن المواد المستوردة كانت 1,700 صنفاً، وافقت الحكومة على 200 منها مبدئياً. وقد استلمت أكثر من 1000 وحدة صناعية حتى الآن تصاريح التشغيل، منها 300 وحدة لإنتاج مواد كيمياوية ومعدنية. وسوف توفر هذه الوحدات للحكومة مبلغ 400 مليون دولار بالعملة الأجنبية من إجمالي الإنفاق السنوي والذي يستقر حالياً عند ملياري دولار قيمة عمليات شراء المواد الكيمياوية من الخارج".
"Five Large Chemical Plants to Be Constructed," Teheran IRNA in English, 24 June 1985, transcribed in FBIS-SAS-85-123, Vol. VIII, NO. 123, 26 June 1985, p. 14.
4 آب/أغسطس 1985
كشف تحقيق نشرته صحيفة لوس أنجلس تايمز عن محاولة إيرانية للحصول على 400 ألف رداء واقي من الأسلحة الكيمياوية، ووحدات ملحقة بها للتخلص من آثار التلوث الكيمياوي، من مؤسسة في Connecticut تدعى Cofish International. ووصلت قيمة الصفقة إلى 96 مليون دولار وتمت بوساطة شخص سويسري يسمى رينيه شولر وهو يعيش حالياً في البرازيل. وقد إرتاب أحد مسؤولي شركة Cofish حينما إشترط شولر ألا يتم تصنيع الأردية بواسطة أي يهودي، وأن هذه الأردية كانت ستتوجه نحو "دولة في الشرق الأوسط لا يمكن أن نتحدث عنها عبر الهاتف". ثم اتصل المسؤول بعد ذلك بمكتب الجمارك الأمريكي في New Haven في Connecticut، والذي أنشأ مكتباً وهمياً في قسم التصدير بالشركة. وتبعاً لأحد المحققين الذين باشروا القضية، فإن الإيرانيين "لم يرمش لهم جفن عندما سمعوا أن سعر الأردية سوف يصل إلى 96 مليون دولار." وصرح المسؤول بأن أحد أجزاء الخطة كان الحصول على تصريح تصدير وهمي يوضح أن جهة وصول الأردية ستكون روما. وكان وكيل الجمارك قادراً على ترتيب زيارة لشولر إلى الولايات المتحدة لفحص معدات التخلص من آثار التلوث الكيمياوي. وفي أثناء إجتماعهم في فندق East Hartford Connecticut، أوضح شولر: "هل تعلم وجهة هذه الشحنة؟ إنها متجهة إلى إيران."
Gaylord Shaw and Willian C. Rempel, "Billion-Dollar Iran Arms Search Spans US, Globe; Even Pentagon Penetrated by Massive Effort," Los Angeles Times, 4 August 1985, p. 1.
9 أيلول/سبتمبر 1985
نشرت صحيفة واشنطون بوست بأنه في أواخر الشهر الماضي، صرح مسؤول أمريكي على دراية واسعة، في فرع الإستخبارات الأمريكية الخاص بإيران، أن "إيران لديها المقدرة على" إستخدام الأسلحة الكيمياوية.
21 كانون الأول/ديسمبر 1985
أعلن فريديريك دبليو أكسيلجارد، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والذي يمتلك مركزاً في جامعة جورج تاون للدراسات الاستراتيجية والدولية، أن العراق يواجه تحدياً لمدة شهرين أو ثلاثة بسبب الإستعدادات الإيرانية على طول الحدود، وأوضح أن أيران "تسعى للحصول على أسلحة كيمياوية وربما لديها تلك الإمكانية بالفعل".
Norman Kempster, "Iranian Buildup on War Front Told; But US Officials Expect 5-Year Stalemate to Continue," Los Angeles Times, 21 December 1985, p. 2
بعد 1985
[وفقاً لما جاء في التقارير التي أعدها أنتوني كوردسمان]، بدأت إيران في تخزين كلوريد السيانوجين والفوسجين وغاز الخردل.
Weapons of Mass Destruction in the Middle East, Center for Nonproliferation Studies, Monterey Institute of International Studies, ; Anthony H. Cordesman, "The Military Balance in the Middle East – WMD: Part XIV," 6 October 1999, p. 35.
1986
صرح نائب في البرلمان الإيراني في تقرير أدلى به أنه "يجري حالياً تصنيع" منتجات مثل غاز الخردل.
Victor A. Utgoff, The Challenge of Chemical Weapons: An American Perspective (New York: St. Matin's Press, 1991), p. 83.
1986-1987
توفرت لدى إيران القدرة على إنتاج قدرٍٍ كافٍٍ من العناصر الفتاكة التي يمكن تعبئتها في الأسلحة التي تمتلكها.
Anthony H. Cordesman, Weapons of Mass Destruction in the Middle East (London: Brassey's, 1991), p. 83; Anthony H. Cordesman, "Proliferation in the "Axis of Evil": North Korea, Iran, and Iraq," CSIS Report, 30 January 2002; Anthony H. Cordesman, "The Military Balance in the Middle East – WMD: Part XIV," 16 March 1999, p.35.
1986-1988
أوضحت التقارير الواردة بمجلة جينز إنتيلجنس ريفيو (Jane's Intelligence Review) وجود دليل يؤكد أن كوريا الشمالية قد قامت بمساعدة إيران في تصميم وتصنيع رؤوس حربية كيمياوية ما بين عامي 1986 و 1988. كما لا تستبعد هذه التقارير إحتمال أن تكون كوريا الشمالية قد قامت بنقل رؤوس حربية كيمياوية إلى إيران بصورة مباشرة.
"Chemical and Biological Warfare Programme Special Report, Jane's Intelligence Review, 1 April, 1994, p. 192.
آذار/مارس 1986
صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية في أحد الإجتماعات الإعلامية، "يمكن أن تكون سوريا قد قامت بمساعدة إيران في إنتاج الأسلحة الكيمياوية."
Jeff Abramowitz, "CW Changes the Rules of the Middle East War," Jane's Defence Weekly, 7 November 1987, pp. 1063, 1065.
25 آذار/مارس 1986
صرح "مصدر أمريكي رفيع المستوى" لم يذكر إسمه بأن سوريا قد شرعت في إنتاج أسلحة كيمياوية. وعندما تم سؤال هذا المسؤول عما إذا كانت سوريا تزود إيران بالأسلحة الكيمياوية، رد قائلاً "ُأفضل عدم الإجابة على هذا السؤال." وجاء هذا التصريح خلال الإجتماع الإعلامي الذي حضره هذا المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية حول المواقف الحالي لمحادثات نزع السلاح.
Barry Schweid, "Source Says Syria is Producing Chemical Weapons," Associated Press, 26 March 1986.
تشرين الثاني/نوفمبر 1986
زعم شمعون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن سوريا تقوم بمساعدة إيران على إمتلاك أسلحة كيمياوية لمواجهة الهجمات العراقية.
Ma'ariv (in Hebrew), 27 November 1986, pp. 1, 9; FBIS Document, FBIS-MEA, 19 December 1986; Leonard Glickman, "The Threat of Chemical Weapons," Defense News, 2 March 1987, p. 20.
تشرين الثاني/نوفمبر 1986
جاء في أحد التقارير الإسرائيلية أن "بعض المصادر الإستخباراتية الغربية قد تحققت مؤخراً من صحة الشكوك التي تدور حول إمتلاك إيران للأسلحة الكيمياوية بما في ذلك غاز الأعصاب وغاز الخردل".
Ma'ariv (in Hebrew), 28 November 1986, p. 3; FBIS Document, FBIS-MEA, 1 December 1986.
23 تشرين الثاني/نوفمبر 1986
وفقاً لما صرح به مسئولون أمريكيون، حصلت إيران على معدات حرب كيمياوية سوفيتية الصنع عن طريق تشيكوسلوفاكيا. وقد تم الحصول على هذه المعلومات خلال مقابلة مع الخبيرين أنتوني كوردسمان وجاري سيك.
Elaine Sciolino, "Iran in 6-Year Search for Arms, Finds World of Willing Suppliers," New York Times, 25 November 1986, p. A1.
12 كانون الأول/ديسمبر 1986
أعلنت صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) نقلاً عن مصادر غربية لم تحددها أنه من المحتمل أن تكون سوريا قد قدمت مساعدات لإيران تهدف إلى الإستفادة من خبرة سوريا في مجال تصنيع الأسلحة الكيمياوية.
Ian Black, "Israel Tries to Counter Arab Nerve Gas Threat: Defence Officials Worried as Syria Hoards Chemical Arms," The Guardian (London), 12 December 1986.
1987
إيران قادرة على إنتاج كميات محدودة من المادة المسببة للبثور (الخردل) وعامل الدم (السيانيد).
US Department of Defense, Proliferation: Threat and Response, April 1996, ; "Iran: Preparing for War?" Jane's Islamic Affairs Analyst, 3 January 2000.
1987
صرح أنتوني كوردسمان بأن "مدير مكتب الإستخبارات الأمريكية ومصادر مطلعة في الخليج قد أوضحوا أن إيران سيكون بمقدورها إنتاج غاز الخردل وعوامل الدم مثل سيانيد الهيدروجين وغاز الفوسجين، و/أو غاز الكلور في عام 1987".
Anthony H. Cordesman, Weapons of Mass Destruction in the Middle East (London: Brassey's, 1991), p. 83.
1987
مؤسسة ألافي Alavi (والمعروفة أيضاً باسم مؤسسة Moztasfan في نيويورك حتى عام 1992) هي مؤسسة خيرية لا تهدف إلى الربح مقرها في نيويورك، ويقول عنها تقرير من مكتب المباحث الفيدرالية FBI أنها "تخضع للسيطرة الكاملة من جانب الحكومة الإيرانية". بدأت هذه المؤسسة توزيع أكثر من 400 ألف دولار على عدة جهات تديرها الدولة في إيران. ويعتقد محققو المخابرات الأمريكية أن بعض هذه الأموال يستخدم في شراء جهاز لفصل مكونات الغاز وغيره من المعدات من الولايات المتحدة لصالح برامج الأسلحة الكيمياوية في إيران. وتشمل تلك الجهات جامعة شريف وجامعة طهران وجامعة أزاد الإسلامية في خرج، وعدد من الكليات الطبية.
Kenneth R. Timmerman, "Islamic Iran's American Base," The American Spectator, December 1995.
1987
طبقاً لمجلة Foreign Affairs، بدأت إيران إستخدام الأسلحة الكيمياوية وخاصة غاز الخردل والفوسجين في جبهات القتال.
David Segal, "The Iran-Iraq War: A Military Analysis," Foreign Affairs, Summer 1988, p. 946.
أوائل 1987
تقارير عن إستخدام إيران للأسلحة الكيمياوية بالقرب من البصرة ومهران.
Gregory F. Giles, Iranian Approaches to Chemical Warfare, 15 December 1997, p. 5.
1987

