كشف وثائق عرضها على الكونغرس الأميركي
تؤكد أن كبار مسؤولي الحكومة العراقية ضباط إيرانيون
البرلماني العراقي محمد الدايني:
"الحرس الثوري" يحكم العراق.. المالكي من "فيلق القدس"
وسفير إيران رئيس اللجنة الأمنية!
االاهرام العربي-لقاهرة- من مهدي مصطفى ومي الحسن:
"نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية عضو في »فيلق القدس« التابع ل¯ »الحرس الثوري الايراني« ومعه عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق, وبيان جبر صولاغ وزير الداخلية في حكومة ابراهيم الجعفري.. وسفير طهران في بغداد حسن كاظمي قمي يترأس »اللجنة الامنية العراقية«.. هؤلاء ومعهم اخرون كثر من قائمة »الائتلاف الشيعي« الحاكمة هم قادة »فرق الموت« المسؤولة عن تفجير السيارات المفخخة وقتل العراقيين.هذه المعلومات وغيرها الكثير من الوثائق المصورة لم تكشفها اجهزة استخبارات غربية او اقليمية ولا مصادر لم تشأ ذكر اسمها بل كشفها سياسي من اهل البيت العراقي نفسه.. لا بل هو عضو منتخب في البرلمان العراقي يدعى محمد الدايني.»السياسة« تنشر بالتزامن مع »الاهرام العربي« لقاء مطولا مع النائب الدايني, الذي لبى في ابريل الماضي دعوة من الكونغرس الاميركي, حيث التقى لجانه وعرض على اعضائه معلوماته ووثائقه عن انتماءات عناصر الفريق الحاكم في العراق راهنا والتي كانت على ما يبدو احد اهم اسباب »انقلاب« الادارة الاميركية على حكومة المالكي, بفعل الضغوط الكبيرة التي يمارسها الكونغرس على الرئيس جورج بوش الذي وجه بدوره غير مرة في الاونة الاخيرة انتقادات حادة لاداء حكومة المالكي, بلغت درجة التلويح باستبدالها, وفي خطوة لافتة وواضحة الدلائل اختار الرئيس بوش محافظة الانبار المعقل السني الاقوى في العراق محطة لزيارته المفاجئة الخاطفة التي قام بها الثلاثاء الماضي, حيث التقى زعماء العشائر »السنية« واجرى معهم جولة افق تناولت الاوضاع الامنية المتردية وسبل كبح جماح العنف المتصاعد.وهنا تفاصيل اللقاء مع النائب محمد الدايني, الذي استهله بالتعريف بأهم الشخصيات الفاعلة في الدولة العراقية الراهنة
قائلاً: السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي يترأس اللجنة الأمنية في العراق, والإيراني جمال جعفر الإبراهيمي عضو البرلمان العراقي هرب قبل خمسة أشهر من ملاحقة أميركية بعد اكتشاف مسؤوليته عن تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت العام 1983 وهو واحد من 11 إيرانيا منتخبين في البرلمان العراقي ضمن الائتلاف الشيعي وتم انتخابهم بأوراق مزورة جاؤوا بها عبر شاحنات من إيران, وجميعها تحمل علامة واحدة هي»555« أي الائتلاف الشيعي الذي تم إعلان فوزه بأغلبية مقاعد البرلمان, وشكل الحكومة الحالية. أما عبدالعزيز الحكيم ونوري المالكي وباقر صولاغ وغيرهم من الحكومة الحالية فأعضاء في »فيلق القدس« التابع للحرس الثوري الإيراني, و»منظمة بدر« هي الجناح العسكري للمجلس الأعلى الثورة الإسلامية, وتعد جزءا من منظمات عسكرية أوسع, تبدأ »بدر واحد« وتنتهي ب¯ »بدر تسعة«, وكل بلد حول إيران, عربياً أو غير عربي, له رقم منظمة, تمهيدا لبناء إمبراطورية فارسية, واعترف أحمدي نجاد رئيس إيران رسميا باحتلال العراق عندما قال: ان بلاده مستعدة لملء الفراغ بعد الانسحاب الاميركي«.
