الملك السعودي وعراقه الحبيب!
بثينة الناصري
رغم ان غوردن غوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي لم يقل لنا أي عراقيين يقصد حين رد على الملك السعودي عبد الله بقوله :ان الولايات المتحدة موجودة في العراق بناء على طلب العراقيين، ولكن رده يوحي بأن الملك اما كاذب او منافق وهما صفتان لاتؤهلان صاحبهما لخدمة الحرمين! وكان عبد الله قد قال في افتتاح القمة العربية ان "في العراق الحبيب.. احتلال أجنبي غير مشروع". قال هذا وأمامه يجثم الرئيس غير العربي للعراق العربي ينظر بعينين كليلتين وخلفه يجثم وزير خارجية غير عربي يتبع الرئيس غير العربي للعراق العربي. الاثنان غير العرب يحتلان مقعد العراق خلف علم لا يعترفان به ولايرفرف فوق المباني التي يحتلانها في العراق. كل ذلك في قمة "عربية"!
ويجرؤ عبد الله بعد ذلك على الحديث عن "احتلال غير مشروع" في حين ان الامين العام للجامعة العربية في كلمته عدد الاحتلالات في البلاد العربية ولم يذكر بينها العراق، وهكذا اثبت انه موظف مخلص حتى العظم، ولا ننسى انه الألمعي الذي ساعد في صياغة هوية العراق في دستور الاحتلال حين اقترح تعريف "العراق من مؤسسي الجامعة العربية " تفاديا لذكر كلمة "عربي" صفة لبلد يكوّن العرب فيه 80 % من سكانه. والان يأتي من اصر على محو عروبة العراق ليمثله في جامعة عربية!أي خرف! وأي مفارقة!.. كيف يكون الاحتلال غير مشروع ياعزيزي الملك حين تعترف بمن نصبهم الاحتلال حكاما؟ وحين تستقبل ممثلا عن حبيبك العراق نفس السمسار الذي ادخل المغتصبين على الجميلة بغداد ووقف على بابها يحرسهم؟ وهو نفسه الذي دعاهم الى اقامة قاعدتين في كردستانه التي يبذل كل جهده على اعتبارها دولة منفصلة لا علاقة لها بالعرب او بالعراق؟ ومع ذلك يحكم العراق؟ وحسب منطقه المعوج هذا يكون محتلا ثانويا لبلاد عربية اسمها العراق.
ثم اذا كان العراق محتلا، فلماذا يستقبل محتلوه اصلا في الجامعة العربية؟ أليس المفروض ان الانضمام الى الجامعة يكون للدول المستقلة؟ لماذا لم تعلق عضوية العراق حتى استقلاله؟المادة الاولى من ميثاق الجامعة العربية : تتألف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة الموقعة على هذا الميثاق.
ولكل دولة عربية مستقلة الحق فى أن تنضم الى الجامعة" واذا كان الاحتلال لاشرعية له فبأي شرعية انطلق من اراضيكم؟ حين كانت ومازالت :
السعودية = مركز القيادة الجويةالقواعد : (4 جوية و2 برية ) 6+ واحدة بحرية مشتركة مع الاردن
الكويت =مركز القيادة البرية 7 قواعد 1 بحرية 2 جوية 4 برية
البحرين : مركز القيادة البحرية 3 قواعد : 1 بحرية و1 جوية و1 برية
الامارات - هو مركز استخبارات القصف الجوي والتجسس القواعد - 6 قواعد جوية تحوي طائرات التجسس u2 وطائرات بدون طيار تعمل فوق ارض العراق من 24 ساعة الى 30 ساعة. 2 بحرية
قطر = مركز القيادة المشتركة للقوات ومقر القادة العسكريين. 3 قواعد بحرية وجوية وبرية
عمان = القاعدة الرئيسية للقوات البريطانية 8 قواعد : 5 جوية و1 بحرية و2 برية
الاردن - مركز قيادة القوات الخاصة قاعدة بحرية واحدة
وكما نرى ان هذه الدول الاعضاء في الجامعة العربية قد اشتركت في تمكين الاحتلال بتوزيع الادوار بالعدل والقسطاط بينهم :
فالقيادة العامة في قطر،
والتجسس في الامارات،
والقيادة البحرية في البحرين
والقيادة البرية في الكويت
والقيادة الجوية في السعودية
والقيادة البريطانية في عمان
وقيادة العمليات القذرة الخاصة (بضمنها القوات الصهيونية) في الاردن.
كل ذلك في حين كان العراق دولة عربية مستقلة ذات سيادة ومؤسسة للجامعة العربية ولم نعرف حسب علمنا ان الحكومة الوطنية آنذاك قد طلبت قوات الاحتلال كما يزعم المتحدث باسم مجلس الامن القومي، ولم تنسق -حسب علمنا- مع دول الجامعة لمحو استقلالها وسيادتها، اذا كان هذا ما فهمه حكام العرب من فقرة الميثاق التي تقول" وتنسيق خططها (الدول العربية) السياسية، تحقيقا للتعاون فيها، وصيانة لاستقلالها وسيادتها من كل اعتداء بالوسائل الممكنة"
ثم أليس في الميثاق : "ولا يجوز فى أية حال اتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية،أو أية دولة منها "؟فهل يمكن ان يوضح لنا الملك على اي شرعية استند هو وامثاله من حكام هذه الدول وعلى اية شرعية استندت الجامعة العربية لتمكين الغزاة من العراق ثم الاعتراف بعملائه وتمكينهم من اغتصاب مقعد العراق المستقل في الجامعة؟ والجلوس خلف علم لا يأبهون له ولن يموتوا في سبيل ان يظل خفاقا.اية مفارقة هذه ايها الملك، حين تأتي ومن معك الى قمة العرب مدججين بالسلاح الامريكي، تحتشد اجواءكم بطائرات الموت والتجسس ومياهكم ببوارج القتل واراضيكم بجيوش برابرة اقسموا على هلاك أهلكم وناسكم وجيرانكم، وحين يكون بيت الله قاعدة لصواريخ يكتب عليها جنودهم "الى الله مع تحياتي " قبل ان يفجروا بها بيوت الله او رؤوس الاطفال في العراق، فعن اي احتلال لا شرعي تتحدث؟
بالله عليك ايها الملك ومن معك! تغطوا بأي شيء حتى ولو بستائر القصر الفخيم. إن عريكم يفجعنا.. ويفقأ اعيننا!
Labels: Buthaina al Nassirri and the Kings Discovery