إيران تبدأ بإستخدام أسلحة كيمياوية مصنعة محلياً.

للعودة الى الجزأ الاول

للعودة الى الجزأ الثاني

للعودة الى الجزأ الثالث

يتبع الجزأ ألخامــس .. إنشاء الله

للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى الأبــــــــــد

Labels:

حقيقة ما جرى في حلبجه العراقية (الملف الكامل- الجزأ الثـالث) ج3


ما لا يعرفه الناطقون بالعربية عن حقيقة ما جرى في حلبجه العراقية (الملف الكامل- الجزأ الثـالث) ج3
د. محمد العبيدي
2005-01-24
إدعاءات عن إستخدام غازات الأعصاب
إن الأطباء التابعين لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان والذين تعاونوا مع منظمتهم قد أصدروا عدداً من التقارير كانت معظم إدعاءاتهم فيها مماثلة للتقارير الصادرة عن منظمة مراقبة حقوق الإنسان وهي خاضعة لنفس الاعتراضات. أحد هذه التقارير هام للغاية ويتطلب فحصاً مشخصاً وهو بعنوان "غازات الأعصاب المستخدمة في شمال العراق ضد الأكراد" وصدر في 29 نيسان/إبريل 1993. ووفقاً لهذا التقرير "قام فريق من الأطباء التابعين لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان بجمع عينات من التربة في 10 حزيران/يونيو 1992 من فجوات حدثت بسبب إنفجار قنابل بالقرب من قرية برجيني الكردية شمال العراق إدعى فيه أن الجيش العراقي قام بإلقاء قنابل على برجيني في 25 آب/أغسطس 1988. وتم تحليل تلك العينات بواسطة مختبر بريطاني والذي أقر بوجود دليل قاطع لبقايا من حوامض ميثايل فوسفونك و آيزوبروبايل ميثايل فوسفونك ومنتجات مشتقة من غاز الخردل."