»الزرقا« و»جند السماء«
واضاف الدايني: هؤلاء هم قادة »فرق الموت«, ورؤساء الميليشيات التي تقوم بعمليات التفجير بالسيارات المفخخة, وقتل كل أعضاء الجيش العراقي السابق, ورؤساء العشائر, والعلماء والطيارين. وظهر دورهم البارز في عملية »الزرقا« في محافظة النجف الواقعة في منطقة الفرات الأوسط, عندما قتلوا وجرحوا الآلاف من أبناء الشيعة, متهمين إياهم بأنهم من منظمة إرهابية تدعى »جند السماء«, غير أن هؤلاء الناس كانوا قد بدأوا يعلنون عن رفضهم وجود هذه الأحزاب الإيرانية, فكان الانتقام منهم شديدا ورهيبا, نساء وأطفالا وشيوخا ورجالا, ومن قام بتصفيتهم »فيلق القدس« الإيراني, بمساعدة الطائرات الأميركية, ويترأس هذه الشخصيات مسؤولون إيرانيون في أجهزة الأمن المختلفة, ويقف على رأس هؤلاء مسجدي فروزندة الذي قام بتنفيذ إعدام صدام حسين صباح عيد الأضحى في 30 ديسمبر 2006, ويشرف الآن على إعدام كل الوطنيين العراقيين وإلقاء جثثهم في الأماكن المجهولة, وتفجير الأضرحة والحسينيات والمساجد والجامعات لاختلاق فتنة طائفية, وطالت أعماله حتى الأسواق الشعبية ثم اتهام تنظيمات اخرى بها, سواء المقاومة المشروعة أم تنظيم القاعدة, ولذلك خلقوا »قاعدة« مرتبطة بإيران تقوم بهذه الأعمال الوحشية.وعرض الدايني بعض الوثائق التي حصل عليها بوصفه عضوا عن محافظة ديالى, »شمال بغداد«, و المتاخمة لإيران من ناحية الغرب, ونائبا عن الشعب العراقي, كما حصل عليها من خلال اختراق مجموعته الوطنية, حسب وصفه, لكل أجهزة الدولة, مؤكدا أن العراق من شماله الى جنوبه مخترق من كل الأجهزة, سواء كانت وطنية أم تابعة للاحتلال الاميركي أو الإيراني, إضافة إلى جهاز »الموساد« الإسرائيلي وغيره من أجهزة دولية وإقليمية جاءت بعد الغزو الاميركي في العام 2003.كما اكد النائب العراقي صحة وثائق عرضت عليه في اللقاء منها وثيقة تحمل الرقم 3840 / ص. م بتاريخ 20 - 4 - 2006 رفعها بيان جبر الزبيدي »باقر صولاغ« وزير الداخلية في حكومة إبراهيم الجعفري السابقة ووزير المالية الحالي, إلى رئيس الوزراء يطالب فيها بدمج »فيلق بدر« في أجهزة الداخلية والدفاع, وجاء في الوثيقة' الى دولة رئيس الوزراء المحترم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نحيل اليكم طلبات »منظمة بدر« المقدمة الينا باعتبارنا رئيس لجنة دمج الميليشيات, ولشمولهم بهذا القانون وحسب الأمر(91) الخاص بدمج الميليشيات في القوات المسلحة, وبناء على الأمر الصادر من مجلس الوزراء المرقم1/2/ 12/ 898 في 10 8--2005, نرفق لكم أسماء الوجبة الأولى من الضباط من »منظمة بدر«, والتي تبدأ بالتسلسل رقم (1) العميد صادق عبدالعظيم الحلو, وتنتهي بالتسلسل (1117) الملازم ياسين عبدالرضا دخل الحساني. للتفضل بتعيينهم ومنحهم رتبهم حسب خط خدمتهم في »منظمة بدر« وتنسيبهم الى وزارتي الداخلية والدفاع حسب التوافق بين الوزارتين وتنفيذ أوامركم للوزارات ذات الشأن بتنفيذ القرار, ونقترح لجنة من وزارتي الداخلية والدفاع لقبولهم حسب الأصول واستنادا للأمر..91 مع فائق الشكر والتقدير.المرفقات قائمة بأسماء الضباط..,نسخة منه الى المكتب الخاص للمتابعة.. توقيع باقر جبر الزبيدي.. رئيس لجنة دمج الميليشيات وزير الداخلية.وقد رد الجعفري على هذا الطلب بالموافقة بتأشيرة تحمل لامانع, ثم توقيعه الذي حمل اسم إبراهيم الأشيقر الجعفري.