ولتفنيد ما جاء بهذا التقرير هو أن حامض ميثايل فوسفونك ناتج عن التفاعل مع الماء وليس من الغازات أو المواد المؤثرة على الأعصاب، أما حامض آيزوبروبايل ميثايل فوسفونك (والذي أطلق عليه التقرير بشكل خاطئ إسم حامض آيزي بروبايل ميثايل فوسفونك) هو مادة ناتجة عن تفاعل الماء مع السارين. وإذا إعتبرنا أن العينات صحيحة والظروف متاحة ومناسبة (في حالة وجودها) للتفاعل بالماء، تكون هذه النتيجة هامة، حيث يمكن للسارين أن يكون عاملا فى وقوع وفيات لأربعة أفراد من قرية برجيني وقد أعلن ذلك فى نفس اليوم. ومع ذلك فإن السارين ليس له رائحة، ووفقاً لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان، ذكر سكان القرية أنهم قد شمّوا روائح مختلفة ومحددة بعد القصف بالقنابل. قالوا: كانت الرائحة طيبة فى البداية مثل رائحة التفاح أو شيء حلو المذاق، ثم تحولت إلى رائحة تشبه رائحة مبيد الحشرات في الحقول، ثم أصبحت كريهه للغاية. وللموافقة على هذا التقرير يكون من الممكن القول أن العراق قد خلط السارين وغاز الخردل معاً أو مع عنصر ثالث، كما ذكر كاتبوا التقرير وجود ثلاث موجات لأربع قنابل، وكلها كانت تبدو متطابقة.
وتدعي مصادر أخرى أن العراق قد إستخدم غاز الأعصاب. فتقول وكالة الإستخبارات المركزية أن العراق إستخدمه ست مرات: خمس مرات ضد القوات الإيرانية والمرة السادسة فى حلبجه ضد الإيرانيين والأكراد. وتتضمن ست مرات أو أربع منها على الأقل إستخدام غاز التابون الخام وليس السارين، وزعموا أن تلك العناصر التي إستخدمت في الحالتين الأخيرتين لم يتم تحديدهما. ذكر ريك فرانكونا Rick Francona، وهو ضابط أمريكي متقاعد بإستخبارات القوات الجوية وعمل كضابط إتصال حول الجيش العراقي، بأن تلك الوقائع قد حدثت أربع مرات فى عام 1988.

ونعود مرة أخرى إلى ستيفن بلتير، محلل وكالة الاستخبارات المركزية، حيث يقول أن الجيش الأمريكي قد درس بدقة تلك التقارير ووجد أنها تفتقد إلى المصداقية والأساس السليم.
ويضيف بلتير في تعليقه على تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية بأنه مرعب جدا حيث هناك إيمان راسخ كما أنا أؤمن به اليوم من أن ما حدث في حلبجه لم يحدث بالطريقة التي وصفها تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية، وأن هذه المسألة حساسة جداً حالياً". وأضاف يقول، "نحن نقول بأن الرئيس صدام حسين وحشي ومهووس لأنه قتل أبناء شعبه بالغازات السامة وأن العالم يجب أن لا يتحمله، ولكن السؤال هو لماذا؟ والجواب هو لأن ذلك هو الجدل الأخير الذي تستخدمه الولايات المتحدة لشن الحرب على العراق."

كما يقول تقرير المخابرات المركزية الأمريكية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية والذي نشر في تشرين الأول/أكتوبر 2002 أن هناك فقط دليل على أن المئات قد قتلوا في حلبجه في آذار/مارس 1988، وأن غاز الخردل وغاز الأعصاب فقط قد إستخدما من قبل العراقيين. يبدو من ذلك أن المخابرات المركزية الأمريكية تساند الآن ما جاء بتقرير كلية الحرب الأمريكية الذي أصدرته في نيسان/إبريل 1990 من أن عنصراً يدخل إلى الدم ويعتمد على السيانيد وليس غاز الخردل أو غاز الأعصاب هو ما قتل الأكراد في حلبجه. كما أنه لا يوجد هناك في تقرير المخابرات المركزية الأمريكية ما يشير إلى أنه كان هناك هجوم بالأسلحة الكيمياوية على 40 قرية عراقية كردية كما يشير تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية وإدعاءات الجماعات الكردية.
وفي 3 مايس/مايو 1990، أشارت صحيفة الواشنطن بوست إلى دراسة أخرى تقول فيها أنه في عملية إحياء وتقييم للمراحل النهائية للحرب العراقية الإيرانية أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية أجمع فيها المحللون على أن المعلومات المخابراتية الحاسمة تؤكد أن ما حدث في حلبجه هو أحد أسوأ المذابح المدنية في الحرب العراقية الإيرانية، والتي كان سببها إستعمال القذائف الكيمياوية من كلا الجانبين المتحاربين.

هذا وكتب روجر تريلينغ Roger Trilling في صحيفة The Village Voice الأسبوعية بعددها الصادر في 1-7/5/2002 معلقاً على التقرير الذي نشرته منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية في الفصل الخاص بالأسلحة الكيمياوية من أن ذلك الفصل كان مخصصاً للتكتيكات العسكرية العراقية، بإستثناء جملة واحدة تسترعي الإنتباه تقول: " أن عنصراً خاصاً بالدم (كلوريد السيانوجين) كان مسؤولاً ظاهرياً عن غالبية الإستعمال سيئ السمعة للمواد الكيمياوية في الحرب، ألا وهو قتل الأكراد في حلبجه . وبما أنه ليس لدى العراقيين أي تأريخ عن إستخدام هذه المادة، في حين كان للإيرانيين ذلك، فإننا نستنتج أن الإيرانيين هم من إرتكبوا ذلك الهجوم ."
والنتائج أعلاه التي توصلت إليها وزارة الدفاع الأمريكية تفرض الآن سؤالاً ملحاً عن أسباب المبالغة التي أدت بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية والجماعات الكردية إلى تحميل العراق مسؤولية وفاة المئات من الأكراد العراقيين نساءً وأطفالاً وعجائز ممن يقال انهم قضوا نحبهم في حلبجه.

هل هناك دليل قوي على ذلك؟

تم العثور في المنطقة على مقبرة بها 26 (أو 27) جثة لأفراد أطلق عليهم النار، ولم يصابوا بأي مادة كيماوية، كما وتم العثور على بقايا نوعين من الغاز فى موقع واحد به أربعة أفراد متوفين. هذا كل ما فى الأمر. وبهذا لا يمكن إلا لشخص يسهل خداعه فقط أن يجد فى هذا دليل كاف للإبادة الجماعية.
ورغم تشكيكات الخبراء الواردة أعلاه، وبعد سنوات من حملة قادتها لحساب القيادات الكردية شركات العلاقات العامة بالتعاون والتنسيق مع المخابرات الصهيونية تم تسويق موضوع "الإبادة الجماعية" للأكراد على المجتمع الدولي.

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2004، أصدرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان تقريرها الذي إنتظره العالم لفترة طويلة لتعلن وبكل وضوح عدم وجود تلك المقابر الجماعية التي تحتوي على رفات 100,000 جثة من الأكراد حسب ما ذكرته المنظمة في تقاريرها السابقة، وأنها وقوات الإحتلال لم تستطع طيلة 20 شهراً من إحتلال العراق أن تعثر على أي أثر لتلك المقابر المزعومة لا في شمال العراق ولا في جنوبه. وبهذا يثبت أن تقارير تلك المنظمة وما رافقها من حملة علاقات عامة واسعة ضد نظام الرئيس صدام حسين قد ساعدت اليمين المتطرف الأمريكي في حملته المسعورة من أجل إحتلال العراق وتدمير دولته.

جريمة حرب أم عملية حربية؟

مقال ستيفن بلتير في النيويورك تايمز، 31 كانون الثاني/يناير 2003
لم يكن مفاجئاً أن يفتقر الرئيس بوش أدلة على برامج العراق التسليحية بإستعماله خطبته عن حالة الإتحاد للتعبير عن قضيته الأخلاقية من أجل إحتلال العراق حين قال "إن الدكتاتور الذي جمع أخطر الأسلحة في العالم قد إستعملها مسبقاً على العديد من القرى تاركاً الآلاف من مواطنيه قتلى أو عميان أو معوقين".

إن الإتهام بأن العراق قد إستعمل الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه هو جزء مهم من المناقشة عن هذه القضية. إن الدليل المهم والواضح الذي جلب الإهتمامات هو مسألة ضرب العراق للأكراد بالأسلحة الكيمياوية في آذار/مارس من عام 1988 في مدينة حلبجه قبل نهاية الحرب العراقية الإيرانية. وقد أشار الرئيس بوش في خطابه لهذه المسألة وإعتبرها سبباً كافياً للإطاحة بالرئيس صدام حسين. ولكن الحقيقة المؤكدة التي نعرفها جميعاً هي أن الأكراد قد ضربوا بغاز سام ذلك اليوم في حلبجه. ولكننا لا نستطيع القول بأي إثبات وتيقن بأن الأسلحة الكيمياوية العراقية هي التي قتلت الأكراد. إن ذلك ليس هو التحريف الوحيد في قصة حلبجه.
أنا بموقف يؤهلني بمعرفة حقائق الأمور بسبب كوني المحلل السياسي الأقدم للمخابرات المركزية الأمريكية عن العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وكذلك كأستاذ في كلية الحرب للجيش الأمريكي من عام 1988 لغاية عام 2000، حيث كنت أطلع شخصياً على الكثير من المعلومات السرية التي تصل إلى واشنطن والتي لها علاقة بحرب الخليج. إضافة لذلك، فإني ترأست لجنة تحقيق الجيش عن الكيفية التي يمكن بها العراقيون خوض حرب ضد الولايات المتحدة، وأن التقرير السري الذي صدر عن هذه التحقيقات ضم تفاصيل مهمة عن موضوع حلبجه. ولهذا فإننا نعرف الكثير فيما يتعلق بضرب حلبجه بالغازات السامة التي حدثت أثناء معركة بين العراقيين والإيرانيين. فالعراقيين إستعملوا الأسلحة الكيمياوية لقتل الإيرانيين الذي إستولوا على المدينة التي تقع في الشمال غير بعيدة عن الحدود الإيرانية. وأن الأكراد المدنيين الذين ماتوا قد وقعوا في منتصف القتال بين العراقيين والإيرانيين، وأنهم لم يكونوا على الإطلاق هدفاً للجيش العراقي.

هذا وأن القصة أصبحت قاتمة جداً، حيث أن وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية قد أجرت مباشرة بعد تلك المعركة تحقيقاً شاملاً نشرت على أثره تقريراً سرياً تم توزيعه داخلياً على جميع دوائر المخابرات الأمريكية. وقد أكد التقرير بأن الإيرانيين هم من قتلوا الأكراد وليسوا العراقيين. وقد وجدت وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية بأن كلا الجانبين، العراقي والإيراني، قد إستعملا الغازات السامة ضد بعضهما البعض في المعركة التي دارت حول حلبجه. كما أن حالة الأكراد المتوفين تؤشر على أنهم قتلوا بمادة من النوع الذي يدخل إلى الدم، أي غاز من مركبات السيانيد الذي كان من المعروف أن إيران قد إستخدمته. أما العراقيون الذين كان من المعتقد أنهم قد إستعملوا غاز الخردل في تلك المعركة فلم يكن معروفاً عنهم أنهم يمتلكون في ذلك الوقت تلك المادة التي تدخل إلى الدم، أي غاز من مركبات السيانيد.
إن تلك الحقائق كانت موجودة للإطلاع العام ولكن بشكل عجيب وغريب فإنه لم يتم الإشارة إليها عندما يتعلق الموضوع بقصة ما جرى في حلبجه. كما أن المقال المفصل في مجلة نيويوركر الذي نشر في آذار/مارس 2002 لم يتطرق لتقرير وكالة مخابرات الدفاع أو أن يعتقد كاتب المقال أنه قد يكون الإيرانيون هم من فعل ذلك في حلبجه. كما أنه من المهم الإشارة إلى أن مقال النيويوركر كان مجرد هواجس وبدون أدنى دليل.

أنا لا أحاول هنا أن أرد الإعتبار إلى الرئيس صدام حسين إذ عليه الإجابة عن الكثير من إنتهاكات حقوق الإنسان، ولكن إتهامه بأنه قد ضرب الأكراد بالغازات السامة كعمل من أعمال الإبادة الجماعية هو شئ خاطئ بالتأكيد ذلك لأنه حسب المعلومات التي لدينا فإن جميع الحالات التي إستخدمت فيها الغازات السامة من قبل العراقيين كانت أثناء عمليات عسكرية قتالية. تلك هي مأساة الحروب. قد يكون هناك أسباب لإحتلال العراق ولكن بالتأكيد لن تكون قضية حلبجه واحدة منها.
في الحقيقة، إن أولئك الذين يشعرون بأن قضية حلبجه لها تأثير على ما نريد القيام به هذه الأيام (إحتلال أو ضرب العراق) عليهم أن يسألوا سؤالاً مخالفاً: لماذا كانت إيران مصممة على إحتلال حلبجه؟ إن نظرة فاحصة على الموضوع قد تسلط الأضواء على تصميم أمريكا على إحتلال العراق.