الحدود مع إيران سائبة
وثيقة اخرى تحمل العبارات السابقة من حيث الديباجة والصياغة, ولكنها مؤرخة في 4 / 5 /2006, تحت رقم /5/500/ ص. م, ويطلب فيها باقر صولاغ ضم أعضاء »حزب الله« العراقي كضباط في وزارتي الداخلية والجيش, ويبدأ من التسلسل رقم (1) عباس فاخر البهادلي وتنتهي بالتسلسل (250) سعدون عبدالساتر, وكانت تأشيرة الجعفري هذه المرة »لا مانع حسب الأصول القانونية«.أما بقية الوثائق فعبارة عن أوامر إدارية تنفيذية عاجلة لإلحاق هذه العناصر في مفاصل الدولة العراقية, أما الأخطر, فهو ما كشفه الدايني من ان هذه العناصر تم إلحاقهم بالعراق برغم أنهم من »فيلق القدس« الإيراني ويحملون الجنسية الإيرانية, ويصرفون رواتبهم من الحرس الثوري الإيراني ومن الدولة العراقية.. فعلى سبيل المثال كشفت مصادر الأهرام العربي عن أعضاء جيش القدس الإيراني في وزارة الداخلية العراقية, وهم:
اولا: أقسام وزارة الداخلية,
نائب وزير الداخلية أحمد الخفاجي,
رئيس العمليات, محمد نعمة نصير الحسان,
مستشار وزارة الداخلية, مهدي صالح العزاوي,
رئيس فرقة نزع المتفجرات, اللواء جهاد اللبيدي,
مستشار وزارة الداخلية اللواء عبدالخضر ضاهر,
المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف.
ثانيا: المحافظون:
محافظ بغداد حسين الطحان,
عمدة بغداد ساهر الفيصل,
رئيس مجلس محلي بغداد نعيم الكاظم,
محافظ البصرة السابق حسن الرشود,
محافظ المثنى محمد الحسيني,
محافظ النجف أبو سعد أبو طلال,
نائب محافظ النجف عبدالحسين عبدالرضا باقر أبتان.
ثالثا قادة الشرطة:
قائد شرطة ميسان إسماعيل كاظم,
قائد شرطة الإنقاذ اللواء على الياسري,
قائد شرطة ديالى السابق اللواء غسان الباوي,
قائد شرطة سامراء اللواء رشيد فليح,
قائد الحرس الحدودي اللواء عبد الرضا كاظم.
لكن كيف جرى ذلك تحت سمع وبصر الولايات المتحدة?
يقول الدايني: بعد انهيار الدولة العراقية في التاسع من إبريل 2003, ودخول القوات الأميركية الى البلاد سمحت قوات الغزو بأن تتغلغل أجهزة المخابرات الإيرانية: »فيلق القدس«, الحرس الثوري, جهاز استطلاعات - المخابرات الإيرانية - كما عملت على أن تكون جزءا من الوضع السياسي في العراق, فدخلت البرلمان وشكلت الحكومة, وتغلغلت في الوزارات المختلفة, النفط والصحة والنقل, وتلك الوزارات تحديدا تسيطر عليها أجهزة مخابرات إيرانية, وأذكر وأنا من محافظة ديالى الحدودية مع إيران كنت والمحافظ نلقي القبض على متسللين إيرانيين ونسلمهم للقوات الأميركية, ولكن المفاجأة أنها كانت تطلق سراحهم على الفور.