يجب أن نتذكر على الدوام بأن العراق ربما يحوي على أكبر خزين نفطي في العالم، ولكن على المستوى المحلي والمدلول الجغرافي والسياسي فإن أهم شئ في العراق هو نظام الأنهر الواسع في الشرق الأوسط، حيث بالإضافة إلى دجلة والفرات هناك الزاب الكبير والزاب الصغير في شمال العراق، كما أن العراق كان مغطى بشبكة ري منذ القرن السادس الميلادي وكان مصدراً لإنتاج الحبوب للمنطقة بأجمعها. فقبل حرب الخليج الأولى كان العراق قد بنى نظاماً مثيراً للسدود ومشاريع السيطرة على الأنهار، حيث أن أكبرها هو سد دربندخان في المنطقة الكردية. وأن هذا السد هو ما كان الإيرانيون يريدون السيطرة عليه من خلال إحتلالهم لحلبجه. هذا وكانت هناك مناقشات في عام 1990 حول إنشاء ما يسمى أنبوب الصداقة الذي يجلب المياه من دجلة والفرات إلى جنوب البلاد ليغذي دول الخليج، وإمتداده ليغذي إسرائيل. ولم يجري أي تقدم حول هذا الموضوع بسبب تصلب العراق. وعندما يكون العراق بأيدي أمريكا فإن ذلك سيتغير بالتأكيد.
من هذا يتبين أن أمريكا قد تغير قدر الشرق الأوسط بطريقة لا يمكن الإعتراض عليها لعقود عديدة، ليس فقط بالسيطرة على نفط العراق بل بالسيطرة على مياهه كذلك. وحتى لو لم تريد أمريكا إحتلال العراق، فإن إزاحة الرئيس صدام حسين فقط تكون كافية لفتح فرص مربحة للشركات الأمريكية. لذلك فإن كل ما تحتاجه أمريكا هو سبب واضح لتنفيذ ما تريده، شئ مقنع للجميع. إذ أن محاولة ربط العراقيين بأسامة بن لادن لم تثبت صحتها، والإعتقاد بأن العراق يمثل تهديداً لجيرانه قد فشل أيضاً، إذ نشكر قرارات الأمم المتحدة التي جعلت من القوة العسكرية العراقية لا تمثل أي مخاطر على أحد بعد الآن. لذلك فقد كان أهم سبب نستخدمه لكي نذهب إلى الحرب وبسرعة هو إتهام الرئيس صدام حسين بإنتهاكه لحقوق الإنسان العراقي، وأن أكثر القضايا دراماتيكية هي إتهامه بقضية حلبجه.

وقبل الذهاب إلى الحرب بسبب حلبجه، يتعين على الإدارة الأمريكية أن تطلع الأمريكان على جميع الحقائق، وإن كانت لدى الإدارة الأمريكية أية نماذج أخرى على مقتل أكراد بالغازات السامة فعلى الإدارة أن تبين بوضوح أن هؤلاء القتلى الأكراد هم ليسوا قوات البيشمركة الكردية التابعة لجلال الطالباني الذين ساعدوا الإيرانيين على الدخول إلى حلبجه وقاتلوا جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني. وإلى أن تعطينا واشنطن أدلة مقنعة أن الرئيس صدام حسين قد إرتكب هذه الفضائع بحق الأكراد، فلماذا نتذرع على العراق بمسألة حقوق الإنسان في الوقت الذي توجد فيه أنظمة قمعية كثيرة تدعمها واشنطن.

كلمة بلتير الموجهة إلى وسائل الإعلام حول الحملة الإعلامية على العراق
في 13 أيلول/سبتمبر 2001 ألقى بلتير كلمة موجهة إلى وسائل الإعلام حول الحملة الإعلامية على العراق بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية قال فيها: إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتوقع أن ينتصر العراق في هذه الحرب، وعندما حدث ما لم يكن في الحسبان إستغرب القادة الأمريكان أيما إستغراب لنتائج هذه الحرب. وحيث بدأ العراق بإستعادة بناء نفسه بعد الحرب، حاولت الولايات المتحدة تعطيل خططه تلك من خلال العديد من الأحداث مركزة على إحداث ضرر بقيمته كدولة مستقلة وبشكل خاص "قيمة العراق الإئتمانية المالية". فبالرغم من الديون التي تراكمت على العراق، كانت له سيولة نقدية لا بأس بها عند الأخذ بنظر الإعتبار إنتاجه النفطي وموارده الأخرى. وبالرغم من ذلك، فلم يكن عند العراق في ربيع عام 1988 المبالغ الكافية والضرورية حيث رغب في وقتها بإعادة جدولة ديونه. وفي تلك الإثناء بدأ الإعلام الأمريكي حملة منظمة ضد العراق وبلهجة عدائية جداً.

وقد كانت جميع القصص التي أوردها الإعلام محرّفة جداً ومشكوك فيها، وكان من ضمنها قصة الـ 80,000 إلى 100,000 قتيل كردي التي قال عنها الإعلام أنهم قتلوا بأسلحة كيمياوية عراقية. ببساطة لا يمكن على الإطلاق قتل مثل هذا العدد بفترة محددة ومركزة جداً وفي مناطق تعتبر حيوية لشمال العراق. ونتيجة حملة علاقات عامة إعلامية واسعة تم فرض الحصار الإقتصادي على العراق، وكان على أثره أن العراق لم يعد قادراً على جدولة ديونه.
وقال بلتير في كلمته أن على الرأي العام أن يكون على حذر شديد بالنسبة لحقيقة مهمة وهي أن الصحفيين الذين يركزون على مثل تلك القصص بآراءهم هم جميعاً من المحافظين وكذلك الصحف التي تنشر قصصهم وبشكل خاص نيويورك تايمز والواشنطن بوست و وول ستريت جورنال بحيث أصبح الخط بين الخبر والرأي غير واضح وبحيث بدأ ترشيح الأفكار المريبة هنا وتحويلها إلى أخبار.

لقد بدأت القصة بإشاعة روّج لها إثنان من موظفي لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي اللذان كانا في شمال العراق في نهاية الحرب العراقية الإيرانية في آب/أغسطس 1988. ومفاد هذه الشائعة أن هؤلاء "سمعوا" بأن 100,000 كردي من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 55 سنة قد تم قتلهم من قبل الجيش العراقي بواسطة الغازات السامة في أيام قلائل. والسؤال المحير هنا هو لا ندري أي نسبة مئوية يمثل هذا العدد من مجموع السكان الأكراد الذين بإمكان القوات العراقية أن تطالهم في جميع المناطق الكردية بشمال العراق. إذ يبدو أن ذلك العدد كبير وكبير جداً خصوصاً وأنه تم حصره بسن معينة، وبعبارة أخرى قد يمثل ذلك العدد 10 بالمئة من إجمالي عدد البالغين من الذكور الأكراد وهو عدد لا يمكن لأحد أن يتصوره قد حدث لمثل هؤلاء الأكراد. والغريب في الأمر أن وزير الخارجية الأمريكية آنذاك جورج شولتس قد صرح بمؤتمر صحفي حين أخبر العالم أجمع أن الرئيس صدام حسين قد قتل بالغازات السامة ما مجموعه 100,000 مواطن كردي من الرجال والفتيان. وعند سؤاله كيف عرف ذلك أجاب بكل وقاحة "إنه سر"، وبهذا فإن وزارة الخارجية الأمريكية قد أكدت هذه الإشاعة القذرة من دون إجراء أي تحقيق حول الموضوع.
وبعد تلك الأحداث بأعوام قلائل إعترفت منظمة مراقبة حقوق الإنسان أنه ليس صحيحاً بأن جميع هؤلاء الذكور الـ 100,000 قد قتلوا بواسطة الغازات السامة. وبعد أن جمعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان تلك الأموال الطائلة للتحقق عما حدث في حلبجه كان عليها ومن دون شك أن تأتي بنظرية أخرى وهي أن أولئك الأكراد قد قتلوا جميعاً بالرصاص وتم دفنهم في مقابر جماعية. في حين أن العاملين في كلية الحرب الأمريكية الذي حققوا بقضية حلبجه قبل 16 عاماً قالوا أنهم وجدوا مقبرة جماعية واحدة تحتوي على 14 جثة ولم يكن هناك أي أثر لبقية الـ 100,000 جثة التي تدعي منظمة مراقبة حقوق الإنسان وجودها في مكان ما. كما أن السبب الذي حدى بمنظمة مراقبة حقوق الإنسان للقول بأن الجثث قد تم دفنها في مناطق بعيدة غير معروفة لأن المنظمة تعرف حق المعرفة أن التقنية الموجودة حالياً بإستعمال الأقمار الصناعية بإمكانها الكشف عن المقابر الجماعية خصوصاً وإن كانت الأرض قد تم حفرها وردمت بعد ذلك.

مقتطفات من تقرير وزارة الدفاع الأمريكية الذي أصدره معهد الدراسات الستراتيجية لكلية الحرب الأمريكية في كارل آيل/بنسلفانيا قبل إحتلال الكويت بفترة قصيرة

في أيلول/سبتمبر من عام 1988، وبعد شهر على إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية أدانت وزارة الخارجية الأمريكية وعلى نحو مفاجئ العراق على إستعماله المزعوم للأسلحة الكيمياوية ضد مواطنيه الأكراد. إن هذا الحدث لم يكن بالإمكان فهمه وتفسيره بدون بعض الخلفيات عن علاقة العراق مع مواطنيه الأكراد. ولكون هذا الموضوع خارج إطار خارج إطار هذه الدراسة وأنه بحاجة لتوضيح عميق، إلا أنه يكفي القول أنه طيلة فترة الحرب كان العراق يواجه عدوين – إيران وقوات البيشمركة الكردية التي تعاونت مع إيران ضد الجيش العراقي. وبعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية مباشرة أعلن العراق عن تصميمه لسحق التمرد الكردي. ولهذا فقد أرسل الحرس الجمهوري إلى المنطقة الكردية وفي أثناء عملياته هناك، حسب ماتقوله وزارة الخارجية الأمريكية، إستعمل الغاز الذي كانت نتيجته مقتل العديد من المدنيين الأكراد والذي نفت الحكومة العراقية حدوثه. ومع ذلك، فقد تشبث وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتس بإتهامه هذا للعراقيين، الأمر الذي دعى مجلس الشيوخ إلى الدعوة لفرض حصار إقتصادي على العراق بإعتباره قد إنتهك الحقوق الإنسانية للأكراد.
وبعد النظر في الأدلة المتوفرة لدينا وجدنا أنه من المستحيل علينا أن نؤكد إدعاءات وزارة الخارجية بأن الغازات قد إستعملت في تلك الحادثة. ولكي نبدأ بذلك، فإنه لم يتم عرض أي ضحية لهذا الحدث المزعوم. كما أن منظمات الإغاثة الإنسانية التي فحصت الأكراد في تركيا، حيث لجأوا هناك، فشلت في العثور على أي دليل، كما لم يعثر على أي من هؤلاء الضحايا داخل العراق. إن إدعاء وزارة الخارجية إعتمد فقط على شهادة الأكراد الذين عبروا الحدود إلى تركيا حيث تمت اللقاءات معهم من قبل موظفين من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

لقد كنا نتطلع، في مسألة خطيرة كهذه، أنه كان يجب على الكونغرس أن يكون حذراً في تلك المسألة. ومع ذلك، فإن تمرير قرار الحصار الإقتصادي من خلال مجلس الشيوخ وفي خلال 24 ساعة من التصويت عليه كان أمراً مستعجلاً من دون أدنى شك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن قرار الحصار المقترح كان وحشياً تماماً. ولحسن حظ العلاقات الأمريكية العراقية المستقبلية فقد فشلت إجراءات الحصار لأسباب تقنية بيروقراطية.
يبدو أن الدعوة إلى معاقبة العراق كان فيها الكونغرس متأثراً بحادث آخر حدث قبل خمسة أشهر في مدينة حلبجه في شمال العراق. حيث أنه في آذار/مارس من عام 1988 تعرض الأكراد للقصف بالسلاح الكيمياوي مما نتج عنه وفاة أعداد كبيرة من الأكراد. وقد تم عرض صور الضحايا بشكل واسع في الإعلام العالمي، حيث إتهم العراق بذلك الهجوم على حلبجه بالرغم من أنه قد ثبت بعد ذلك أن إيران كانت أيضاً قد إستعملت السلاح الكيمياوي في تلك العملية ويبدو منطقياً أن الإيرانيين هم في الحقيقة من قتل الأكراد في حلبجه.

لذلك، وحسب رأينا فإن الكونغرس قد تصرف على أساس عاطفي وليس على أساس معلومات حقيقية وبدون فهم كاف للتأثيرات الدبلوماسية المجحفة لقراره ذلك. ونتيجة لنتائج الحرب العراقية الإيرانية، فإن العراق الآن هو أقوى قوة في منطقة الخليج، المنطقة التي لنا فيها مصالح حيوية. ومن أجل الحفاظ على مصالحنا في إستمرارية تزويدنا بالنفط من المنطقة، فإنه علينا أن نعمل من أجل علاقة عمل وثيقة مع جميع دول الخليج وخصوصاً العراق، أقوى دولة فيها.

إستعمال إيران للسلاح الكيمياوي
علينا جميعاً أن نسأل لماذا لم يذكر أحد إستعمال إيران للأسلحة الكيمياوية سواء من الإدارات الأمريكية أو الإعلام الأمريكي؟ في وقت شاهد العالم فيه وفي جميع محطات التلفزيون والأخبار المسائية صوراً لجنود من كلا الجانبين عانوا من تأثير إستعمال تلك الغازات حيث جرى علاجهم في المستشفيات الأوربية والإسكندنافية منها على وجه الخصوص. هذا وقد نشرت الأمم المتحدة بعد نهاية الحرب بين العراق وإيران تقريراً يؤكد أن كلا البلدين قد إستعملا الغازات السامة.

أدناه بعض النقاط التي أدرجت في تقرير كتبه أنتوني كوردسمان، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية في 28 نيسان/أبريل 1998:
• عملت إيران على إستيراد التجهيزات والمعدات الضرورية بشكل سري ومنذ منتصف الثمانينات، وقد إستغرقت عدة سنوات للحصول على تلك الكميات الكبيرة من معدات الإنتاج والمواد الأولية الداخلة في صناعة أسلحتها الكيمياوية. وقد إستعانت إيران بالحصول على تلك المساعدات من شركات أوربية مثل "لورجي" لغرض إنشاء مصانع "قاتلات الحشرات"، وبدأت بالحصول على المواد الأولية التي تحتاجها من مصادر عديدة معتمدة بشكل مكثف على سفارتها في بون لإنهاء العقود الضرورية. ولأن شركة "لورجي" لم تجهز معدات مصانع "قاتلات الحشرات"، فقد حصلت إيران على دعم كبير من شركات أوربية أخرى كما حصلت على المواد الأولية من مصادر غربية ثانية.