ويضيف الدايني: لا ننسى أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قبل نهاية ولايته وصعود أحمدي نجاد صرح بأن على اميركا ألا تنسى مساعدتنا لها في أفغانستان والعراق, وجاء تصريح خاتمي بعد تصاعد الضغوط الأميركية على إيران في ملفها النووي واكد البرلماني العراقي ان الحدود العراقية حتى هذه اللحظة سائبة, فلا توجد شرطة عراقية ولا جيش عراقي أو اميركي ولا حرس حدود ولا أبراج مراقبة, في حين أن اميركا تتهم بلدانا عربية اخرى مثل سورية بفتح الحدود لعبور المقاتلين الى العراق, ونحن نعلم أن حدود سورية مع العراق محصنة بساتر ترابي, وتراقبها اميركا بدقة على مدار الساعة, ولا تتجاوز هذه الحدود 600 كم, في حين أن الحدود الإيرانية مع العراق يبلغ طولها 1487 كم, ولا وجود للأمن فيها سواء من اميركا او من العراق الحالى.فالوجود الإيراني الكبير في العراق جاء حسب الدايني مع وصول الميليشيات المسلحة أولا, ثم من الحدود المفتوحة, ويكشف الدايني أن عدد سكان العراق الى ساعة الغزو كان 22 مليون نسمة, لكنه تحول في أثناء الانتخابات الى 28 مليون نسمة, لقد جاء الفارق من إيران, وفي أثناء الانتخابات أدلوا بأصواتهم لصالح قائمة الائتلاف الشيعي الموحد, ورمزها »555« إضافة الى التريلات المحملة بأوراق انتخابية مزورة باسم نفس القائمة وأمسكت بها قوات الاحتلال الاميركي, لكن أحدا لم يعرف الى الآن أين ذهبت هذه الأوراق برغم علم الاميركيين بها?
إطلاق المساجين الإيرانيين
لكن كيف حصل محمد الدايني على هذه الوثائق? وما الدليل على صحتها? يجيب لست مواطنا فحسب, بل أنا عضو برلماني عند الشعب العراقي, وأعتبر نفسي ممثلا للقوى الوطنية المناهضة للاحتلال في العراق.. والقوى الوطنية العراقية ينتمي اليها كل من هو عراقي, بعيدا عن الطائفية والمذهبية, وجميعا ينتمون الى مؤسسات راسخة, وهذه المؤسسات الوطنية فيها ملايين البشر الوطنيين, ونحن نخترق جميع مؤسسات الدولة العراقية مثلما هي مخترقة من قبل إيران, ومن قبل المحتل, وواجبنا في هذه المرحلة كالتزام أخلاقي وطني أن نتعامل بحجم خطورة الاحتلال, وفي العراق احتلالان: اميركي وإيراني, وهذا الأخير أخطر من الاميركي, لأن لديه أبعادا توسعية تمتد الى بلدان عربية اخرى لتصدير ما يسمي »بالثورة الإيرانية«, ولدينا هذه الوثائق. ويضيف لدينا وثيقة بتوقيع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بتاريخ 10 / 8 / 2006 يأمر من خلالها بإطلاق سراح 442 إيرانيا قبل زيارته لإيران, ولدينا ملفات اخرى من خلال اطلاعنا على كل القرارات التي تشرع في البرلمان, و هناك قرارات يتم التصديق علها في هيئة الرئاسة وتنشر في الوقائع الرسمية,
ونتساءل ما دامت تنشر في »الوقائع« لماذا عليها لا تعرض على البرلمان?
وليس هذا فحسب, بل لدينا ملفات بتوقيع المالكي بخصوص تصفيات لقوي سياسية معينة, وفيها يخاطب الجهة التي يعمل معها ويأخذ توجيهاته منها ونعني إيران, هذه الوثائق بتوقيع السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي الذي يترأس اللجنة الأمنية العراقية, وعندما كشفنا ذلك قبل أشهر أنكروا, ولكنهم أثناء مفاوضات اميركا وإيران في بغداد في جولتي التفاوض بين الطرفين المحتلين كان قمي على رأس المفاوضين الإيرانيين, وهو نفسه من يترأس اللجنة الأمنية في العراق.
وعن حجم »فرق الموت« و»فرسان مالطا« والإسرائيليين في العراق, يقول الدايني: إن اميركا عندما جاءت للعراق وجدت مقاومة كبيرة, لم تكن في حساباتها, فأرادت أن تشوه المقاومة فأطلقت على فصائل المقاومة تسميات لا ترتبط بها, واتفقت مع إيران والصهيونية الإسرائيلية, وخلقت قاعدة مرتبطة بإيران مسؤول عنها شخص اسمه »مسجدي فروزندة« مرتبط ب»فيلق القدس« وارتبطت بها ميليشيات للتصفيات الجسدية ويؤكد ان المالكي وحكومته يعرفون بهذا الأمر, وقد عملوا على زج الكثير من أرباب السجون والسوابق الى وزارات الدولة, ومن يعملون في »فيلق القدس« قتلوا معظم ضباط الجيش العراقي خلال المعركة مع إيران, واستهدفوا الوطنيين العراقيين وشيوخ العشائر.