• وبحلول عام 1986 – 1987، طورت إيران إمكانيتها لإنتاج كمية كافية من المواد القاتلة لتحميلها في أسلحتها. وقد أكد مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية والمراقبين في منطقة الخليج بشكل واضح بأن إيران بإمكانها إنتاج مواد من التي تدخل إلى الدم مثل هايدروجين السيانيد وغاز الفوسجين و/أو غاز الكلورين. كما كانت إيران قادرة على تسليح كميات محددة من مواد كبريت الخردل والسيانيد في بداية عام 1987، وكان لها القابلية على التسليح بغاز الفوسجين و/أو غاز الكلورين. كانت تنتج هذه المواد الكيمياوية بدفعات صغيرة والتي جعلت إيران قادرة على تحميلها بعدد قليل من أسلحتها قبل بداية إنتاجها الكبير من مصانعها بعد ذلك.
• لقد إستعملت إيران تلك المواد الكيمياوية بتسليحها في القنابل وذخائر المدفعية وقد إستعملتها بشكل متفرق ضد العراق في عامي 1987 و 1988.

• أكملت إيران مصنعاً كبيراً لإنتجات الغازات السامة في قزوين على بعد حوالي 150 كيلومتراً غرب طهران، حيث تم إكمال هذا المصنع بين تشرين الثاني/نوفمبر 1987 وكانون الثاني/يناير 1988. ولو أن الإيرانيين يدعون أنه مصنعاً لإنتاج قاتل الحشرات، إلا أن الغاية الرئيسية منه في الحقيقة هو إنتاج الغازات السامة بإستعمال مركبات الفسفور العضوية.
وأدناه أيضاً بعض الحقائق عن إستخدام إيران للأسلحة الكيمياوية حسب المصادر التي ذكرتها:
أواسط عام 1987

إن إيران لديها القابلية على إنتاج غازات الخردل والسيانيد والأعصاب.
Anthony Cordesman, "Creating Weapons of Mass Destruction, Armed Forces Journal International 126, February 1989, p. 56.
18 تشرين الأول/أكتوبر 1987

وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتس يصرح أن كلاً من العراق وإيران قد إستخدمتا الأسلحة الكيمياوية "في أول تصريح يخالف الموقف الرسمي الأمريكي".
Gordon M. Burck and Charles C. Flowerree, International Handbook on Chemical Weapons Proliferation (Westport, Connecticut: Greenwood Press, 1991), p. 240; for original source see Reuters, Current News, 19 October 1987.
رغم تصريحه ذلك في عام 1987، إلا أنه والناطق الرسمي لوزارته إتهما العراق فقط بإستخدام الأسلحة الكيمياوية وذلك عند زيارة سعدون حمادي لأمريكا في الأيام الأخيرة التي سبقت إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية.
16-18 آذار/مارس 1988

حسب دراسة قام بها البنتاغون، أن إيران تستعمل الأسلحة الكيمياوية (بالإضافة إلى العراق)، وبشكل خاص كلوريد السيانوجين خلال هجوم على مدينة حلبجه الكردية. حيث بدأ الهجوم في يوم 15 آذار/مارس في عملية "والفجر" الإيرانية الهجومية. وحسب نتائج المخابرات الأمريكية فإن الإيرانيين قد أطلقوا على حلبجه أكثر من 50 قذيفة مدفعية وقنبلة بواسطة الطائرات محملة بالسيانيد. إستخدم العراق الغازات أيضاً، وخصوصاً غاز الخردل في هذه المعركة.
Patrick E. Tyler, "Both Iraq and Iran Gassed Kurds in War, US Analysis Finds," Washington Post, 3 May 1990, p. A3; Gregory F. Giles, "The Islamic Republic of Iran and Nuclear, Biological, and Chemical Weapons," in Peter R. Lavoy, Scott D. Sagan, and James J. Wirtz (Ed.), Planning the Unthinkable: How New Powers Will Use Nuclear, Biological, and Chemical Weapons (Ithaca: Cornell University Press, 2000), p. 91; Anthony H. Cordesman, "Iranian Chemical and Biological Weapons," CSIS Middle East Dynamic Net Assessment, 30 July 1997, p. 20.
23 آذار/مارس 1988

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية تشارلز ريدمان يتحدث بخصوص إستخدام العراق للأسلحة الكيمياوية في مدينة حلبجه الكردية "هناك مؤشرات على أن إيران قد إستخدمت قذائف المدفعية الكيمياوية في هذا القتال". إلا أن ريدمان قد ذكر أن كلاً من إيران والعراق كانتا قادرتين على إنتاج الأسلحة الكيمياوية محلياً، وأن كلا الدولتين كانتا تحاولان تكوين مخزون إحتياطي من الأسلحة الكيمياوية. وصرح ريدمان أن الولايات المتحدة "قد طلبت من العراق وإيران التوقف فوراً عن أي إستخدام للأسلحة الكيمياوية التي تعد إهانة للحضارة والبشرية". كما وصرح مسؤولون أمريكيون أن كلا الطرفين المتقاتلين يمكنهما إنتاج الأسلحة الكيمياوية محلياً.
David Ottaway, "US Decries Iraqi Use of Chemical Weapons; 'Grave Violation' of International Law Cited," Washington Post, 24 March 1998, p. A37.
ورغم تصريحه ذلك، إلا أنه إتهم العراق فقط في المؤتمر الصحفي الذي عقده عند زيارة سعدون حمادي لأمريكا.
24 آذار/مارس 1988

وحسب وكالة الأسوشييتد بريس، فإن كمال خرازي قد قال بأن بلاده تنتج الأسلحة الكيمياوية، كما أن المحللين والمصادر الدبلوماسية (الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسماءهم) قد قالوا بأنه يعتقد أن الأسلحة الكيمياوية الإيرانية هي غاز الخردل وغاز الفوسجين على الأغلب لأن تلك الغازات سهلة الصنع نوعاً ما من مواد كيمياوية متوفرة دائماً، إضافة إلى هايدروجين السيانيد.
Ed Blanche, "Chemical Warfare Threat Mounts in Gulf War," Associated Press, 24 March 1988.
24 آذار/مارس 1988