ويواصل الدايني: إن أميركا ضمن خطتها تستهدف حتى المواطن البسيط الذي يبيع الخضار, فعندما ينام الناس في بيوتهم يستيقظون على جثث مجهولة ملقاه في الشوارع, فمن أين تجيء هذه الجثث? والموطنون يعتقلون من بيوتهم من دون أوامر قضائية وبعدها يرمون في الشوارع, وهناك العديد من الأطباء وقبل شهرين ألقي القبض على »علي دقدوق« اللبناني المرتبط ب¯ »حزب الله« و»فيلق القدس« ويصرف شهريا من 7 الى 10 ملايين دولار ومهمته قتل المواطن العراقي في كل مكان, وسيأتي اليوم الذي نفضح فيه هذه الملفات.
خامنئي الأب الروحي
وعن سبب طرح عبدالعزيز الحكيم فيدرالية في الجنوب يقول الدايني: »المجلس الأعلى« والذي يعتبر خامنئي الأب الروحي له هو مؤسسة تابعة ل¯»فيلق القدس« وتسمى 9 بدر, وهي هيكلية تنطلق من العراق الى بلدان أخرى من مؤسسات »فيلق القدس« يترأسها في العراق عبدالعزيز الحكيم, أما قادة »فيلق القدس« الآخرون فهم مسجدي فروزندة وقاسم سليماني, هذه المؤسسة يرتبط بها من كان يعيش في إيران ومن بينهم المالكي و»حزب الدعوة« و»ثأر الله« و»شهيد المحراب«,
أما لماذا يصرون على الجنوب? ففي اعتقادهم بأنهم سيطروا على أهلنا في الجنوب, ولكن من خلال متابعتنا للأحداث, فإن الجنوب انقلب كليا على الحكيم وعلى الأحزاب المرتبطة بإيران.وعن عملية اعدام صدام وما قيل قبلها من ان ثمة تخطيطا لاخراجه من المعتقل, يقول البرلماني العراقي محمد الدايني من أعدم صدام هي إيران وتحديدا فروزندة قائد في »فيلق القدس« الإيراني وأعدمه في بغداد, وبعد اعدامه بساعات خرج أغا محمدي مسؤول الملف العراقي بمكتب خامنئي وقال هنيئا بإعدام الطاغية صدام وقد أعدم بأيدي المؤسسات الإيرانية, أنا هنا لا أريد الدفاع عن صدام ولكني أتكلم عنه كمواطن, لكن إصدار الاحكام التنفيذية بإعدام صدام مخالفة, لأن الدستور يقول: إن صدور حكم الاعدام لا يتم إلا بالمصادقة عليه من رئيس الجمهورية ونائبيه فما دخل المالكي بتوقيع إعدامه? هذه مخالفة دستورية وسيأتي اليوم الذي يحاسب فيه المالكي على هذا الأمر,
وهناك ملف في الكونغرس بهذا الأمر وسيظهر خلال الأيام القريبة.
ويضيف الدايني: اعتقد أنه في الأيام القريبة ستتخلى اميركا بشكل كلي عن المالكي, وأن العد التنازلي قد بدأ فعلا, مئات الآلاف قتلوا في ولاية المالكي, وهو سيتغير من خلال البرلمان العراقي.وعن توقعاته للمرحلة المقبلة في حال تغيير المالكي,
يقول الدايني: الوضع سيبقى في العراق غير مستقر, ويؤثر سلبيا على المنطقة, وكانت هناك مشاريع بديلة, فاميركا كانت قد بدأت بتقوية جهة على جهة اخرى كانت في يوم ما ظلمتها, ولكن نحن لا نريد ذلك, ولا نريد أن نتكلم بطائفية, فقط نريد حكومة مهنية تكنوقراط, وانتخابات مبكرة في العراق, ولا تعطي الأجهزة الأمنية للميليشيات وأعتقد أن اميركا إن فعلت ذلك ربما تخرج من العراق بما يحفظ ماء وجهها. ويؤكد الدايني انه كشف كثيرا من السجون السرية مثل سجن الجادرية, وسجن لواء الذئب, وسجن ساحة النسور, وسجن ديالى, رهيب ومرعب, واستطعت بمعونة وطنيين أن أصور بالفيديو عمليات اغتصاب الرجال, وكيف يتم جلب زوجات السجناء وبناتهم ليجبروهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها وإلا زنوا أمامهم بهؤلاء النسوة, ورأيت كيف كان يتم قلع الأظفار, وشاهدت التابوت الكهربائي كآلة من أبشع أنواع التعذيب, وفور حصولي على هذه الأدلة عرضتها على الفضائيات قبل عرضها على البرلمان لأن بعض البرلمانيين متورطون في التعذيب,
وصورت فيلما وثائقيا مع قناة »بي. بي. سي« وكان صادما للرأي العام الأوروبي والاميركي.وبعد أن شاهد الرأي العام العالمي تلك الصور, خصوصا الشارع الاميركي بدأ يتفاعل, ويعرف حقيقة ما يجري في العراق من قبل الاحتلال.فوجهت لي دعوة من الكونجرس الاميركي في إبريل الماضي,
وكان لي برنامج مطول في الولايات المتحدة, وكشفت خلاله حقائق دامغة, كان لها صدى كبير على الوضع السياسي الاميركي, وزادت من الضغوط على الرئيس الاميركي جورج بوش وعلى الحكومة العراقية الحالية, وشرحت لهم كيف أن السفير الإيراني هو الذي يدير الأمور في العراق.
نقل الصراع الى.. الكونغرس
ويقول الدايني إن' أعضاء الكونجرس كانوا يجهلون ما يجري في العراق, وكانوا يتصورون أن هناك إعمارا ورفاهية, قلت لهم إن العراق رقم واحد في الجثث المجهولة وفقدان الخدمات والتهجير, وأكثر من نصف مليون مفقود, وأن النساء يتم الاعتداء على شرفهن.. وأخبرتهم أنه بفضل المقاومة العراقية نقلت المعركة الى معركة أميركية - أميركية, وبدأ الصراع ينتقل الى الكونغرس والى البنتاغون وبدأ بوش يواجه مصاعب وتحديات كبيرة, والأيام القليلة المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت وعندما سألوني عن الحل, قلت ان عليهم ان يطالبوا برحيل قواتهم عن العراق, وساعتها سيسقط المالكي وكل من جاؤوا معه, والعراقيون قادرون على تخليص أنفسهم من الاحتلال الإيراني, فلا توجد صراعات طائفية, وعندما تساءلوا عن الإرهاب قلت لهم بصراحة أنتم من جاء بهؤلاء وسيخرجون معكم, وقدمت لهم الوثائق الدامغة, ومن يومها ووفود الكونجرس لا تنقطع عن العراق لكشف ما يجري, وأحسب أن هذا إنجاز للعراق والعراقيين.
وعن سبب عدم تقديمه هذه الوثائق الى النظام العربي الرسمي, وجامعته العربية قال الدايني: إن النظام العربي الرسمي خائف على كراسيه من اميركا برغم أن المقاومة العراقية أثبتت أن اميركا مجرد أكذوبة, ومع ذلك التقيت مسؤولين في الجامعة العربية وأطلعتهم على الأوضاع الواقعية, كما سلمت ملفات الى كثير من الدول العربية.. ولكن لا جدوى من المواقف الرسمية, وهي غير مشجعة, بينما الموقف الشعبي مشرف.. والبلدان العربية بدأت أخيرا تتخذ بعض المواقف حيال ما يجري خوفا من النفوذ الإيراني المتنامي الذي بدأ يهدد مصالحها الاستراتيجية.
وهل تفهم أعضاء الكونغرس فكرة المقاومة العراقية.وهل اقتنعوا بمشروعها يجيب الدايني أن المقاومة العراقية وحدها دون كل حركات التحرير العالمية على مدى التاريخ الإنساني لم تحصل على أي دعم من أي بلد, وهذه المقاومة الباسلة تدخل عامها الخامس وتقاتل عنجهية وغباء القوة الأميركية, وقد لا يعرف كثيرون أنها بدأت بعد الاحتلال بساعات, وفي بادئ الأمر كانت على شكل مجاميع صغيرة, وصارت تكبر وأصبح لها رؤوس وقيادات, ولكن لا يستطيع أحد أن يتكلم عن هذه الرؤوس فذلك يجب أن يبقى سرا للحفاظ عليها.