أورد مراسل رويترز أنه خلال جولة له في مدينة حلبجه لاحظ أن المسؤولين الإيرانيين والناجين من أهل المدينة قد قالوا بأن القوات العراقية قد ضربت المدينة بإستمرار في يوم 16 آذار/مارس، بعد يوم واحد من إحتلالها من قبل الإيرانيين وأن العراقيين كذلك قد إستعملوا الأسلحة الكيمياوية. كما أفاد أطباء إيرانيون بأنه ظهرت على بعض الضحايا علامات تشبه الشمع، ويقول هؤلاء الأطباء بأن ذلك يؤكد أن السلاح الكيمياوي المستعمل هو من نوع السيانيد (ملاحظة: يبدو أن ما قاله هؤلاء الأطباء الإيرانيون قد كان وراء الإدعاء بأن العراق قد إستعمل السيانيد في ذلك الهجوم، ولكن الحقيقة هي أن تلك الأعراض ليست من ضمن الأدلة المرضية على التسمم بالسيانيد.)
وحسب مراسلي رويترز الذين ذكروا في تقاريرهم، "قال بعض الناجين أن طائرة ظهرت من الغرب حوالي الساعة الثانية ظهراً يوم الأربعاء الماضي (16 آذار) وألقت قنبلة أو أكثر حيث إنتشرت على أثرها غيوم صفراء وبيضاء. وأن رجلاً متوسط العمر من الناجين أخبرنا بأن الإيرانيين دخلوا إلى المدينة حيث رحبنا بهم، وبعد ذلك، وحوالي الظهر جاءت القذائف العراقية حيث مات الجميع، وقد شاهدت غيوماً، شاهدت غازاً". ويضيف الصحفيون قائلين، "لقد أخبرنا مسؤولون عسكريون إيرانيون أن 5000 كردي قد قتلوا في هذا الهجوم العراقي. (ملاحظة: ومن هنا يتضح كيف أن مراسلي رويترز نشروا الخبر قبل التحقق منه أو من كان فعلاً السبب وراء مقتل هؤلاء الضحايا بل كان مجرد خبر نقله عسكريون إيرانيون إلى الصحفيين).
Patrick Worsnip, "Iraq Accused of Chemical Warfare as Thousands Die in Kurdish Town," Reuters, reported in Toronto Star, 24 March 1988, A14.
10 نيسان/أبريل 1988

ركز العراق جهوده على أسلحة كيمياوية من النوع الطويلة المفعول كغاز الخردل وليس على أسلحة كيمياوية من النوع القصيرة المفعول كالسيانيد، ذلك أن القوات العراقية كانت دائماً في حالة الدفاع وكانت تريد إستعمال أسلحة كيمياوية من النوع الذي يبقى في البيئة لأطول فترة زمنية لغرض منع الإيرانيين من التقدم لأطول فترة ممكنة. في حين أن الإيرانيين إستعملوا أسلحة كيمياوية من النوع القصيرة المفعول كالسيانيد والكلورين الذي يختفي بسرعة لكي يسمح لقواتهم بالتقدم السريع. وتقول مصادر البنتاغون بأن هناك "أدلة قوية" بأن الإيرانيين قد إستعملوا أسلحة كيمياوية في حلبجه، وأن هناك أسباب قوية للإعتقاد أن كلا الطرفين قد إستعملا الأسلحة الكيمياوية.
David Ottaway, "Mideast Perils: The Introduction of Medium-Ranged Missiles, Chemical Weapons and Ballistic-Missiles Warfare into the Volatile Region has Created a Situation that could Spell Doom in a New War Erupts between Arabs and Israel," Toronto Star, 10 April 1988, p. H3.
13 نيسان/أبريل 1988

قال مسؤول أمريكي كبير أنه يبدو أن إيران قد إستعملت الأسلحة الكيمياوية ضد أهداف في حلبجه في نفس الوقت الذي تحدثت به الإنباء عن وقوع هجوم بالأسلحة الكيمياوية على حلبجه، وإن الإفصاح عن ذلك قد أضعف الدعاية الإيرانية.
E.A. Wayne, "Tracking Chemical Weapons in the Gulf War," Christian Science Monitor, 13 April 1988, p. 32.
22 أيلول/سبتمبر 1988

تعتقد مجلة New Scientist بأنه من المحتمل أن يكون غاز الأعصاب "التابون" قد إستعمل في حلبجه وليس السيانيد والذي أدى إلى مقتل 6000 مدني كردي في آذار/مارس من هذا العام. وأن الأنباء التي تحدثت عن أن السيانيد قد إستعمل في تلك المعركة سببه هو تكون غاز السيانيد بسبب عدم نقاوة التابون الذي تفاعل مع الماء الموجود في التربة.
(ملاحظة: قفز عدد القتلى إلى 6000 في خبر هذه المجلة، ولا ندري ما يقوله الصحفيون الذي نقلوا ما أطلعهم الإيرانيون عليه بأن القذائف الفارغة التي وجدت كانت تحتوي على بقايا السيانيد).
"Iran Reports Western Allegations that Iraq is using Biological as Well as Chemical Weapons," Islamic Republic News Agency, 22 September 1988, reported in British Broadcasting Corporation, BBC Summary of World Broadcasts, 24 September 1988, Part 4, p. A1.
مايس/مايو 1990

أصدر البنتاغون تقريراً مستخلصاً من "مصادر سرية جداً" حول ضلوع إيران في الهجوم بالأسلحة الكيمياوية على حلبجه. ويقول التقرير "أن القوات الإيرانية قد إستعملت أكثر من 50 قنبلة وقذيفة مدفعية خلال ما يعتقد أنه الهجوم الأخير لإيران". ويقول التقرير أيضاً، "أن إيران قد تكون هي أول من أطلق قذائف المدفعية تلك المحملة بغاز السيانيد على حلبجه عندما إعتقد القائد الإيراني خطأً أن القوات العراقية كانت تحتل حلبجه." ويوضح أحد المسؤولين الأمريكان أن إدعاء إيران بأن الهجوم كان بغاز السيانيد كان واحداً من الأدلة التي تفضي إلى أن إيران هي من قتل الأكراد ذلك لأنه وحسب تحليلات الإدارة الأمريكية لم يكن العراق قد أدخل ذلك السلاح الكيمياوي إلى ترسانته من الأسلحة الكيمياوية. إضافة لذلك، فقد قال بعض القادة الأكراد بأنه قد تم قصفهم بالسلاح الكيمياوي من المواقع الإيرانية إلى شرقهم إضافة إلى القصف من غربهم من مواقع عراقية.
Patrick E. Tyler, "Both Iraq and Iran Gassed Kurds in War, US Analysis Finds," Washington Post, 3 May 1990, p. A37.

تناقض التصريحات الإيرانية حول ما جرى في حلبجه

للعودة الى الجزأ الاول من البحث

للعودة الى الجزأ الثاني من البحث

يتبع الجزأ الرابـع .. إنشاء الله

للعودة الى موقع: سيبقى العراق الى الأبــــــــــد

Labels:

  

Webster's Online Dictionary
with Multilingual Thesaurus Translation

     

  English      Non-English
eXTReMe Tracker