واضاف: في هذا الإطار قدمنا مشروعا للكونغرس الاميركي يقوم على جدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق وفور الانسحاب سيهرب من جاء بهم الاحتلال على ظهر الدبابات وأذناب النفوذ الإيراني, وقلنا لهم سنجلب كل المتخاصمين مع العملية السياسية بمن فيهم المقاومة العراقية, فسألوا كيف نأتي بمن قتلوا أبناءنا الاميركيين ونتفاوض معهم? قلت لهم تتكلمون عن بضعة آلاف بينما أنتم قتلتم أكثر من مليون عراقي, وأرقام الصليب الأحمر, تؤكد أن هناك أكثر من مليون مفقود, وهناك أربعة ملايين مشرد ولاجىء في العالم, وأنتم أيضا دمرتم وسرقتم أكثر من 12 ألف قطعة أثرية في العراق, وأكدت لهم أنني أعتبر أن العراق من البلدان المنكوبة.
وعندما سألوا عن ارتباط إيران بالمقاومة, أكدت لهم أنها لا ترتبط بإيران, بل هي من الجيش المنحل, فأكثر من 250 ألفا من الجيش العراقي هم في فصائل المقاومة الآن. وقلت إن مجيء القوات الأميركية للعراق هو لسرقة ثروات العراق النفطية والاقتصادية, وعلى سبيل المثال قانون النفط لا يمكن أن يمر, وعندما تكلموا عن موافقة مجلس الوزراء, قلت لهم إنه ليس سلطة تشريعية, وعددت لهم ثغرات هذا القانون, فهو كالثوب مفصل على مقاس الشركات الأميركية والبريطانية, وأخيرا أوضحت لهم أن من جاء بالاحتلال هم خمسة أشخاص على رأسهم بوش وهؤلاء الأشخاص يمتلكون الشركات النفطية ويريدون نفط العراق.
لكن الدايني وبرغم فضحه لاميركا وحكومة المالكي »الإيرانية«, واعتباره انه حقق انجازا بوصوله الى الكونغرس والرأي العام العالمي فإنه بدا متشائما, وقال إن المرحلة المقبلة صعبة جدا على الشعب العراقي وعلى القوات المحتلة والقوات الإيرانية لكن في الحصيلة النهائية ستفلح القوى الوطنية, وأعتقد أنه بعد منتصف سبتمبر ستغير أميركا استراتيجيتها في العراق ليس من أجل الشعب العراقي بل من أجل مصالحها الخاصة, وستخضع لإرادة الشعب العراقي.
المصادر والوثائق:
وثيقة من بيان جبر الى ابراهيم الجعفري تطلب دمج ضباط من »منظمة بدر« بوزارتي الداخلية والدفاع //
وثيقة تطلب الافراج عن 442 ايرانيا معتلقين في العراق //
رد رئيس الوزراء نوري المالكي بالموافقة على طلب الافراج عن السجناء الايرانيين ال¯ 442 //
كتاب من وزير الدفاع الى رئيس الوزراء بالموافقة على تعيين الفريق اول موحان حافظ منسقا بين الوزارة و»فيلق مكة« //
مذكرة من وزير الداخلية السابق بيان جبر الى رئيس الوزراء, الذي اشر عليها »لا مانع« من الحاق ميلشيات »منظمة بدر« بالقوات المسلحة //
»لا مانع وفق الاصول القانونية« من رئيس الوزراء على كتاب »رئيس لجنة الميلشيات« //
النائب العراقي محمد الدايني //
»بدأ العد التنازلي لحكومة المالكي« //
يستعرض »الوثائق« //
بيان جبر »صولاغ« //
ابراهيم الجعفري //
نوري المالكي //
عبد العزيز الحكيم //
حسن كاظمي قمي سفير طهران في بغداد ورئيس »اللجنة الامنية العراقية« //
ابرز القيادات العراقية في وزارة الداخلية وفي الشرطة وحكام المحافظات الذين يحملون الجنسية الايرانية الى جانب العراقية/
Labels: الدايني يدلي بمعلومات خطيرة عن الدور السافر للمخابرات الايرانية بحكم العراق